أعراض الجلطة القلبية ولماذا ازاداد معدل الإصابة؟
المقدمة
سمعنا في الآونة الأخيرة عن العديد من حالات الإصابة بالجلطات، سواء الجلطات الرئوية أو القلبية أو غيرها. وتنوعت الحالات ما بين الصغار والكبار، والمرضى والأصحاء. فما سبب ارتفاع معدلات حدوث الجلطات إلى هذا الحد؟ وما أهم أعراض الجلطة القلبية التي لا يجب أن نتجاهلها؟ وكيف يمكننا حماية أجسادنا من حدوثها؟
الجلطة (Thrombosis) هي أحد أشهر الأمراض التي يتعرض لها الناس في كل الأعمار، فواحدة من بين كل أربع حالات وفيات تحدث بسبب الجلطات القلبية في العالم. كما أنه من بين كل خمس حالات للجلطات القلبية، تحدث حالة جلطة قلبية صامتة، حيث يتلف جزء من القلب بدون إحساس بالألم وبدون أعراض الجلطة القلبية المعروفة. وواحد من بين كل ألف شخص يصاب بالجلطات سنويًا سواء الجلطة الرئوية أو الوريدية، وتزداد احتمالية الإصابة بعد سن الـ45 عامًا.
لماذا تشكل الجلطات خطرًا على صحتنا؟
تحدث عملية تجلط الدم في الجسم بشكل طبيعي وفسيولوجي لوقف النزيف في حالة الجروح والإصابات لتقليل فقد الدم، ويعمل الجسم أيضًا بشكل طبيعي على إذابة الجلطات المتكونة، ولكن إذا حدثت بشكلٍ مرضي فإنها شكل خطرًا على حياة المريض ويجب تشخيصها سريعًا، حوالي نصف حالات الجلطات القلبية يتم تشخيصها تشخيصًا خاطئًا.
مما يسبب مضاعفات خطيرة للمريض قد تصل إلى الوفاة. تحدث الجلطات عن طريق تجمع الصفائج الدموية مع خلايا الدم الحمراء ويربطهم خيط من البروتين يسمى الـFibrin، مما يمنع من تدفق الدم لجزء من الجسم وبالتالي تتسبب في موت الخلايا وتلف العضو.
يؤدي حدوث الجلطات إلى مضاعفات خطيرة، بعضها يحدث فور حدوث الجلطات مثل نقص نسبة الأكسجين في الدم والصدمة القلبية، وفيها ينقص ضغط الدم بشكل مفاجئ لعدم قدرة القلب على ضخ الدم. ومن المضاعفات ما يحدث بعد حدوث الجلطات مثل الأزمات القلبية والتهاب جدار القلب مما يسبب الألم الحاد في الصدر.
أسباب حدوث الجلطات القلبية
- ارتفاع كوليستيرول الدم: يسبب ارتفاع كوليستيرول الدم خطرًا كبيرًا لأنه يترسب على جدران الشرايين التاجية مما يقلل من تدفق الدم إلى القلب ويسبب حدوث الجلطات القلبية.
- ارتفاع ضغط الدم: يعتبر ارتفاع ضغط الدم من أشهر عوامل الخطر وأكثرهم انتشارًا، حيث أن ارتفاع الضغط يسمى “القاتل الصامت”؛ وذلك لأنه يجعل شرايين القلب أقل مرونة وأكثر تصلبًا.
- السمنة: يعتبر زيادة الوزن من أسباب حدوث الجلطات القلبية وأمراض القلب بشكل عام.
- السكري: يزيد مرض السكري من احتمال حدوث الجلطات القلبية بشكل كبير، حيث يموت 70% من حالات السكري نتيجة التعرض لجلطة قلبية.
- الخمول: أثبتت الدراسات أن قلة النشاط والخمول يزيد من احتمالية حدوث الجلطات القلبية لما له من تأثير سئ على الكوليستيرول.
- التدخين: يزيد التدخين من معدل ضربات القلب ويزيد من احتمالية الإصابة بالجلطات القلبية.
وجود تاريخ عائلي مرتبط بأمراض القلب. - العمل تحت الضغط لوقت طويل وبصورة مستمرة.
- العمر: حيث تزداد معدلات الإصابة عند الرجال فوق عمر الـ45، وعند النساء فوق عمر الـ55 عامًا.
أعراض الجلطة القلبية:
تتفاوت أعراض الجلطة القلبية بشكل كبير بين الناس، حيث تحدث الجلطات القلبية عند البعض بشكل مؤلم جدًا مما يدفع المريض لزيارة أقرب مستشفى لتلقى الرعاية الطبية، وتحدث عند بعض الناس بشكل صامت تمامًا! فما السبب في ذلك؟
تحدث الجلطة القلبية الصامتة غالبًا عند مرضى السكري وعند كبار السن، وذلك لأنهم يعتادون على الشعور بأعراض الجلطة القلبية بشكل يومي، فكبار السن يتعرضون يوميًا للتعب ووجع الصدر وعسر الهضم. في حين أن هذه الأعراض تعتبر حالة طوارئ وهي دليل كبير على أن القلب لا يعمل بشكل جيد ويحتاج إلى الفحص في أقرب وقت.
ومن أهم أعراض الجلطة القلبية الخطيرة:
- الشعور بأي إحساس غير طبيعي في الصدر، وقد يستمر لدقائق أو يتكرر. ويشمل هذا الشعور بالضغط أو الثقل
- قِصَر النفس سواء تلازم مع الشعور بعدم الراحة أو لا.
- الشعور بالألم أو عدم الراحة في أعضاء أخرى كالفك أو الذراع أو المعدة يعد من أهم أعراض الجلطة القلبية
- الدوار والشعور بالغثيان والقيئ.
- ألم في الأطراف.
- سعال مصحوب بالدم.
لماذا زاد معدل حدوث الجلطات وما علاقة ذلك بفيروس كورونا؟
مازالت العلاقة بين زيادة معدل الجلطات بشكل ملحوظ وفيروس كورونا غير معلومة بشكل كامل. أثبتت الدراسات الحديثة أن فيروس كورونا له تأثير على الأوعية الدموية حيث أنه يدمر الخلايا المبطنة للأوعية الدموية كما أنه يسبب الالتهابات مما يحفز تكوين الجلطات، ووجد الأطباء أن 30% من الحالات الحرجة المصابة بفيروس كورونا أصيبت بالجلطات.
تم إجراء فحص لـ 11 شخص مصاب بفيروس كورونا، ووجدت الدراسة أن جميعهم لديهم نسبة مرتفعة من تجلط الدم! ووجدوا أن رئة مصابي فيروس كورونا تُصاب بالجلطات أكثر 9 مرات من الأمراض الرئوية الأخرى كإنفلوانزا الخنازير.
تتكون الجلطات في حالة الإصابة بفيروس كورونا في الأوعية الدموية الدقيقة للرئة مما يسبب ضيق التنفس، أو تتكون في أماكن أخرى كالأوردة ثم تتنقل لأماكن أخرى كالقلب والرئتين. ويتلقى مرضى كورونا الآن أدوية مضادة للتجلط وتستمر حتى بعد الشفاء لما ثبت من فعاليتها في تقليل نسب الوفيات.
يرتبط زيادة معدل الجلطات بزيادة بعض بروتينات الدم مثل D-dimer وبروتين الـ Fibrin اللذان ينتجان أثناء تكون الجلطة مما يعطي دليلًا على نسبة التجلط بالدم، لذلك يطلب الأطباء تحليلًا يثبت نسبة هذه البروتينات في الدم للمساعدة في تشخيص وعلاج فيروس كورونا.
كيف تحمي نفسك من الإصابة بالجلطات القلبية؟
لتحمي نفسك من الإصابة بالجلطات القلبية يجب أن تتوقف عن العادات الخاطئة التي تشكل عوامل خطر للإصابة، كما يجب عليك أيضًا ألا تتجاهل أي عرض من أعراض الجلطات القلبية بما فيهم التعب المستمر وقصر النفس والإحساس بالحرقة. فإذا شعرت بأي عرض مفاجئ توجه حالًا للطبيب؛ لأن التشخيص السريع للجلطات القلبية يزيد من نسبة الشفاء بنسبة كبيرة ويقلل من نسبة حدوث المضاعفات الخطيرة التابعة لها.
ينصح الأطباء أيضًا بعدة ممارسات يجب اتباعها لتجنب الجلطات القلبية وهي:
- ممارسة الرياضة بشكل مستمر لما لها من تأثير على نسبة الكوليستيرول وضغط الدم.
- بالإضافة إلى الاتزام بنظام غذائي متزن.
- متابعة مستويات الكوليسترول والدهون بالدم بشكل دوريّ.
- متابعة ضغط الدم ومستوى السكر بشكل مستمر ولا تتهاون في علاجه.
يتم تشخيص الجلطة القلبية بالأشعة التشخيصية وأجهزة رسم القلب، وبمجرد التشخيص يتم أخذ العلاج المناسب والذي يمكن أن يتضمن تغييرًا للعادات اليومية بالإضافة إلى أدوية تمنع حدوثها مرة أخرى.
- الإقلاع عن التدخين.
- مراقبة الوزن.
- تجنب التوتر المستمر.
كتبت د/ يمنى جودي