وظائف المستقبل

تفاجئُنا الدراسات بأن هناك الكثير من الوظائف التي سيتم الاستغناء عنها في المستقبل، ولن نكون لحاجة لها، وربما ستحل الآلة والتكنولوجيا محلها، وعلى كل ذلك فإن أصحاب تلك المهن مُعرضون للخطر، وفقدان وظائفهم للأبد.

وعلى الجانب الآخر هناك وظائف ستكون هي من أكثر الوظائف طلبًا، وسيكون أصحاب هذه الوظائف أمامهم العديد من الفرص المتنوعة والكثيرة في الوظائف.

فحتى تكون في منطقة الأمان، ولا تتفاجأ في وقت ما أن وظيفتك في طريقها للتخلص منها، ينبغي أن تتابع التقارير عن الوظائف باستمرار، حتى لا تمضي وقتًا طويلًا في عمل ما، وتفاجأُ أنه ليس له مستقبل، وستم الاستغناء عنه، ولهذا فإننا سنركز في مقالنا، عن أهم الوظائف التي ستكون مطلوبة بكثرة في المستقبل.

 ولذلك سوف تختفي وظائف عديدة في المستقبل، وسوف يكون هناك الكثير من الوظائف التي سيزداد عليها الطلب بكثرة.

مما لا شك فيه أن مجال البرمجة من المجالات الواعدة في المستقبل، فمع ازدياد استخدام التكنولوجيا، تزداد أهميته يومًا بعد يوم، وكذلك في المستقبل سيزيد الاعتماد على البرمجة، لان التكنولوجيا ستقتحم العديد من المجالات.

وستزيد توسع البرمجة في الكثير من المجالات، وخصوصا التطبيقات للهواتف، فسيكون هناك تطبيقات لكل شيء، فالطبيب قبل إجراء العملية الجراحية سيحتاج الدخول على تطبيق يساعده على معرفة حالة المريض، ويعرض له قياس الضغط والسكر، والعديد من الفحوصات التي يحتاجها قبل إجراء العملية الجراحية، وبذلك لن يكون في حاجة لمساعدة الكثير من الأطباء والممرضين، فمن المتوقع أنه سيجرى تبديلهم بالعديد من التطبيقات والبرامج التي ستساعده، وتسهل له العمل.

وليس هذا في المجال الطبي فحسب، فكذلك الحاجة لوكلاء السفر لن تكن موجودة، فأغلب المسافرين سيلجأون للتطبيقات والبرامج لحجز تذاكرهم، وكذلك موظفي المبيعات في المحلات، فلن تكن في حاجة لموظف يساعدك في اختيار ما تريد، فسوف تقوم الربورتات بمساعدتك في هذا، وهكذا في أغلب المجالات.

بفعل التكنولوجيا والانترنت، ستزاد البيانات في كل شيء، خصوصًا في ثورة المعلومات التي نعيشها، وإتاحة الكثير من البيانات والمعلومات عن كل ما تريد معرفته، وفي كل المجالات والتخصصات، فستزداد الحاجة لأخصائيين تحليل البيانات، حتى يتم الاستفادة من هذه البيانات جيدًا، وتوظيفها بالشكل الذي يلائمها، لنحسن استغلالها.
وأغلب المجالات يتوقف عملها واستراتيجيات خططها على تلك البيانات والمعلومات، فهي التي تحرك السوق، وتختصر لهم الكثير من الجهود، لذلك سوف يولون جهودهم للاستفادة منها أكثر استفادة ممكنة.

مع الانتشار الفج في جرائم الالكترونية، وتعددها وتعدد صورها، بات الأمن الإلكتروني خطرًا محدقًا علينا جميعًا كأفراد، وعلى الكثير من المؤسسات، وأصبحت حمايتنا منه قضية تؤرقنا جميعًا، وهذا فتح الباب على مصرعيه الي وظائف الأمن وحماية المعلومات، وخصوصًا للشركات والمؤسسات الكبرى، فأصبحت هذه الوظائف تُطلب بكثرة، وأصبحت المؤسسات توظف العديد منهم لتحمي كيانها ضد تلك الجرائم والاختراقات.
ومن المتوقع أن يزيد الطلب بكثرة على هذه الوظائف في المستقبل، مع زيادة اعتمادنا على التكنولوجيا، وتدخلها في الكثير من المجالات، فسيصبح مجال الأمن وحماية المعلومات قسمًا مهمًا في أغلب الشركات والمؤسسات، وخصوصًا التي تعتمد على التكنولوجيا بصفة رئيسية في العمل.

التسويق الإلكتروني من أكثر المجالات التي انتشرت، وازداد الطلب عليها في الفترة الأخيرة، فأغلب الشركات أصبحت تعتمد عليه عوضًا عن التسويق التقليدي، فالجمهور المستهدف لهذه الشركات أصبح يمضي جلّ وقته مستخدمًا الإنترنت، ويتصفح برامج التواصل الاجتماعي، فأصبح من الضروري على الشركات أن تكون متواجدة بكثافة وبكثرة، في المكان الذي يتواجد فيه العميل، وأصبح عدد كبير من الشركات يلجأ عند تسويق منتجاته للتسويق الإلكتروني، والذي أصبح يعطي نتائج ممتازة، وأصبحت الكثير من الشركات الأخرى في طريقها للتخلص من طرق التسويق التقليدية.

لا شك أن الطباعة ثلاثية الأبعاد هي الخطوة التالية في مجال التصميم، فقد فاجأتنا التكنولوجيا بالقدرة على طباعة أي مجسم، مما أحدث ولا يزال سيحدث ضجة كبيرة، وثورة في التكنولوجيا، فهي ستؤثر على الكثير من المجالات، وستحدث طفرة كبيرة بتطبيقها على العديد من التخصصات والمجالات، فهي ساقوم بطباعة الكثير من المجسمات تستطيع أن تبدأ من كوب ماء ومن الممكن أن تصل لطائرة، لذلك كلما توسعت التطبيقات الخاصة بها، كلما سيزيد الاعتماد عليها، وإعطاء أهمية بالغة لها، ولكل من يتقن القيام بها.

مع العولمة وتحول العالم لقرية صغيرة، وتداخل العالم والدول على بعضها، وزيادة تنقل الناس من كافة الدول لدول وبلدان أخرى، أصبحنا نحتاج لمحامي القانون الدولي اليوم أكثر من أي وقت مضى، ومن المتوقع في المستقبل أنه سيزيد الطلب عليها بكثرة، وسنكون في حاجة لها، نظرًا للاختلافات التي تظهر، والمشاكل التي تحدث باستمرار، وتزداد بزيادة التعامل والاختلاط بالدول والثقافات الأخرى المختلفة.
ومن المتوقع أن يحمل المستقبل الكثير من القضايا الدولية، والتي ستجعل من وظائف المحامي للقانون الدولي أكثر أهمية وطلبًا، ومن أكثر الوظائف أيضًا.

أصبح الاعتماد على الطاقة البديلة يزداد يومًا بعد يوم، ومن المتوقع أن يزداد في المستقبل أكثر، وبذلك سيزداد الطلب على تلك الوظائف الخاصة به، فقد توجهت الكثير من الحكومات والشركات لاستخدام الطاقة النظيفة، وبدؤا التوسع في استخدامها، وكما هو واضح فإن المستقبل يتجه بقوة نحو استخدام الطاقة البديلة، والتي سينم الاعتماد عليها بشكل هائل، ومن ثم ستكون وظائفها هي الأكثر طلبًا.

تؤثر التكنولوجيا فينا بصورة عميقة، وللأسف يزداد تأثيرها السلبي علينا الذي يفقدنا الثقة في أنفسنا جراء مقارنتنا بالغير، والهوس بتتبع الأشخاص الناجحين، وما يلي ذلك من انسحاق الثقة والتقدير للنفس، والدخول في أعراض الاكتئاب، والانعزال عن العالم، وما يترتب على ذلك كله، من حاجتنا لمن يحفزنا باستمرار، ويكون مستشار شخصي لنا يساعدنا في وضع الخطط، وتنفيذها، ووضع أهداف لنا وتحقيقها، ويسعدنا على تجاوز الآثار السلبية للتكنولوجيا، ونمنعها من التحكم الكامل في حياتنا، أو الانغماس فيها حتى نسيان حياتنا الشخصية، فهذا مؤشر خطير جدا على صحتنا النفسية.

مما لا يخفو على أحد أن التعليم الذاتي الأونلاين أصبح ينتشر بصورة واسعة، وأصبحت الكثير من الجامعات المشهورة والمصنفة أنها من أفضل الجامعات على مستوى العالم تتجه له بقوة، وتعتمد عليه، وأصبح هناك الكثير من المواقع التعليم الذاتي التي تعلمك أي تخصص تريده وفي أغلب الحالات مجانًأ وأنت في منزلك، وهذا سوف يترتب عليه اندثار طرق التعليم التقليدية واختفائها، وفي المقابل فتح الباب على مصرعيه لمن يستطيعون تقدين العلم عن طريق الإنترنت.

في المستقبل ومع كثرة انشغالاتنا، سنكون بحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لمن يدير لنا أموالنا، أو يساعدنا على كيفية استثمارها الاستثمار الأمثل، وبالتالي سوف يزداد الطلب على هذه الوظيفة أكثر من ذي قبل، فالتكنولوجيا تؤثر علينا بشكل بالغ في السهو عن أموالنا ولذلك سيكون الحاجة لخبراء في هذا المجال يساعدوننا أو يقومون بإدارة أموالنا عوضًا عنا.

وفي النهاية سنكتشف أن سوق العمل العالمي من حولنا يتغير، ولذلك يجب أن نضع ذلك في الحسبان قبل ان ندخل مجال ما، ونمكث وقت طويل في تعلمه، فالأفضل أن نتعلم المجالات التي تثبت التقارير أنها سوف يُعتمد عليها في المستقبل حتى لا تصير جهودنا هباء.