كيف أعلم طفلي القناعة؟

إن زرع الصفات الحميدة داخل طفلك أمرٌ لا بد منه، فالأعمار الأولى لطفلك تعد فرصتك الذهبية لغرس صفات الخير داخل طفلك، وإيصال أهميتها وقيمها له.

ومن أهم الصفات التي يجب أن يعتاد عليها طفلك منذ الصغر هي صفة القناعة ، فالقناعة دائمًا ما تولد السعادة لحياة الإنسان، وتجعله راضيًا عن حياته وما وهبه الله فيها، لذلك نعرض لك في هذا المقال بعض النصائح التي يمكنك اتباعها لغرس تلك الصفة المهمة في شخصية طفلك.

 وإذا كان لديك أي شيء آخر تريد إضافته أو اقتراح أو رأي فنرجو منك إخبارنا في تعليق أو من خلال الرابط التالي.. اضغط هنا 

لا تطلب من طفلك أن يتحلى بصفةٍ ما وهي غير موجودةٍ فيك، فالأطفال دائمًا ما يقلدون آباءهم في تصرفاتهم وحركاتهم، فإذا شعر طقلك بأنك راضٍ بما تملكه، وتكتفي دومًا بالمقدار الذي تحتاجه من كل شيء، سيقلدك طفلك في ذلك، وستطور هذه الصفة داخله.

إن الامتنان والشكر يبعثان في المرء شعورًا بالراحة والرضا، كما أن الامتنان يساعد المرء على التفكير بشكلٍ إيجابي والنظر إلى النعم التي هو غارقٌ بها دون النظر غلى النواقص في حياته، لذلك فإن تعليم طفلك القناعة يبدأ من تعليميه وتدريبه على الشكر والامتنان، والتفكير بشكلٍ إيجابي، وتذكر النعم التي أنعم الله بها عليه.

دائمًا ما يعزز العطاء شعور الرضا لدى الفرد، لذلك عود طفلك على العطاء ومنح الآخرين، كأن يشارك جزءًا من ألعابه وملابسه، بهذه الطريقة تربي داخله صفة القناعة، وكذلك التواصل والتعاطف مع الآخرين.

يمكن للآباء أن يستغلوا القصص لزرع بعض المفاهيم الصحيحة في نفوس أطفالهم، لذلك يمكنك أن تقرأ لطفلك بعض القصص التي تتحدث عن القناعة وعن الطمع، موضحًا أهمية الصفة الأولى وضرر الثانية.

هناك دائمًا تناسب طردي بين الثقة بالنفس وبين القناعة، وذلك لإن الإنسان غير الواثق من نفسه يبحث عن مكملاتٍ لتعويض النقص الذي يشعر به، لذلك احر على أن تعزز ثقة طفلك بنفسه.

يجب أن تعود طفلك أن ليس كل ما يتمناه سيحصل عليه، وأن لكل أسرة ظروفها الخاصة، وكما أن هناك طلباتٍ قابلة للتنفيذ وبعض الطلبات التي ربما لن تتحملها ظروف الأسرة في هذا الوقت.

احرص على أن تأخذ طفلك للمشاركة في الحملات الخيرية بين الحين والآخر، فزيارة الفقراء، ودور المسنين والملاجئ تجعله يشعر كما أن حاله أفضل من الكثيرين، مما يولد لديه الشعور بالرضا والقناعة.

أعطِ طفلك بعض المهام البسيطة كلًا على حسب عمره، واجعله يشارك معك في أعمال المنزل، فهذا يجعله يقدر قيمة العمل، وقيمة الجهد المبذول به، مما يجعله مقدرًا وقنوعًا بما يبذله من حوله لأجله.

اصطحب طفلك للتسوق، وأطلعهُ على قيمة المشتريات، وكيفية وضع الأولويات في الشراء، وأنه ليس من السهل الحصول على المال.

• لا تنتظر الإنجازات الكبيرة كي تحتفل بها مع طفلك، كافئه على الإنجازات الصغيرة، وأطلعه على قيمتها.

نهايةً، اِعلم أن الأطفال يتأثرون بمن حولهم كثيرًا، لذلك اِحرص على أن تكون الصفة التي تحاول زرعها بطفلك هي صفة أهل بيته، وذكر طفلك دومًا بالوسائل التي تناسب عمره، أن السعادة مرهونةُ بالقناعة والرضا، وأنه مهما امتلك الإنسان في الحياة الدنيا فلن يكون سعيدًا إلا إذا كان راضيًا بحياته، وقنوعًا بما يمتلكه فيها.

وننصحك بقراءة هذه المقالات والنصائح الأخرى مع طفلك لأنها بالطبع ستساعده:

1- نصائح لعقاب طفلك دون الضرب
2- أفكار مبتكرة لتحفيز طفلك على المذاكرة
3- كيف أجعل طفلي يحفظ القرآن؟
4- كيف تزرع الثقة في طفلك؟