أنواع واستراتيجيات التدريس الحديثة بكل تفاصيلها
الاستراتيجيات التعليمية هي الأساليب والمناهج الهادفة التي يستخدمها المعلمون والمدرسون لتقديم المواد والمعلومات اللازمة للطلاب في المدارس والجامعات. وفي هذه المقالة، سنقدم لكم جميع المعلومات التي تحتاجونها حول الاستراتيجيات التعليمية وأنواعها. لذا، تابعونا في القراءة لتتعرفوا على المزيد من التفاصيل.
اقرأ أيضاً مهارات التخطيط للتدريس وأنواعها ومستوياتها
ما هي استراتيجيات التدريس الحديثة؟
الاستراتيجيات التعليمية تتعلق بالأساليب المختلفة التي يستخدمها المدرس لتوصيل المواد التعليمية إلى الطلاب، وتشمل جميع الأدوات والطرق التي يستخدمها المدرس داخل الفصل للتحكم والإدارة.
واستراتيجيات التدريس تطلق على طريقة ترتيب الأنشطة والتفاعلات في الصف والتي تهدف إلى تحقيق الأهداف التعليمية المحددة. وتشمل هذه الاستراتيجيات استخدام الأساليب والتقنيات المختلفة لنقل المعرفة والتفاعل مع الطلاب بطريقة فاعلة ومؤثرة.
كما تؤثر استراتيجيات التدريس على التنمية العقلية والاجتماعية والعاطفية للطلاب وتنشط إيجابياتهم التعليمية والشخصية. كما أن استراتيجيات التدريس تعمل على صنع عملية تعليم فعّال، بغض النظر عن الطريقة التي يتم بها، سواءً كانت التلقين أو الاستقرائية والاستنتاجية أو التجربة والملاحظة، يمكن الوصول إلى نتائج مفيدة وفعالة.
أنواع استراتيجيات التدريس
هناك مجموعة متنوعة من استراتيجيات التدريس التي تم تصميمها لتتناسب مع مختلف البيئات وأنماط التدريس، وإليك بعض أمثلة عن هذه الاستراتيجيات:
1- استراتيجية العصف الذهني
تعتبر واحدة من أساليب التدريس والتى ترتكز على توليد مجموعة أفكار أكبر حول موضوع معين لتحقيق الفائدة منها.
وعملية العصف الذهني تهدف إلى تعزيز مهارات التفكير وزيادة فرص النجاح، حيث يتاح للمشاركين وجود العديد من الإجابات الصحيحة والمتنوعة، كما تعطى الطلاب الفرصة للتعبير عن أنفسهم وأفكارهم.
2- استراتيجية العمل الجماعي
- تعني هذه الاستراتيجية السابقة الطلاب يجتمعون مع بعضهم البعض لدراسة موضوع معين، ويسعى المعلم لضمان جو صالح ومحترم بينهم.
- تهدف خطة العمل الجماعي إلى تنمية مهارات التواصل واتخاذ القرارات لدى الطلاب.
3- استراتيجية التعلم بالتخيل
تعتبر ممارسة التخيل من بين الاستراتيجيات الجديدة المناسبة والمفيدة للأطفال في سن الروضة بشكل خاص، حيث تساعد هذه الاستراتيجية على تطوير الخيال والإبداع لدى الطفل.
كما انها تحتاج بالتأكيد الى المواقف التي توفر بيئة تشجع على التخيل، وذلك من خلال السكون والمؤثرات الملائمة، بالإضافة إلى وجود قائد متمرس يوجه الطلبة ويستغل الوقت بشكل كاف.
وتتميز استراتيجية التعلم بالتخيل بالقدرة على نقل مجموعة واسعة من المعلومات، حيث يتصور الطالب موقفًا تاريخيًا أو رسم بياني معقدًا، ما يساعده على استحضار التفاصيل وحفظها بشكل أفضل.
4- استراتيجية التعاقد
تقوم هذه الاستراتيجية على إنشاء مجموعة من القوانين التي تحدد كيفية تعامل الطلاب في صف الدراسة وكيفية التعامل المتبادل بينهم، مع تحديد العقوبات التي ستتخذ عند مخالفة هذه القوانين.
ويتم وضع القواعد في البداية من قبل الطلاب، ومن ثم يتم مناقشتها وتنظيمها بين الطلاب والمعلم.
واستراتيجية التعاقد تهدف إلى تعليم الطلاب مفهوم تحمل المسؤولية وتوعية كل طالب كيفية اتخاذ المسؤولية عن نفسه وسلوكه، بالإضافة إلى الوعي بالعواقب المحتملة لسلوكياتهم.
5- استراتيجية حل المشكلات
- يعتمد هذا النهج في التدريس على تعليم التلاميذ المهارات التي تسمح لهم بحل المشكلات بشكل فعال، حيث يقوم المعلم بتدريبهم على استيعاب طبيعة المشكلة من خلال إثارة الأسئلة المناسبة وتقديم الحلول اللازمة.
- تتطلب هذه الطريقة أن يكون المعلم قد أتقن بالفعل مهارة حل المشكلات وأن يتمتع بها.
- تهدف هذه الإستراتيجية إلى تنمية مهارات الطالب في شتى المجالات، إذ أن مهارة حل المشكلات ليست مقتصرة على المجال الدراسي وإنما تُحتاج إليها في جميع نواحي الحياة.
استراتيجيات التدريس الفعال
هناك بعض الطرق التعليمية التي تعتبر فعالة أكثر من غيرها، وفيما يلي أكثر هذه الطرق فاعلية في الوقت الحالي:
1-استراتيجية الخرائط الذهنية
- الخرائط الذهنية هي الخطة الحرجة التي تربط بين الكلمات والجمل والفروع النابعة من المفهوم الأساسي، وهي تهدف إلى جعل نقل المعلومات سهل وربطها بأسلوب فريد في عقل الطالب.
- تصميم الخرائط الذهنية بشكل هندسي وبألوان مميزة لتسهيل تذكر الأشكال بوضوح للطالب.
- تمتد فوائد الخرائط الذهنية إلى تعزيز إدراك الطالب للمعنى الموجود أمامه، وفهم الفكرة الرئيسية من المحتوى الدراسي، بالإضافة إلى توسيع النطاقات التي يستطيع الطالب فهمها.
2- استراتيجية التدريس التبادلي
- تعني الاستراتيجية التدريسية التبادلية أن يأخذ الطالب والمعلم دورًا متبادلًا، حيث يمثل كل منهما دور المعلم.
- الهدف من استراتيجية التدريس التبادلي هو تعزيز قدرات الطلاب على استخلاص المعلومات بعد دراسة النص، وتأهيلهم للتعبير عن المفاهيم المختلفة، كذلك تمكنهم من إجادة مهارات التلخيص والتوضيح، وقدرتهم على صياغة الأسئلة الملائمة.
- تطوير القدرة على التعلم المتبادل يساعد على قراءة غيره من الطلاب أو الأفراد، وذلك من خلال ملاحظة عباراتهم وتفاعلاتهم الوجهية على المادة المشروحة ومدى فهمها.
- تشتمل الخطة التعليمية التبادلية على أربعة أساليب لإدارة وتوجيه النقاش أو العملية، وهي: التنبؤ، وتطوير الأفكار، وخلق الأسئلة، وتلخيص المعلومات والشرح.
3- استراتيجية التدريس الاستقرائي
- تستند هذه الاستراتيجية إلى إعداد المعلم للأمثلة والتحقق منها من خلال الرصد، ثم كتابتها على السبورة أو عرضها على وسائل الإعلام الإلكترونية والنقاش فيها.
- الاستقراء هو تحول العقل من التركيز على التفاصيل لفهم النظرة الشاملة والحكم عليها.
استراتيجيات التعلم الحديثة
بشكل شائع، يتوجب علينا تجديد وسائل وتقنيات التدريس التي نستخدمها مع الطلاب. هذا يساعدهم على الاستمرار في التحفيز وإنعاش حماسهم. نحن نقدم لك أحدث استراتيجيات التعليم.
1- استراتيجية كرسي الاعتراف
تعتمد استراتيجية كرسي الاعتراف على طرح أسئلة على طالب محدد وذلك بهدف تطوير عدد من المهارات مثل تبادل الأفكار و إنشاء الأسئلة، وتتم هذه العملية من خلال لعبة “كرسي الاعتراف”.
- يتم وضع الكراسي على شكل حلقة، ويتم وضع كرسي الاستجواب في الوسط، ثم يقوم المدرس بطرح الأسئلة على الطالب.
- يفضل أن تكون الأسئلة غير محددة ومفتوحة، لتحصل على أقصى استفادة من الاستراتيجية، بحيث يوفر المعلم مجالًا واسعًا للمتعلم للإجابة.
2- استراتيجية الرؤوس المرقمة
تقوم هذه الخطة على التعاون الجماعي وتتمحور طريقتها حول ذلك بالشكل التالي:
- يتم تجزئة الطلاب إلى فرقٍ، حيث يتكون كل فريق من أربعة أعضاء على حُسب الأرقام الموجودة بين الرقم 1 و 4 وتطرح لهم مشكلة أو سؤال يجب عليهم حلها.
- يتعاون أفراد الفريق سويًا ليجدوا حلولًا وإجابات، ثم يختار المعلم من كل فريق رقمًا يتحدث بالنيابة عن نتائجهم.
تهدف الاستراتيجية المذكورة إلى تطوير مهارات التواصل والتعاون الاجتماعي للطلبة، فضلا عن توفير فرص دمج الطلبة الذين يواجهون صعوبات في المجال الدراسي وتشجيعهم على المشاركة.
3- استراتيجية أعواد المثلجات
- تتناسب هذه الاستراتيجية مع الفئة العمرية الصغيرة مثل الروضة، حيث يتم كتابة أسماء الأطفال على أسياخ الثلج ووضعها داخل علبة تكون واضحة للأطفال.
- أثناء مسير المعلم، يقوم بسحب الأعواد عشوائياً ويطلب من الطالب الذي تم كتابة اسمه على العود الذي تم سحبه، بأن يجيب على السؤال المطروح أو يؤدي المهمة المطلوبة.
- تهدف هذه الاستراتيجية إلى تحفيز المتعلمين وإثارة اهتمامهم والتركيز جيدا، وذلك لأن المسؤول ضبابي فعلى الجميع أن يولوا اهتماماً خاصاً ويحافظوا على تركيزهم.
- تمكن من السماح لكافة الطلاب بالانضمام إلى الصف الدراسي، وتضفي على الدروس والأسئلة طابعًا مرحًا وممتعًا ومثيرًا.
4- استراتيجية حوض السمك
تقوم هذه الاستراتيجية أيضًا على التعاون الجماعي والفعاليات الجماعية وتتم بالطريقة التالية:
- يتم تنصيب خمسة مقاعد داخل دائرة تشبه حوض السمك، ويتم ترك المقاعد المتبقية في دائرة خارج حوض السمك.
- يجلس بعض الطلاب على مقاعد حوض الأسماك لمناقشة موضوع معيّن أو مهمة، والجزء الآخر من الصف يقف خارج الدائرة ويقوم بمهمة المراقبة.
- يدخل المعلم أو المربي مرحلة المناقشة الجماعية، ويقوم بعرض ما توصلت له مجموعة حوض الأسماك، مع الاستعراض لما لاحظه فريق الرصد والتوجيه لهذا النقاش.
5- استراتيجية مثلث الاستماع
- استراتيجية مثلث الاستماع هي من الاستراتيجيات الجماعية التي تستخدم أيضًا، حيث تتمثل في تقسيم الصف إلى مجموعات صغيرة، حيث يتكون كل مجموعة من ثلاثة طلاب فقط ويتشكلوا مع بعضهم البعض مثلثًا.
- يتم تعيين الطالب الأول كمتحدث الدرس أو السؤال، ويتم تعيين الطالب الثاني كمستمع جيد ويقوم بتفسير ما قاله المتحدث، ثم يأتي دور الطالب الثالث كملاحظ ويقدم تعليقات مناسبة لزميله في المثلث لإثراء المحادثة.
تعرف أيضاً على ماهي استراتيجيات التعلم النشط ومميزاته
أهم استراتيجيات التدريس الحديثة
من حين لآخر تظهر استراتيجيات تدريسية جديدة مع الانفتاح الإلكتروني واستمرار إجراء الملاحظات على العملية التعليمية، إليك أجدد استراتيجيات التدريس:
1- استراتيجية التعليم الإلكتروني
- استراتيجية التعليم الإلكتروني تعتمد هذه الأنظمة التعليمية وعلى تقنية المعلومات والاتصالات التفاعلية المتوفرة في القنوات التلفزيونية والأجهزة الحديثة والبرامج والتطبيقات.
- تعمل هذه الطريقة على توفير الدروس التعليمية للطلبة من خلال البث المباشر أو غرف الصوت، ويمكن تحميل المحاضرة المسجلة في حال عدم توفر الوقت المناسب.
- تحتاج هذه الخطة إلى توفر الأجهزة الإلكترونية المتحركة وغير المتحركة للطرفين، مثل الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة، بالإضافة إلى اتصال إنترنت سريع.
2- استراتيجية القصة
على الرغم من أن التعليم بواسطة القصص لا يعد من استراتيجيات التعليم الحديثة بشكل كبير، إلا أن التطور الإلكتروني الحالي قد أضاف الكثير إليها، مما أدى إلى تغير تام لصورة التدريس بالقصص عن الوضع السابق.
تم إضافة الرسوم المتحركة، والعروض التعليمية، والتعليق الصوتي، وهم يعملون على تقديم المعلومات بطريقة ممتعة وسلسة للأطفال.
تتطلب هذه الاستراتيجية وجود صلة وثيقة بين الحكاية ومكان الدرس، وذلك لتحقيق أفضل نتائجها، كما يتم الاعتماد على الأسلوب الممتع والشيق لتحقيق الوضوح والاختصار.
3- استراتيجيات التدريب الميداني العملي
هذه واحدة من الأساليب التعليمية الفعالة التي تساعد المتعلم في اكتساب الخبرات العملية من خلال تطبيق المنهج على أرض الواقع بنفسه.
ومع ذلك، فإنها تظهر فاعلية أكبر مع الفئة العمرية الكبيرة مثل طلبة الجامعة، ويتم استخدامها بالفعل في العديد من الكليات التي تتطلب التدريب على الميدان.
الأسئلة الشائعة
هناك بعض الاستفسارات الشائعة حول استراتيجيات التدريس، ومنها:
كيف أعرف الاستراتيجية المناسبة التي أقوم باستخدامها؟
تتحدد الاستراتيجية الملائمة باختبار العوامل المختلفة، مثل نوع الموضوع المطروح وعمر الطلاب المستهدفين للتعليم، وظروف التدريس مثل البيئة المدرسية وطبيعة الحصة.
ما العمل إذا لم يتقبل الطلاب هذه الاستراتيجيات؟
إذا لم يتفهم الطلاب أحد الخطط التي قدمت لهم، يجب إعادة النظر في مدى مناسبتها لهم، ربما لا تتناسب مع عمرهم أو بيئتهم أو موضوع المادة الدراسية. ثم يجب تجريب خطة أخرى وأخرى حتى يتم العثور على تفاعل مناسب منهم.
تضمن المقال الذي قرأته معلومات مهمة حول استراتيجيات التدريس الحديثة والفعالة، ونأمل أن تكون استفدت منها.