رحمة الله:
احاديث عن رحمة الله
أطلق الله عزّ وجل على نفسه صفتيّ الرّحمن والرّحيم، واقترن ذكر هاتين الصّفتين بمطلع سورة الفاتحة في القرآن الكريم
التي يُردّدها المُسلم يوميّاً في جميع صلواته، ربما كانت الحكمة من ذلك هي التّذكير دائماً برحمة الله التي وَسِعَت كل شيء
في هذا الكون، وأن الأحكام وصلت للنّاس عن طريق الرّحمة واليُسر، ومن الجدير بالذكر أن لفظ الرّحمن هو الاسم الوحيد
الذي قد يأتي منفرداً دون اتباعه باسم آخر كما هو الحال مع باقي أسماء الله الحسنى، فلفظ الرّحمن لفظ مكتفٍ ومُستغنٍ
عن أي اسم آخر، ربما لأنّ الرحمة التي كتبها الله هي أظهر صفاته وأكثرها بروزاً، والرّحمة هي عامة لكلّ البشر، وليس
مُخصّصة فقط للمؤمنين كما في لفظ الرحيم. قال الله تعالى: (قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ).
أحاديث عن رحمة الله:
أحاديث عن رحمة الله
- عن أبي هريرة – رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (لمّا خلق الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده
فوق العرش: إنّ رحمتي تغلب غضبي). - عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها، زَوْجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ
الطَّاعُونِ، فَأَخْبَرَنِي: (أَنَّهُ عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، وَأَنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ
فَيَمْكُثُ فِى بَلَدِهِ صَابِراً مُحْتَسِباً، يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ يُصِيبُهُ إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ، إِلاَّ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ). - عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: (قال الله: يا ابن آدم،
إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم
استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك
بقرابها مغفرة).
- عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – فيما يحكي عن ربه – عزَّ وجلَّ – قال: (أذنب
عبد ذنبًا، فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال – تبارك وتعالى -: أذنب عبدي ذنبًا فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ
بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي، فقال – تبارك وتعالى -: عبدي أذنَب ذنبًا فعلم أن له ربًّا يغفر
الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنَب، فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي، فقال – تبارك وتعالى -: أذنَب عبدي ذنبًا فعلم أن
له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئتَ فقد غفرتُ لك). - روى ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لن تؤمنوا حتى تراحَموا)، قالوا: يا رسول
الله، كلنا رحيم، قال: (إنه ليس برحمة أحدِكم صاحبَه، ولكنها رحمة العامَّة)؛ رواه الطبراني، ورجاله ثِقات. - أبو هريرة – رضي الله عنه – يروي أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (بينما رجل يمشي بطريقٍ، اشتدَّ
عليه العطش، فوجد بئرًا فنزل فيها، فشرِب ثم خرج، فإذا كلب يَلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلَغ
هذا الكلبَ من العطش مثلُ الذي كان بلَغ بي، فنزل البئر، فملأ خُفَّه، ثم أمسكه بفِيه، فسقى الكلب، فشكَر الله
له، فغفَر له)، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرًا؟! فقال – صلى الله عليه وسلم -: (في كل ذات كبدٍ رَطْبة
أجْر).
أحاديث المغفرة:
- قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: (وَالَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَجَاءَ بِقوم يُذْنِبُونَ،
فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّه تعالى، فيَغْفرُ لَهُمْ). - قال الرسول عليه الصّلاة والسّلام: (مَا مِنْ رَجُلٍ مُسلِمٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ عَلَى جَنازتِه أَرَبَعُونَ رَجُلاً لا يُشرِكُونَ بِاللَّهِ شَيئاً
إِلاَّ شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فيه).