الغفلة عن الموت، مقالة نقدمها لكم من خلال موقعنا دال فور يو، لنعرض لكم الكثير من الأحاديث والمواعظ التي تذكرنا بحقيقة الموت وتحذرنا من الغفلة عنه.
اقرأ أيضاً أحاديث الرسول عن الموت
خطبة عن الغفلة عن الموت
إليك في الآتي خطبة قصيرة تتناول موضوع الغفلة عن الموت
1- الخطبة الأولى
- الحمد لله الذي خلق العباد وقسم أرزاقهم، وضرب آجالهم، فالموت لا يأتي عبدًا قبل أجله، ولا يتأخر عنه كذلك، قال تعالى: “وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ”.
- ونحمد ربنا تبارك وتعالى على عطاياه ونشهد ألا إله إلا هو لا يقضي على المؤمن قضاءً إلا وكان فيه الخير له.
- أما بعد، عباد الله إننا لسنا في دار البقاء وإن سرقتنا الدنيا بأشغالها، فكلنا جميعًا راحلون عنها، وقال تعالى: ” وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ”.
فبادروا بعمل الخيرات والطاعات قبل أن يقضى الأجل فتتمنون المهلة ولا تجدوها، ولا تغتروا بحياتنا الدنيا وملذاتها، فهي حياة لا تقود في النهاية إلا للمات.
- واعلموا أن الموت مهلك للعباد، لا يميز صغيرًا ولا كبيرًا، غنيًّا أو فقيرًا، فهلا فتحنا أعيننا للهدى والخير، كي نحصل على المراد الحقيقي من هذه الدنيا، والسعادة المرجوة منها، وإن أبينا وعصينا وتولينا عن ذلك حتى باغتنا الموت فسنعلم يوم الحساب من عصينا وسنندم حين لا ينفعنا ندم ولا حزن، قال تعالى: ” يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي”.
- لقد سمى الله تعالى الموت في كتابه بالمصيبة، قال تعالى: ” إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ”، وهو بالفعل كذلك، ولكن المصيبة الأعظم هي أن تكونوا في غفلة عن الموت، لا تستعدون له ولا تقدمون ليومه من الأعمال ما ينفعكم.
- ولقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بالإكثار من ذكر الموت، فقال: ” كثروا من ذكر هادم الذات” وهو ما يدفعنا لمحاسبة أنفسنا دائمًا، ويذكرنا بالدار الآخرة، ويعيننا على العمل الصالح ويزهدنا في هذه الحياة الدنيا.
- أيها المسلمون، إذا كانت الموت قد أصاب المرسلين والمتقين، فما بالنا منهمكين في أمور الدنيا منشغلين عن ذكر الموت كأنه لن يأتينا أبدًا، بل علينا أن نستعد لهذا اليوم زادًا ينفعنا، ونهجر لأجله المعاصي والذنوب، فكأس الموت هذا سنتجرعه جميعًا بلا استثناء، فيا صاحب الذنوب غدًا ترى عملك جليًّا أمامك، ويا مكثرًا من الغيبة والنميمة إلى متى سيبقى ذلك هو حال لسانك؟ ويا هاتك الحرمات إلى متى لن تتوب؟
- تذكروا قول الله تعالى: ” كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ”
وأقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم جميعًا فاستغفروه.
2- الخطبة الثانية
- الحمد لله حمدًا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد ألا إليه إلا الله وحده لا شريك الله وأن محمدًا هو عبد ورسوله.
- أما بعد أيها المسلمون، روي عن حبيبنا صلى الله عليه وسلم: ” فوالذي نفسي بيده لو يرون مكانه ويسمعون كلامه لذهلوا عن ميتهم ولبكوا على أنفسهم، حتى إذا حمل الميت على سريره أو على نعشه رفرف روحه فوق نعشه وينادي: يا أهلي ويا ولدي! لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت بي؛ جمعت المال من حله ومن غير حله ثم خلفته لغيري؛ فالهناة له والتبعة عليّ. فاحذروا مثل ما حل بي”
- فتذكروا يا عباد الله هذه اللحظة، فإنها لحظة يكرم فيها عباد الله المؤمنون بالثبات، ويفضح فيها العصاة، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وادفعوها للإكثار من فعل الخيرات والطاعات واستعدوا للموت بهجر المعاصي والمنكرات.
- ويا أيها المذنب وكلنا كذلك، ارجع إلى ربك قبل أن يأتيك يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، وتب إليه قب أن يفوتك الوقت، واستعد ليوم موتك خير استعداد كما هو دأب سلفنا الصالح، فالموت سيأتينا لا محالة، ولا مفر لنا منه إن جاء وقته، فلنعمل على إصلاح أيامنا الباقية، ولنسخر أعمارنا في عبادة الله تبارك وتعالى.
- عباد الله، إن الله تعالى يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، اذكروا الله يذكركم واستغفروه يغفر لكم.
وإليك خطبة عن الغفلة عن الموت للشيخ يوسف القرضاوي
- يمكنك الاستعانة بخطبة الشيخ القرضاوي إذا كنت ستقوم بإلقاء كلمة أو خطبة عن هذا الموضوع، أو كنت ستستخدم لعظة أقاربك وأصدقائك.
- إن الاستماع لمثل هذه الخطب يساعد النفس على تذكر الموت، وحث النفس على الطاعة والاستقامة.
يمكنك مشاهدة الفيديو من هنا:
آيات عن موت الغفلة
هناك الكثير من الآيات التي ذكرت في القرآن الكريم تتحدث عن الموت، ومن هذه الآيات:
- “أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثً”
- “وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ”
- “وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ”
- “لَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ”
وهناك العديد من الآيات الأخرى التي ذرت في كتاب الله تعالى لتذكرنا بالموت وسكراته لعلنا نتعظ، ونحاسب أنفسنا ونهيئها بالزاد الصالح لهذا اليوم.
أدعية موت الغفلة
لم يثبت عن الحبيب صلى الله عليه وسلم دعاء خاص يمكننا الدعاء به ليحفظنا من موت الفجأة، ومن الأولى أن ندعوا بما كان نبينا الحبيب يدعوا به فنقول:
” اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ”
هل موت الفجأة من علامات سوء الخاتمة؟
يتساءل الكثيرون هل يدل موت الفجأة عن سوء خاتمة الميت، وإليك الإجابة في التالي:
- إن طريقة الموت أيا كانت ليست دليلًا على سوء خاتمة الميت إلا في حين أنه قد مات على معصية وقبض عليها.
- وموت الفجأة ليس علامة على سوء الخاتمة، وإنما هو تنبيه لمن هم على قيد الحياة وعظة لهم بأن يتذكروا الموت ويعدوا له الزاد الصالح.
علامات حسن الخاتمة
علامات حسن الخاتمة كثيرة نسأل الله أن يرزقنا إياها، ومن تلك العلامات
1- النطق بالشهادتين عند الموت
- من علامات حسن الخاتمة أن ينطق العباد بالشهادتين عند موته.
- ويدل على ذلك ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ”
2- الموت ليلة الجمعة أو نهارها
- هناك الكثير من الأحاديث التي دلت على أن الموت في ليلة الجمعة أو نهارها يعد من علامات حسن الخاتمة
- ومن تلك الأحاديث: “مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ ، إِلاَّ وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ”.
3- الاستشهاد في ساحة القتال
- من علامات حسن الخاتمة استشهاد العبد في ساحة المعركة، والأدلة في ذلك كثيرة.
- قال الله تعالى: ” لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ”.
4- الموت بداء في البطن
- من الأحاديث التي وردت في هذا الأمر ما رواه أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ” الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ : الْمَطْعُونُ ، وَالْمَبْطُونُ ، وَالْغَرِقُ ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ”
- والحاصل أن المقصود بالمبطون في هذا الحديث كل من اشتكى من مرضٍ أو ألم في بطنه ومات بسببه.
الغفلة عن الموت للشيخ محمد حسان
إذا كنت تبحث عن مقطع فيديو يحدثك عن الغفلة عن الموت، إليك هذا المقطع للشيخ محمد حسان
- يتميز أسلوب الشيخ محمد حسان بتأثيره في النفوس بما يحثها على مراجعة النفس والاستقامة.
- كلما حث الإنسان على مشاهدة ما يذكره بالله تعالى وبلقائه كلما كان ذلك أنفع له ولقلبه، وحماية له من شهوات الحياة الدنيا.
وإليك الفيديو:
كانت هذه مقالتنا الغفلة عن الموت، نتمنى أنكم استفدتم من قراءة هذا المقال، ونسأل الله تعالى حسن الختام وإياكم.