آداب طالب العلم هي مجموعة من الأخلاق التي يجب على طالب العلم أن يتحلى بها، وإليك في هذا المقال أهم الآداب والأخلاق التي يجب عليك التحلي بها إذا كنت ممن يرغبون في بدء رحلة التعلم، تابعوا معنا المقال التالي.
اقرأ أيضاً آداب المجلس
اقرأ أيضاً آداب زيارة المريض
ما هي آداب طالب العلم
ينبغي على طالب العلم أن يتحلى بجملة من الأخلاق والآداب، ومنها:
1- الصبر
- طلب العلم هو من معالي الأمور، والذي لا يناله إلا من يصبر على رحلته، لذلك على طالب العلم أن يتحلى بالصبر، وكما يقال: “فلئن كان الجهاد ساعةً من صبر، فصبر طالب العلم إلى نهاية العمر”
- لذلك ينبغي على طالب العلم أن يصبر على مشقة هذا الطريق، ويتذكر قول الله تعالى: “يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”
2- الإخلاص في العمل
- من أهم الآداب التي يجب أن يتحلى بها طالب العلم هي أن يخلص في نيته في ذلك، وأن يكون في طلبه للعم قصدًا لوجه الله تعالى فقط، لا لحب الرياء والظهور والاستعلاء على الناس بعلمه.
- ولنتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك: ” مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ”.
3- الحذر من الاشتغال باختلاف العلماء
- يجب على طالب العالم ألا يشتغل بالاختلاف بين العلماء في بداية طريقه، وكذلك ألا يشغل نفسه بالخلافات بين الناس بشكلٍ عام، حتى لا يحير ذهنه.
- وينبغي على طالب العلم أن يبدأ في كل علمٍ بالأهم فالأهم، وألا يتنقل بين الكتاب بلا موجبٍ لذلك، فإن في ذلك علامة على عدم الفلاح.
4- اغتنام الوقت
- من المهم ألا ينخدع طالب العلم بالتسويف والتأجيل، وأن يبادر إلى طلب العلم في شبابه فإن كل ساعة تمضي من عمرك لن تجد لها بديلًا.
- كذلك على طالب العلم أن يحرص على اغتنام الوقت في التحصيل، وأن يقطع عن نفسه الشواغل التي تصرف ذهنه عن العلم والتعلم، وأن يزيل من طريقه العوائق التي تمنعه من بذل الجهد وقوة الجد في تحصيل العلم.
5- العمل بالعلم
- إن ثمرة العلم هو العمل به، وهو من أهم الصفات والآداب التي يجب على طالب العلم أن يحرص عليها ويتحلى بها.
- ومن علم ولم يعمل بعمله فهو أشبه باليهود والذين قال فيهم الله تبارك وتعالى: ” مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ”
- وأما من عمل بلا علم فهو أشبه بالنصارى، وهم من وصفهم الله تعالى بالضالين في سورة الفاتحة.
6- مطالعة الكتب
- على طالب العلم أن يكون في مطالعة دائمةٍ للكتب، فبعد أن يوم بدراسة المختصرات وحفظها ينتقل إلى بحث المبسوطات وأمهات الكتب.
- وينبغي لطالب العلم ألا يستقل بأي فائدةٍ يقرؤها أو يسمعها، وعليه ألا يكتفي بقليل العلم وألا يقتنع باليسير ما دام في إمكانه غير ذلك.
- من المهم أيضًا أن يحرص طالب العلم ألا يشغله التسويف في تأخير تحصيل أي فائدة تمكن منها، فإن للتأخير آفاتٍ عدة.
7- الضبط والإتقان
- من الضروري أن يهتم طالب العلم بصحيح ما يريد حفظه على شيخٍ أو غيره حتى يتقن التصحيح، ثم ينتقل إلى الحفظ بشكلٍ محكمٍ مع التكرار.
- وعلى طالب العلن أن يتعاهد ما حفظه دائمًا ويخصص للمراجعة وقتًا يوميًّا حتى لا ينسى ما قد حفظه.
8- التأدب مع الشيخ
- لا بد لكل طالب علمٍ من شيخٍ يتلقى منه، ومن الآداب التي ينبغي على طالب العلم التحلي بها هو التأدب مع شيخه ومعلمه، فمن الواجب أن يكون الشيخ مجل إجلال وتقدير وتلطف.
- فينبغي على طالب العلم أن يلتزم بالأدب في حلوسه معه وفي حديثه إليه، وأن يكون حسن السؤال والاستماع على شيخه، وأن يترك الخصال المذمومة كالتطاول أمامه والتقدم عليه بالكلام والإلحاح عليه في الجواب.
- وحتى إذا بدا لطالب العلم خطأ من شيخه، فينبغي له ألا يسقط شيخه من نظره، وأن يتذكر أننا جميعًا نخطئ، كما يجب على طالب العلم ألا يكثر من سؤال شيخه بالأخص مع شهود الملأ، كما عليه ألا ينادي شيخه باسم مجردًا.
9- اختيار الصاحب
- من المهم أن يحرص طالب العلم على أن يتخذ رفيقًا صالحًا له، وأن يتصف هذا الرفيق بالصلاح والانشغال بالعلم، وذلك كي يعينك هذا الرفيق على تحقيق مقصدك، ويحثك على زيادة التحصيل ويخفف عنك الضجر.
- وإليك تلك التذكرة” وإياك وقرين السوء؛ فإن العرق دساس، والطبيعة نقالة، والطباع سراقة، والناس كأسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض، فاحذر معاشرة من كان كذلك فإنه المرض، والدفع أسهل من الرفع”
10- دوام المراقبة
- وأخيرًا، من المهم لطالب العلم أن يتحلى بدوام المراقبة لله عز وجل، وذلك في السر والعلن، وأن يقبل على الله تعالى بقلبه، وأن يشغل لسانه دائمًا بذكره.
- كما ينبغي على طالب العلم أن يستعين بالدعاء بأن يفتح الله عليه ويرزقه العلم النافع، ويوفقه إلى ما يحبه ويرضاه.
اقرأ أيضاً آداب الطعام والشراب
أخلاق طالب العلم
على طالب العلم أن يكون ذا خلق، وأن يتحلى بالآداب والأخلاق التي ذكرناها في هذا المقال بشكلٍ تفصيلي، ومنها:
- التحلي بالصبر
- التأدب مع الشيخ أو المعلم
- الإخلاص في العمل
- اختيار رفيقٍ صالح.
- دوام مراقبة الله تعالى.
آداب طالب العلم مع معلمه
يجب على طالب العلم أن يتحلى بمجموعة من الآداب مع شيخه أو معلمه، وتلك الآداب هي:
- بدايةً على طالب العلم أن يستخير الله تعالى فيمن سيتلقى عنه العلم من المشايخ.
- يجب على طالب العلم أن يكون مطيعًا لشيخه وألا يخالفه، فيكون بين يديه كالمريض بين يدي الطبيب الماهر.
- من الآداب التي يجب على طالب العلم أن يتحلى بها مع معلمه هي أن يصبر على أي جفوةٍ أو سوء خلق يصدر منه.
- يجب على طالب العلم أن يكون حسنًا في جلسته أمام شيخه، وكذلك أن يكون حسنًا في سؤاله فيقدم الدعاء بين يديه، وذلك كأن يقول: “عفى الله عنك..”.
- من الآداب المهمة أن يحرص طالب العلم على إجلال شيخه دون غلو في ذلك.
- ألا يقطع معلمه أو شيخه أثناء الشرح، وأن يحسن الإصغاء إليه حتى لو شرح المعلم درسًا يعرفه.
- ينبغي على طاب العلم ألا يتقدم بالكلام على الشيخ أو المعلم، فلا يسبقه في شرح مسألةٍ أو جواب سؤال سواءً كان سؤالًا منه أو من غيره.
آداب طالب العلم مع شيخه
الشيخ والمعلم أهم ما في رحلة العلم، لذلك يجب على طالب أن يتحلى بالأدب معهما كما ذكرنا تفصيلًا، وإليك الآداب التي يجب أن يتحلى بها أمامهم بشكلٍ إجماليّ:
-
- إجلال الشيخ وتقديم الاحترام له.
- أن يطيعه ويصبر على جفوة تصدر منه
- ألا يتقدم بالحديث عليه.
- وأن يحس الاستماع له والجلوس بين يديه.
آداب طالب العلم للأطفال
التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، لذلك ينبغي علينا أن نحرص على تعليم أطفالنا آداب طالب العلم ونشجعهم على التحلي بها منذ الصغر.
ولا تختلف آداب طالب العلم بين صغيرٍ وكبير، فهي كما ذكرنا:
- الصبر والإخلاص في العمل
- العمل بما نتعلمه.
- الحرص على اغتنام الأوقات في التحصيل وطلب العلم
- اختيار الصاحب والتأدب مع المعلم أو الشيخ.
- مطالعة الكتب مع الحرص على الضبط والإتقان.
الأسئلة الشائعة لمقالتنا (آداب طالب العلم)
كيف يكون التأدب مع المعلم أو الشيخ؟
يكون ذلك بأن يجلس طالب العلم بين يديه جلسة المتأدب، وألا يكثر في السؤال وألا يلح في طلب الجواب، وأن يصبر على معلمه من أي قسوة أو سوء خلق يصدر منه.
ما هو أثر مجالسة الصالحين في رحلة طالب العلم؟
إن مجالسة الصالحين ومرافقة من ينشغلون بتحصيل العلم خير معين لطالب العلم، وخير مشجع له على التحصيل وتحقيق الفائدة، كما أن مجالسة الصالحين تزيل عنك السأم والضجر من كثرة المذاكرة.
كانت هذه أهم آداب طالب العلم التي يجب عليه أن يحرص على التحلي بها، نسأل الله أن ينفعا بالعلم وإياكم.