اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية – الأسباب والعلاج

يعد اضطراب الشخصية الوسواسية إحدى اضطرابات الشخصية التي تسبب العديد من المشكلات لأصحابها ومن حولهم.
فأصحاب هذا الاضطراب الذين يسعون دائمًا نحول الكمالية في إتمام مهامهم، والتفاني في أعمالهم.
دائمًا ما يقومون بذلك على حساب عائلاتهم وأنشطتهم الاجتماعية بشكلٍ عام.
كما أنهم يميلون لفرض آرائهم وإلزام الجميع باتباعها مما يسبب لهم الكثير من المشاكل على مستوى العلاقات الاجتماعية.

وهذا الاضطراب يصيب الرجال والنساء، إلا أن النساء أكثر عرضة له نظرًا لميلهم إلى الكمال دائمًا والركض وراء الدقة والتفاصيل الدقيقة.
كما أنهم يحبون إنجاز الأمور بأفضل شكل ممكن. 

وفي هذا المقال سنتعرف معًا على كل ما يخص اضطراب الشخصية الوسواسية بشكلٍ أكثر تفصيلًا.

اضطراب الشخصية الوسواسية هو واحد من مجموعة اضطرابات تصيب شخصية الإنسان.
هو اضطراب يجعل صاحبه يسعى دائمًا نحو الكمال ومراعاة النظام وكذلك البحث في التفاصيل الدقيقة.
كما يتجه أصحاب هذا الاضطراب عادةً إلى فرض معاييرهم الخاصة على بيئتهم الخارجية، وبذلك تنشأ لديهم صعوبةً في الحفاظ على على علاقات وطيدةٍ مع الآخرين، ويتم تجاهلهم من قبل أغلب الناس، لذلك يعاني أصحاب الاضطراب الوسواسي العزلة الاجتماعية والوحدة. 

وتعد السمة الأساسية لهذا الاضطراب هي الكمالية والتعنت وعدم المرونة.

اقرأ أيضا في: اضطراب الشخصية الانعزالية – الأعراض والأسباب

• وهناك فارقٌ بين الشخصية المصابة باضطراب الشخصية الوسواسية وبين المصابين بالوسواس القهري.
  فالمصابون بالوسواس القهري دائمًا ما توجد لديهم هلاوس غير منطقية.
  أما المصابون باضطراب الشخصية الوسواسية لا يتعرضون لذلك إنما يرون دائمًا أن طريقتهم هي الأفضل والأكثر صحة. 
• كما أن الوسواس القهري يؤثر على حياة الشخص نفسه، ويفسد عليه وقته ورؤيته للحياة،
  ولذلك يتعذب المصاب بالوسواس القهري بأفكاره، أما اضطراب الشخصية الوسواسية يشكل الاضطراب مشكلةً على علاقاتهم وليس حياتهم. 
• دائمًا ما يلجأ المصابون بالوسواس القهري إلى الطبيب المختص طالبين المساعدة.
  أما أصحاب الوسواس القهري فهم دائمًا ما يرون أنهم لا يعانون من مشكلة أو اضطراب.

1- التفاني في العمل 

دائمًا ما نلاحظ أن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الوسواسية يتفانون بإفراط في أعمالهم، وبذلك يتضرر الجانب الاجتماعي الخاص بهم كثيرًا إذ يأتي هذا التفاني في العمل على حساب الأنشطة الاجتماعية والعائلية.((alnafsy.co))

2- التركيز على التفاصيل 

يعد التركيز على التفاصيل صفة أساسية بين جميع المصابين باضطراب الشخصية الوسواسية،
فتجدهم يركزون بشكلٍ مفرط على القوائم والقواعد والتفاصيل الطفيفة لكل شيء. 

3- اضطرابات الطعام 

أصحاب اضطراب الشخصية الوسواسية كما ذكرنا يقدسون أعمالهم ويتفانون بها، لذلك قد تجدهم يصبرون على تأخير وجباتهم الرئيسية لفترةٍ طويلة لأجل القيام ببعض مهام العمل الخاصة بهم. 

4- عدم إسناد المهام للغير 

يخاف أصحاب ذاك الاضطراب من من إسناد أي عمل أو مهمة إلى غيرهم، ويرفضون المشاركة دائمًا، ويأتي ذلك من خوفهم بعدم إتمام العمل بشكلٍ صحيح وعلى أكل وجه. 

5- الجدية المفرطة وعدم تقبل المرح 

لا مكان للمرح في حياة أصحاب اضطراب الشخصية الوسواسية، فهم دائمًا ما يرون الحياة بمنظور العمل والعمل فقط، وحتى إذا فكروا في المرح لمدةٍ قصيرة، فإنهم سرعان ما يعودون إلى القواعد وتعقيداتها. 

6- السعي نحو الكمال 

يسعى أصحاب اضطراب الشخصية الوسواسية إلى الكمال في كل شيء لذلك نادرًا ما يصلون إلى أهدافهم، فهم في تركيز شديد على الكمال لدرجة تجعلهم لا يصلون لأي شيء لأن الكمال صعب المنال. 

7- شدة الالتزام بالقيم والقواعد 

الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب تجدهم دائمًا في نظامٍ أخلاقي صارم، فهم يتبعون نظامًا صارمًا على أنفسهم في الالتزام بالقيم الأخلاقية والمجتمعية. 

8- التقشف دون سبب

يميل أصحاب اضطراب الشخصية الوسواسية إلى التقشف الشديد دون سبب، كما أنهم يتبعون سلوكيات الاكتناز في حياتهم. 

9-  الهروب من اتخاذ القرارات 

يتجنب أصحاب هذا الاضطراب اتخاذ القرارت دائمًا، ويشعرون بأنهم بحاجة إلى النصح والطمأنينة من غيرهم. 

10- أصحاب ضمائر حية 

بسبب تشددهم ناحية القيم والأخلاق، يتسم أصحاب اضطراب الشخصية الوسواسية بالضمير الحي اليقظ دائمًا.

1. التعنيف الشديد للطفل
2.  إفراط الوالدين في حمايته 
3. – فرض الطاعة عليه 
4.  إفراط بعض المجتمعات في شدة التحفظ قد يلعب دورًا في ظهور هذا الاضطراب لدى الأطفال، وذلك بسبب إخضاع الطفل لتلبية قيم صارمة طوال الوقت.

هناك أكثر من طريقة لعلاج اضطراب الشخصية الوسواسية، وأشهرها الآتي:((altaafi.com))

تعد هذه الطريقة التي تتم في جلسات مع المعالج النفسي من الطرق المناسبة لعلاج اضطرابات الشخصية بشكلٍ عام ومنها اضطراب الشخصية الوسواسية، ويقوم هذا العلاج على تقنيات تحسن من سلوك المريض وتقبله لنفسه وللآخرين، كما يساعده العلاج على تقييم علاقاته الوثيقة، والتركيز على جوانب أخرى في حياته غير العمل مثل جوانب الترفيه والمرح والأنشطة الاجتماعية والعائلية.

يستخدم العلاج الدوائي أحيانًا جنبًا لجنب مع العلاج النفسي، ويتم ذلك تحت إشراف الطبيب المختص، وتتضمن تلك الأدوية مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، والتي تفيد المريض على المدى القصير.

يتم هذا العلاج عن طريق دعم الشخص المصاب بهذا الاضطراب، سواءً يعطى هذا الدعم له في مجموعة، أو كدعم أسري لتقوية الروابط العائلية التي تفككت بسبب إفراط الشخص المصاب في ساعات العمل وتفانيه فيها.

أحيانًا تكون استراتيجيات الاسترخاء والتنفس مفيدة لتقليل الشعور بإلحاح النفس إلى البحث عن الكمالية والقلق المستمر تجاه إنجاز مهام العمل الذي يعاني منه أصحاب اضطراب الشخصية الوسواسية.

إذا كنت ممن يعيشون مع أحد المصابين بهذا الاضطراب أو كان أحدهم هو زميلك في العمل، فننصحك دائمًا بفهم سمات هذه الشخصية أولًا لمعرفة عيوبها ومميزاتها مع التركيز على المميزات ورؤية الجانب الإيجابي من هذا الشخص المتمثل في ضميره الحي ونجاحه في العمل، حينها ستستطيع التكيف مع اضطرابه وتجنب الاصطدام معه.

اقرأ أيضا في: اضطراب الشخصية التجنبية والرهاب الاجتماعي وعلاجها