المقدمة
البحث العلمي له العديد من الفوائد، فهو يجعل الإنسان يسعى لحل كثير من المشكلات التي تواجهه في الحياة، كما يحرص على تحليلها، والخروج بأفضل النتائج من وجهة نظره، فهذا له عظيم الأثر.
والبحث العلمي له خطوات وشروط لا بد أن يستوفيها صاحبها، فهي في النهاية تساعد الباحث على الوصول لنتائج وحلول حول المشكلة التي يبحث عنها، وهو ما سيقدمه الباحث، وكلما اهتم الباحث ببحثه كلما وجد النجاح، فهناك العديد من البحوث العلمية ولكنها لا تضيف شيء يذكر، أما البحوث التي يهتم بها أصحابها تجد الاهتمام بها.
فسوف نعرض في مقالنا الخطوات الأمثل لكتابة بحث علمي مميز.
وليس معنى عرضها هنا وجود اقتصار الأمر على تلك الخطوات فقط، بل بالتأكيد هناك خطوات أخرى، ولكن هذا ما توصل إليه فريق بحث دال 4 يو من معلومات حول هذا الموضوع.
للملاحظات والمقترحات نأمل التواصل على الرابط التالي.. اضغط هنا
الخطوات الأولى لكتابة البحث
1- حدد المشكلة التي يتناولها البحث:
قبل أن تبدأ في البحث لا بد من تحديد المشكلة أو الموضوع الذي يتناوله البحث، فهو بمثابة تحديد الطريق الذي ستسير فيه، وكلما كانت المشكلة محددة أكثر كلما كان ذلك أكثر إفادة، وبدورها ستكشف لك المحطات والطرق التي ستسير فيها فيما بعد، و سيفيدك التوصل لتحديدها مبكرًا أيمّا استفادة.
فمن تحديد المشكلة بوضوح ينطلق الباحث في دراستها ومن ثم تحديد الطريق الذي يسلكه، ويجب عليه أن يحدد موقع بحثه، وطريقته عن الأبحاث التي كتبت عن نفس الموضوع أو المشكلة.
2-اختار عنوانًا للبحث:
من أصعب الخطوات التي تقابل الباحث، فالعنوان مدلول البحث، ولا بد للعنوان أن يعبر عن ما يوجد في البحث، فلذلك هي من أهم الخطوات لكتابة البحث العلمي، الحصول على عنوان مناسب، ويجب أن يكون العنوان مختصرًا، ولا يكون يحمل تفسيرات عما يكون عليه متن البحث، والأفضل أيضًا أن يكون عنوان البحث قصيرًا وبسيطًا، فيستطيع القارئون أو من يسمع عنه، أن يبني تصور عن ما هية المشكلة أو الموضوع الذي يتناوله، ويبني تصور طفيف عنها.
فالعنوان هو الذي يساعد القاريء أو السامع على إقرار هل سيهتم بهذا البحث أم لا، فقراره سيكون راجع بصفة أساسية على عنوان البحث، ومدى انجذابهم له.
3- المقدمة للبحث والتمهيد له:
تساعد المقدمة على تكوين الفكرة الأساسية عن البحث، فهي لا بد أن تتضمن المنهج والعناصر الذي يعرضه البحث، كما يعطي فكرة عن البحث وهدفه، ومنهجه وما الذي توصل له الباحث من خلاله من نتائج.
وتقدم المقدمة تمهيد للبحث، فهي لها هذه الوظائف الهامة التي تجعل القاريء أو السامع يتشوق للبحث من عدمه.
4- أهداف البحث:
الأهداف تعبر عن ما الذي ينوي الباحث التوصل له بعد الانتهاء من بحثه، فهو يوضح من خلالها الغاية الرئيسية من وراء بحثه، ويجب على الباحث وهو يكتب هذه الأهداف أن يراعي الواقعية، فتكون هذه الأهداف قابلة للتطبيق على أرض الواقع، والابتعاد تمامًا عن أهداف الباحثين الآخرين الذين يتناولون نفس الموضوع من قبل.
فيجب أن يكون للباحث أهداف أخرى يصل بها بحثه لطرق أخرى غير تلك الطرق التي سُلكت من قبل.
أدوات مهمة ستحتاجها في كتابة بحثك
5- منهجية الدراسة:
لا بد أن يوضح الباحث المنهجية التي سيتبعها في تناوله للبحث، فيختار الباحث أحد مناهج البحث العلمي ليطبقها على بحثه، وأشهر تلك المناهج هو المنهج العلمي الذي يقوم على تحديد المشكلة، ووضع الحلول المناسبة لها، ثم اختبار أحد تلك الحلول، وتحديد فرضية علمية.
6- أدوات الدراسة:
يقوم الباحث العلمي باختيار الأدوات المناسبة للبحث الذي يقوم به، فالأدوات تتغير من بحث لآخر، وعليه أن يختار الأدوات حسب استعمالها وجودتها، وتأثيرها في نتائج البحث.
فالأدوات لا بد أن تتعرض للاختبار وقياس الجودة قبل البدء باستعمالها؛ حتى لا تؤثر على النتائج تأثير سلبي.
7- خطة البحث:
هو الطريق الذي سيسير فيه الباحث، وهي خطوط عريضة لا بد من تحديدها قبل المضي قدمًا في البحث.
وقبل أن يقوم الباحث بكتابة بحثه، يقوم على مراجعة خطة بحثه مع المشرفين على هذا البحث، وبعدها يبدأ في السير نحو تفصيل هذا البحث أكثر، حتى يشرع فيه.
الخطوات النهائية لكتابة بحثك العلمي
8- كتابة الخاتمة والمراجع:
يوضح فيها الباحث خلاصة ما توصل له، ويوضح فيها الكاتب النتائج وكذلك الإشكاليات التي استشكلت عليه، ويقدم فيها التوصيات التي يريد أن يوصي بها من سيقوم للحث في هذا المجال أو الموضوع.
والمراجع لا بد أن يحددها الباحث قبل أن يبدأ في بحثه، فهي التي ستمده بالمعرفة، فهي بمثابة خارطة الطريق للباحث. وهي تعد واحدة من أهم الخطوات في كتابة البحث العلمي، فالباحث يذكرها من باب الأمانة العلمية، ولقد يعترف بجهود من سبقوه، ويحيل عليها من لا يعرفها.
9- مراجعة المسودة الأولية:
المسودة الأولية هي بمثابة التصور العام عن البحث، فأنت قد قطعت شوطًا كبيرًا في البحث، وحددت المشكلة، واخترت عنوانًا مميزًا لبحثك، ووضحت الأهداف والمنهجية والأدوات، وكذلك المراجع التي ستعتمد عليها، فالآن قد آن لك أن تبدأ البداية الفعلية في بحثك، وتبني التصور اللازم عنه.
فمن خلالها ستقدم خلفية عن بحثك، وتوضح خطتك في البحث في تناول هذا الموضوع، وكذلك الركيزة الأساسية التي سيعتمد عليها البحث، والمصطلحات والمفاهيم التي يركز عليها البحث.
10- مراجعة البحث:
يتم مراجعة البحث بعدها أكثر من مرة، وتكون هذه مرحلة التنقيح والتصحيح المستمر، فهي التي ستصل بنا في النهاية للنسخة الأخيرة والنهائية.
وربما يعطي نسخة منه لأحد المختصين حتى يعطي رأيه فيه، وهم غالبًا ما يهتمون بمتابعة كل جديد في مجالهم، وسيكون ذلك جيدًا لك.
ويمكنك مراجعة البحث على أجزاء وأقسام، وتتأكد أنه يستوفي كل الشروط، وأنه يسير في الطريق الصحيح، وهذا من الأهمية بمكان، فقبل أن تسلم البحث لا بد أن تكون راضٍ عنه، وتتأكد أنك قمت بكل ما تود القيام به.
لا شك أن الأبحاث العلمية لها أثر عظيم على المجتمع، فكلما كثرت الأبحاث العلمية في دولة، هذا دليل على غنى هذه الدولة بعقليات فذة، تسعى لتحليل كل ما تتعرض له، وتحرص على إيجاد الحلول الدائمة. فالأبحاث العلمية دليل على التطور والتقدم، فلم تتقدم دولة ولا أمة، إلا باهتمامها بالأبحاث العلمية والتشجيع عليها، وتكريم من يقم بها.
وكذلك فإن القيام بتلك الأبحاث يستدعي من الشخص القيام بالكثير من المجهود، والبحث المضني؛ حتى يصل لتفسير وحل لهذه المشكلة أو الظاهرة التي يتناولها، ولا شك أن البحث العلمي الذي يأتي بشيء جديد، ويتناول الموضوع من زوايا أخرى، يكتب له التميز، وكذلك لصاحبه.