تحدث الكثير عن فضل وأهمية العلم في الإسلام، وأن السعي من أجل طلب العلم قد يكون سبيلاً للإيمان واليقين وصلاح العمل، وقد ينال المسلم أجرًا كبيرًا من وراء طلب العلم، ويحظى العلماء بمكانة كبيرة عند الله وفي المجتمع كما قال في قوله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)، وكلما كان الإنسان على قدر كبير من المعرفة كانت الخشية له أعظم، وتلك الخشية تحول بين العبد ومعصية الله، وأمرنا الله ورسوله الكريم بطلب العلم، وأن يستزيد منه الشخص بقدر ما استطاع في سبيل ما يفيد به غيره فتح الله له أبواب الرزق والتوفيق إلى أن يصل إلى مرتبة عليا.
وقد يساعد العلم على توسيع آفاق العبد للتعرف على أمور دينه بشكل أفضل، ليفرق بين الحلال والحرام الفاسد والنافع ويحمل العلم معانٍ كثيرة مثل علم اللغات، علم العقائد، العلوم الطبيعية مثل الكيمياء والفيزياء والرياضيات، العلوم الحديثة مثل الإنترنت والحاسب الآلي، علم الأنساب والعقائد وقد اهتم الإسلام بالعلم و رأى أن أول ما أنزل على العبد (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) والتي تعد المفتاح الأساسي للعلوم بكافة أنواعها سواء كانت الدينية أو الحياتية.
اقرأ أيضاً العلم الواجب على كل مسلم تعلمه
تعريف العلم في الإسلام
يحمل العلم في الإسلام الكثير من المعاني والمفاهيم، وقد اتفق الكثير على مفهوم واحد وهو جميع العلوم التي ينتفع بها الإنسان، حتى وإن لم تشمل علمًا دينيًا خالصًا وقد حثنا رسول الله على أن طلب العلم الذي يفيد صاحبه، فهو مباح ويؤجر عليه الشخص و يرفعه الله درجات فقد ورد في الحديث النبوي الشريف” إذا مات الإنسانُ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ؛ صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتَفَعُ به، أو ولدٍ صالحٍ يدْعو له”.
أهمية العلم في الإسلام
كرم الله الإنسان عن غيره من سائر المخلوقات العقل بالعلم، وأنعم عليه بنعمة العقل والتفكير لكي يتدبر في العلوم ويكتشف الأفكار، ويبحث ويتطلع أكثر حتى يصل إلى أعلى درجات العلم، وبالفعل وجدنا الآن الكثير من الاكتشافات العلمية الجديدة لعلاج أخطر الأمراض، وكيفية دمج التكنولوجيا بالحياة اليومية وغيرها من الاكتشافات الأخرى التي سهلت علينا الحياة اليومية والتوصل إلى الكثير من التجارب الناجحة دعنا نتعرف على أهمية العلم في الإسلام:
- الشخص الذي يفني عمره وحياته في البحث والتطلع وانتفاع الناس يجعل الله بعد وفاته هذا العلم والنفع صدقةً جاريةً له.
- عند استغلال العلم في غرس الأفكار الدينية بشكل صحيح يرفع الله صاحب العلم درجات في الجنة وينال من المغفرة قدرًا كبيرًا، حيث نجد الآن الكثير من المجالس التي يتم فيها تعليم الشريعة الإسلامية والعقيدة على أسس صحيحة وتحفيظ القرآن وفصول محو الأمية.
- يكرم الله العلماء والباحثين ويحفظهم من الإهانة ويجعل لهم مكانة خاصة في نفوس البشر من احترام وتقدير، ورغم أن هناك بعض العلوم التي تخالف قوانين الطبيعة البشرية مثل الفلسفة إلا أن الاستعانة بالله واستغلال العلم يستطيع الشخص أن يتعلم ما يتقبله أو لا يتقبله العقل وإلا لم يتم تدريسها في معظم الجامعات الإسلامية.
- جعل العلم المسلمين أكثر دراية بأمور الدين وكيفية قراءة المصحف ومعرفة ما حرمه الله حتى يبتعدون عن فعله والأشياء المباحة والتوصل بعد ذلك إلى طريقة التدوين والتشكيل وبعد ذلك وجدنا الكثير من الفقهاء في علم الدين.
- من فضل ونعم العلم أن الله لم يجعل للعقل مقدارًا فيظل العقل يستقبل المعلومات ويقوم بتخزينها ومع وصول الشخص إلى أعلى درجات العلم والبحث والتطلع زاد الله من شأنه وجعله هذا العلم وكأنه جبل من الحسنات والأجر العظيم بدون حساب.
- أمر الإسلام بضرورة العلم كما حذرنا الله من القول بدون علم أو معرفة كما في قوله سبحانه وتعالى ” وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا”.
العلم قاعدة راسخة في حياة الأفراد
العلم له أهمية كبيرة جدًا في حياتنا اليومية وكذلك في الدين، حيث أنه يساعد الفرد في ترسيخ قواعد أساسية وثابتة في حياته، ومن بين الفوائد التي تعود على الفرد من العلم ما يلي:
-
الترابط بين الإسلام والعلم
إذا لم ينتشر الإسلام لم يكن للعلم مكانة أو أهمية فنجد أن كلاً منهما يكمل الآخر حيث لا يمكن قراءة القرآن وفهم تفسير الآيات إلا بعد أن يتعلم الإنسان الكتابة والقراءة وكيفية تهجي الحروف.
-
الوعي وكيفية الصلاة
يعد العلم من أهم الخطوات في الإسلام حيث كان الكثير من الناس في عصر الجاهلية تندفع وراء الديانات المنتشرة بدون وعي أو تفكير، وبعد أن دخل الإسلام البلدان أظهر للأشخاص أن ما يعبدونه من دون الله ما هو إلا تحريف وكذب ومن هنا أدرك الإنسان أهمية العقل وبدأ يتعلم حتى يعرف الطريق الصحيح
كما ساعد العلم الإنسان في التعرف على كيفية أداء الصلاة بشكل صحيح وتعلم الفروض الأساسية في الإسلام.
-
الوصول إلى الإشباع العقلي والنجاح
أصبحت الألغاز أمرًا سهلاً لحلها بعد أن اعتمد العلماء، والباحثين على التفكير والتطلع لمواصلة رحلة البحث والوصول إلى غايتهم في نهاية المطاف، فالإنسان دائمًا ما يصبح مميزًا بالعلم ونرى أمامنا نموذجًا رائعًا وهو الدكتور “مجدي يعقوب” الذي أصبح متميزًا في الطب وجراحة القلب.
ورغم إنه تعرض للحظات من الفشل إلا أنه استغل ذلك ولم يجعل الوقت يفوت بلا فائدة حيث واصل تعليمه في واحدة من أكبر الجامعات حتى أصبح اليوم من أشهر أطباء العالم وصاحب مستشفى القلب في أسوان.
خطبة عن أهمية العلم في الإسلام
كانت هناك خطبة عن فضل العلم وطلبه على لسان أحد فقهاء الدين، وأول ما بدأ به حديثه في الخطبة هو أن الدين هو علم الثقافة والمعرفة وكلما كان المسلم على دراية بالعلم سيصبح أكثر معرفة بالدين حتى يتمسك به، ولا يترك فرصة لشيطانه أن يؤثر على عقله بالانحراف عن الدين، قائلاً “أن العلم أوضح من أن يُظهر، وأعظم من أن يُشهر، فهو أعز ما يطلبه الإنسان.
وقد تسابق الفضلاء لطلبه، ويرفع الله أهله درجات كما يقول الله عز وجل ” يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ” ألا يزال العقل مظلمًا بالجهل ألا يزال أحدًا منكم لا يرغب في تلقي العلم؟
فالعلم هو أعظم ما يتنافس عليه المتنافسون وهو طريق الفوز بالجنة والنجاة من النار كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ”.
العلم هو الأثر الوحيد الذي يبقى للمتوفي ويصبح تحت التراب، وصاحب العلم ينال بحب الله وحب خلقه، فإن وجود العلماء في الأرض يعني الأمان لأهل الأيمان ونقصهم أو موتهم يعنى ظهور الفتن والبدع بانتشار المنحرفين والمُحرفين.
وأن لطلب العلم فوائد لا يمكن حصرها فهو ميراث الأنبياء بينما المال هو ميراث الأغنياء والملوك وختم خطبته بذكر الأحاديث والآيات القرآنية التي تدعو لطلب العلم وتؤكد على أنه فرض كالصلاة والصوم.
كما يمكنك الإطلاع على أحد الخطب عن أهمية العلم في الإسلام من خلال الفيديو التالي
الأسئلة الشائعة
هل العلم فرض على المسلمين؟
نعم، حيث قال رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم في حديث شريف له: “طلب العلم فريضة على كل مسلم.” ومن هنا ألقى الإسلام على عاتق جميع المؤمنين فرضية طلب العلم على جميع المؤمنين.
ما هو فضل العلم في الإسلام؟
- يمدح الله العلماء ويحبهم ويحبب بع عباده، ويسخر لهم ملائكة في السماوات والأرض لخدمته.
- يرفع الله العلماء أعلى الدرجات فالعلم طريق النجاة وسبيل للنجاة من عذاب النار.
- يساعد العلم على تعليم القرآن وهذا أعظم ثواب وأجر يفوز به الشخص كما ورد في الحديث الشريف “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”.
- العلماء دائمًا على دراية بالحق والإيمان ولا ينجرفون وراء الضلال أو الخرافات وكأن الله يضيء لهم طريق الحق فضلاً عما ينفعوا به الأمة.