المقدمة
هل تساءلت يومًا كيف يعمل الموقع الذي تتصفحه الآن؟ خلف هذا النسق المنتظم والمواضيع المرتبة بعناية يوجد فريق عمل متكامل يعمل بفن منظم يدعى “بالبرمجة”، فما هي البرمجة؟
البرمجةُ هي عملية إنشاء أو كتابة الأوامر ليتم تنفيذها من قبل الجهاز المتلقي أو الحاسوب، أي أنها تعتبر وسيلة التواصل بين البشر والآلة سواء كانت حاسوب أو هاتف محمول أو إنسان آلي.
والحقيقة أن التشابه بين التواصل البشري بين البشر وبعضهم والتواصل بين البشر والآلات كبير، فالبرمجة أيضًا تحتاج إلى عدة لغات خاصة بها، وتختلف هذه اللغات حسب مجال الاستخدام كما تختلف لغة كل أهل بلد عن البلدان الأخرى، وكل لغة تعطي أوامر تتعلق بمجال معين أو شيء معين، فاللغة المستخدمة في برمجة الواجهة الأمامية لمواقع الويب الخاصة بالزوار تختلف عن اللغة المستخدمة لبرمجة الواجهة الخلفية الخاصة بمهندسي الموقع والمسؤولين عنه، كذا اللغات المستخدمة لبرمجة الألعاب تختلف عن تلك الخاصة بالمواقع.
وعلى الرغم من أن الصورة المنتشرة عن البرمجة أنه علم يصعب تعلمه أو خاص بالعباقرة والمخترعين فإن تعلم البرمجة ليس بالصعوبة التي يتخيلها البعض، بل إن تعلم البرمجة في عصرنا الحالي أصبح أمرًا ضروريًا إلى حد ما أو على أقل تقدير الإلمام ببعض ما يتعلق بالبرمجة ليسهل عليك التعامل مع الحاسوب الخاص بك والأعطال والمشكلات التي يمكن أن تواجهها.
وفي هذا المقال نتجه لبيان أهمية تعلم البرمجة نعرض أولًا عدة نقاط يجب وضعها في الاعتبار لتسهل عليك رحلة تعلمك
-عليك الإلمام بتاريخ نشأة البرمجة ومعرفة تطورها حتى تكون على دراية بأصول كل اللغات وتطورها وتخصص كل لغة لأمر معين، فمثلًا حين اخترع الحاسوب في أربعينيات القرن الماضي كانت لغة البرمجة واحدة فقط وصعبة للغاية حيث كانت عبارة عن سلسة من الأعداد لا يدخلها إلا الصفر والواحد هي لغة معقدة للغاية وعند ابتكار الترانزيستور وصغر حجم الحاسوب استطاع المبرمجون أن يبتكروا لغات أسهل
حدد هدفك من تعلم البرمجة
حدد هدفك من تعلم البرمجة، حتى يسهل عليك تحديد اللغة التي ستبدأ بتعلمها، هل تريد أن تصمم المواقع الإلكترونية، أم تريد تصميم وبرمجة الألعاب، أم أنك تميل إلى تصميم البرامج والتطبيقات ذات النفع؟
– عليك تحديد الجهاز الذي تود التعامل معه، الحاسب الآلي أم الهاتف المحمول وغير ذلك.
– كل لغات البرمجة مرتبطة ببعضها بصورة ما، أي أن الاختلافات بينهم قليلة لا تتجاوز نسبة ال20% لذلك إذا بدأت بتعلم لغة ما واستغرقت من ثمانية أشهر ثم قررت تعلم لغة ثانية فستستغرق منك وقت أقل.
– لا توجد أفضل طريقة لتعلم البرمجة، كل شخص يمتلك مقومات معينة وطريقة استيعاب مختلفة تمكنه من التعلم بأسلوب أو مصدر مختلف، لكن أغلب الأشخاص يلجؤون إلى الدورات المجانية على المنصات كاليوتيوب وغيره.
لا تحاول تعلم الكثير من لغات البرمجة مرة واحدة
لا تحاول تعلم الكثير من لغات البرمجة مرة واحدة، ولكن الأفضل أن تركز جهودك على لغة واحدة وتتقنها، لذلك كان من اللازم معرفة الهدف من تعلم البرمجة في البداية، كذلك لا توجد لغة برمجة كاملة تقوم بحل كل المشكلات وتبرمج كل الأجهزة، ولكن كل لغة مختصة بحل عدد معين من المشكلات وتقوم ببرمجة جهاز معين.
– تخصص في مجال معين، خذ وقتك وحدد المجال الذي تود التخصص فيه، سيوفر عليك هذا الوقت في البحث عن اللغة والدورات وغير ذلك.
– إذا كان هدفك العمل في مجال البرمجة ولا يعنيك التخصص فعليك اختيار أكثر اللغات شيوعًا، وذلك لتوافر المحتوى النظري بكثرة وتوافر حل المشكلات التي يمكن أن تواجهك خلال التعلم، وأيضًا توافر فرص العمل.
بعد عرض أهم النقاط التي ستساعدك في بدء تعلم البرمجة يمكننا الآن التوجه إلى بيان أهمية تعلم البرمجة في العصر الحالي
– البرمجة ستعلمك مهارة حل المشكلات والتفكير بمنطقية وبطريقة ذكية للغاية لإيجاد حلول مبتكرة وذلك لاشتمال البرمجة على عدة خطوات تنمي العقل البشري مثل تحليل المشكلة إلى اجزاء صغيرة وتحليل البيانات المستقبلة وتحديدها وتحديد المشكلة ومحاولة الوصول لأسبابها ومعالجتها من الجذور.
– معظم الحياة الآن تعتمد بشكل أو بآخر على البرمجة ولا يستغن أحد عن الحاسب الألي والهواتف المحمولة وإتقانك لغة من لغات البرمجة يتيح لك حل المشكلات التي تواجهك خلال التعامل مع جهازك خاصة إذا كانت طارئة ولا وقت للذهاب إلى مبرمج متخصص.
– مفيدة لجميع الفئات حتى المصممين وصانعي المحتوى الرقمي يحتاجون إليها، فلا تقتصر على المبرمجين أو مهندسي الإلكترونيات.
– مجال واسع للحصول على وظيفة خاصة في الشركات الكبرى فامتلاكك مهارة البرمجة أو إتقانك لغة من لغاتك يعزز من فرص عملك كونك تمتلك بالتبعية المهارات التي تُكسبها البرمجة من حل المشكلات والتنسيق والتنظيم وسهولة التعامل مع الحاسوب وغير ذلك.
– البرمجة في العصر الحالي شيء ضروري وأساسي حيث أن كل شيء يرجع لأصل تكنولوجي الآن وكل التكنولوجيا تحتاج للبرمجة، فامتلاكك لهذه المهارة بمثابة امتلاكك لنقطة من نقاط قوة العصر تتيح لك فرصًا أكبر في السوق وأفكارًا ابتكارية حيث يمكنك تصميم التطبيقات النافعة التي تيسر على الناس حياتهم أو الألعاب ذات الأهداف والقيم.
– يعد الإنترنت الآن هو الوسيلة الأساسية التي لا يستغن عنها أي شخص في الاتصال أو الوصول للعالم الخارجي ومعرفة الأخبار، ومن أكثر الوسائل التي يعتمد عليها رواد الشبكات في معرفة الأخبار أو قضاء الاحتياجات الضرورية هل التطبيقات الحديثة، بداية من التسوق وحتى التعلم الذاتي وغير ذلك، فإذا كنت صاحب هدف ورسالة وتريد أن تصل إلى اكبر عدد من الأشخاص لينتفعوا مما تملك فإن البرمجة هي افضل ما سيساعدك على ذلك، يمكنك برمجة موقع يحمل هدفك ورسالتك، أو برمجة تطبيق تعليمي هادف وغير ذلك من الافكار الكثيرة الواسعة.
ختامًا وبعد عرض أهمية تعلم البرمجة في هذا العصر يتبقى سؤال وهو كيف ابدأ بتعلم البرمجة؟
في الوقت الحالي ومع انتشار التكنولوجيا وتطور وسائل التواصل فالعديد من المبرمجين يقوم بإعداد وتقديم الدورات في البرمجة من المستوى المبتدئ وحتى الاحترافية لذلك فلن يكون من الصعب أن تجد محتوى مرئي يشرح البرمجة من بدايتها، كما أن تعلم أساسيات البرمجة وصولًا إلى الاحترافية لا يحتاج منك الوقت الكثير الذي تستهلكه العلوم الأخرى، أضف إلى ذلك ان العمل في مجال البرمجة وخاصة العمل الحر لا يحتاج إلى الشهادات بصورة كبيرة، والعديد من المبرمجين يعمل دون شهادة جامعية في البرمجة.
لكن عليك الأخذ في الاعتبار عدة أشياء لتسهيل عملية التعلم الخاصة بك
الأفضل لك أن تبحث عن مبرمج محترف يقدم محتوى احترافي منظم حتى توفر الجهد والوقت وإن كان هذا المحتوى بمقابل مادي، فالجهد الذي ستبذله في محتوى مجاني غير منظم سيكلفك اكثر مما ستدفع في محتوى مدفوع محترف يتبع معك خطوات مدروسة ومرتبة في التعلم.
خذ السلم من البداية ولا تتسرع، الكل يريد أن يصبح محترفًا في يوم وليلة ولكن التأهيل مهم جدًا ولا علم يُبنى بلا أساس، وفي كل المجالات التي تود تعلمها يجب عليك الصبر والتأني والتدريب والرجوع إلى المختصين.
من الأفضل أن تتواصل بصورة مباشرة مع المعلم او المدرب خاصة إذا وقعت في مشكلة تعذر عليك إيجاد حل لها، الرجوع إلى المختصين يوفر عليك الوقت والجهد فأنت تأخذ عصارة خبرتهم في هذا المجال وبالتأكيد مر المدرب بمثل هذه المشكلة سابقًا.