اضطراب الشخصية الانعزالية هو حالة من الأحباط تسيب الفرد وتسبب له الانعزال عن المجتمع، فجميعنا نحب قضاء بعض الأوقات بمفردنا.
نجتمع مع أماكننا المفضلة وذكرياتنا بصحبة كتاب نحبه أو أقلامٍ وألوان، في خلوةٍ قصية مع النفس تعيد لنا هدوء الحياة من جديد.
ولكن هناك أشخاص تكون تلك الخلوة هي نمط حياتهم لا غير.
يميلون للانعزال دون الشعور بحاجة إلى تكوين العلاقات أو الصداقات.
يغرقون في أحلام اليقظة ويفتقرون للدافع والتحفيز.
وهؤلاء غالبًا ما يكونون مصابين باضطراب الشخصية الانعزالية.
يبدأ اضطراب الشخصية الانعزالية في مرحلة البلوغ المبكرة من خلال انفصال المراهق عن مجتمعه ونفوره من إقامة أي علاقاتٍ وثيقة.
عادةً ما يمارس أصحاب هذا الاضطراب حياتهم بصورةٍ عادية جدًا فقط.
يميلون للأنشطة والمهن التي لا تحتاج إلى عملٍ جماعي أو تفاعل كبير مع الآخرين.
وفي هذا المقال سنتعرف معًا على أسرار هذا الاضطراب، وكل ما يخصه من أعراضٍ وأسباب وكيفية العلاج.
تعريف اضطراب الشخصية الانعزالية
اضطراب الشخصية الانعزالية أوSchizoid personality disorder، هي حالة تصيب الشخص ينتج عنها ابتعاده عن الاختلاط مع الناس
وتجنب الأنشطة الاجتماعية بشكلٍ عام، وهي حالةٌ غير شائعة يتسم أصحابها بالانطوائية دون الشعور بالحاجة لصحبة الآخرين من حولهم.
وغالبًا ما يختار أصحاب ذاك الاضطراب العمل في المهن التي لا تتطلب العمل الجماعي كما يفضلون النشاطات التي تتصف بالانعزالية مثل:
- النشاطات الفكرية والنظرية، ونرى أن البعض منهم أيضًا يتجه إلى صب عواطفه ومشاعره في الاهتمام بالحيوانات عوضًا عن الاهتمام بأقرانهم من البشر.
أعراض اضطراب الشخصية الانعزالية
- يفضل أصحاب اضطراب الشخصية الانعزالية البقاء وحيدين دائمًا، والقيام بجميع الأنشطة بشكلٍ فردي
لذلك يميلون لاختيار الأنشطة والمهن التي لا تحتاج العمل الجماعي أو مشاركة أشخاصٍ آخرين لإتمامها. - عادةً لا يفضل أصحاب اضطراب الشخصية الانعزالية العلاقات القريبة،
ولا يستمتعون بها أو يسعون لتكوين تلك العلاقات من الأساس. - أصحاب هذا الاضطراب يكون اهتمامهم بالعلاقات الجنسية قليلٌ جدًا، وأحيانًا منعدم.
- يواجه أصحاب اضطراب الشخصية الانعزالية صعوبةً في التعبير عن مشاعرهم،
وعن الرد في المناقشات والمواقف الاجتماعية، كما يشعرون دائمًا بفقدان المتعة في الحياة. - يشعر أصحاب هذا الاضطراب دومًا بحاجتهم للتحفيز،
وبأنهم لا يملكون أهدافًا محددة لحياتهم. - دائمًا ما لا يظهر أصحاب اضطراب الشخصية الانعزالية أي ردة فعل سواءُ عند المدح أو حتى الانتقاد.
كما أنهم لا يمتلكون حس تبادل الأحاديث أو حس الدعابة. - يتصف المصاب بهذا الاضطراب بمجموعة من الصفات مثل:
الخجل والصلابة والقلق والتردد، كما أن أصحاب تلك الشخصية عادة ما يكونون شديدي الحساسية وذو ضمائر يقظة، كما أنهم يتناولون كل جديدٍ يحذرٍ تام وخوف. - يهتم أصحاب تلك الشخصية بالاهتمام بالأفكار والعمليات الذاتية أكثر من اهتمامهم بالتفاعل الخارجي
- يحتفظ أصحاب تلك الشخصية بمزاياهم لأنفسهم لذلك عادةً ما لا يفهمهم أحد، مع أنهم يمتلكون معارف ومواهب فوق المستوى الاعتيادي.
أسباب اضطراب الشخصية الانعزالية
- إحدى أبرز أسباب الإصابة بهذا الاضطراب هو العامل الوراثي.
وذلك مثل أن يكون أحد والدي المصاب يميلون للعزلة عن مجتمعهم والبيئة المحيطة بهم، وبذلك يربى الطفل على الوحدة وقلة الاندماج والاختلاط بالآخرين - النقص الجسماني الذي قد يتناول أي عضو من أعضاء الجسم، سواءً كان الأمر متعلقًا بهيئته الظاهرية أو حجمه أو مظهره الخارجي وكذلك أيضًا النقص الذي يتعلق بالجانب العقلي وذلك مثل التأخر الدراسي الذي يجعل الرد أكثر عرضةً للمقارنات بينه وبين أقاربه وأصدقائه، أو السخرية المستمرة من مستواه وانتقاد أبويه وأصدقائه له.
- إفراط الوالدين في حماية الطفل والتدخل في جميع شئونه دون إعطائه أي فرصة للاعتماد على نفسه ومواجهة الحياة.
وبذلك يحرم الطفل من التكيف ومخالطة المجتمع وكسب العلاقات والخبرات. - استخدام أسلوب الشدة والعنف والعقاب المستمر، والذي ينتج عنه طفلًا خائفًا، خاضعًا للأوامر هروبًا من العقاب، وبالتالي يفقد الطفل مقومات التكامل النفسي ويفضل الانطواء على ذاته، ويعلن انسحابه من المشاركة في الحياة.
- عدم الاستقرار التربوي الذي قد يسببه الأبوين لأطفالهم بسبب عدم استقرارهم في أسلوب معاملتهم لهم، فتارة يعاملونهم برفق ولين، وتارة يستخدمون أسلوب التعنيف والتأنيب على أبسط الأمور، فيلجأ الطفل حينها للانعزال مكونًا عالمه الخاص بعيدًا عن النطاق الاجتماعي.
- المناخ المتوتر للبيت والعائلة، حيث يعد هذا الأمر من أهم العوامل التي تؤثر بالسلب على الأطفال وتصيبهم بالعديد من الاضطرابات، فمثلًا عندما يسود جو الريبة والشك في العائلة، يميل الطفل إلى إرضاء والديه، ويضع نفسه في مجال اتهام دائمًا مما يفقده ثقته بنفسه ويشعره بالعجز ويدعوه للانعزال أكثر الوقت.
مضاعفات اضطراب الشخصية الانعزالية
قد يتضاعف هذا الاضطراب لدى بعض الأشخاص المصابين به، ويكونون عرضةً لبعض المشاكل النفسية الأخرى مثل:
- الإصابة باضطراب الشخصية الفصامي، أو مرض فصام الشخصية، أو أي نوع آخر من اضطرابات التوهم
- الإصابة باضطرابات القل والاكتئاب الحاد
- وبشكلٍ عام قد يكون أصحاب اضطراب الشخصية الانعزالية أكثر عرضة لأغلب اضطرابات الشخصية الأخرى
علاج اضطراب الشخصية الانعزالية
هناك أكثر من طريقة لعلاج هذا الاضطراب النفسي منها..
1- العلاج النفسي
يعتبر العلاج السلوكي المعرفي إحدى الطرق التي يمكن معالجة اضطراب الشخصية الانعزالية بها، ويتم ذلك عن طريق المعالج النفس الذي سيتفهم حالتك جيدًا، وحاجتك للمساحة الشخصية وصعوبة تعبيرك عن المشاكل التي تواجهها ومشاعرك بشكلٍ عام.
2- العلاج الجماعي
يعد العلاج الجماعي أحد الأساليب التي يتم استخدامها أيضًا لمعالجة هذا الاضطراب.
حيث تستطيع التواصل مع مجموعة يعمل أفرادها أيضًا على تخطي هذا الاضطراب والتطوير من مهاراتهم في التواصل
سيوفر العلاج الجماعي بيئة داعمةً لك، وسيساعدك في تحسين مهاراتك الاجتماعية، وتجاوز هذا الاضطراب.
3- الأدوية
إذا رأي الطبيب النفسي أن حالتك تستدعي بعض الأدوية فبالتأكيد سيصفها لك، وبالرغم أنه لا يوجد دواء مخصص لهذا الاضراب، إلا أن هناك بعض الأدوية التي ستساعدك في التعامل مع بعض المشاكل التي تنتج بسببه، وذلك مثل القلق والاكتئاب.
وفي النهاية، نتمنى أن نكون أفدناكم بالمعلومات الكافية عن اضطراب الشخصية الانعزالية