إن لذكر بني اسرائيل في القرآن أهمية كبيرة وعبرة للمسلمين، وكان القرآن بالنسبة لهم أول كتاب يحدثهم عن أحوال أهل الكتاب (التوراة)، والعبرة تكمن في ذكر تطورات عبادتهم بالله عز وجل إلى أن وصل بهم الحال للشرك بالله وقتل الأنبياء بعد أن فضلهم الله على العالمين، وفي هذا المقال نستعرض ذكر بني اسرائيل في القرآن الكريم والدروس والعبر من تكرار ذكرهم.
من هم بني إسرائيل في القرآن؟
عند قراءة القرآن الكريم سنجد تكرار لكلمة “بني اسرائيل” في القرآن أكثر من مرة، فقد ذكرت 43 مرة، منها 41 آية مضافة إلى كلمة بني أى “بني إسرائيل”، وفى 3 آيات جاءت كلمة “إسرائيل” مفردة. وفيما يلي بعض الآيات القرآنية التي ذكرت فيها:
- آية 93 في آل عمران: “كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ۗ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ”.
سبب نزول الآية: تحدي بني اسرائيل في القرآن للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بإثبات صحة رسالته، حيث أشاروا إلى تحريم بعض الأطعمة على أنفسهم.
- آية 12 في المائدة: “وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ۖ “.
سبب نزول الآية: تذكير بالعهد الذي أخذه الله مع بني إسرائيل وبعثه لهم اثني عشر نقيبًا.
- آية 32 في المائدة: “مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ”.
سبب نزول الآية: تشديد عقوبة القتل لبني اسرائيل في القرآن وتحثهم على العدل والاعتدال في الأرض.
- آية 70 في المائدة: لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا ۖ كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ.
سبب نزول الآية: ذكر عهد الله مع بني إسرائيل ورسله ومعاناته مع العصاة منهم.
- آية 72 في المائدة: “لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ”.
سبب نزول الآية: توضيح الكفر للذين ادعوا أن المسيح هو الله أو ابن الله.
- آية 78 في المائدة:”لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ”
سبب نزول الآية: لعنة الله على الذين كفروا من بني إسرائيل بسبب عصيانهم.
- آية 110 في المائدة: “الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ”.
سبب نزول الآية: إظهار قدرة الله على إحياء الموتى وذكر أن بني إسرائيل أُعفوا عنهم بعد قدوم موسى بالآيات البينات.
- آية 105 في الأعراف: “حَقِيقٌ عَلَىٰ أَن لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ”.
سبب نزول الآية: دعوة موسى للتحدث بالحق وإرسال معهم بني إسرائيل.
- آية 93 في يونس: “وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّىٰ جَاءَهُمُ الْعِلْمُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ”.
سبب نزول الآية: تذكير بتجاوز بني إسرائيل للبحر وموقفهم من العبادات الصحيحة.
و بالإضافة إلى ذكر كلمة ” بني اسرائيل” في القرآن الكريم، فقد جاء أيضًا ذكر شخصيات بارزة منهم في القرآن، وفيما يلي بعض سنسرد قصص من هذه الشخصيات.
الشخصيات البارزة في بني اسرائيل في القرآن
هناك عدة شخصيات كان لها تأثير على بني اسرائيل في القرآن جاء ذكرهم في بعض الآيات وذلك لأخذ العظة، ومنها:
-
السامري:
هو شخصية ذكرت من بني اسرائيل في القرآن الكريم، وتحديدًا في سورة طه الآيات (97 إلى 83)، وفي سياق القصة قام السامري بصنع تمثال لعجل من الذهب والحلي والمجوهرات التي جمعها من بني إسرائيل، والذي عبده بني اسرائيل أثناء غياب نبيهم موسى عليه السلام.
قصة السامري تظهر كتحذير من عبادة الأصنام والابتعاد عن توجيهات الله، وكذلك كتنبيه حول خطورة الشرك والتمثيل بالله.
قال تعالى: ” يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا”.
-
الخضر:
هو شخصية ذُكرت من بني اسرائيل في القرآن الكريم في سورة الكهف الآيات (من 56 إلى 82)، في قصة لقائه مع النبي موسى عليه السلام. يُشار إليه بـ”الخضر” بسبب لون ثيابه، ولكن هو يظهر كشخصية معنوية تحمل حكمة خاصة وقدرة من الله.
تم ذكر الخضر في قصة موسى عليه السلام عندما سافر موسى مع فتى من أتباعه ليتعلم من الخضر الحكمة التي وهبها الله له. الخضر قام بأفعال غريبة وغير متوقعة، مثل إصلاح سفينة صيادين دون أخذ أجر، وقتل صبياً بدون سبب ظاهر. في كل مرة، تفاجأ موسى ويسأل الخضر عن سبب أفعاله، ويتعلم موسى منه دروسًا في الصبر والتواضع والإيمان.
تُظهر قصة اللقاء بين موسى والخضر في القرآن لتبين أن حكم الله لا يحتاج دائمًا إلى فهمنا البشري الضيق، وقد يكون هناك حكمة خفية تفوق فهمنا الحالي.
قال تعالى:”فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا ۞ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا (76) فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا (82) وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا”.
الرسل والمسيح في القرآن ودورهم في توجيه بني إسرائيل
لقد جاء ذكر رسل بني اسرائيل في القرآن من يعقوب عليه السلام وحتى المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، وهم بالترتيب التالي:
يعقوب عليه السلام:
وقد سمّي بِـ “إسرائيل”، وكلّفه الله بدعوة قومه إلى الإيمان بالله -عز وجل.
يوسف عليه السلام:
من أنبياء بني اسرائيل في القرآن الكريم كما جاء ذكرها لنا، وهو ابن يعقوب -عليه السلام، وكان من صفاته الكرم؛ كرم الخلق.
أيوب عليه السلام:
نبي الله بعث إلى بني إسرائيل، ويرجع نسبه إلى إسحاق، وجاء ذكره في القرآن مختصرا، فابتلاه الله بالضر في جسده لعدة أعوام فصبر ورضي واحتسبه لله عز وجل، ثم منَّ الله عليه بالشفاء.
ذو الكِفل عليه السلام:
قيل إنه نبي من أنبياء الله ذكر كأحد انبياء بني اسرائيل في القرآن، وهو ابن أيوب -عليه السلام، وقيل إنّه سمّي بذلك لأنه كان يتكفّل بحاجات الناس.
يونس عليه السلام:
بعثه الله إلى الأشوريين في “نينوى” في العراق، ودعا قومه إلى توحيد الله، ولكنّهم أصروا على الكفر والضلال، وكان قد أنذرهم بعذاب الله من قبل.
موسى عليه السلام:
هو موسى بن عمران، ويصل نسبه إلى إسحاق عليه السلام، وهو كليم الله، وقد بدأت دعوته إلى توحيد الله في فرعون وقومه، وأيّده الله عز وجل بمعجزاتٍ كثيرة، أبرزها اليد البيضاء التي تخرج من غير سوء، والعصا التي تحوّلت إلى حيةٍ تسعى، وقد نجّاه الله مع قومه من بني إسرائيل من فرعون.
هارون عليه السلام:
هارون عليه السلام فهو أخ موسى عليهم السلام، وقد كلّفه الله بالنبوة مع أخيه موسى عليه السلام.
إلياس عليه السلام:
دعا قومه إلى توحيد الله عز وجل، ولكنّهم كفروا، فهرب من قومه إلى كهفٍ عشرين ليلة.
اليسع عليه السلام:
ولمّا تُوفّي إلياس -عليه السلام- خَلَفه اليسع في قومه يدعوهم إلى توحيد الله عز وجل.
داود عليه السلام:
أكرم الله سيدنا داود بالنبوة والمُلك في بني إسرائيل، وأنزل عليه الزبور، وأيّده الله بكثير من المعجزات.
سليمان عليه السلام:
هو ابن سيدنا داود عليهما السلام، وقد ورث النّبوة والمُلك معاً في بني إسرائيل، وأيّده الله بالمعجزات؛ كتسخير الريح، والجنّ، وعلّمه منطق الطير.
زكريا عليه السلام:
هو نبيٌّ من أنبياء الله، ويُقال إن بني إسرائيل قتلوه في الشجرة.
يحيى عليه السلام:
هو ابن سيدنا زكريا، ويقال أيضا إن بني إسرائيل قتلوه بقطع رأسه.
عيسى عليه السلام:
هو آخر أنبياء بني اسرائيل في القرآن كما جاءت لنا وأمه مريم العذراء، وقد أيّده الله عز وجل بالمعجزات.
ومن معجزاته: إحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص، وقد حاول بني إسرائيل قتله لكن الله تعالى شَبّه لهم شاباً على شكل عيسى فصلبوه، أما سيدنا عيسى فقد رفعه الله تعالى إليه.
عقاب بني اسرائيل في القرآن
لقد جاءت العديد من الآيات الكريمة عن عقاب بني اسرائيل في القرآن الكريم وذلك لعدة أسباب، ولقد كان هذا العقاب لعدة أقوام منهم وليس جميعهم وفيما يلي نذكر إليكم أسباب عقاب الله تعالى لهم وأنواع العقاب الذي أنزله بهم:
أولًا: الذلة والمسكنة
عقوبة الله تعالى لهم على ذلك كما ذكرت عن بني اسرائيل في القرآن الكريم أن كتب عليه الذلة والمسكنة وأحاط بهم الشقاء في الدنيا والآخرة، ولقد جاء عقاب بني اسرائيل في القرآن؛ ليحذرنا الله تعالى من الوقوع في الفتن والشرك بالله.
قال تعالى: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} آل عمران: 112.
ثانيًا: التيه في الصحراء
كتب الله عليهم التيه في صحراء سيناء أربعين سنة،وحرم عليهم الأرض المقدسة وذلك لأنهم عندما فرض الله عليهم الجهاد ودخول الأرض المقدسة بعد خروجهم من مصر وإنقاذ الله تعالى لهم من بطش فرعون ،رفضوا أمر الله تعالى فأنزل أمره بأن يتيهوا في الأرض.
قال تعالى: {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ* قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ*قالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}.المائدة:22.
وعندما انقطعت بهم السبل ولم يعد لديهم سوى رحمة الله بعباده تاب الله عليهم، قال تعالى: {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾{سورة البقرة:57.
ثالثًا: مسخهم قردة
وهي قصة أصحاب السبت والتي جاء ذكرها في سورة البقرة والأعراف والنساء، وهم مجموعة من بني إسرائيل عاشوا في قرية على البحر، وقد عصوا أمر ربهم بعدم الصيد يوم السبت.
قال تعالى: {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} الأعراف:163.
وكان اليهود لا يعملون يوم السبت ويتفرغون فيه للعبادة، فقد حرم الله عليهم الصيد يوم السبت فكان هذا اليوم للعبادة والتقرب إلى الله وكان الله سبحانه وتعالى يختبر مدى صبرهم، ولكنهم عصوا أمر ربهم فمسخهم الله إلى قردة خاسئين جزاء لما فعلوه.
قال تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} البقرة:65.
رابعًأ: مسخهم خنازير
وقد جاء ذكر هذا العقاب في سورة المائدة عن قصص بني اسرائيل في القرآن والتي ذكرت بهذا الاسم بسبب المائدة التي أنزلها الله تعالى من السماء لنبي الله عيسى، فقد طلب عيسى عليه السلام من ربه سبحانه أن ينزل على أنصاره رزقاً من السماء، يكون يوم نزولها عيدًا يحتفلون به، ويبتهجون، ويتقربون به إلى الله سبحانه وتعالى على ما رزقهم من الطيبات.
قال تعالى: {قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين} المائدة:114.
فأخبرهم الله عز وجل أنه منزل هذه المائدة عليهم؛ إجابة لدعاء رسوله عيسى عليه السلام، وأخبرهم أن من يكفر بعد نزولها، فإنه سوف يعذبه عذابًا لم يعذبه لأحدًأ من العالمين.
قال تعالى: {قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين}.
ولكنهم كفروا بمائدة عيسى عليه السلام بعد أن رأوا معجزة الله في إنزالها لهم، فمسخهم الله لخنازير.
صفات بني اسرائيل في القرآن
إن بني اسرائيل في القرآن الكريم انقسموا إلى صنفان:
-
الأول:
كانوا مخلصين لله تعالى ويطيعون أمره.
-
الثاني:
وهم الأغلبية فيهم صفات مذمومة، وهي:
- العداوة والبغض لأهل الإيمان.
- اشتهارهم بقتل الأنبياء والرسل.
- تحريف كلام الله -تعالى- في التوراة.
- رغبتهم في نشر الفتنة في الأرض.
- حسدهم وبُغضهم وعدم حبهم الخير للمؤمنين.
- اشتهارهم بنقض العهود والمواثيق.
آيات بني إسرائيل التسع
قال تعالى:“وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ “، وهي آيات تُبَين لمن رآها أنها حجج لنبي الله موسى عليه السلام لتكون شاهدة على صدقه وحقيقة نبوّته، وقد اختلف أهل التأويل في هذه الآيات فقد قيل أنها:
- أولًا: (يد موسى، وعصاه، والطوفان، والجراد ، والقمل، والضفادع، والدم والسنين، ونقص من الثمرات).
- ثانيًا: (يده، وعصاه، ولسانه، والبحر، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم آيات مفصلات).
- ثالثًا: (إلقاء العصا مرّتين عند فرعون، ونـزع يده، والعقدة التي كانت بلسانه، وخمس آيات في الأعراف: الطوفان ، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم).
- رابعًا: (الطوفان والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والبحر، وعصاه، والطمسة، والحجر).
- خامسًا قيل أن التسع آيات هي: (ولا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَلا تَسْرِقُوا ، وَلا تَزْنُوا ، وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ، وَلا تَمْشُوا بِبَرِيءٍ إِلَى ذِي سُلْطَانٍ لِيَقْتُلَهُ ، وَلا تَسْحَرُوا ، وَلا تَأْكُلُوا الرِّبَا ، وَلا تَقْذِفُوا مُحْصَنَةً ، وَلا تَوَلَّوا يَوْمَ الزَّحْفِ، وأنْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ ).
آيات بني إسرائيل في سورة البقرة
إن سورة البقرة تُعد من أكثر السور القرآنية التي جاء بها ذكر بني اسرائيل في القرآن، وإليك الآيات الكريمة التي ذكر فيها لفظ “بني إسرائيل”، قال تعالى:
- يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ” (البقرة 40).
- “يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ” (البقرة 47).
- “وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ” (البقرة 83).
- “يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ” (البقرة 122).
- “سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ ۗ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ” (البقرة 211).
- “… تَرَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا …” (البقرة 246).
- “وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ” (البقرة 78).
- “كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ…” (البقرة 213).
- “وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ” (البقرة 118).
- “إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ” (البقرة 119).
الأسئلة:
-
ما هي السورة التي جاء بها ذِكر بني اسرائيل في القرآن الكريم؟
السورة التي جاء بها ذكر بني اسرائيل في القرآن الكريم هي سورة البقرة.
-
كم مرة ذكرت كلمة بني اسرائيل في القرآن الكريم؟
ذكرت 43 مرة، منها 41 آية مضافة إلى كلمة بني أى “بني إسرائيل”، وفى 3 آيات جاءت كلمة “إسرائيل” مفردة.
-
هل ذكر الله بني اسرائيل في القران؟
نعم، ذكر الله بني إسرائيل في القرآن الكريم.
-
كيف ذكر بني اسرائيل في القران؟
ذُكر بني اسرائيل في القرآن بصفة تاريخية وشرعية، مشيرًا إلى أحداث وقصص تتعلق بتلك الأمة.
-
لماذا ذكر الله بني اسرائيل في القرآن كثيرًأ
ذُكرت بني اسرائيل في القرآن لإبراز دروسٍ تعليمية وتحذيرات من المعاصي وللتأكيد على الرحمة والهداية.
-
هل بني اسرائيل في القرآن كانوا مسلمين؟
نعم، بني اسرائيل في القرآن كما جاءت قصصهم هم أبناء نبي الله يعقوب كانوا في الأساس مسلمين لله أحنافًا.