يعتبر الذكاء الاصطناعي من العلوم الحديثة التي ظهرت في الآونة الأخيرة، ويرجع الفضل في ظهورها إلى تطور التكنولوجيا وتقدمها ودخولها في كافة المجالات، ويمكن تعريف الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligenc على أنه نوع من الأنواع المتعددة للعلوم الحديثة والتي تدخل في العديد من المجالات مثل المجالات البحثية والصناعية ويأتي في مقدمتها الروبوت الآلي والخدمات الذكية.
ما هي تطبيقات الذكاء الاصطناعي؟
بات يتم تطبيق الذكاء الاصطناعي في العديد من الأشياء والمجالات والتي لم نكن نتخيل إمكانية تواجدها في يوم من الأيام، ومن أمثلة تطبيقات الذكاء الاصطناعي:
1. السيارات ذاتية القيادة
أصبح اليوم توجد سيارات بدون سائق والتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، وتعد Tesla من أول العلامات التجارية المتخصصة في السيارات والتي تمكنت من إطلاق سيارة تقود بمفردها.
كما تسعى كلا من كاديلاك، اودي، وفولفو لتطوير ما يقدمونه من طرازات خاصة بهم.
هذا بالإضافة إلى ما قامت به Uber حيث استطاعت أن تقوم ب ٥٠٠٠٠ توصيلة باستخدام السيارات ذاتية القيادة.
2. الطبيب الخارق
يتم تطوير الذكاء الاصطناعي للمساهمة في إنقاذ حياة العديد من البشر؛ فمن خلاله يمكن أن يقوم الاطباء بتشخيص بعض الأمراض مثل السرطان في المراحل المتقدمة قبل أن تطور الحالة، وذلك باستخدام تقنيات متطورة والأشعة السينية لتحليل الوجوه ومعرفة ما إذا كان هناك أي احتمالات للإصابة بالمرض.
3. الحياة على كواكب أخرى
أصبحت وكالة الفضاء ناسا تستخدم الذكاء الاصطناعي لتصل إلى احتمالية وجود حياة على الكواكب الأخرى، وذلك من خلال الأجهزة “Rovers” التي تقوم بإرسالها لاستكشاف المريخ، ومعرفة ما يوجد على الكوكب وتوافر فرص للحياة أم لا.
4. أمن المنزل
أصبح يتم استخدام خوارزميات التعرف على الوجه ليتمكن نظام الذكاء الاصطناعي من إنشاء فهرس بالأشخاص المتواجدون في المنزل، ومن يقوم بزيارته، ويساعد ذلك النظام في الحماية من محاولات سرقة المنازل، ومع تواجد تلك الأنظمة والكاميرات الأمنية وأجهزة الاستشعار سيتم بسهولة معرفة ما إذا كان هناك اختراق والتمكن من الاتصال بالطوارئ.
5. توفير الطاقة
لا يقتصر توفير الطاقة على تجنب النفقات المرتفعة، بل يفيد الكوكب كذلك، فعند القيام بشراء الأجهزة الكهربية نسعى للتحقق من استخدام تلك الأجهزة للطاقة، فهناك أجهزة لا تزال تستنزف الطاقة حتى إذا لم تكن قيد الاستخدام وهو ما تعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي على تجنبه عن طريق تقليل استهلاك الطاقة بواسطة المقابس الذكية وأجهزة الإضاءة الآلية.
مجالات الذكاء الاصطناعي
الآن أصبح يدخل الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات المتنوعة ومن بين تلك المجالات ما يلي:
- المجالات التقنية، والتي تكون في حاجة إلى استخدام التفكير المنطقي، التخطيط، المعرفة، والإدراك بناءا على النظريات الموضوعة وتطبيقها.
- البرامج والتطبيقات التي تقوم بمحاكاة الواقع.
- صناعة الروبوتات، والتي يخطط العلماء لجعلها تقوم بمهام البشر.
- تطوير البرامج والتطبيقات في عدة مجالات متنوعة مثل الاستثمار، الهندسة، الطب والتجارة.
- تطوير المحاكاة المعرفية، وذلك عن طريق اختبار النظريات، تشغيل الذاكرة، التعرف على الوجوه، والعديد من الوظائف الأخرى.
- تطوير المحركات الذكية، مثل تلك التي توجد في السيارات الآلية بدون سائق، وكذلك الطائرات التي لا يوجد بها طيار.
- صناعة التكنولوجيا وأجهزة الحاسب.
ما فائدة الذكاء الاصطناعي؟
كما ذكرنا أن الذكاء الاصطناعي يوفر العديد من الفوائد والمميزات التي لا حصر لها ومن أبرز تلك الفوائد:
- تسهيل شؤون الحياة اليومية.
- القدرة على معالجة البيانات المختلفة في وقت قصير جدا وبدون أخطاء.
- اتخاذ القرارات طبقا لقاعدة البيانات المزود بها الجهاز أو الآلة.
- القدرة على تحسين وتطوير طرق التنبؤ بالأحداث المستقبلية لتتمكن من معالجتها وتلافي ما ينتج عنها من كوارث وأضرار جسيمة.
- توفير فرص عمل جديدة.
- العمل على مدار ٢٤ ساعة دون تعب أو ملل.
- سهولة إنجاز المهام في التعليم أو الطب.
ما هي مزايا الذكاء الاصطناعي؟
يوجد العديد من مميزات الذكاء الاصطناعي في نواحي الحياة المختلفة من بينها:
- القدرة على تحليل المشاكل بشكل منطقي دون تدخل من المشاعر والعواطف البشرية، وقد تعد تلك الميزة عيبا في بعض الأحيان.
- القدرة على تحمل المخاطر التي لا يقدر عليها البشر مثل دخول الحرائق من أجل إنقاذ المصابين.
- سرعة اتخاذ القرارات.
- العمل باستمرار.
- القدرة على تخزين البيانات وسهولة استردادها مرة أخرى بسهولة ويسر.
- عدم التأثر بالظروف البيئية.
- القدرة على تأدية للأعمال الروتينية التي تضيع الوقت مثل: تنظيم البيانات وإدخالها والقيام بعمليات الدفع.
كيف أتخصص في الذكاء الاصطناعي؟
للتخصص في الذكاء الاصطناعي يجب أولا أن يتمتع الفرد ببعض المؤهلات العلمية التي تلزمه لذلك بجانب ما تضعه الجامعة والدولة التي سيتم الدراسة بها من شروط، ومن تلك المؤهلات أن يكون الطالب لديه معرفة بأساسيات الرياضيات والحساب، قادر على فهم علوم الكيمياء والفيزياء، علم الحاسوب، أساسيات البيولوجيا، وتمتعه بالمهارات المختلفة ومستويات اللغة الإنجليزية.
بالإضافة إلى ذلك يلزمه أن يحظى بمهارات تغطي الجانبين الشخصي والعملي ومن أهمها:
- مهارة البرمجة، والتي تعتبر من أكثر المهارات أهمية والتي يجب أن يتقنها الفرد مثل برمجة جافا و ++C ليتمكن من ممارسة مهنة الذكاء الاصطناعي والتعامل مع البرامج.
- مهارة الجبر الخطي والاحتمالات والإحصاء، وتستغل تلك المهارة في تنفيذ النماذج المختلفة للذكاء الاصطناعي، ومن بعض هذه النماذج: تحليل التمايز الخطي، ماركوف المخفية، نماذج خليط جاوس، وبايز ساذج.
- معرفة تقنيات البيانات الكبيرة، يجب على مستخدم الذكاء الاصطناعي أن يكون على دراية قوية بتقنيات البيانات الضخمة مثل: Hadoop، MongoDB، Apache Spark، Cassandra.
- معرفة الخوارزميات، على المختص في الذكاء الاصطناعي أن يمتلك فهما قويا؛ ليتمكن من عمل الخوارزميات مثل: الانحدار الخطي، دعم آلة المتجهات، بايز ساذج، حيث يساعد فهم تلك الخوارزميات على العمل بسهولة ويسر.
- مهارات الاتصال الفعالة وحل المشكلات، من ضمن المهارات الهامة أن يتمكن الفرد من معرفة أساسيات الذكاء الاصطناعي ليكون قادرا على الاتصال، وكذلك القدرة على التواصل الفعال ليتمكن من عرض الأفكار بشكل واضح وفهم الآخرين، بجانب التحلي بمهارات حل المشكلات.
هل الذكاء الاصطناعي يخدم الإنسانية؟
منذ قديم الأزل والإنسان يبحث عن اختراع لكي يستطيع خدمة البشرية ونفعها، إلى أن توصل إلى معرفة الذكاء الاصطناعي والذي أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية فبات يتم استخدامه في العديد من الأمور المختلفة التي تعود بالنفع على الإنسانية ومنها:
1. استخدام الذكاء الاصطناعي من أجل الخير
أصبح يتم استخدام الذكاء الاصطناعي بجانب كلا من علوم البيانات والعلوم البيئية ومساعدات البشر ليكون قادرا على إنقاذ الأرواح وتقليل معاناتهم من خلال التنبؤ بالكوارث وتطوير وسائل التعامل معها قبل وبعد حدوثها.
2. الذكاء الاصطناعي لخدمة العمل الإنساني
ومن ضمن الأدوار التي يقوم بها الذكاء الاصطناعي دوره في توفير الدعم للفئات التي يتم تهميشها في المجتمع، ومن الأمثلة على ذلك قيام بعض المؤسسات بإنتاج تطبيقات تقوم بتقديم المساعدة للضحايا المتعرضين للعنف الأسري مثل تطبيق “rainbow”.
عيوب الذكاء الاصطناعي
بالرغم من المميزات والفوائد العديدة الناتجة عن استخدام الذكاء الاصطناعي، إلا أنه لا يخلو من العيوب والتي تتمثل فيما يلي:
1. تفتقر إلى الإبداع
تلك مشكلة الآلات افتقارها إلى الابداع فهي لن تضاهي العقل البشري المبدع، حيث تعمل دائما على ما تغذى به من بيانات وتجارب فقط دون قيامها بأي ابتكار.
2. يجعل الإنسان يثق أكثر من اللازم في التكنولوجيا
أصبح الذكاء الاصطناعي قادرا على تأدية ما لا يقدر عليه البشر، لذلك تمكن من تحقيق مكاسب هائلة، ولكن هناك جانب سلبي لتلك المميزات؛ حيث بدأ يعتمد عليه البشر في كل شيء حتى إن كان بسيطا وبإمكانهم فعله، كما أصبحوا لا يستخدمون الذكاء البشري للتفكير وتقديم الحلول والاستنتاجات معتمدين على الذكاء الاصطناعي.
3. الآلات التي تدعم الذكاء الاصطناعي لا تفهم الأخلاق
من ضمن المميزات التي لا تتوافر في الذكاء الاصطناعي هو الأخلاق، وهو ما يصعب إدخاله إلى الآلات بواسطة التكنولوجيا وما وصلت إليه من تطور، فالذكاء الاصطناعي يمكنه القيام بتقليل الوقت المستغرق في إنهاء مهمة ما، ولكن أن يقوم بإتباع القيم والأخلاق هو أمر مستحيل.
ختاما، أصبحنا الآن نعيش في فترة مختلفة عن ما سبق، حيث أصبح لدينا الحلول لنتمكن من معالجة مشكلات عديدة يمكن أن نواجها، لذلك يعد هذا الوقت المناسب لنفتح المجال أمام الذكاء الاصطناعي للإزدهار والتقدم وإفادة البشرية.
اقرأ أيضاً أنواع المهارات الحياتية والمهارات الأساسية والشخصية