محتويات
- تعريف الاسم في اللغة
- معنى الاسم في حق الله تعالى
- معنى اسم الله المتكبر الدرر السنية
- معنى اسم المتكبر للأطفال
- الوقوف على معاني اسم الله “المتكبر”
- ورود اسم الله ” المتكبر” في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة
- الثمار المأخوذة من العلم بِاسم الله ” المتكبر”
- أسرار اسم الله المتكبر
- المتكبر على الناس
- المتكبر في الإسلام
شرح اسم المتكبر نقدمه في مقالتنا حيث إنه من أسماء الله الحسنى التي تدل على العظمة والكبرياء اسم ” المتكبر”، وهو صفة من الصفات الواجبة في حق الله تعالى، أما العباد فَالصفة التي تليق بهم وبِضعفهم التذلل والخضوع.
هذا، وقد ورد اسم الله ” المتكبر” في القرآن الكريم في موضع واحد في سورة الحشر في قوله تعالى ” هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ” .
وسوف نتعرف في هذا المقال سوياً على شرح اسم المتكبر، ونوضح الثمار المأخوذة من العلم به.
تعريف الاسم في اللغة
عندما نأتي لـ شرح اسم المتكبر فالمُتكبِّر في اللغة: اسم فاعل من تكبَّر، وهو من الكِبر عكس الصغر، ومعناه العظمة، والرفعة فهو العظيم المتعالي عن كل آفة ونقص.
معنى الاسم في حق الله تعالى
شرح اسم المتكبر فمعنى المُتكبِّر: هو العظيم المتعالي عن صفات الخلق فليس كمثله شيء، الذي يختص بالعظمة والكبرياء في صفاته، وأفعاله، فلا عظمة ولا كبرياء إلا لذاته تعالى، الذي لا يجري في ملكه إلا ما يريد، وهو الذي تكبر أيضاً عن كل سوء، وعن إرادة الظلم لخلقه، وعن أن يكون له شريك، أو ولد.
معنى اسم الله المتكبر الدرر السنية
شرح اسم المتكبر هو البليغ الكبرياء والعظمة الذي تكبر عن كل شر وسوء وظلم لعباده، و المتعالي عن كل صفات الخلق، الذى تكبر بربوبيته فلا شيء مثله، المتعظم عما لا يليق به من صفات الحدث والذم.
معنى اسم المتكبر للأطفال
شرح اسم المتكبر للأطفال فالمتكبر هو الله الذي انفرد بصفاته أي أنه لا يشبهه أحد من البشر ولا أي مخلوق آخر حتى الملائكة، وهذا بمعنى أن الله تعالى تفرد بالصفات وتنزه بالعزة عن غيره من المخلوقات.
الوقوف على معاني اسم الله "المتكبر"
الوقوف على معاني أسماء الله الحسنى أمر مهم جدًا وعندما نأتي لـ شرح اسم المتكبر والوقوف على معانيه نجدها عظيمة جدًا وهي كالتالي:
1 ـ المتكبر بمعنى: الذي تكبر عن كل سوء وظلم وشر
أي أن الله سبحانه وتعالى تنزه وتكبر عن ظلم العباد، كما تكبر عن نسبته إليه ودليل ذلك ما يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل أنه يقول ” يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا، فلا تظالموا ” .
2 ـ المتكبر بمعنى: الذي تكبر عن صفات الخلق
أي أن الله تعالى تنزه عن اتصافه بأي صفة من صفات الخلق، كما تنزه وتكبر عن مشابهة الحوادث وبالتالي فقد تنزه الله سبحانه وتعالى وتكبر عن أن يلحقه أي نقص.
3 ـ المتكبر بمعنى: الذي يتكبر على عتاة خلقه إذا نازعوه
أي أن الله جل وعلا اختص بالعظمة والكبرياء، ولا يجوز أن يشاركه فيهما أحد من خلقه ودليل ذلك الحديث القدسي الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه أنه يقول “الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في النار ”.
أي أنه كما يلتصق الرداء والإزار بالإنسان ويلازمانه ولا يقبل أن يشاركه فيهما أحد، فكذلك الخالق جل جلاله لا يقبل أن يشاركه أحد في العظمة والكبرياء.
4 ـ المتكبر بمعنى: الذي تكبر بربوبيته فلا شيء مثله
أي أن الله تعالى تعظم وترفع بربوبيته، ولا يوجد أي شيء مثله من المخلوقات، ومعنى ذلك أن من تعاظم وتكبر من البشر، ودعا الناس إلى تعظيمه والخضوع إليه فهذا يدل على منازعة الله في ربوبيته ومن يفعل ذلك فإن الله بلا شك يهينه غاية الهوان، ويذله غاية الذل.
5 ـ التكبر بمعنى: التكبر والتعاظم عن كل شيء دونه
أي أن الله تعالى هو صاحب الكبرياء في السماوات والأرض أي صاحب السلطان والعظمة، فهو العظيم بذاته، موصوف بالكمال المطلق وكل شيء دون الله صغير، ذليل، مصيره الفناء.
ورود اسم الله " المتكبر" في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة
ورد اسم الله المتكبر في القرآن الكريم وفي السنة النبوية المطهرة على حد سواء كما سنعرف تاليًا:
أولاً: في القرآن الكريم
جاء اسم الله “المتكبر” في القرآن الكريم مرة واحدة في سورة الحشر في قوله تعالى ” هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ” .
ثانياً: في السنة النبوية الشريفة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه جل وعلا أنه يقول ” الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في النار” .
الثمار المأخوذة من العلم بِاسم الله " المتكبر"
هناك ثمار مهمة جدًا من العلم باسم الله المتكبر حيث يساعدنا العلم بهذا الاسم العظيم أشياء كثيرة مثل:
- بعد العلم بمعنى اسم الله المتكبر، على الإنسان أن لا يخضع إلى أحد من البشر، ولا يترك شعور الانهزام يتطرق إليه من أي جهة مهما واجه.
- لا يعظم العبد أي شيء حقره الله، ولا يحقر أي شيء عظمه الله؛ لأن التكبر لا يليق إلا لله سبحانه وتعالى فهو صفة من الصفات الواجبة في حق الله، وأما في حق العبد فهو من الصفات المذمومة له؛ لأن من صفته التذلل والخشوع والخضوع.
- تكبر العبد في الأرض سبب من أسباب الطبع على قلبه ودليل ذلك قوله تعالى في سورة غافر ” كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ” ، أيضاً تكبر العبد يجعله يتشبه بإبليس. ومن المعلوم أن إبليس لم يخرج من جنة النعيم إلا بسبب استكباره وذلك بدليل قول الله تعالى في سورة البقرة ” إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ”.
- إن علم العبد بأن ربه هو المتكبر، فلا بد أن يكون لديه يقيناً راسخاً أن الله أعلى وأجل وأرفع من كل شيء؛ لأن التكبر لا يليق إلا لله سبحانه وتعالى.
- يجب أن يعلم العبد أن من تواضع لله رفعه وبذلك تكون الصفة التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم هي التواضع ولكن تواضع من غير ذلة أو ضعف ودليل ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم ” إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد ” .
أسرار اسم الله المتكبر
لاسم المتكبر أسرار كثيرة ونذكر منها البعض تاليًا:
-
- يوَرث هذا الاسم في نفس المؤمن الثقة بالله، و العلو الذي يليق بالله عز وجل وبذلك ترقى همته إلى الله.
- أيضاً، من أسرار اسم الله المتكبر المتعالي عن كل صفات الخلق، وكذلك عن مشابهة الحوادث، المتفرد بالعظمة والكبرياء.
- لا شيء كمثله؛ فهو الذي تكبر وتعالى عن كل نقص.
- كل شيء دون جلاله صغير وحقير؛ لأنه هو الذي تكبر وعظم عن كل نقص.
- من أسرار اسم الله المتكبر الذي لا عظمة، ولا كبرياء ولا سلطان إلا لذاته وكل خلقه عبيد له.
- التكبر عن كل ظلم وسوء.
- كذلك، التكبر عن قبول الشريك والولد والشريك في العبادة مع غيره.
المتكبر على الناس
يعد التكبر على الناس أحد أخطر الأمراض الخلقية التي تجعل الشخص يشعر بالفخر بنفسه، والتعاظم عن غيره لدرجة أنه يشعر أنه هو الذي يستحق كل شيء في الحياة ويرى أنه أعلى شأناً من غيره.
هذا، ويشعر الشخص المتكبر أنه الأفضل دون غيره من البشر، و يبتليه الله بحب ذاته من شدة تكبره فيرى أن باقي الخليقة وجدت من أجل تحقيق رغباته.
المتكبر في الإسلام
يعد التكبر صفة شيطانية، كما أنه أول ذنب أُرتكب في الوجود وذلك عندما رفض إبليس أن يسجد لآدم عليه السلام قال الله تعالى “مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ“.
فطُرد إبليس من الجنة بسبب تكبره. هذا، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التكبر فقال “يقول الله تعالى الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في جهنم ولا أبالي“. وقال أيضاً “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبر“.
ومن الجدير بالذكر، أن الكبر يؤدي إلى ظلم الناس واحتقارهم، والتحقير من شأنهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر يغشاهم الذل يدوسهم الناس بأقدامهم“، كما أن الكبر يؤدي إلى ترك الصلاة والدعاء، فمن لا يدعوا الله يظن أنه لا يحتاج إليه ولكن المؤمن يحتاج إلى الله في السراء والضراء وكل وقت قال تعالى “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ“.
في نهاية المقال، نذكر أننا قدمنا شرح اسم المتكبر شرحًا وافيًا.
نُوصيك أن تتعلم معانيه بإتقان؛ حتى تحصل على الفائدة نتيجة العلم به، وتكون من الذين يعبدون الله على علم.