ماهي أوقات استجابة الدعاء في ساعات اليوم والليلة
يجب على المسلم أن يختار في دعائه أوقات معينة، وهي أوقات استجابة الدعاء، فكل ما يريده العبد هو استجابة الله عز وجل لدعائه وتلبية حاجاته، وقد حدد أهل العلم بعض الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء، كالوقت بين الإقامة والأذان، والدعاء في السجود، والدعاء في جوف الليل، والدعاء قبل السلام من الصلاة، ويوم الجمعة، وأوقات أخرى عدّة قد حددها أهل العلم.
اقرأ أيضاً ماهو فضل الصلاة على النبي في استجابة الدعاء وقضاء الحوائج
ما هي أوقات استجابة الدعاء
هناك أوقات كثيرة يقبل فيها الله عز وجل دعاء عبده، كأوقات الصيام، وأوقات السحور، ويوم عرفة، وفي الثلث الأخير من الليل، وأوقات قبل الفجر، وفي السجود، والوقت بين الظهر والعصر يوم الأربعاء، وفيما يلي شرح لبعض أوقات استجابة الدعاء:
-
الدعاء في الثلث الأخير من الليل
يعتبر الدعاء في جوف الليل أو في الثلث الأخير من الليل من أوقات استجابة الدعاء، وفي الليل ساعة لا يرد فيها الدعاء إلا وهو مُستجاب، حيث أكد الحديث النبوي الشريف على ذلك، فعن النبي “صلى الله عليه وسلم”، قال: تُفتَحُ أبوابُ السماءِ نصفُ الليلِ، فينادي مُنادٍ: هل من داعٍ فيُستجابُ له؟ هل من سائلٍ فيُعطَى؟ هل من مكروبٍ فيُفرَّجُ عنه؟ فلا يبقى مسلمٌ يدعو بدعوةٍ إلا استجاب اللهُ له، إلا زانيةً تسعى بفَرْجِها، أو عَشَّارًا“، كما ثٌبت في الحديث الصحيح، أنّ النبي قال: “يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له“.
-
الدعاء في السجود وقبل السلام من الصلاة
يستجاب دعاء العبد وهو ساجداً وكذلك الأمر قبل تسليمه من الصلاة، وتُعد هذه الأوقات المنصوص عليها ضمن أوقات استجابة الدعاء، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ “صلّى الله عليه وسلّم” قال: “أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ”، وقد علم الصحابة عن النبي “صلى الله عليه وسلم” الدعاء بعد التشهد، ” ثمَّ لِيَتخَيَّرْ أحَدُكم مِن الدُّعاءِ أعجَبَه إليه فيَدعوَ به“.
-
الدعاء يوم الجمعة
يعتبر يوم الجمعة من أوقات استجابة الدعاء، وقد أخبر النبي “صلى الله عليه وسلم” عن استجابة دعاء العبد في ساعة من يوم الجمعة، حيث ذُكر عن ساعة في يوم الجمعة يستجاب فيها الدعاء، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شيئًا، إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ وأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا“، وحدد هذه الساعة من أخر نهار الجمعة حتى غروب الشمس.
-
الدعاء بين الظهر والعصر يوم الأربعاء
الدعاء يوم الظهر والعصر يوم الأربعاء من الأوقات المخصصة لاستجابة الدعاء، فعن جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما-: “أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دعا في مسجدِ الفتحِ ثلاثًا يومَ الإثنين ويومَ الثُّلاثاءِ ويومَ الأربعاءِ فاسْتُجيب له يومَ الأربعاءِ بين الصَّلاتَيْن فعُرِف البِشرُ في وجهِه قال جابرٌ فلم ينزلْ بي أمرٌ مهمٌّ غليظٌ إلَّا توخَّيتُ تلك السَّاعةَ فأدعو فيها فأعرفُ الإجابةَ”.
-
الدعاء في السنة القبلية لصلاة الظهر
يعتبر وقت أداء السنة القبلية لصلاة الظهر من أوقات استجابة الدعاء، كما ورد في حديث عبدالله بن السائب -رضي الله عنه-: “أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يصلي أربعًا بعد أن تزولَ الشمسُ قبل الظهرِ، وقال : إنها ساعةٌ تُفتَحُ فيها أبوابُ السماءِ ، وأُحِبُّ أن يصعدَ لي فيها عملٌ صالحٌ“.
-
الدعاء يوم عرفة
يوم عرفة من أيام المباركة التي يستجاب فيها دعاء العبد، فهو من أوقات قضاء الحاجة، حيث ثبت في صحيح مسلم عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟“.
-
الدعاء في الحج والعمرة
يعتبر الدعاء في الحج والعمرة مستجاباً، فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: “الغازي في سبيلِ اللهِ، والحاجُّ، والمعتمِرُ؛ وفدُ اللهِ، دعاهُم فأجابوهُ، وسأَلوه فأعطاهُم“.
-
الدعاء أثناء السعي والصعود للصفا والمروة
يستجاب الدعاء وقت الصعود لجبل الصفا والمروة أثناء أداء مناسك الحج، فعن حديث جابر -رضي الله عنه- الذي وصف فيه حجّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ إذ قال: “ثُمَّ خَرَجَ مِنَ البَابِ إلى الصَّفَا، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ: {إنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ} أَبْدَأُ بما بَدَأَ اللَّهُ به فَبَدَأَ بالصَّفَا، فَرَقِيَ عليه، حتَّى رَأَى البَيْتَ فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَوَحَّدَ اللَّهَ وَكَبَّرَهُ، وَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ ثُمَّ دَعَا بيْنَ ذلكَ، قالَ: مِثْلَ هذا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ نَزَلَ إلى المَرْوَةِ، حتَّى إذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ في بَطْنِ الوَادِي سَعَى، حتَّى إذَا صَعِدَتَا مَشَى، حتَّى أَتَى المَرْوَةَ، فَفَعَلَ علَى المَرْوَةِ كما فَعَلَ علَى الصَّفَا“.
-
الدعاء عند الصيام والسفر
يستجاب دعاء العبد في أوقات الصيام والسفر، حيث ورد عن أنس بن مالك عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: “ثلاثُ دَعواتٍ لا تُرَدُّ: دعوةُ الوالِدِ لِولدِهِ، ودعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المسافِرِ”.
كيف يتم استجابة الدعاء بسرعة؟
يجب أن يأخذ العبد أسباب استجابة الدعاء التي وردت بالقرآن الكريم والسنة النبوية لكي يتم استجابة دعائه، والتي تتمثل في:
- يجب على البعد أن يتحرى الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء، والتي تتمثل في الأوقات التي ذكرناها سابقاً، كيوم عرفة، وأثناء السجود، والوقت بين الأذان والإقامة، وغيرها من الأوقات الأخرى.
- يجب أن يتضرع العبد إلى ربه بالدعاء خشية وإذلالاً، وأن يستغل أوقات ضعفه وتعبه ويدعو يصدق نية لله عز وجل، وأن يحضر مجال الذكر.
- الدعاء للمريض وللمسافرين وللأخ المسلم بظهر الغيب والدعاء للمسلمين كافة، كما يجب أن يدعو المسلم ربه بإخلاص ونية صادقة.
- على المسلم أن يصبر ولا يتعجل باستجابة الدعاء، ويجب عليه أن يتدبر في المعاني التي يقولها أثناء الدعاء.
- التوبة من كل المعاصي والذنوب والرجوع إلى الله عز وجل، ودعائه دعاء المضطر.
ما هو وقت استجابة الدعاء في يوم الجمعة؟
أرجح الكثير من العلماء بأن وقت استجابة الدعاء في يوم الجمعة بعد العصر حتى غروب الشمس، حيث وجب على العبد المسلم أن يجتهد في الدعاء من بعد صلاة الجمعة حتى غروب الشمس، وقد روى سعيد بن منصور في سننه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، “أن ناساً من أصحاب رسول الله “صلى الله عليه وسلم” اجتمعوا، فتذاكروا الساعة التي في يوم الجمعة، فتفرقوا ولم يختلفوا أنها أخر ساعة من يوم الجمعة”.
ما الوقت الذي لا يرد فيها الدعاء؟
يستجاب الدعاء ولا يرد في أوقات معينة، والتي ذكرنا بعضها سابقاً، بالإضافة إلى بعض الأوقات الأخرى، مثل: الدعاء أثناء السفر، والدعاء أثناء الشرب من ماء زمزم، والدعاء ليلة القدر، حيث ورد عن النبي “صلى الله عليه وسلم” أنه قال لعائشة لما قالت له: “أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: قولي: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”، ويستحب أن يدعو العبد ربه إذا وقعت عليه مصيبة، لأن ذلك من الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء.
كيف يكون الدعاء يوم الجمعة؟
توجد صيغ معينة للدعاء يوم الجمعة، ومن بين هذه الصيغ الدعائية:
” اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء أنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء منزل التوراة والإنجيل والفرقان فالق الحب والنوى أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر”.
ما هي ساعة الاستجابة في الليل؟
يستجاب دعاء العبد في جوف الليل وهو وقت السحر أي وقت الثلث الأخير من الليل، وهو الوقت الذي يتفضل به الله سبحانه وتعالى على عباده بالنزول الإلهي ليقضي حاجته ويستجيب دعائه ويفرج كربه، حيث توجد ساعة في الليل يستجاب فيها الدعاء، حيث قال عليه “الصلاة والسلام”: “إن في الليل ساعة لا يوافقها مسلم يسأل خيرًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة”.
خطبة عن أوقات استجابة الدعاء
يعتبر الدعاء من أعظم العبادات التي قد ينعم بها الله عز وجل على عباده، وقد قال تعالى: ” وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ“، وقد خُصصت بعض الأوقات لاستجابة الدعاء والتي ذكرناها سابقاً، لذا وجب على كل مسلم أن يغتنم الفرصة ويدعو الله عز وجل في أي وقت من أوقات استجابة الدعاء، ويمكن الاطلاع على أوقات استجابة الدعاء عبر هذا الفيديو
الدعاء بين الأذان والإقامة للصلاة
يعتبر الوقت بين الأذان وإقامة الصلاة من أوقات استجابة الدعاء، فقد ورد عن أنس بن مالك “رضي الله عنه”، أنّ النبيّ “صلّى الله عليه وسلّم” قال: “لا يُرَدُّ الدُّعاءُ بينَ الأذانِ والإقامةِ“، وكذلك الأمر عند رفع الأذان، فقد ورد عن الإمام مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: “إذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ أدْبَرَ الشَّيْطانُ له ضُراطٌ، حتَّى لا يَسْمع التَّأْذِينَ، فإذا قُضِيَ التَّأْذِينُ أقْبَلَ حتَّى إذا ثُوِّبَ بالصَّلاةِ أدْبَرَ حتَّى إذا قُضِيَ التَّثْوِيبُ“.
الخلاصة، الدعاء من أعظم النعم التي قد ينعم بها الله عز وجل على عباده، وقد رتبه سبحانه وتعالى ضمن منزلة العبادات، وثمة بعض أوقات لاستجابة الدعاء والتي تطرقنا إليها من خلال هذا المقال.