الطب البديل .. فوائد و أضرار

الطب البديل وهو أي ممارسة أو منتج للطب بعيدًا عن الطب السائد والمعروف أو ليس جزءًا من العناية الأساسية. ويقصد بالعناية الأساسية التدخل الطبي من قبل الأطباء المتخصصين، كأطباء العظام وأمراض الدم والباطنة وكالممرضين. وكمثال على ذلك، الأدوية التقليدية، الوخز بالإبر، اليوغا، والأعشاب. وهذا النوع من الطب شائع في قارة آسيا خاصة في الصين، ولكنه حاز على شعبية أيضًا في بعض المناطق في الغرب.
يشمل الطب البديل أساليب لتشخيص الأمراض، العلاج، والوقاية وتعتمد هذه الأساليب على تكنيك مختلف عن المستخدم في الطب المتعارف عليه.

العلاج بالأعشاب الطبية لا يعد مجرد تقاليد تم توارثها أو عادات قديمة، بل له فوائد عديدة ويكون فعال في كثير من الأحيان. الجينجيرول والذي يعد من الكيتونات العطرية الموجودة في نبات الزنجبيل، وهو من المكونات الفعالة في الطب البديل. الزنجبيل مثلًا يعالج القيئ والإسهال، آلام البطن، مضاد للأكسدة والسرطان، يعالج الغثيان، ويستخدم أيضًا لمعالجة آلام الأسنان والروماتيزم.
الثوم أيضًا يعد أحد أنواع العلاج بالأعشاب، حيث أن له دور في إعاقة عمل الإنزيمات التي لها دور في تكوين الدهنيات في الدم، وأيضًا يعد مضاد للأكسدة ويقي من أمراض القلب والأوعية الدموية.
العرقسوس ويتميز بكونه حلو المذاق وله خواص علاجية، حيث يعد مكافح للالتهابات ويستخدم في تقوية الجهاز الهضمي.
عشبة البابونج وتستخدم في كثير من العلاجات كتهدئة المعدة، المساعدة على النوم، القضاء على البكتريا، علاج التهابات اللثة، علاج نزلات البرد، علاج التهابات القصبة الهوائية، والمحافظة على نضارة البشرة والحد من أعراض الشيخوخة.
الشوفان وهو نبات يستخدم كغذاء مثل القمح وله خواص علاجية، كالحد من الغضب لأنه يعد مهدئًا عصبيًا، يساعد في خسارة الوزن، يقي من سرطان الأمعاء، وله خواص جمالية كترطيب البشرة.
العلاج بالأعشاب آمن إلى حد كبير ولكن قد يتسبب في بعض الأضرار عند استخدامه بطريقة خاطئة، فمثلًا تناول الزنجبيل مع الثوم النيء يسبب ميوعة في الدم ويمنع تخثره بالرغم من أنه يعالج الصداع الشديد. شاي شيرال المستخدم كمسكن للآلام بسبب كونه مضادً للأكسدة قد يسبب في حدوث فشل كلوي لمتناوله. ولهذا يجب استشارة المتخصصين قبل العلاج بالأعشاب حتى نتأكد من فعاليته وليس العكس.

يعد العلاج بالوخز بالإبر طريقة تقليدية في آسيا وخاصة الصين، حيث يستخدم لإعادة تدفق الطاقة أو طاقة الحياة والتي تسمى بالتشي في الجسد وهو ما يتم اعتقاده في الصين. ويتم استخدامه لعلاج الضغوطات النفسية ولإعادة العافية للجسد بشكل عام. يعتقد في الصين أن لطاقة الحياة مسارات محددة في الجسم ولهذا فإن الإبر الصينية تقوم بإعادة توازن هذه الطاقة في الجسد كما يعتقد، ولكن بالنسبة لأطباء الغرب فالعلاج بالإبر يعد تحفيزًا للأعصاب والعضلات والنسيج الضام بدقة شديدة لا أكثر.

يعد العلاج بالتنويم المغناطيسي شيئًا شبيهًا بالغيبوبة، ويتم استخدام الصور والكلام للعلاج بالتنويم المغناطيسي.
يستخدم التنويم المغناطيسي لعلاج بعض السلوكيات الغير مرغوب فيها أو للحد من التوتر والقلق، حيث يشعر المنوم مغناطيسيًا بالاسترخاء والراحة ومن ثم يبدأ في تقبله للأفكار التي يعرضها عليه المعالج.
لا يستخدم التنويم المغناطيسي مع المصابين بالأمراض العقلية، وقد يتسبب في الصداع واختلاق أحداث غير صحيحة للمريض ولهذا يجب الحذر منه والتأكد من فعاليته قبل الشروع في تنفيذه.

بعض الاشخاص يعتقدون أن الطاقة الخارجية لبعض الأشياء قد تؤثر عليهم وعلى صحتهم، ولهذا يتم استخدام الطاقة الخارجية كنوع من علاجات الطب البديل ومنها، العلاج بالريكي والعلاج بالطاقة الكهرومغناطيسية.

حتى الطب التقليدي يعتقد أنه يوجد علاقة بين العقل والجسد، فهناك دراسات أثبتت أن المرضى الذين يتمتعون بصحة عقلية وعاطفة جيدة هم أسرع في شفائهم عن غيرهم، والعلاج بالعقل يتمثل في التأمل والتويم المغناطيسي.

يعتقد البعض أن لحواس البصر، الشم، اللمس، التذوق، والسماع لهم تأثير على الصحة العامة ويتمثل العلاج بالحواس في الفن، الرقص، الموسيقى، التخيل والتصور.

الطب البديل يقوم بشفاء الجسم ويعالج سبب الألم عن طريق فهم المرض وعلاجه من قبل متخصصين في هذا النوع من العلاج. كمثال على ذلك تقويم العمود الفقري. على النقيض، فالطب السائد يميل إلى علاج الأعراض التي يسببها المرض وليس المرض في حد ذاته.

عند استخدام الأدوية الموصوفة من قبل الأطباء يتم التحكم في الآلام التي نشعر بها ونشاهد تحسنًا في علاج هذا الألم ولكن يعود الألم من جديد عن التوقف عن تعاطي الدواء إذا لم يتم علاج العلة نفسها المسببة للألم، ولكن الطب البديل يقوم بتحسين حياة المريض على العموم وعلاج العلة في حد ذاتها.

 في الطب البديل يتم استخدام مجموعة من العلاجات الطبيعية والتي لا تتضمن مواد من صنع الإنسان أو غير طبيعية. ولهذا فإن استخدام مهو طبيعي يكون عادة أكثر أمانًا من المواد المصنعة من الإنسان.

يقوم عادة المتخصصون في الطب البديل بتغيير نمط العلاج وخطة العلاج وفقًا للتغيرات التي تحدث في نمط الحياة أو في حياة المريض، ولكن في الطب السائد فخطة العلاج واحدة لا تتغير إلا بتغير الأعراض أو العلة.

عادة ما يتم استخدام مواد طبيعية في العلاج بالطب البديل كما ذكرنا، وبالتالي لا يوجد أعراض جانبية لتعاطي هذه المواد أو استخدامها، أما الطب السائد فيستخدم المواد الكيميائية والمصنعة وبالتالي يسبب في الأثار الجانبية لمرضاه.

كما ذكرنا فإن استخدام المواد الطبيعية عادة ما يكون أمن ولهذا فإن الطب البديل أمن ولكن وجد أن بعض أنواع علاجات الطب البديل تستخدم مواد سامة كالرصاص وهذا العنصر يستخدم في طب الأيورفيدا.

هناك بعض المواد الطبيعية قد تسبب في حدوث نتائج عكسية للمرض كما ذكرنا استخدام الثوم الزنجبيل النيء يسبب ميوعة الدم، وأيضًا عشبة الكافا التي تستخدم لعلاج القلق قد تسبب تلفًا في الكبد.

بسبب عدم وجود شعبية للطب البديل فإن البحث العلمي المتعلق حوله محدود، ومع ذلك وبسبب وجود العديد من المستهلكين والمتسائلين حول الطب التقليدي فإنه يوجد بعض التمويلات التي تتزايد مع الوقت.

في النهاية يجب على المريض الاحتراس مما يتعاطاه، وأن يلجأ للمتخصصين في كل وقت وأن يجيد اختيار معالجيه. يجب أيضًا أن نتأكد من فعالية طرق العلاج التقليدية أو المتوارثة؛ لأنه قد تكون ذات ضرر على الجسد أو قد تكون بلا فائدة أو فعالية. إذا أردت أن تلجأ للعلاج بالطب البديل فاحرص على عدم تعاطي أشياء مجهولة الهوية أو اللجوء إلى الطرق التي ليس لها أساس علمي أو عقلي بالمرة.