إعداد المعلم شيء هام فلا يخفى على أحد أن المعلم ذو أهمية كبيرة في حياة المجتمع؛ حيث أنه من يقوم بتأسيس الأجيال التي تساهم في تطوير المجتمع وحضارته، بالإضافة إلى أنه يجد ويجتهد لِزرع القيم الحميدة في الطالب؛ حتى يخرج من تحت يده جيل واعٍ ومثقف يستطيع بناء وطنه.
ونتيجة لدور المعلم الكبير في المجتمع، كان لا بد من الاهتمام بِتأهيله و إعداده بكفاءة بحيث يكون أكثر قدرة على تحقيق هدفه التربوي بإتقان، و فاعلية.
فإذا كنت ترغب في معرفة أهم الجوانب الإعدادية التي ينبغي على المتعلم أن يتقنها، فعليك بِالاطلاع على محتوى هذه المقالة.
إعداد المعلم في مصر
1 ـ الإعداد التخصصي
المراد بهذا الإعداد أن يكون المعلم متقناً لأي فرع من فروع المعرفة التي يتم تناولها في الكليات الجامعية؛ لأن المعلم لا يستطيع أن يؤدي دوره العلمي على الوجه الأكمل، إلا إذا كان على دراية تامة بتخصصٍ ما يقوم بتعليمه في المستقبل.
بالإضافة إلى ذلك، فإنه لا بد من النظر إلى أسلوب و تفكير وإبداع المعلم لأن هذه الوسائل تعد بمثابة الطريق لتحقيق زيادة المعارف ونموها عند المعلم، كما أن قدرات المعلم ومهارته تعتمد بشكل كبير على تلك الوسائل.
2 ـ الإعداد المهني
يعتبر الإعداد المهني بمثابة الدعامة الأساسية في إعداد المعلم؛ لأن هذا الإعداد يقوم بتكوين شخصية المعلم و تثقيلها؛ حتى يصبح لديه القدرة على أداء المهمة التربوية والتعليمية بحيث يكون قادراً على توجيه، وإرشاد الطالب بشكل قوي وصحيح.
هذا، ومن الأهداف التي يمكن ذكرها، و التعرض إليها في إعداد المعلم المهني ما يلي:
الاستيعاب
لا بد أن يدرك المعلم حقيقة العملية التعليمية، والأهداف التي تسعى هذه العملية لتحقيقها، والوصول إليها؛ حتى يقوم بتطوير الطرق والوسائل التي يتعامل بها مع الطلاب، وبذلك يستطيع أن يؤثر فيهم بشكل إيجابي وفقاً للأهداف المحددة.
تلبية احتياجات الطلبة
أيضاً من الأمور التي يجب على المعلم أن يستوعبها حتى يكون قد تم إعداده مهنياً بشكل صحيح، هو أن يستوعب تفاوت القدرات بين الطلاب، فهناك فروق فردية بين الطلاب، كما أن درجة استقبالهم للمعلومة متباينة.
تقديم للمعلم برنامج ثقافي خاص بمفاهيم علم النفس
أيضاً من الأمور التي تعد ركيزة من أهم الركائز الأساسية في إعداد المعلم إعداداً مهنياً هو أن يكون على علم بمجموعة من المفاهيم والمصطلحات الأساسية في علم النفس التربوي والطفولة والمراهقة والفروق الفردية؛ بحيث تساعده تلك الحصيلة من تحقيق التفاهم بينه وبين الطلاب، وبذلك تنجح الخطة التعليمية.
بالإضافة إلى ذلك، فإنه لا بد من تزويد المعلم بمعرفة أساليب الربط بين الخبرات الدراسية والوسائل التي تعمل على تحقيقها، وبذلك يستطيع المعلم أن يؤدي دوره في العملية التعليمية بأعلى مستوى في الأداء.
تزويد المعلم بالمعلومات التي تتعلق بالبيئة الدراسية
ينبغي على المعلم أن يكون على دراية كافية بجميع المعلومات والخبرات التي ترتبط بجميع مراحل البيئة المدرسية المختلفة، وخاصةً من ناحية الأهداف، والوظائف.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن يدرك المعلم أهمية الوسائل التعليمية؛ حتى يتمكن من استخدامها في الوقت المناسب.
دراسة أساليب التقييم المختلفة
يعد التقييم أحد أهم الدعامات الأساسية في إعداد المعلم، والتي ينبغي على المعلم دراسة أساليبها؛ حتى يتمكن من تحديد مستوى الطالب في جميع المراحل التعليمية المختلفة سواء المدارس، أو الجامعات.
هذا، ومن أبرز أساليب التقييم الواجبات المنزلية، والاختبارات، والتقييم غير الرسمي، والذي يتم فيه عرض مشكلة ما على مجموعة من الطلبة، ثم يطلب المعلم منهم حلها، وبذلك يستطيع أن يقيم مستوى كل طالب حسب طريقة حله للمشكلة.
معرفة أساليب التوجيه
كذلك، من الأشياء التي يتم إعداد المعلم بها إعداد مهنياً هو أن يتعرف على أساليب التوجيه وما هي أبرز الجوانب التي يتم إجراء التوجيه فيها، فيقوم بإعطاء التوجيه والإرشاد و المشورة للطلاب بشكل مباشر في حل المشكلة التي تواجهه.
بالإضافة إلى ذلك، لا بد من تدريب المعلم على الأساليب العلمية في التفكير؛ بحيث يصبح قادراً على حل المشكلات التي تواجهه أثناء العملية التعليمية بشكل فيه نوع من الإبداع.
وفي نهاية الإعداد المهني يكون المعلم قد اكتسب جميع المهارات التي تؤهله لأداء المهمة التربوية والتعليمية، واستخدام تلك الوسائل التي تعلمها، فيكون مبدعاً عندما يمارس المهنة.
3 ـ الإعداد الثقافي
من المعلوم أن الثقافة تنتقل من جيل إلى آخر بواسطة التعلم، والتعليم، كما أن الثقافة يتم اكتسابها بشكل طبيعي من الكبار، والصغار وهي متغيرة حسب تطورات المجتمع الإنساني.
هذا، ولِلثقافة في إعداد المعلم دور كبير وتظهر أهمية هذه الأدوار في قدرة المعلم على حسن اختيار أنسب العناصر الثقافية التي ذات قدرة فعّالة على التأثير في الطلاب؛ فقد تبين أن المعلم لا بد أن يكون لديه حصيلة كافية من الحقائق، والقوانين، والأفكار الاجتماعية؛ حتى يكون لديه وعي وتمييز كافيين، فلا يقوم بنشر المعلومات الخاطئة بين طلابه.
ومن الجدير بالذكر، أن الإعداد الثقافي يؤهل المعلم، ويمده بالقدرة على حل المشكلات التي تواجهه مع الطلاب أثناء السير في العملية التعليمية، وبذلك تكون الثقافة لها دور كبير في تسهيل عملية التربية، والتوجيه.
كما أن الثقافة تمد المعلم بالكثير من المعلومات عن البيئة التي يعيش فيها، وتمكنه من الإحاطة بالكثير من الموضوعات.
وفي نهاية الإعداد الثقافي، يصبح المعلم ذو قدرة عالية على التفكير بأفق واسع، كما أنه يكون مدرك لاستخدام المهنة بكفاءة عالية، ويصبح أكثر قدرة على اكتشاف الفروق الفردية بين الطلاب.
4 ـ الإعداد التدريبي
كذلك، يعتبر الإعداد التدريبي ركيزة من أهم ركائز الإعداد للمعلم؛ وذلك لأنه يساهم بشكل كبير في رفع قدراته، ونسبة التحصيل النظري، والعلمي وهذا يجعله يؤدي مهنته بأكمل وجه، فَالتدريب يجعله يطور نفسه، ويحسن من أداء مهنته.
لذلك، نلاحظ أنه كلما تم تدريب المعلم بشكل صحيح، فإنه يصبح أكثر قدرة على تأدية مهارة التدريس بشكل حيوي ومثمر وتكون نتيجة ذلك عائدة على الطلاب.
معايير إعداد المعلم
هناك مجموعة من المعايير التي لا بد للمعلم أن يلم بها؛ حتى يؤدي دوره في العملية التعليمية بشكل حيوي وفعال ومن هذه المعايير ما يلي:
- الإلمام بكافة المعارف التي تتعلق بِتخصصه العلمي، فعلى المعلم أن يتفهم المنهج الدراسي وأسسه وعناصره؛ حتى يتمكن من تحقيق الأهداف التعليمية المرجوة من دراسته.
- كذلك، من معايير إعداد المعلم أن يهتم بالتخطيط لِدروسه بطريقة علمية؛ حيث يجب عليه أن يعرف الأهداف العامة والتفصيلية للمادة، بجانب معرفته بِعناصر الخطة الدراسية بنوعيها طويلة المدى وقصيرة المدى.
- أيضاً من معايير إعداد المعلم أن يقوم بتوظيف أساليب التدريس التي تتوافق مع عناصر عملية التعلم وتساهم في تحقق أهدافها.
- بالإضافة إلى ذلك، يجب على المعلم أن يستخدم مهارات الاتصال اللفظية وغير اللفظية بما يسهل عملية التعلم ويحقق الهدف المطلوب.
- أيضاً من أبرز معايير إعداد المعلم أن يطلب من طلابه الاشتراك في عملية التعلم وذلك من خلال استخدامه لِلمهارات والاستراتيجيات التي تساهم بشكل كبير في إثارة انتباه الطالب.
أيضاً من أهم معايير إعداد المعلم:
- أن يهتم بتنمية شخصية الطالب، ويسعى لِتطوير تفكيره وإكسابه المهارات الاجتماعية اللازمة لِبناء الثقة بالنفس، ومن هنا يجب على المعلم أن يكون على دراية بمهارات التفكير ومهارات اتخاذ القرار، بجانب مهارات التواصل والعمل الاجتماعي.
- كما ينبغي على المعلم أن يوضح في تدريسه خصائص المجتمع وتطوره والعوامل المؤثرة فيه، بجانب توضيح أهم مجريات الأحداث في المجتمع والعالم بوجه عام.
- كما يجب على المعلم أن يراعي الفروق الفردية بين طلابه عند تنفيذ أنشطة التعلم.
- من معايير إعداد المعلم أيضاً أن يحرص على إدارة الصف الدراسي بشكل سليم ويرتب عناصره ويعالج أخطائه بالطريقة التي تساهم في زيادة تحصيل الطلاب.
- أيضاً من معايير إعداد المعلم أن يحسن استخدام الوسائل والتقنيات التعليمية الحديثة في تقديم الدروس؛ حتى تزيد فاعلية التعلم.
جوانب إعداد المعلم
- من أهم جوانب إعداد المعلم هو الجانب الثقافي؛ وذلك لأنه يساهم في تزويد المعلم بالثقافة التي تساعده في اكتساب الخبرات التي تتعلق بشؤون الحياة.
- كذلك يعد الجانب التخصصي جانب من أهم جوانب إعداد المعلم؛ وذلك لأنه يجعل المعلم يكتسب الخبرات التي تؤهله للتدريس، والجانب التخصصي في إعداد المعلم يحتوي على جميع المقررات الدراسية التي سوف يقوم بتقديمها للطلاب.
- أيضاً يعتبر الجانب التربوي جانب من أهم جوانب إعداد المعلم؛ وذلك لأنه يمد المعلم بالخبرات التي تؤهله لفهم طبيعة كل طالب، بجانب معرفة المناهج المدرسية وتقنيات التعليم.
- كما يعد الجانب العلمي من أبرز وأهم جوانب إعداد المعلم؛ حيث أنه يساعد المعلم على النجاح في ممارسة عملية التعلم.
أهمية إعداد المعلم
تكمن أهمية إعداد المعلم فيما يلي:
- يؤهل إعداد المعلم لِتأدية دوره العلمي والتربوي على الوجه الأكمل.
- كما يساهم إعداد المعلم في زيادة العلوم والمعارف عنده، ومن ثم يصبح قادراً على توجيه وإرشاد الطالب بشكل قوي وصحيح.
- بالإضافة إلى أن إعداد المعلم يساعده على إدراك تفاوت القدرات بين الطلاب، فهناك فروق فردية بين الطلاب، كما أن درجة استقبالهم للمعلومة متباينة.
- يساهم إعداد المعلم في تزويده بمعرفة أساليب الربط بين الخبرات الدراسية والوسائل التي تعمل على تحقيق الهدف من دراسة المناهج الدراسية، وبذلك يستطيع المعلم أن يؤدي دوره في العملية التعليمية بأعلى مستوى في الأداء.
- يساهم تدريب المعلم في منحه فرصة للاطلاع على الأساليب العلمية في التفكير والتي تجعله قادراً على حل المشكلات التي تواجهه أثناء العملية التعليمية بشكل فيه نوع من الإبداع.
في نهاية مقالنا إعداد المعلم، نوضح أن المعلم يعتبر من أهم وأبرز العوامل التي تساهم بشكل كبير في تحقيق النجاح للنهضة التعليمية؛ لذلك، لا بد من إعداده إعداداً قويا يلائم مكانته. ولذلك، فقد قدمنا لكم أبرز وأهم الإعدادات التي لا بد أن يتقنها المعلم؛ حتى ينجح في تأدية مهمته بجدارة، وتنشأ أجيال مثمرة في المجتمع.