الأحزاب :
في بداية الامر كلف رسول الله صلى الله عليه وسلم مجموعات من الصحابة بالطواف ليلا ونهارا في احياء المدينة والتكبير بصوت عال وكلف النساء اذا شعرنا بالخطر ان يرفعنا السيوف من فوق الحصون ليراها المسلمون ويحضروا لنجدتهم وشدد المشركون هجومهوم على المسلمين واجتاز بعض فرسانهم الخندق وكان فيهم عمرو بن ود وعكرمة بن ابي جهل و ضرار بن الخطاب ونوفل بن الله فتصدى لهم علي بن ابي طالب في نفر من الصحابة وقتل علي عمر بن ود وقتل الزبير بن العوام نوفل بن عبدالله وفر الباقون وتحرش بعض اليهود بحصون المسلمين فاسرع اليهم بعض الصحابة وقتلوهم واتجهت مجموعة من اليهود الى حصن فارغ وكان فيه بعض زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم و عمته صفية وحاول احدهم تسلقه فنزلت اليه صفية بعمود فقتلته فذعر اصحابه وانسحبوا واشفق رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين لما اصابهم من شدة وابتلاء واراد ان يخفف عنه وطأة اعدائهم ويفرق بين الأحزاب فأستشار زعيمى الاوس والخزرج في مفاوضة غطفان بالانسحاب فقالوا واللهي لا نعطيهم الا السيف فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم المفاوضة وابدى المسلمون صبرا وجلدا كبيرين وتواصلت المناواشات عبر الخندق واصيب سعد بن معاذ اصابة بالغة بسهم في كاحله وتواصلت دوريات المسلمين تراقب الخندق وتتابع تحركات المشركين وتفشل هجماتهم كما تراقب الحصون وتحركات بني قريظة و تجهر بالتكبير ليتخيفهم وتحول دون مفاجئتهم المسلمين من خلفهم وشارك رسول الله صلى الله عليه وسلم في المراقبة والحراسة الليلية واختص بموقع قريب من قبته يراقب فيه رغم البرد القارص وطال الحصار واستمرت المناواشات واستبسل المسلمون واستشهد خمسة من الانصار واصيب اثنان من المشركين مات احدهما لفوره والاخر بعد عودته من مكة ووصل المسلمون الجهاد والدعاء واستبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفرج وفي اليوم السابع والعشرين للحصار استجاب الله لدعاء رسوله والمسلمين فارسل ريح شديدة اقتلعت خيامهم وقلبت قدورهم وملأت نفوسهم يأسا فجمع القرشيون ومن معهم متاعهم وارتحلوا عائدين الى ديارهم خائبين خاسرين وتبعتهم غطفان ومن معها يجرون اذيال الفشل والخيبة قال تعالى “وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا(25)” وطلع نهار مشرق على المدينة وقد تخلصت من اعدائها خارج الخندق واذن رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين ان يعودوا الى بيوتهم مسرورين بنصر الله وحفظه وطلع نهار مشرق على المدينة وقد تخلفت من اعدائها بالصبر والجهاد والدعاء رضي الله عن الصحابة واثابهم على ما قدموه لهذا الدين وصلى على رسول البشرية وقائد الأمة محمد وسلم تسليما.