حلول لعدم الخشوع في الصلاة والتركيز وأهم درجات الخشوع في الصلاة
مشكلة عدم الخشوع في الصلاة لا تقتصر عليك وحدّك،فالكثير منا أضاع صلوات في حياته بدون الخشوع فيها للرحمن عزوجل، فكل ما يحيط بنا يشتتنا كل ما في الدنيا بأمورها ومشاغلها والسرعة التي تسير بها الحياة تسهو فيها أنفسنا عن أمر يكاد يكون هو جوهر الصلاة.
هذا المقال يبين لك الكثير عن الخشوع، وقد قال تعالى ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾،بسعيّك للخشوع في الصلاة ،سيهديك الله السبيل في ذلك إن شاء الله.
اقرأ أيضاً كيف أخشع في الصلاة؟
تعريف الخشوع في الصلاة
الخشوع لغةً: مصدر خشَعَ ،خشَعَ بِ ،خشَعَ في،خشَعَ لِ،وخشع خشوعاً والمعنى قريب من الخضوع والتذلل والسكون والخضوع بالبدن،بينما الخشوع يشمل الصوت والبصر أيضاً.
معنى الخشوع في الصلاة
حضور المصلي لصلاته بقلبه وجوارحه جميعاً وفهم لما يقرأه ويتلوه ويؤديه فيشعر بمعنى الصلاة وهو الصِّلة مع آلله -تعالى- وإقباله بقلبه عليه -تعالى-بالذل والخضوع،والخشوع لين القلب ورقته وسكونه وطمأنينته، وقبوله للحق والإنقياد له ،ويتحقق الخشوع بخشوع القلب الذي يؤدي لخشوع الجوارح والأعضاء ظاهراً وباطناً لأنها تابعة للقلب وهو أميرها وهي جنوده.
حلول لعدم الخشوع في الصلاة
- توضأ وتهيأ للصلاة عند سماع الأذان،وقم بأداء الصلاة بوقتها، قال عزوجل ﴿ فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا﴾.
- خصص مكان للصلاة يكون فيه الضوء خافت،وتكون بمفردك حتى لا يصرفك عن الصلاة تَحَدُث شخص بجوارك (وكذلك في صلاة الجماعة) إبتعد عن من يشتتك أثناء صلاتك.
- تطيّب بأجمل الروائح قبل صلاتك،والبس ثوباً نظيفاً جميلاً.
- إبتعد عن كل شيء يشتت تركيزك في الصلاة كالتليفون والتلفزيون وغيرهم.
- إبعد كل الصور المجسدة وغيرها من مكان الصلاة ؛لأنها تدعو لتشتت الذهن والتأمل وفي الحديث الشريف أنها سبب في نفور الملائكة.
- أن تتذكر الله في كل وقت وتَذَكره بلسانك واحفظ لسانك وبصرك وسمعك فالعلاقة بين الخشوع في الصلاة وبين أفعالك خارج الصلاة علاقة وطيدة.
- إخلاص النيّة لله وليس رياءً للناس، لأنه لا يجتمع نقيضين في قلبٍ واحد، قال -عزوجل:- ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا.
- لا تصلي وأنت جائع أو قبل موعد طعامك بقليل أو وأنت في حاجة شديدة لقضاء حاجتك،عن عائِشَة -رضي الله عنها مرفوعاً: «لا صلاة بِحَضرَة طَعَام، وَلا وهو يُدَافِعُه الأَخبَثَان》
- إذا صليت فصلي صلاة مودع وكأنها أخر صلاة لك في الدنيا، وتذكر أنك بين يدي آلله -عز وجل، فعن أبي أيوب الأنصاري جاء رجُلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: يا رسولَ اللهِ، علِّمْني وأوجِزْ، قال: إذا قُمْتَ في صلاتِكَ، فصَلِّ صلاةَ مُودِّعٍ، ولا تَكَلَّمْ بكلامٍ تعتذِرُ منه، وأجمِعِ اليَأْسَ عمَّا في أيدي النَّاسِ.
- قراءة الآيات وفهمها والتدبر لمعانيها، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: (الحمد لله رب العالمين) قال تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال (الرحمن الرحيم) قال الله تعالى: أثنى عليّ عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين قال: مجدني عبدي، وقال مرة: فوض إلي عبدي فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل» ،رأيت هذا فقط عند قراءة سورة الفاتحة .
- تأنَّ بالصلاة ولاتتعجل ،إنَّ عبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ رأى فتًى وهو يُصلِّي قد أطال صلاتَه وأطنَب فيها فقال مَن يعرِفُ هذا ؟ فقال رجُلٌ : أنا فقال عبدُ اللهِ : لو كُنْتُ أعرِفُه لَأمَرْتُه أنْ يُطيلَ الرُّكوعَ والسُّجودَ فإنِّي سمِعْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ : ( إنَّ العبدَ إذا قام يُصلِّي أُتِي بذُنوبِه فوُضِعَتْ على رأسِه أو عاتقِه فكلَّما ركَع أو سجَد تساقَطَتْ عنه.
- بَعد الانتهاء من الصلاة اجلس قليلاً وسبح الله إقرأ ورد من الذكر أو ادعو الله كثيراً.
حكم الخشوع وحكم عدم الخشوع في الصلاة
هناك إختلاف بحكم الخشوع في الصلاة بين علماء أمتنا،فالكثير من العلماء والفقهاء من قال أن الخشوع في الصلاة سُنة من سُنَن الصلاة، ليس من أركانها لكنه من لوازمها فلا تبطل الصلاة ولكن ينقصك الأجر العظيم لها،حيث دلت النصوص الثابتة في الصحيحين أن الاشتغال بالفكر في أمورك الدنيوية لا يبطل الصلاة،
ومنهم من قال أن الخشوع في الصلاة واجب وتَركِه يبطل الصلاة وأيضاً إستدّل العلماء في هذا الحكم على أحاديث نبوية شريفة وآيات من الذكر الحكيم.
والقول الراجح أن الصلاة تصح بدون خشوع ولكن الأفضل والأَصح وهو المستحب الخشوع في الصلاة للحصول على الأجر العظيم لها،والله -تعالى-أعلى وأعلم.
- حكم الخشوع في الصلاة للإمام محمد بن العثيمين-رحمه الله عليه
مصادر أساسية تساعدك على الخشوع في الصلاة
1- القرآن الكريم
قراءة القرآن الكريم والتدبر في معاني آياته،يساعدك على الخشوع في الصلاة ،بقراءة القرآن الكريم تخشع القلوب والسمع والأبصار،ويجعل المؤمن خاشعاً مطمئناً بحياته وصلاته.
2- الذِكر
قال-عزوجل-:﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ ،ذكر الله بالحوقلةّ ،والباقيات الصالحات،وأذكار الصباح والمساء،كلها تصون النفس وتزيد الأجر وتُخشع القلب والجوارح لله -عزوجل.
3- الدعاء
أدع الله بالخشوع برجاء وتضرع،ادعو الله بالثبات والهداية والخشوع بالصلاة،والله يعينك على العبادة إن دعوته بصدق على ذلك.
4- الكتب
وهناك كتب كثيرة تشرح لك الخشوع في الصلاة أهمها هو:
-
كتاب أسرار الصلاة، للإمام ابن القيم – رحمه الله عليه
-
قبل أن تذهب للصلاة، أحمد الشقيري
-
كيف تخشع بالصلاة، أحمد الشقيري
-
تجربة الصلاة بخشوع ، أحمد الشقيري
-
سلسلة كيف تتلذذ بالصلاة للشيخ مشاري الخراز
-
خُطب حول رعاية الصلاة والخشوع فيها، للشيخ سمير مصطفى
اقرأ أيضاً أفضل 10 كتب عن الصلاة
الخشّوع هو سرّ الصلاة حيث قال الله -عزوجل قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ (1) ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ
جعلنا الله وإياكم من المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعين، الذاكرين لله،فالخشوع يُؤَمن لك الفلاح في الدنيا والآخرة،فـ”لا تجتهد لتصلي ،ولكن اجتهد لمعرفة الله تشتاق للصلاة” إسلام جمال من كتاب فاتتني صلاة،نتمنى أن المقال أفادكم ونتمنى مشاركة المقال لتعم الفائدة