أهمية و فوائد العمل الجماعي

“يدٌ واحدة لا تصفق”

هذه العبارة تختصر الكثير من الحديث عن أهمية و فوائد العمل الجماعي العديدة، وتعبر عن حاجة بعضنا لبعض في الدنيا لإنجاز بعض المهام التي نحتاجها ولا يمكننا أن نجتازها بمفردنا، فسنة الحياة قائمةٌ على التعاون بين أفراد المجتمع الواحد، فقد سخر الله تعالى للبشر أدوارهم التكاملية التي تجعلهم دائمًا في حاجة لبعضهم البعض، حيث لا تستقيم حياتهم بدور واحدٍ منهم دون البقية، وقال تعالى:

أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُون”

وفيما يلي نتحدث عن العمل الجماعي من حيث أهميته وفوائده بشيءٍ من التفصيل.

إذا كان أفراد المجتمع الواحد متعاونين يتواصون بالعمل الجماعي دومًا، فإن ذلك يعطي المجتمع هيبةً وقوة، ويزرع في نفوس أعدائه الخوف والرهبة من هذا المجتمع المتعاون.

العمل الجماعي يساعد على سرعة الإنجاز، فهو يوفر الوقت والجهد، ويعمل على تحقيق الأهداف في وقت قليل وإخراجها بصورةٍ ممتازة، كما يتخطى الأفراد فيه العوائق التي تقابلهم أثناء العمل بشكلٍ أسرع مما لو كان من يقوم بالعمل شخص بمفرده.

يساعدك العمل الجماعي على نيل أكبر قدرٍ من الاستفادة، فهو وسيلة ممتازة لتبادل الخبرات والمعلومات، وكسب المعارف.

جميع الآراء الفردية تحتمل الكثير من الخطأ. العمل الجماعي يساعد كثيرًا في تفادي تلك الآراء غير الصائبة والمبينة على الرأي الفردي، حيث يتسم العمل الجماعي بالمشورة وتبادل الآراء حتى الوصول للصواب والتنازل عن الآراء غير الصحيحة، مما يجعل العمل يخرج بأفضل صورة.

العمل الجماعي يدفع الفرد للتفاعل المباشر مع المجتمع، ويكسبه الكثير من المهارات الاجتماعية، ومهارات التواصل، وبذلك يجعل الفرد أكثر اجتماعيةً وحبًا لمجتمعه وأهله.

يساعد العمل الجماعي في تكوين الصداقات، فأثناء العمل الجماعي تزداد الروابط بين أفراد المجموعة الواحدة، وينشأ بينهم صفات حميدة مثل الولاء وازدياد الثقة بين بعضهم البعض، كما يساعدهم العمل الجماعي في إيجاد الكثير من الصفات والآراء المشتركة بين أفراد المجموعة مما يزيد روابط الود بينهم ويتحول الأمر من مجرد زملاء عمل، إلى صداقات قوية.

أحيانًا يكون إلقاء الأعمال على عاتق شخصٍ واحد غير مفيدٍ إطلاقًا، حيث تزداد كمية المهام المطلوب منه تسليمها، فيصاب الشخص بالإرهاق مما يجعله يخرج العمل في صورةٍ أقل جودة، العمل الجماعي يساعدك في تفويض المهام وتقسيمها، حيث يعطى كل فرد في المجموعة مهمة تناسب خبراته وقدراته.

يساعد العمل الجماعي في زيادة الابتكار، فهو يخلق بيئةً تتميز بالإبداع، فكل فردٍ في مجموعة العمل لديه من المواهب والخبرات ما لا يوجد في زميله، وبالتالي حين تجتمع كل تلك القدرات في عملٍ واحد، يخرج بصورةٍ مبتكرةٍ ومميزة.

يتعلم المشاركون في العمل الجماعي أهمية العصف الذهني، حيث يقوم كل شخص بطرح أفكاره وبذل قصارى جهده لإخراج أفكار متعددة ومميزة، وفي النهاية يتوصلون للحل  من خلال الخروج بفكر جديدةٍ عن طريق دمج تلك الأفكار.

العمل الجماعي ينشر التحفيز بين أفراد المجموعة، مما يجعلهم أكثر إيجابية أثناء أداء عملهم، متجنبين الإحباط والتشاؤم الذي يفسد من روح العمل.

نهايةً، لا تنس حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “يد الله مع الجماعة”، أي أنهم يكونون في رعاية الله ومعيته، وطريقة أخرى لكي تدخل في العمل الجماعي هو العمل التطوعي ولتعرف أكثر عنه عليك بقراءة فوائد العمل التطوعي.