ماهو مفهوم التفكير الناقد | مهارات وأنواع التفكير الناقد وأهميته
يعد التفكير الناقد نوع من أنواع التفكير كما أنه يعتبر وسيلة جيدة لحل المشاكل، واتخاذ القرارات الصائبة في أي أمر من أمور الحياة سواء أكانت تتعلق بالتعليم أو العمل، أو غير ذلك. بالإضافة إلى أنه يساعد المجتمع على تحسين قدراته؛ حتى يتم الوصول إلى حل للمشاكل الطارئة بوسائل بسيطة.
ومن هنا، كان التفكير الناقد وسيلة من وسائل مساعدة الأفراد في التعامل مع المشاكل والصعوبات التي تواجههم بوضوح؛ لأنه يمكن الفرد من تحليل المشكلة وبالتالي يساعدهم على تجنب تكرار الوقوع في الخطأ.
مفهوم التفكير الناقد
التفكير الناقد عبارة عن مفهوم مركب يتعلق بالعديد من سلوكيات الإنسان التي تتعلق بعدد غير محدود من المواقف والأوضاع ، كما أنه مضاف لعدة مفاهيم مثل المنطق، ونظرية المعرفة.
هذا، وقد تعددت التعريفات التي تبين مفهوم التفكير الناقد حيث وجد جماعة من العلماء توصل كل واحد منهم إلى مفهوم يوضح التفكير الناقد منها ما يلي:
1- مفهوم جون ديوي للتفكير الناقد
هو عدم التعجل في إصدار الأحكام على أي شيء إلى أن يتم التحقق من الأمر .
2- مفهوم واطسون عن التفكير الناقد
النظر والفحص في المعتقدات، والمقترحات بشكل أكثر دقة وفعالية من خلال الشواهد والحقائق التي تتصل بها بدلاً من التوصل إلى النتائج دون تحري ما يسبقها.
3- مفهوم رسل للتفكير الناقد
هو عملية تحري وفحص للمادة سواء كانت لفظية أم غير لفظية ومعالجة الأدلة والبراهين والتشاور في موضوع المناقشة في ضوء مقياس معين ثم بعد ذلك التوصل إلى حكم يتم إصداره من خلال الفحص والمعالجة والمقارنة.
4- مفهوم سيجل
هو التفكير الذي يعتمد على حكم فكري للأدلة والبراهين التي يؤسس الشخص عليها اقتناعه.
5- مفهوم باير
عرفه على أنه عملية حكم فكرية موثوقة المعلومات والأفكار أو المعرفة المعطاة وبيان قيمتها ومدى دقتها.
6- مفهوم آينَس لِلتفكير الناقد
هو تفكير يعتمد على التفكر في الأمر وإمعان النظر فيه فهو تأملي يركز على اتخاذ القرار فيما يقوم الفرد على التركيز فيه.
اقرأ ايضا: اضطراب الشخصية المرتابة أهم الأسباب والعلاج
مهارة التفكير الناقد
كما تبين لنا أن للتفكير الناقد عدة مفاهيم، كذلك هناك عدة مهارات أيضاً لِلتفكير الناقد.
ومعنى مهارة التفكير الناقد أي أهم الأشياء التي يتمكن التفكير الناقد من إنجازها بدقة متناهية وبكيفية محددة وبسرعة في التنفيذ.
- تمكن التفكير الناقد من التمييز بين الحقائق الصادقة والكاذبة المطلوب إثباتها، كما أنه يتمكن من كشف الادعاءات الغير صادقة.
- كذلك يتمكن التفكير الناقد من التمييز بين المعلومات، والأسباب التي ترتبط بموضوع ما، وكذلك التي لا ترتبط به.
- كما يتمكن التفكير الناقد من معرفة مدى صدق، ودقة الرواية أو العبارة، أي يتمكن من تحديد مصداقيتها.
- يتمكن التفكير الناقد من معرفة الحجج والمقدمات الغامضة.
- كما يتمكن التفكير الناقد من التعرف على المغالطات المنطقية، والافتراضات الغير صحيحة.
- كذلك من وظائف التفكير الناقد، تحديد قوة وصحة البرهان أو الادعاء.
- إذا كنت ترغب في اتخاذ قرار سليم بشأن موضوعٍ ما، فإنه يمكنك من بناء قواعد صلبة؛ حتى تتمكن من اتخاذ خطوة عملية سليمة.
- يساعد التفكير الناقد في التنبؤ بالآثار التي تترتب على النتائج والحلول المتوصل إليها.
خصائص المفكر الناقد
هناك عدد من الخصائص، والشروط التي يجب أن تتوفر في الشخص؛ حتى يصبح مفكراً ناقداً. هذا، وقد قام عدد من العلماء بتحديد هذه الخصائص والشروط التي يلزم توافرها في الشخص بناء على تعدد مفاهيم التفكير الناقد، ومن أبرز هذه الخصائص والشروط ما يلي:
- يلزم أن يكون الفرد يتمتع بالمرونة مع الأفكار الجديدة التي ترد عليه.
- يلزم أن لا يناقش في الأمور التي لا يوجد عنده علم بها، أو توفر خلفية كافية من المعلومات لديه للنقاش.
- يلزم أن يتمكن المفكر الناقد من حاجته إلى معلومات كافية حول أي موضوع معين، كما يلزم أن يتمكن من التفرقة بين الادعاءات والنتائج الصحيحة و المَذعومة.
- يلزم كذلك على المفكر الناقد أن يكون محايد في التفكير فلا يميل بشدة إلى التفكير المنطقي أو التفكير العاطفي وإنما يلزمه الفصل بينهما.
كذلك من خصائص المفكر الناقد
- على المفكر الناقد أن ينمي مفرداته اللغوية؛ حتى يتمكن من توصيل المعلومات التي يريدها بوضوح، وكذلك حتى يتمكن من فهم ما يقوله الآخرون.
- عليه أيضاً أن يدرس الموضوع من جميع جوانبه، وإذا قام باتخاذ قرار، أو نتيجة يتراجع عنه إذا تطلب بحثه ذلك فيما بعد.
- كذلك من الشروط التي يلزم توافرها في المفكر الناقد أن يتحكم في طريقة تفكيره ويشير إلى المصادر العلمية التي استخدمها ويفضل أن تكون من الموثوق منها .
- أيضاً يلزم عليه أن لا يحيد عن جوهر الموضوع وهدفه ؛ حتى يتمكن من تحديد المشكلة وحلها.
أهمية التفكير الناقد
- يساعد التفكير الناقد الأفراد في اتخاذ القرار والانسياق وراء الآراء الصحيحة التي تناسبه؛ وذلك لأنه يمده بنوعٍ من الحكمة وبالتالي لا يتأثر الفرد بجميع الآراء التي تعرض عليه. وبالتالي يحمي الفرد من ضياع أفكاره؛ لأنه يحلل الأفكار التي يتلقاها.
- التفكير الناقد يعد وسيلة حماية لعقول الشباب من الأفكار الثقافية المغلوطة التي يتم نشرها في المجتمعات؛ لأنه يكون قادراً على تمييز وتحليل الأفكار والمعلومات التي تعرض عليهم.
- مد التفكير الناقد الأفراد القدرة على التحليل المنطقي للمشكلات والقضايا وبالتالي يتمكنوا من اتخاذ القرارات الصحيحة في مواقف حياتهم.
- يحمي الفرد من أفكار العولمة وغيرها من الأفكار التي تعمل على اندثار الهوية الثقافية و تشتت العقول؛ وذلك لأن الفرد يقوم بتحليل الأفكار التي تلقى عليه قبل قبولها.
خطوات التفكير الناقد
هناك خطوات عملية يتبعها المفكر الناقد؛ حتى يتمكن من التوصل إلى النتائج الصحيحة ويتجنب الادعاءات والنتائج الغير صحيحة وهذه الخطوات يمكن تلخيصها فيما يلي:
ـ الخطوة الأولى تحديد المشكلة
إن أولى الخطوات العملية التي يتبعها المفكر الناقد تحديد المشكلة؛ وذلك لكون المشكلة هي الدعامة التي يتم من خلالها معرفة التفاصيل، كما يجب عليه وتحري مصدر الخلاف بدقة.
هذا، ويلزم للمفكر الناقد أن يكون على علم بجميع جوانب المشكلة سواء الإيجابية أو السلبية؛ وذلك حتى يتمكن من فهمها بوضوح.
ـ الخطوة الثانية تحليل المشكلة
ويمكن للمفكر أن يحلل المشكلة من خلال النظر والبحث في مختلف الزوايا المتعلقة بهذه المشكلة ثم اقتراح عدد من الحلول ووضعها ثم دراسة تلك الحلول والتأكد من صلاحيتها على أرض الواقع.
ـ الخطوة الثالثة طرح الأفكار
لا بد للمفكر الناقد أن يضع العديد من الأفكار التي تساهم في حل المشكلة، وتوصل إلى القرار الصحيح؛ لأن الإنسان أثناء حل الأزمات يطرأ في ذهنه العديد من الأفكار التي يمكن أن تشتت المخ؛ لذلك لا بد من عرض الحلول، واختيار أفضلها و معرفة مدى قابليتها للتنفيذ.
-الخطوة الرابعة والأخيرة
اتخاذ القرار في تنفيذ القرار الذي تم التوصل إليه، وذلك بعد تحديد أنسب وقت لتنفيذ وتطبيق هذا القرار.
أنواع التفكير الناقد
- النوع الأول هو الاستنتاج والاستنباط والذي يكون فيه الوصول إلى النتيجة بعد الاستدلال بمقدمات الحجة.
- النوع الثاني هو الاستقراء وهو الوصول إلى نتيجة عن طريق اتباع نمط تضمنه صرامة بنية الحجة التي تنطبق عليها.
- أما النوع الثالث والأخير من أنواع التفكير الناقد فهو الاستبعاد وهو الذي يعتمد على الوصول إلى نتيجة حدسية صحيحة دون وجود أي معلومات يقينية سابقة.
مكونات التفكير الناقد
-
الوضوح
يعد الوضوح من أول أبرز مكونات التفكير الناقد؛ حيث أنه يعد بمثابة المدخل الرئيسي لباقي مكونات هذا التفكير.
-
الصحة
تعتبر الصحة أيضاً مكون من أبرز مكونات التفكير الناقد؛ حيث أنه يشترط أن تكون المعلومات صحيحة وموثوق فيها.
-
الدقة
أيضاً تعد الدقة إحدى مكونات التفكير الناقد؛ حيث أنها تعني أن يُعطى الموضوع حقه من المعالجة والوضوح ويكون التعبير عنه كامل دون أن يتعرض إلى زيادة أو نقصان.
-
الربط
يعتبر الربط واحد من أهم مكونات التفكير الناقد؛ حيث أنه يوضح العلاقة بين السؤال أو الحجة بموضوع النقاش أو القضية المطروحة.
-
العمق
يعد العمق أيضاً مكون من أبرز مكونات التفكير الناقد؛ حيث أنه لا بد من التعمق في المعالجة الفكرية للمشكلة أو القضية بما يتناسب معها.
-
الاتساع
كما يعد الاتساع واحد من أهم مكونات التفكير الناقد؛ حيث أن التفكير الناقد يستلزم الإحاطة والأخذ بجميع جوانب المشكلة.
-
المنطق
يعتبر المنطق أيضاً مكون من أبرز مكونات التفكير الناقد؛ وذلك لأن التفكير الناقد يراد به يهدف إلى تنظيم الأفكار وترابطها بحيث يؤدي إلى معنى واضح أو نتيجة مترتبة على حجج معقولة.
استراتيجية التفكير الناقد
- طرح الأسئلة الأساسية؛ حيث أن التفكير الناقد يعتمد على أن تكون الأسئلة أكثر جوهرية ووضوح.
- احرص على أن تكون على بينة من عملياتك العقلية؛ حيث أن المفكر الناقد يراقب جيداً العمليات الذهنية التي قام بها؛ حتى يمكن جمع المعلومات بشكل منهجي ومن ثم تقييمها بدقة.
- احرص على تكييف وجهة نظرك؛ وذلك من خلال توسيع مداركك بِقراءة الكتب ومن ثم يمكنك الوصول إلى استنتاجات مدعومة بالإضافة إلى أنه يمكنك القيام بتقييمها مقابل الآراء المضادة.
- فكر في الاتجاه المعاكس؛ حيث أن التفكير في الاتجاه طريقة فعالة لِمواجهة أي مشكلة صعبة ومن ثم التغلب عليها.
- توقع النتائج وذلك عن طريق التنبؤ بتأثير القرارات التي اتخذتها.
في نهاية المقال، نذكر أننا قدمنا لك مفهوم التفكير الناقد عند بعض العلماء، كما قدمنا خصائص التفكير الناقد وأهميته، والخطوات العملية له؛ لمساعدتك في تحليل المشاكل ووضع أنسب الحلول التي تناسبك؛ حتى تتجنب الوقوع في الخطأ.