ماهي الصدقة الجارية وأنواعها | فوائد الصدقة الجارية وشروطها

هل تعرف الفرق بين الصدقة الجارية والغير جارية؟ هذا هو موضوع حديثنا اليوم لكي يستفيد كل مسلم من تلك النصائح والمعلومات لعلك تعرفها للمرة الأولى، الصدقة الجارية هي العمل الصالح الذي يبقى أثره لمدة طويلة مثل حفر بئر أو بناء مسجد ومن الممكن أن يهب الشخص منزله ليكون محل لإقامة عابري السبيل والفقراء بدلاً من بيعه فعن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له”

الصدقة الغير جارية تعني الصدقة بالطعام والملابس والمال على الفقراء ولكنها ليست جارية لأنها لا تدوم طويلاً، والمسلم الفائز برضا الله هو من يتصدق على المحتاجين بشكل دائم ولا يقطع تلك الصدقة حتى في أضيق الظروف، فيجد أن الله يفتح أبواب الرزق والسعة أمامه، ويحمي جسده من الأمراض، وتدفع عنه البلاء، فهي كنز عظيم للمسلم من لا يستغله فهو يضيع أجر كبير في الدنيا والآخرة كما في قوله تعالى “فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ ۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”.

اقرأ أيضاً ماهو فضل قيام الليل في استجابة الدعاء

الصدقة الجارية يبقى أثرها دائمًا بعد الموت فعن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم “سبعٌ يجري للعبدِ أجرُهنَّ وهو في قبرِه بعد موتِه: من علَّم علمًا؛ أو كرى نهرًا، أو حفر بئرًا، أو غرس نخلًا، أو بنى مسجدًا، أو ورَّث مصحفًا، أو ترك ولدًا يستغفرُ له بعد موتِه” ومن أهم الصدقات الجارية التي يتركها المتوفي ويؤجر عليها:

• علم ينتفع به

عظم الله مكانة العلماء وجعلهم ورثة الأنبياء والمقصود بالعلم النافع هو تعليم الناس دينهم بشكل صحيح ويهديهم سبيل النجاة حتى يجعلهم قادرون على التمييز بين الهدى والضلال والحلال والحرام، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” سَلوا اللهَ عِلمًا نافعًا وتعَوَّذوا باللهِ مِن علمٍ لا ينفعُ”، فالعلماء يورثوا العلم ولم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، حيث تتوالى الأجور على العالم في قبره بالعلم الذي قدمه من اجل نفع البشرية أو بكلمة كتبها أو قالها.

• ولد صالح يدعو له

إذا أحسن الشخص في تربية ولده أو ابنته فإن ثمار صلاحهما سيجنيها بعد موته وكلما كانت الأبنة أو الأبن صالحين كانت استجابة الدعاء أرجى كما ورد في قوله تعالى ” وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ).

هناك الكثير من الأعمال التي تنفع البشرية بعد موت الشخص حتى يؤجر على هذا العمل فعن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ : عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ”، ومن أبرز الأمثلة على الصدقة الجارية:

• غرس شجرة يستظل بها الناس وأكل ثمارها أو أخذ الحطب منها.
• حفر بئر للتسهيل على الأشخاص الثور على الماء وهو من أكثر الصدقات الجارية الدارجة والتي تشفع للمتوفي بعد موته.
• بناء مسجد ويعد هذا العمل ثوابًا عظيمًا يؤجر عليه صاحبه وكلما دخل شخص ليصلي في هذا المسجد كان للمتوفي أو الشخص أجرًا من هذا العمل.
• ترك أي شيء ينتفع به البشرية مثل علم نافع أو كتب مهمة

فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” سبعٌ يجري للعبد أجرُهن وهو في قبره بعد موته : مَن علَّم علماً، أو أجرى نهراً، أو حفر بئراً، أو غرس نخلاً، أو بنى مسجداً، أو ورَّث مصحفاً، أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته”.

قال أحد الفقهاء في الدين في خطبة يوم الجمعة ليوضح فضل وأهمية الصدقة:

قد أوصانا الله بالصدقة وجعلها من أركان الإسلام الخمسة قائلاً قد أوحى الله عز وجل يحيي بأن يأمر بني إسرائيل بخمس كلمات يعلموا بهن ولما أبطأ بهن وعندما أتاه عيسى عليه السلام  قال أخبر بني إسرائيل بتلك الكلمات وأما أن أخبرهم وبالفعل جمع بني إسرائيل في بيت المقدس ثم خطبهم.

قائلاً أن الله أوحي إلي بخمس كلمات أولاهن لا تُشرِكوا باللهِ شيئًا، قمتُم إلى الصَّلاةِ فلا تلتفتوا فإنَّ اللهَ يُقبِلُ بوجهِه إلى عبدِه ما لم يلتفتْ، وأمركم بالصِّيامِ إنَّ الصِّيامَ أطيبُ عند اللهِ من ريحِ المسكِ، وأمركم بالصَّدقةِ، وأمركم بذكرِ اللهِ كثيرًا ومَثلُ ذلك كمثلِ رجلٍ طلبه العدوُّ سِراعًا في أثرِه حتَّى أتَى حصنًا حصينًا فأحرز نفسَه فيه، كذلك العبدُ لا ينجو من الشَّيطانِ إلَّا بذكرِ اللهِ.

كما يمكنك الاستماع إلى أفضل خطبة عن الصدقة الجارية من خلال الفيديو التالي

ليس كل الصدقات نقود فعندما يُذكر هذا الاسم يأتي في ذهن الأشخاص النقود ولا يعلمون أن لها صور أو أشكال أخرى، ورغم أن الصدقة لها الكثير من المنافع التي تعود على صاحبها ألا أن هناك الكثير من الأشخاص التي تبخل بالصدقة، ولأن الله عادل رحيم بعباده جعل الصدقة على غير القادرين في صور وأشكال عديدة منها:

• الكلمة الحسنة والابتسامة في وجه الغير صدقة.
• العمل كي تعول نفسك وأسرتك والسعي لقضاء حاجة الناس صدقة.
• الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صدقة.
• إمساك النفس عن المعاصي والشر صدقة.
• الإصلاح بين المتخاصمين والشحناء والبغضاء صدقة.
• مساعدة الناس في تحمل متاعبهم صدقة.
• الخطوة التي يسير بها المسلم للمسجد من أجل الصلاة والتعبد فهي صدقة.
• نشر العلم وتدريسه ومساندة الأشخاص صدقة.
• العدل بين الناس صدقة.
• إعانة التائه بعد أن تدله على الطريق الصحيح صدقة.
• شكر الله دائمًا وترديد : “سبحان الله والحمدلله والله أكبر ولا إله إلا الله” صدقة.

عليك أن تعرف أيها المسلم الراغب في الفوز بطاعة ورضا الله عز وجل في الدنيا والآخر بثواب الصدقة الجارية وفضلها:

• دفع ميتة السوء كما ورد في الحديث النبوي ” إنَّ الصدقةَ لَتُطْفِئُ غضبَ الربّ، وتَدْفَعُ مِيتةَ السُّوءِ”
• استمرارية وصول الثواب بعد وفاة الشخص مادام الناس ينتفعون بها.
• الوقاية من أهوال يوم القيامة.
• تطهير وتزكية النفس من السيئات.
• يستظل العبد بظل الله عز وجل.
• النجاة من هلاك وعذاب يوم القيامة.

• أن تكون تلك الصدقة غير متبعة بالمن أو الأذى.
• أن تكون تلك الصدقة نافعة للبشرية حتى يعود الأجر على صاحبها.
• أن تكون نية الشخص هي المنفعة وليس التفاخر.

ما هي أفضل الصدقات الجارية؟

أفضل الصدقات الجارية هي التي تبقى أثرها وبكل مرة يستفيد منها الأشخاص يعود الأجر لصاحبها مثل شراء مصاحف و وضعها في المسجد أو حفر بئر أو بناء مسج أو مستشفى خيري أو جعل بيته محل لإقامة أسرة فقيرة.

ما هو فضل الصدقة الجارية بعد الموت؟

نيل عفو ورضا ورحمة الله، واكتساب الحسنات بعد الموت، تجعله في أعلى الدرجات، النجاة من عذاب النار وهلاك الآخرة، نجاة العبد من التقصير في العبادة.