مانوع العلم الواجب على كل مسلم تعلمه
العلم الواجب على كل مسلم تعلمه يعد العلم ذا أهمية كبيرة في حياتنا اليومية منذ بدء الخليقة، ولولا العلم لما وصل الإنسان لما وصل إليه من الحضارة والتقدم والفهم وغير ذلك، والجهل يعيب الإنسان وينتقص منه بل إن ما يميز الإنسان عن سائر الكائنات الحية هو العقل الذي وهبه الله له وملكة التعلم التي ميزها الله به، وأول ما نزل من القرآن الكريم على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هو قوله تعالى “اقرأ” مما يوضح أهمية العلم والتعلم والسعي في سبيل ذلك.
وحين تتأمل ما وصل إليه العلم من الاكتشافات والتطور في كافة المجالات من الطب والهندسة وغيرهم لا يسعك سوى أن تتعجب مما يمكن أن يفعله عقل الإنسان فسبحان الله الذي خلق الإنسان ووهبه العقل ومن عليه بالعلم، الذي علم الإنسان ما لم يعلم ولو نعمة الله وتوفيقة لما تعلم الإنسان ما يكسب به قوت يومه.
ومن هذا يمكننا تقسيم العلم لنوعين، علم دنيوي وعلم ديني أو آخروي.
فالعلم الدنيوي هو كل ما خدم الإنسان في الحياة الدنيا من الطب والهندسة والصيدلة والتاريخ وغيرهم من العلوم، ولا شك أن الإنسان المسلم حين يتعلم العلوم الدنياوية يثاب عليها بنيته المُخلصة لله عز وجل.
والعلم الاخروي وهو العلم الديني الشرعي من القرآن والتفسير والفقه والحديث وغير ذلك من العلوم الشرعية. وهذا العلم له حد أدني لا يسع المسلم جهله فيجب على كل مسلم تعلم مقدار معين من العلم الشرعي يرفع به الجهل بالعبادات والشرائع ودين الله والشعائر، ويتعلم به عن الله ورسوله وكيف نقل إلينا هذا الدين خلال هذه السنوات مذ أن نزل الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم في غار حراء.
وفي هذا المقال نعرض لك العلم الواجب على كل مسلم تعلمه.
انواع العلم الواجب على كل مسلم تعلمه
1- علم العقيدة
يجب على المسلم أن يتعلم في علم العقيدة ما يرفع به الجهل عن معرفته بالله والإسلام والرسول، ويتمثل ذلك في معرفة التوحيد وأركانه وكيف يكون التوحيد وأركان الشهادتين وشروطهما وما يلزمان المسلم به.
ويتعلم عن الولاء لله تعالى والبراء من كل ما يخالف الله تعالى ودينه ورسوله.
ثم يتعلم عن أركان الإسلام الخمس وفروض الدين من الصلاة والزكاة والصيام الحج بعد الشهادتين والتي هي أول الأركان ولا يصح الإسلام دونهما.
ثم يتعلم عن أركان الإيمان وهي ست، فالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
ثم يبدأ بالتعرف على أسماء الله الحسنى وصفاته وما يجب في حق الله وما يجوز في حقه وما يستحيل في حقه تعالى، ويتعرف على ما يجب وما يجوز وما يستحيل في حق الرسل والأنبياء.((islamqa.info))
ويبدأ بالتعلم عن السمعيات والغيبيات ويوم القيامة وعلاماته والثواب والعقاب ونواقض الإيمان والإسلام.
وهذا ما لا يسع المسلم أن يجهله في العقيدة
2- تعلم كتاب الله تعالى
وما لا يسع المسلم أن يجهله في القرآن هو العلم بأحكام التجويد والقراءة الصحيحة الخالية من اللحون والأخطاء وغيرهما.
ويندرج تحت تعلم كتاب الله تعلم العلوم المرتبطة بالقرآن الكريم من جهة الألفاظ والمعاني مثل التفسير وعلوم القرآن وأسباب النزول ومعاني الآيات. ومنه أيضًا تعلم البلاغة والنحو حتى يعلم ما في كتاب الله من الإعجاز اللفظي.
اقرأ ايضا: أفضل نصائح لحفظ القرآن الكريم
3- علم الفقه
وعلم الفقه هو علم الأحكام الشرعية المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة واجتهاد العلماء وفقًا للكتاب والسنة وشروط الإجتهاد وهو علم واسع للغاية يتناول كل دقائق وصغائر الحياة اليومية والشخصية. فهو يضع المنهج الشرعي للمسلم حتى يتجنب الوقوع في المنهيات والمحرمات وحتى المكروهات.
ومما لا يسع المسلم جهله في هذا العلم تعلم أولًا أحكام الطهارة من الوضوء والغسل وما يندرج تحتهما من طهارة المياه وأنواعهما وموجبات الوضوء وموجبات الغسل ونواقضهما، وسنن الوضوء وأركانه وكيفيته، والحالات التي يباح له التيمم وفترات الطهارة المتاحة وأحكام أخرى كالوضوء للمسافر والمسح على الخفين وغير ذلك.
ثم ينتقل لباب الصلاة وهي عماد الدين والركن الثاني بعد الشهادتين من أركان الإسلام، وإنما قدم علها باب الطهارة في الفقه لأن الطهارة شرط أساسي لصحة الصلاة.
فيتعلم في باب الصلاة عن الصلوات الخمس المفروضة وكيفيتها وشروطها وأركانها وسننها بم تصح وبم تبطل ومشروعيتها وكيف فُرضت، ثم يتعلم عن أحكام الصلاة من سجود السهو والصلاة حالة السفر والخوف وحكم نسيانها ودخول الوقت وغير ذلك من الأحكام الأساسية، ثم يتعلم عن سائر الصلوات المسنونة بداية من سنن الصلوات الخمس وأوقاتها وحتى صلاة الجمعة والعيدين والكسوف والخسوف والاستسقاء والجنازة.
ثم ينتقل إلى باب الصوم فيتعلم عن فرضيته وحكمته وكيفيته ومبطلاته، وحكم النسيان فيه وينتقل من صيام الفريضة إلى صيام التطوع وحكمه وثوابه.
ثم يتعلم عن الزكاة وفرضيتها ومقدارها ووقت وجوبها وشروطها وعلى من تجب ولمن تجب، ويفرق بين الصدقة والزكاة ويدرس أكثر المُشكلات والخلافات شيوعًا.
ثم ينتقل لأحكام الركن الخامس من الإسلام وهو الحج، فيتعلم عن فرضيته وحكمة مشروعيته وسبب فرضه وكيفيته وأحكامه وثوابه.((islamweb.net))
.ثم يتعلم عن الأمور الحياتية من أحكام الميراث والزواج الطلاق والإنفاق والتعامل بين الأزواج والمعاملات المالية الشائعة كالبيع والشراء وغير ذلك.
وهذا مما لا يسع المسلم جهله في الفقه، أمام علم الفقه فواسع جدًا بحيث يشمل كل التعاملات المالية والحياتية والقضايا المعاصرة.
4- علم الحديث:
وهو العلم المختص بدراسة السنة النبوية من أقوال وأفعال وتصريحات النبي صلى الله عليه وسلم بالقول أو بالفعل أو بالسكوت الدال على الرضا أو الرفض.
وعلى المسلم أن يتعلم في هذا الباب ما يتعلق بحياته اليومية ومعاملاته من الأحاديث، كما يتعلم الأحاديث المتعلقة بالعبادات والأحاديث النبوية المتعلقة بأعمال القلوب أو غيرها من الأعمال كالأربعين النووية مثلًا.((binbaz.org.sa))
ويتعلم أيضًا المصطلحات الأساسية في علم الحديث حتى يعرف قوة الحديث مثل ما هو الحديث الصحيح والحسن والضعيف والمنكر والموضوع وما هو المتن وما هو السند، وما هو التواتر والآحاد.
أما عن الطرق التي يمكن من خلالها تحصيل هذا العلم، ففي الوقت الحالي أماكن تحصيل العلوم وخاصة العلم الشرعي كثيرة متاحة بصورة تناسب الجميع، فمن لا يجد وقت لحضور الحلقات في المساجد والدور فهناك حلقات مسجلة متاحة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل منصة اليوتيوب، ومن يفضل الحضور على أرض الواقع فالمؤسسات والدور والمساجد التي تقدم دورات وحلقات خاصة بتعلم العلوم متاحة بكثرة ومن كان يفضل الترتيب المنهجي سواء كانت الدورات عن طريق الإنترنت أو في المسجد فهناك العديد من الدورات المتاحة والمناسبة لكافة المستويات بداية من المبتدئ وحتى المتخصص.
في النهاية على المسلم أن يسعى لتعلم دينه ويستعن بالله ولا يعجز، كما عليه أن يسعى لتعلم العلوم الدنياوية بما يتيح له أن يعيش كريمًا كما كرمه الله وعفيفًا لا يحتاج لغيره وتقيًا يتقي الله في ماله وكسبه بالحلال.
اقرأ المزيد عن: ماهي آداب طلب العلم