محتويات
-
- تعريف الإيمان بالله
- ماهي أركان الإيمان
- ما الفرق بين أركان الإيمان وأركان الإسلام؟
- الأدلة من القرآن التي بين الله فيها أركان الإيمان؟
- أركان الإيمان في السنة النبوية الشريفة
- أهمية أركان الإيمان
- أركان الإيمان للأطفال
- ما الفرق بين أركان الإيمان وقواعد الإسلام؟
- هل الصلاة ركن من أركان الإيمان؟
- من أنكر ركنًا من أركان الإيمان فإنه؟
- ما هي أركان الإسلام والإيمان والإحسان؟
- ما الغاية من كل ركن من أركان الإسلام؟
أركان الإيمان، جزء منه هو توحيد الله الواحد الأحد والإيمان بوجوده وتصديقه، والتسليم التام لأمر الله عز وجل، وطاعته والبعد عن نواهيه. ويعتبر الإيمان بالله من أهم أصول جميع الأديان، فلقد جاءت الدعوات اليهودية، المسيحية، والإسلامية حاملة لمعاني الإيمان والتوحيد بالله، وعدم الشرك به.
تعرف أيضاً على أفضل سلاسل شرح العقيدة الإسلامية الصحيحة للمبتدئين
تعريف الإيمان بالله
يتبين لنا مفهوم الإيمان بشكل واضح في حديث جبريل للرسول ” صلى الله عليه وسلم” وسؤاله عن ما هو الإيمان، فقال صلى الله عليه وسلم” الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقَدَر خيره وشره”، رواه مسلم.
يُعرف الإيمان بالله على أنه شئ مصدق تماما بوجود الله عز وجل وألوهيته، والاعتراف الكامل بعظمته وكماله، حيث قوله تعالي “قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ”. فالإيمان في اللغة العربية يعني التصديق الجازم بوجود الله عز وجل، والتسليم له تسليماً تاماً.
ولقد فسر الكثير من العلماء والمفسرين الإيمان بالله على أنه من أهم أسباب السعادة في الدنيا، وعلو الدرجات في الآخرة إن شاء الله، ويقوم الإيمان بالله على معرفة الخالق معرفة روحانية تامه، والتعرض لأسمائه وسماته الكاملة، فالعلاقة بين معرفة الله والإيمان به علاقة طردية، فكلما زادت معرفة الإنسان بربه وتقربه منه، زاد إيمانه به.
وقد تناول القرآن الكريم تعريف الإيمان بالله من خلال قوله تعالى “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”، ويكمن الإيمان بالله عز وجل في ثلاث أشياء من عوامل التوحيد، وهي: توحيد الربوبية، توحيد الألوهية، توحيد الأسماء والصفات.
ماهي أركان الإيمان
أثناء جلوس رسول الله “صلى الله عليه وسلم” جاءه ملك مرسل من الله وهو جبريل عليه السلام ليعلمه ماهي أركان الإيمان، وتلك الأركان هي الإيمان بالله، وملائكته، الإيمان بجميع الكتب السماوية، الإيمان بالرسل ، الإيمان باليوم الأخر والإيمان بالقدر، وهي تلك الأركان التي يتوجب على الإنسان المسلم الإيمان والتسليم بها وفيما يلي شرح لكل ركن من هذه الأركان.
1-الإيمان بالله
عبادة الله الواحد الأحد، والإيمان بكماله وصفاته وأسمائه التي وردت بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
2-الإيمان بالملائكة
يُعد الإيمان بالملائكة من أهم ركائز الإيمان، وتشتمل هذه الركيزة على الإيمان بوجود الملائكة وأنها من خلق الله عز وجل، والإيمان بأن خلقها الله من نور، وبالمهام الموكلة لهم في إطاعة أوامر الله عز وجل.
3-الإيمان بجميع الكتب السماوية
حيث أن الإيمان برسالات الرسل والكتب السماوية التي أنزلت من الله عز وجل، ومنها ما ذُكر في القرآن الكريم والسنة، ومنها ما لم يُذكر، ومن الكتب السماوية التي سماها الله عز وجل في كتابه: الزبور، التوراة، الإنجيل، صحف إبراهيم، والقرآن الكريم.
4-الإيمان بالرسل
يعتبر الإيمان بالرسل من أهم أركان الإيمان، الإيمان بالرسل التي أرسلها الله عز وجل للبشرية في مختلف البقاع والمدن، والرسل التي سماها الله عز وجل في كتابه، والتي لم يسميها. والمساواة بين جميع الرسل، وعدم التفرقة بين أحد من رسله.
ولقد ذُكر بالقرآن الكريم 15 نبياً، وهم: آدم، نوح، إدريس، صالح، إبراهيم، هود، لوط، يونس، إسماعيل، أسحاق، يعقوب، يوسف، أيوب، شعيب، موسى، هارون، اليسع، ذو الكفل، داوود، زكريا، سليمان، إلياس، يحيى، عيسى، محمد ، صلوات الله عليهم جميعاً.
5-الإيمان باليوم الاخر
لابد من الإيمان باليوم الأخر كركن خامس من أركان الإيمان، ويعني الإيمان بكل تفاصيل اليوم الأخر ” يوم القيامة” التي أخبرنا عنها الله عز وجل والرسول الكريم، وتكمن تفاصيله المعروفة بالإيمان بالموت والبعث وعاذ القبر وفتنته، والمشي على الصراط، والإيمان بالحساب والجنة والنار، واليقين بعدل الله عز وجل في حصول كل إنسان على حسابه بالجزاء كان أو بالعقاب، وفقاً لعمله ونيته.
6-الإيمان بالقدر
الإيمان بالقدر خيره وشره، من أهم أركان الإيمان بالله الواحد الأحد، ويقوم الإيمان بالقدر على توقع الخير وحسن الظن بالله دائماً، والرضا بقدره سواء بخيره أو شره، ولقد جاء قوله تعالى “وخلق كل شيء فقدره تقديراً”.
ما الفرق بين أركان الإيمان وأركان الإسلام؟
جعل الله للإسلام أركاناً، مثلما جُعلت أركان للإيمان، فالإيمان والإسلام متلازمان، حيث يترابطان بعبادة الله الواحد الأحد وعدم الشرك به، فالإيمان هو الاعتقاد الجازم والتصديق بألوهية الله عز وجل وأنه واحد أحد لا شريك له، والإسلام هو التسليم والخضوع التام لتنفيذ أوامر الله عز وجل.
يكمن الفرق الأساسي بين أركان الإيمان والإسلام، هو أن أركان الإسلام ظاهرة، يقوك الإنسان بتأديتها، أما أركان الإيمان فهي أركان باطنة، روحانية تتعلق بأمور لا تظهر، وتتمثل أركان الإسلام في:
1- نطق الشهادتين
أي قول شهادة ألّا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله، وتعتبر الشهادتان الركن الأولي والأهم من أركان الإسلام.
2- أداء الصلاة
وهي أن يؤدى الفرد المسلم الصلوات التي فرضها الله عليه وهم خمس صلوات، كما شدد الله عز وجل على أداء الصلاة على أوقاتها المحددة، حيث قال تعالى “فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا”، هنا يأتي معنى الآية التأكيد على الصلاة في أوقاتهم وعدم التخاذل عنها أو تأخيرها.
3- إيتاء الزكاة
تعتبر الزكاة من الأركان الأساسية للعقيدة الإسلامية، فهي فريضة مالية، فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلم، تدفع للفقراء والمحتاجين، وقد خص الله بها المسلم لتطهير أمواله من البخل وتزكيتها.
4- فريضة الصيام
فرض الصيام على كل مسلم بالغ قادر وعاقل، وقد قال تعالى” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ”، يأتي هنا فرض الصيام الذي فرضه الله على المسلمين وله حكمة في تمكن الفرد المسلم من قهر الشيطان، وفرصة التوبة من الذنوب ونسيان المعاصي التي تنغص على المسلم معيشته.
4- فريضة الحج
تقوم فريضة الحج على شعائر ومناسك إسلامية معينة، فالحج يعني قصد مكان معين، وهو بيت الله الحرام بمكة المكرمة، والطواف حول الكعبة، وجبل عرفة، والطواف حول الصفا والمروة، وللحج أشهر معلومات، وهي: شوّال، وذو القعدة، وذو الحِجّة.
فالحج فريضة وركن من أركان الإسلام، فرض على كل مسلم يستطيع، وجاء وجوب فريضة الحج في القرآن الكريم في “وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ”.
فكل هذه الأركان، أركان واضحة يؤديها الفرد المسلم بشكل واضح وعلني، أما أركان الإيمان فهي أركان خافية كما ذكرنا سابقنا يؤديها الإنسان بقلبه وروحه.
الأدلة من القرآن التي بين الله فيها أركان الإيمان؟
تقوم عقيدة المرء المسلم على مجموعة من المسلمات والثوابت، والتي تُعد ركائز أساسية لكمال الدين وشموليته، فلابد أن يكون المسلم مؤمناً وعاقداً النية على ذلك، لتظهر بعد ذلك في الأفعال والأقوال، فالدين هو أساس المعاملة والسلوك.
ولقد بين الله عز وجل في كتابه الجليل، أدلة قرآنية لتوضيح أركان الإيمان الستة والواجب شروطها، ومن ضمن هذه الآيات الكريمة، قوله تعالى” :لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ [البقرة:177]. وقوله تعالى:إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ”.
وشملت الآيات أحكام وأركان الإيمان، حيث ضمت الآية الأولى الخمس أركان الأولى من الإيمان، وهي: الإيمان بالله، واليوم الآخر، والملائكة، والكتب السماوية، والرسل. وضمت الآية الثانية الركن السادس من أركان الإيمان، وهو: الإيمان بالقدر.
ومن لم يؤمن بهذه الأركان الستة يكون كافراً، حيث وصف الله سبحانه وتعالى غير المؤمنين في كتابه، في قوله تعالى “وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً”.
أركان الإيمان في السنة النبوية الشريفة
أكدت السنة النبوية على أهمية أركان الإيمان كجزء أساسي لاكتمال عقيدة المسلم الصحيحة، وقد روى عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه وأرضاه- إذ قال أمير المؤمنين “بينما نحن عند رسول الله عليه الصّلاة والسّلام في يوم من بين الأيام، إذ ظهر أمامنا رجل لونه ابيض شديد ثيابه بيضاء شعره شديد السواد، لا يظهر عليه أنه كان مسافر، ولم يستطع أحد منا التعرف على شخصيته، حتى جلس إلى جانب النبيّ عليه الصّلاة والسّلام، فاسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفّيه على فخذيه، وقال: أخبرني عن الإيمان، قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتُؤمن بالقدر خيره وشره. قال: صدقت.
أهمية أركان الإيمان
تكمن أهمية الإيمان الكبرى في إيضاح عقيدة المسلم، ووضعها في قالبها الصحيح، بالإضافة إلى شرح صدر المسلم بالتوحيد والنور وخروجه من ظلمات الجهل والكفر، ومن ثم الفوز العظيم بالجنة.
يتحلى المؤمن بالصبر والعزيمة
- هذه السمات التي تمكن المسلم من القوة وردع أعداء الله ورسوله، ومن ثم علو الدين ورفع شأن ومكانة المؤمنين، وجاء تأكيد ذلك في قوله تعالى “وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا”.
- تتمثل نتائج الإيمان الخالص لله الواحد الأحد في حياة المسلم، في تحقيقه تهذيب نفسه وهداية قلبه، وتوجد الأدلة القرآنية التي توضح ذلك، مثل الآية القرآنية الآتية “نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى”.
اكتساب الأمان والهدوء والسكينة
التي تحقق له سعادته الروحية والمادية، وجاء ذلك في قوله تعالى “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”.
الثبات على الدين
يستطيع المؤمن الثبات أمام فتن الدين والدنيا، حيث يكمن الإيمان الفرد القدرة على مواجهة صعاب الحياة بنفس هادئة ومطمئنة، قادرة على التغلب على شرور نفسها وتحصينها من الوساوس، وقد دُل على ذلك من خلال “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ”.
إعمار الأرض
- يمكن الإيمان المؤمن من إعمار الأرض وأن يكون خليفة فيها، حيث وعد الله عز وجل المؤمنين بخلافة الأراض، والتمكن فيها على الكفار، وجاء هذا الوعد الإلهي في الآية الكريمة الآتية: “وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يعبدوني لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ”.
- يساهم إيمان المؤمن في نشر الخيرات بالأرض والسعي الدائم نحو فعل الخير، والابتعاد عن المنكر والشبهات، حيث يمكن الإيمان من صلاح النفوس والمجتمعات لتعم الفائدة على الجميع، بالإضافة إلى تمكن الفرد من الناحية النفسية والعقلية.
أركان الإيمان للأطفال
يُعد تعاليم المفاهيم الدينية من أهم التعاليم التي يجب أن يتلقاها الطفل في مراحل عمره الأولى، حتى تنبت عقيدته بشكل صحيح وسليم، لذا يجب على أولياء الأمور والمعلمين وأصحاب الشأن غرس وترسيخ مبادئ الدين الإسلامي لدى الطفل منذ الصغر، ويتعلم الطفل أركان الإسلام الستة بالطرق البسيطة والميسرة، بما يتلاءم مع مراحل عمره المختلفة، وفيما يلي شرح أركان الإيمان للأطفال
1- الإيمان بالله
معرفة الله عز وجل، والإيمان به وبخلق الإنسان، وجميع الكائنات الحية، حيث خلق الله سبحانه وتعالى الطبيعة بما فيها من كائنات مختلفة ومنها النفس البشرية، وهيئ لكل مخلوق حياته الخاصة، والبيئة التي تناسبه، والوظائف الموكلة له، وطرق الحماية والدفاع عن نفسه وعن سلالته.
2- الإيمان بالملائكة
خلق الله عز وجل الملائكة من نور، والبشر من طين، والملائكة كائنات شفافة لا يمكن للإنسان أن يراها، وتختص بأعمال تقوم بها بتكليف من الله عز وجل، حيث لا تعصي الله أبداً.
أما الإنسان فقد كرمه الله بالعقل، وجعله خليفة في الأرض للإعمار ونشر الخير والسلام، وكرم الله بني آدم عن سائر المخلوقات، كما وعده بالجزاء الأوفى في حالة إطاعة أوامر الله عز وجل وعمل الصالح.
3- الإيمان بالكتب السماوية
الإيمان بجميع الكتب السماوية التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الجليل مثل التوراة التي أنزلت على موسى، والإنجيل الذي أنزل على عيسى، والقرآن المنزل على سيدنا محمد عليهم صلوات الله وسلامه.
4- الإيمان بالرسل والأنبياء
الإيمان بالرسل والأنبياء، فلقد أرسل الله عز وجل الرسل إلى البشرية لتعليمهم الحق والخير، حتى تنعم البشرية بالسلام والبعد عن الظلم ونشر الرحمة والعدل. وأنزل مع كل رسول وحي ليكون مرشداً ودليلاً له.
5- الإيمان باليوم الآخر
الإيمان بغيبيات يوم القيامة، والإيمان بالموت والبعث وعذاب القبر وفتنته، والصراط. ومعرفة الجزاء والعقاب، وأن العمل الصالح يكون نهايته جنة الخلد والتنعم فيها، والعمل السيئ يكون نتيجته النار والعذاب.
6- الإيمان بالقدر خيره وشره
الرضا بقضاء الله عز وجل، والإيمان بحكمة الخالق في خلقه، ويجب حسن الظن بالله في كل الأمور التي يقضيها، وعدم استعجال الإنسان بالأمور دون التسليم التام لتدابير الله عز وجل وحكمته في تصريف الأمور.
يُعلم الطفل أركان الإيمان الستة بالطرق السهلة والميسرة، وخير مثال لهذه الطرق، قصة مجيء سيدنا جبريل عليه السلام في شكل إنسان إلى النبي محمد ” صلى الله عليه وسلم” وبعض الصحابة، لتوجيه أسئلة عن مفهوم الإيمان وأركانه.
ما الفرق بين أركان الإيمان وقواعد الإسلام؟
الإسلام والإيمان هما مرتبتان من مراتب الدين الإسلامي؛ فالإسلام بمعناه الخاص هو جميع الأقوال والأعمال الظاهرة التي أمرنا الله تعالى أو رسوله -صلى الله عليه وسلم- بفعلها، وأركانه خمسة قالها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حديثه الشريف: «بُني الإسلام على خمس؛ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً».
أما الإيمان، فهو التصديق الجازم والإقرار الكامل والاعتراف التام بوجود الله وربوبيته وألوهيته، واطمئنان القلب بذلك والتزامه بأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه، والتصديق بنبوة محمد -صلى الله عليه وسلم- وقبول جميع ما أخبر به عن ربه وعن دين الإسلام والطاعة المطلَقة فيما أمر به.
الإيمان اعتقاد بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، فإذا ذكر الإسلام والإيمان في كتاب الله وسنة رسوله، كان لكل واحد منهما معنى خاص به؛ فيُقصد بالإسلام الأعمال الظاهرة، ويُقصد بالإيمان الأمور الغيبية؛ ولكنهما متلازمان ومترابطان؛ فإذا انفرد الإسلام في نص دخل فيه الإيمان، وإذا انفرد الإيمان في نص دخل فيه الإسلام.
هل الصلاة ركن من أركان الإيمان؟
لا، الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام وليس الإيمان؛ فالصلاة عبادة يؤديها المسلم تقربًا إلى الله وامتثالاً لأوامر الله ورسوله، فهي أفعال ظاهره تفعلها الجوارح، أما الايمان فهو أفعال باطنة منبعها ومحلها القلب؛ ولكن أركان الإسلام مكملة للإيمان؛ فكل من أركان الإسلام والإيمان أساس العقيدة الصحيحة ولا تصح إحداهما دون الأخرى.
من أنكر ركنًا من أركان الإيمان فإنه؟
كافر لا محال؛ فالإيمان هو أن يؤمن الإنسان بالأركان الستة التي ذُكرت، وإنكار أحدهم يُعتبر إنكارًا للكل وإنكارًا لما جاء في السنة؛ فيُحكَم عليه بالكفر والخروج عن الإسلام.
ما هي أركان الإسلام والإيمان والإحسان؟
الإسلام والايمان والإحسان لهما مراتب في دين الإسلام؛ فالإسلام هو الأعمال الظاهرة، والإيمان هو الأعمال الباطنة، أما الإحسان فهو أعلى مراتب الدين الإسلامي، ولكل مرتبة من هذه المراتب أركان يجب على كل مسلم أن يعرفها، وهي:
أولاً- أركان الإسلام:
للإسلام أركان أساسية لا يكمل أحدهما دون الآخر؛ فهي مكملة لبعضها، وهذه الأركان هي:
- شهادة أن لا اله الا الله، وأن محمدًا رسول الله.
- إقام الصلاة.
- إيتاء الزكاة.
- صوم رمضان.
- الحج.
ثانيًا- أركان الإيمان:
الإيمان هو الأعمال الباطنة، وهو العقيدة التي يؤمن بها المسلم بقلبه، فما هي أركان الإيمان:
- الإيمان بالله.
- الإيمان بالملائكة.
- الإيمان بالكتب.
- الإيمان بالأنبياء.
- الايمان باليوم الآخر.
- الإيمان بالقضاء والقدر.
ثالثًا- أركان الإحسان.
الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه؛ فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وهو أعلى مراتب الدين الإسلامي، وهو التسليم والخوف ومراعاة وجود الله، والإيمان بأنه يراك في أي وقت وأي مكان، وعدم الخوف من الخلق، والخوف من الخالق.
ما الغاية من كل ركن من أركان الإسلام؟
لكل ركن من أركان الإسلام غاية وهدف مأخوذ منه، وهذه الغايات تتمثل في الآتي:
١- شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله:
وهي الاعتقاد والإقرار أنه لا أحد يستحق العبادة إلا الله، والتزام ذلك والعمل به، ولكي ينفع ذلك؛ يجب أن يكون الإنسان عالمًا بها، وأن يكون قد مَسَّهُ يقين بما تدل عليه، وقابلاً بما دلت عليه من عبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه، صادقًا ومخلصًا بقولها، والاعتراف ظاهرًا وباطنًا بأن محمد عبد الله ورسوله إلى الناس كافة والعمل بمقتضى هذه الشهادة.
هاتان الشهادتان هما اللتان يدخل بهما الإنسان في الإسلام، والنطق بها اعتراف بمدلولها، ونواقض الشهادتين هي نفسها نواقض الإسلام، كالشرك بالله، والاستهزاء بدين الله، والسحر، ….
٢- إقامة الصلاة:
هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي الفارقة بين المؤمن والكافر، وهي خمس صلوات؛ صلاة الفجر وهي ركعتان، وصلاة الظهر وهي أربع ركعات، وصلاة العصر وهي أربع ركعات، وصلاة المغرب وهي ثلاث ركعات، وصلاة العشاء وهي أربع ركعات، وشرط أساسي للصلاة وجوب الطهارة من الحدث سواء كان حدثًا أصغر أو أكبر.
٣- إيتاء الزكاة:
وهي حق مقدر شرعًا للفقراء من مال الأغنياء يخرجه الغني تعبدًا لله وتقربًا إليه في وقت وجوبه، وهي تجب على المسلم في مال مَلَكَهُ وحال عليه الحول وبلغ النصاب.
٤- الصوم:
وهو الإمساك عن المفطِرات من طلوع الفجر حتى غروب الشمس بنية العبادة، وصوم شهر رمضان ركن من أركان الإسلام وفريضة من فرائضه، ويبدأ شهر رمضان ووجوب الصوم برؤية هلاله، أو بالإعلام برؤيته، أو بإكمال شهر شعبان ثلاثين يوم، ويسن فيه السحور والاجتهاد في العبادات وقراءة القرآن وتعجيل الفطر.
٥- حج البيت:
وهو الذهاب لبيت الله الحرام لأداء شعائر محددة في شهر ذي الحجة، وهو ركن من أركان الإسلام وفريضة من فرائضه، ويجب ان يبادر المسلم بأدائه إن كان بالإمكان، كما يأثم إن أخَّرَه، وهي تجب على كل عاقل بالغ مسلم حر مستطيع.
خلاصة القول إن هناك فرقًا بين أركان الإسلام وأركان الإيمان، وعرفنا ما هي أركان الإيمان والإسلام والإحسان، وعرفنا أيضًا ما هي مراتب دين الإسلام والغاية والهدف من هذه الأركان التي فُرضت في دين الاسلام.