يجب الاعتماد على طرق إيجابية وفعالة ووضع خطط واستراتيجيات من أجل تربية الأطفال تربية سليمة، وتتعدد أساليب وطرق التربية السوية للطفل، كما تختلف باختلاف الفئات العمرية للأطفال والبيئة المحيطة بهم، وتتطور أيضاً أساليب التربية مع الوقت وتتفرع إلى أساليب عدة مختلفة.
اقرأ أيضاً كيفية تربية الأطفال الرضع حتى عمر سنتين بطريقة صحيحة
نصائح في تربية الأطفال
يجب على الآباء والأمهات ضرورة البحث والتقصي لتعلم أساليب التربية السليمة والسوية للأطفال، فعملية تربية الأطفال ليست بسهلة، حيث تتطلب مسؤولية ووعي وإدراك كامل بالتفاصيل المتعلقة تربية الأطفال.
تتعدد وتتنوع النصائح المخصصة حول طريقة التعامل الصحيح للآباء والأمهات مع أطفالهم، عن طريق تقديم المناصرة وإعطاء الحب الذي يحتاج إليه الطفل، وتهيئة الطفل لاعتماده على نفسه ودعم ثقته بذاته، ومن أهم النصائح في تربية الأطفال، ما يلي
1- التحفيز
لابد من تشجيع وتحفيز الطفل حتى ولو على أبسط الأشياء، فالاعتماد على طريقة النقد طوال الوقت حتى لو كان نقد بناءً، يهدم من ثقة الطفل بنفسه ويشكل عائقاً كبيراً على كاهله.
ينصح بضرورة تقديم الإعجاب والإبهار للطفل خاصة في مراحل دراسته الأولى، أو عند قيامه بسلوك أو نشاط مهاري معين، حيث تزيد هذه الطريقة من ثقته وإعجابه بنفسه، مما يضعه على الطريق الصحيح.
2- الاستماع إلى الطفل والإنصات له
يجب على أولياء الأمور الإنصات وإعطاء الوقت الكافي للاستماع إلى الطفل في أهم وأدق تفاصيله، وإيلاء الاهتمام الكبير حتى لأبسط الأشياء التي تخص الطفل، وتمكن هذه الطريقة الطفل من التعرف على طموحاته وأحلامه منذ الصغر، وتمهده لتحقيق آماله.
حث الطفل وتشجيعه على التفاعل والمشاركة مع الآخرين، مما يمكنه من التعامل ومواجهة المشاكل والأزمات التي قد يتعرض لها الطفل في حياته.
3- القدوة الحسنة
يقلد الطفل الأب والأم في معظم تصرفاتهم، لذا يلزم على كل أب وأم أن يقدمون قدوة حسنة وجيدة للأبناء.
يجب على أولياء الأمور الاحتياط واتخاذ التدابير الاحتياطية قبل البدء في اتخاذ أي فعل أو سلوك أمام الأطفال، ولابد من الابتعاد عن التصرفات غير المقبولة التي من الممكن أن يقلدها الطفل فيما بعد.
4- تحقيق التوازن النفسي والعاطفي للطفل
يحقق التوازن النفسي والعاطفي للطفل عن طريق تقديم الحب الكافي له، مما يمكن الطفل من حب ذاته وتعزيز ثقته بنفسه بشعور الأمان والدفء الأسري.
تشجيع الطفل نحو المشاركة والتفاعل مع الآخرين وتقبلهم، وتحسين نقاط ضعفه ودعم نقاط قوته الكامنة فيه.
يجب إظهار الحب والمشاعر والأحاسيس الإيجابية بالقول والفعل، لتمكين الطفل من الانطلاق نحو المستقبل.
5- مشاركة أولياء الأمور مع الأطفال
يجب على أولياء الأمور تشجيع الأطفال على القيام بالأنشطة السليمة عن طريق مشاركتهم هذه الأنشطة والهوايات المتعددة، وابتداع قنوات مشاركة مختلفة مع الطفل.
لا يقتصر دور الأب والأم على توجيه النصح والإرشاد فقط مع الأطفال، لكن يجب التفاعل والتشارك معهم في كافة أمور حياتهم المختلفة، مما يمكن الطفل من مواصلة حياته بشكل طبيعي وسليم ومشاركة الآخرين والتفاعل معهم.
6- تعزيز ثقة الطفل بنفسه
تعزز ثقة الطفل بنفسه عن طريق احترامه وإظهار الحب والمودة له في التصرفات والأقوال، كما يجب مراعاة الاختلافات والفروق الفردية الموجودة بين كل طفل والآخر مع مراعاة اختلاف التفاوت العمري بينهم.
العمل على تعزيز نقاط القوة الموجودة عند الطفل والعمل على تحسين نقاط الضعف التي تأزمه، وتهيئة الجو الملائم لكل طفل للقيام بهوايته المفضلة.
7- اللين في التعامل
يجب الابتعاد عن القسوة والضرب في التعامل مع الأطفال، وعقاب الطفل بطرق تهذيبية أخرى غير الضرب، مثل: اللجوء إلى السلوك التقويمي وسلوك الردع السليم والصحيح.
الاعتماد على طريقة المنع والعطاء في العقاب والثواب، لتجنب معاملة الطفل معاملة قاسية أو الضرب، أي منعه من اللعب أو التنزه إذا قام بسلوك غير صحيح بدلاً من ضربه.
8- ثقافة الاعتذار
اللجوء إلى الاعتذار لتقويم سلوك الطفل إذا قام بأفعال خاطئة من الأشياء المهمة المتبعة في تربية الطفل تربية سوية وسليمة.
عادة ما يقلد الطفل والديه، لذا يجب على أولياء الأمور اتباع أساليب الاعتذار والاعتراف بالأخطاء، حتى يتخذه الطفل كمنهج متبع يسير على خطاه.
تربية الأطفال تربية صحيحة
يجب اتباع مجموعة من السلوكيات والخطوات التي تساعد على تقويم الطفل وتربيته بشكل صحيح وصحي، والابتعاد عن الممارسات السلبية، وتتمثل هذه الخطوات في:
1- تطوير مفهوم أخلاقيات العمل لدى الطفل
يتم تطوير مفهوم أخلاقيات العمل لدى الطفل عن طريق اتباع نظام المكافآت والحوافز وتشجيعه للقيام بالأعمال على أتم وجه.
التحفيز الإيجابي للطفل عن طريق منعه من الإهدار والإفساد وتعزيز السلوك الإيجابي وتقويته للطفل.
2- اتباع القواعد العقلية
التربية الجيدة للأطفال عن طريق تعليم الأطفال الصدق والشفافية في أفعالهم وأقوالهم، وتقديم العطاء والمنح لهم لكن عن بحدود وضوابط معينة.
3- اتباع القواعد اليومية
يجب اتباع الطفل لروتين يومي سواء كان روتين صحي أو روتين نشاطي، بالاعتماد على الذات والتقدير والمحافظة على الضوابط والحدود.
توجيه الطفل دائماً نحو اتباع العادات والتقاليد الصحيحة والسليمة، والاحتفاء بهم عند تحقيق ذلك وترسيخ مفهوم الإنجاز في عقليتهم.
4- اتباع قواعد الانضباط
اتباع قواعد ضبط وتوجيه الطفل والاعتماد على أسلوب الثواب والعقاب بالمنح والحرمان بدلاً من أسلوب القسوة والتوبيخ والذي قد يصل إلى حد الضرب.
تقويم الطفل عن طريق ردع سلوكه الخطأ والتركيز على مشكلة الطفل وليس على الطفل شخصه.
إعطاء الحرية للطفل في جانب الإعراب عن أحاسيس ومشاعر الحب والفرح أو حتى الغضب، وما إلى ذلك، حيث يحتاج الطفل إلى البوح والتعبير عن هذه المشاعر وعدم كبتها.
تربية الأطفال تربية سليمة
أصبحت تربية الأطفال تربية سليمة من المهام الصعبة والمتعبة، خاصة مع الحداثة التي يعيشها العصر الحالي من انحطاط أخلاقي وثقافي ومخالفة للأمور الدينية ووازع العادات والتقاليد.
لابد من تعلم الطفل التعامل بنظرة إيجابية مع الأمور والأشخاص، للمساهمة في بناء شخصيته وتكوينها، وتحقيق السلام النفسي في مواجهة أزمات، ضغوطات ومشاكل الحياة.
إعطاء الطفل الحرية الكاملة وإطلاق العنان له للتعبير عن آراءه وتصرفاته بشكل منظم، وعدم كبت حرياته، وجعله أكثر انفتاحاً على الحياة والاعتماد على الذات بصورة كاملة في تحقيق الرغبات والأهداف.
المحافظة على الاستقرار النفسي والاستقرار في جو الأسرة والدفء العائلي، لتمكن الطفل من التعامل مع البيئة المحيطة بدون اضطرابات أو ضغوطات.
احترام مساحة الطفل وتعلمه على احترام مساحة الآخرين، يهيئ الطفل للتعامل بصحة نفسية جيدة مع الأمور الأخرى التي تواجه في حياته وفي حياة الآخرين.
منهج الرسول في تربية الأطفال
حث الرسول “صلى الله عليه وسلم” وشدد على تربية الأطفال بشكل سليم عن طريق منهج واضح وجليل، فالأزمة التي تعيشها الأمة هي أزمة التربية، فالتربية هي الحصن المنيع الذي يمكن الأمة من نصرة الإسلام على الأعداء ومواجهة الأمم.
دعا الرسول الكريم “صلى الله عليه وسلم” الصحابة والأتباع والمسلمين جميعاً على إتباع السنن النبوية في تربية الأطفال، فالرسول خير معلم ودليل، وأكد على ذلك في الحديث النبوي الشريف: “إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ مِثْلُ الْوَالِدِ أُعَلِّمُكُمْ” (صحيح النسائي).
تربية الأبناء على الفقه وكبير المعاني وصحيح الاعتقاد، وقد تعجب الكثير من نبوغ عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، عندما كان غلاماً فقهياً وبحراً من العلم، يجلس بجانب الشيوخ والعلماء ويشاركهم أمور الدين والدنيا والتدبر، فالعبرة تكمن في تربية الطفل وبناء شخصيته على النهج الصحيح والاعتماد على كبير المعاني والمواقف، لكي يتعلق قلبه بالأمور الأخلاقية والخلقية والورع والتقى في الدين والدنيا.
أكد النبي “صلى الله عليه وسلم” على ضرورة تربية الطفل تربية سليمة وصحية، عن طريق تهيئة البيئة النفسية السليمة له، حث الرسول الكريم على ضرورة تعلم الطفل لمعاني الحديث وصحيح العقيدة ولكنه أكد أيضاً على ضرورة الموازنة بين تعلم ذلك وبين تلبية رغبة الطفل من اللعب واللهو، وخير مثال على ذلك ما جاءت به قصة أنس بن مالك رضى الله عنه، قَالَ أَنَسٌ: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا، فَأَرْسَلَنِي يَوْمًا لِحَاجَةٍ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَا أَذْهَبُ وَفِي نَفْسِي أَنْ أَذْهَبَ، لِمَا أَمَرَنِي بِهِ نَبِيُّ اللَّهِ، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَمُرَّ عَلَى صِبْيَانٍ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي السُّوقِ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ قَدْ قَبَضَ بِقَفَايَ مِنْ وَرَائِي، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقَالَ: «يَا أُنَيْسُ، أَذَهَبْتَ حَيْثُ أَمَرْتُكَ؟»، قُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا أَذْهَبُ يَا رَسُولَ اللَّهِ”. قَالَ أَنَسٌ: “وَاللَّهِ لَقَدْ خَدَمْتُهُ تِسْعَ سِنِينَ، مَا عَلِمْتُهُ قَالَ لِشَيْءٍ صَنَعْتُهُ، لِمَ فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا، أَوْ لِشَيْءٍ تَرَكْتُهُ، هَلَّا فَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا” (صحيح مسلم).
يعتبر هذا الحديث من الأحاديث الجليلة لتربية الأطفال، فعندما طلب الرسول “صلى الله عليه وسلم” من أنس بن مالك بأن يذهب ليقضي له أمراً، وعندما أنصرف أنس وجد أطفالاً وصبياناً يلعبون فأخذ يشاهدهم ويشاركه، وعندما أمسك به النبي “صلى الله عليه وسلم” من ثيابه ورقبته وأخذ يضحك، ويأتي رد فعل النبي الكريم سليماً وصحياً، فلم يوبخه أو يغضب عليه، بل رعى حاجة الطفل في اللعب والتي لا يجب حرمانه منها أو عقابه عليها.
يجب أن تقوم تربية الطفل على عماد الدين، ونصحه بأخذ كل الأمور في نصابها الطبيعي من ناحية الحلال والحرام، وتربيتهم على الأخلاق الحميدة، حيث تقوم السنة النبوية على الدعوة إلى تربية الأطفال على حفظ أسرار البيوت والأسر، كما جاء في الحديث الشريف الذي تعلمه أنس بن مالك رضي الله عنه: “أنس رضي الله عنه، كما في الصحيحين وغيرهما، قَالَ: “انْتَهَى إِلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا فِي غِلْمَانٍ، فَسَلَّمَ عَلَيْنَا، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدَيَّ، فَأَرْسَلَنِي بِرِسَالَةٍ، وَقَعَدَ فِي ظِلِّ جِدَارٍ أَوْ فِي جِدَارٍ حَتَّى رَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا أَتَيْتُ أُمَّ سُلَيْمٍ، قَالَتْ: “مَا حَبَسَكَ؟” قَالَ: قُلْتُ: أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِرِسَالَةٍ، قَالَتْ: “وَمَا هِيَ؟” قُلْتُ: إِنَّهَا سِرٌّ، قَالَتْ: “احْفَظْ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ”، فَمَا أَخْبَرْتُ بِهِ بَعْدُ أَحَدًا قَطُّ” (صحيح مسلم).
يدعو هذا الحديث الجليل في التأكيد على محاسن الأخلاق والاعتماد عليها في تربية الأطفال تربية صحيحة وسليمة وفقاً للنهج النبوي المتبع، وتوجيه الأطفال دائماً نحو الحلال والابتعاد عن الحرام وما يشابهه.
أمر الرسول “صلى الله عليه وسلم” على ضرورة تعلم الطفل الرحمة وأن تمارس السلوكيات والتصرفات معه بشكل رحيم، فالتربية والتوجيه لا تصح ولا تصلح إلا بالرحمة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: “قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا، فَقَالَ الْأَقْرَعُ: “إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا”، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ: «مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ»” (صحيح البخاري).
كان الرسول الكريم يتبع أسلوب الرحمة واللين مع الأطفال، فكان يجلس معهم ويشاركهم اللعب والاهتمامات، كما خفف الصلاة في مرة من أجل بكاء طفل، حتى لا يصعب الأمر على أمه، وحمل أمامة أبنة زينب بنت رسول الله “صلى الله عليه وسلم” أثناء صلاته.
برامج تربية الأطفال
تعتبر عملية التربية الصحيحة والسليمة من أهم الطرق التي يجب أن يعتمد عليها أولياء الأمور في تربية وتنشئة أطفالهم، ولعل من أهم إيجابيات التطور التكنولوجي الحديث توفير البرامج والتطبيقات التي تساعد وتساهم بقدر كبير في وضع آليات للتربية الإيجابية، ومن بين هذه التطبيقات:
1- تطبيق "طفلك من 2 لـ 10"
يقدم هذا التطبيق محتوى مميز عن طريق دليل إرشادي لمراحل الطفل العمرية من سن سنتين حتى عشر سنوات، وهي المراحل التي تنمو وتتكون فيها شخصية الطفل وتعرضه للعديد من التغييرات النفسية والسلوكية.
يشرح هذا التطبيق التكوين العقلي والجسدي للطفل، كما يتعرض لعدد من المشكلات والعراقيل التي تواجه الآباء والأمهات في تربية الأطفال في هذه المراحل، ويساهم في تقديم النصائح والإرشادات لهم بطريقة سهلة وميسرة.
2- تطبيق Safe Lagoon
يقدم هذا التطبيق ميزة الحماية والرقابة الأبوية للأطفال خلال تواجدهم على العالم الافتراضي، حيث يحمي طفله من القرصنة والبلطجة الإلكترونية، وخاصة الأطفال في سن المراهقة، كما يساعد على التحكم في الوقت الذي يقضيه الأطفال على الأجهزة الإلكترونية.
3- تطبيق مدرسة المرح
يعتبر هذا التطبيق من أفضل التطبيقات التعليمية للأطفال، وخاصة الأطفال من سن 3لــ 6 سنوات، عن طريق تعلم الوحدات بشكل ترتيبي ومنظم، بجانب ممارسة كافة الأنشطة والعناصر التعليمية المتوافرة الأخرى، وتعلم المواد التعليمية الأساسية للأطفال، مثل: “الرياضيات، اللغة العربية”.
نصائح في تربية الأطفال
تواجه تربية الأطفال صعوبات عدة في العصر الحالي الذي نعيشه في ظل العولمة والانفتاح الإلكتروني وعصر المعلوماتية وثورة الاتصالات.
يجب على الآباء والأمهات اتباع الطرق الجيدة والمبتكرة في تربية الأبناء، واتخاذ أفضل القرارات التي تمكنهم من تربية وتنشئة الأطفال بشكل صحي وسليم، عن طريق اتباع برامج معينة في تربية الطفل ويتم ذلك على النحو التالي:
1- توفير فرص الحركة للطفل
يصعب على معظم الأطفال البقاء بدون حركة لأطول فترة ممكنة، خاصة أثناء فترة تلقي الدروس والشروح، لذا يجب على أولياء الأمور والمعلمين بشكل خاص أن يجعلوا الحركة جزءاً من ضمن الحصة الدراسية، تجنباً لتعرض الطفل للملل.
2- انشغال الأطفال بالألعاب والأدوات الصغيرة
تفيد هذه الطريقة الأطفال، خاصة الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة، حيث تشبع رغبتهم في تحريك أصابعهم وأجسامهم من خلال انشغالهم بالألعاب، ويلهيهم عن الجلوس لساعات أطول أمام شاشات التلفاز.
3- مشاركة الطفل في إعداد الخطط اليومية
تدريب الطفل للاعتماد على برامج التخطيط والتنظيم لتنفيذ المواضيع المطلوبة من الدروس والواجبات، وتدريبه على تقبل الفشل وعدم الخوف منه، حيث يخاف عدد كبير من الأطفال من الإقبال على فعل شيء، تجنباً للفشل.
تزيد المعلمين للطلاب بجداول بصرية للتخطيط للأعمال اليومية، وتختلف باختلاف الفئات العمرية والفروق الفردية للطفل، حيث يعتمد على الصور والفيديوهات في المراحل العمرية الأولى للطفل، ثم الاعتماد على الكتابة والأشكال الأخرى للفئات العمرية الأكبر.
أحاديث نبوية صحيحة عن تربية الأطفال
حرص النبي “صلى الله عليه وسلم” على جعل تربية الأطفال تربية صحيحة وسليمة ضمن النهج المتبع في بناء المجتمع الإسلامي، وجاءت الأحاديث النبوية الشريفة مؤكدة على ذلك وفقاً لمعايير وضوابط مجتمعية سليمة، حيث:
1- روى الإمام أحمد في مسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مسلم تدركه ابنتاه فيحسن صحبتهما إلا أدخلتاه الجنة).
يتطرق هذا الحديث النبوي الشريف إلى حسن تربية البنات ورفقتهم، فالبنت هي من تدخل أبيها إلى الجنة، إذا أحسن معاملتها وأكرمها، فجاء الإسلام ليقضي على وأد البنات في الجاهلية.
2- وفي صحيح البخاري ومسلم من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اتقوا الله و اعدلوا بين أولادكم).
يدعو هذا الحديث النبوي الشريف إلى ضرورة العدل بين الأبناء، لتنشئتهم بشكل سليم وصحيح وإيجابي بعيداً عن المشاحنات والاضطرابات النفسية الناجمة عن التفرقة بين الأطفال منذ الصغر.
3- كان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما رديف النبي صلى الله عليه وسلم يوما على دابة وهو غلام, فخصه بدرس يعده أهل العلم من أمهات العقيدة الإسلامية : (يا غلام, إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك, احفظ الله تجده تجاهك.وإذا سألت فاسأل الله, وإذا استعنت فاستعن بالله. واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك, وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك. رُفعت الأقلام وجفت الصحف) رواه الترمذي.
يعتمد هذا الحديث النبوي على أبعاد تربوية عديدة، حيث يبرز جوانب تفقه الدين منذ الصغر ومساهمة ذلك في تنشئة الأطفال بشكل سليم وصحي، والعمل على إدماج الطفل بالمنظومة المجتمعية عن طريق تأهيله دينياً ونفسياً بشكل سليم.
كتب تربية الأطفال pdf
تتوافر الكتب الورقية والإلكترونية التي تساهم في نشر الفكر الإيجابي للاتجاه نحو التربية الصحيحة للأطفال، ومن أبرز هذه الكتب:
1- كتاب تنشئة الطفل وسبل الوالدين في معاملته ومواجهة مشكلاته
يركز هذا الكتاب في محتواه على التنشئة الاجتماعية للطفل، ويتطرق إلى الحيثيات والتغييرات التي تتم خلف عمليات التنشئة، والمراحل المعتمدة خلال عملية التنشئة الاجتماعية والأخلاقية للطفل.
شرح كتاب تنشئة الطفل وسبل الوالدين في معاملته ومواجهة مشكلاته
يعتمد الكتاب في شرحه على إبراز بنية المدرسة الاجتماعية ودورها الفعال في التنشئة الاجتماعية والأخلاقية للطفل، والأساليب والأدوات المتبعة للتنشئة في المدرسة، والتركيز على نمط وشكل العلاقة بين التلميذ والمعلم في المدرسة، بالإضافة إلى دور المدرسة والأصدقاء المرافقة في تكوين شخصية الطفل.
نبذة عن كتاب تنشئة الطفل وسبل الوالدين في معاملته ومواجهة مشكلاته
يعود تأليف هذا الكتاب إلى كل من زكريا الشربيني ويسري صادق، وتم إصداره لأول مرة عام 2000م. ولعل ما يميزه تبنيه للتنشئة الاجتماعية والنفسية للطفل في مراحل رياض الأطفال وما قبل المدرسة.
2- كتاب سيكولوجية الطفل (علم نفس الطفولة)
تقوم فكرة هذا الكتاب على التركيز على نمو الطفل الجسمي والنمو في الحركة وأيضاً النمو العقلي، ونمو الوظائف الفسيولوجية له، حيث تتحدد سلوكيات الطفل وفقاً إلى: طبيعة تكوينه وطريقة نموه.
شرح كتاب سيكولوجية الطفل (علم نفس الطفولة)
يدرس الكتاب التطور النفسي للطفل في مرحلة الطفولة المبكرة، ومن ثم التطرق لنموه العقلي والسلوكيات الإدراكية والدوافع الخاصة بالطفل، ومعرفة ردود أفعاله تجاه البيئة المحيطة به، وإبراز الحقوق التربوية للطفل.
نبذة عن كتاب سيكولوجية الطفل (علم نفس الطفولة)
يرجع تأليف هذا الكتاب إلى أستاذ علم النفس الإكلينيكي “ألفت حقي”، والذي تركز فيه بشكل أساسي على الكيفية التي يمكن من خلالها مساعدة الطفل في التخلص من الاضطرابات النفسية التي تؤرقه.
في الختام نصل إلى أن عملية تربية الأطفال من العمليات الصعبة والتي تتطلب جهداً كبيراً، خاصة في ظل تغيرات العصر والتحول الرقمي الذي نشهده، كما تتطور أساليب التربية وتتمايز باختلاف الفئة العمرية والفروق الفردية بين الأطفال.