عناد الزوجة رمز قوتها أم دليل ضعفها سؤال نطرحه ونجيب عليه في مقالتنا فهناك بعض الزوجات تقوم بالتصميم على رأيها، وتقف أمام زوجها بالند، وقد برزت هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ جداً، وأصبحت شكوى يعاني منها بعض الرجال، باحثين عن أسبابها، وكيف يمكنهم النجاح في تخلي زوجاتهم عن هذا العناد.
في الحقيقة، أشارت العديد من الإحصائيات أن عناد الزوجة هو صفة يشترك فيها كلٌ من الرجل والمرأة، لكن أقرت تلك الإحصائيات أن العناد يكون أكثر وضوحاً في سلوكيات المرأة؛ وذلك لأنها كائن ضعيف لا يستطيع أن يواجه الصراعات القاسية، فتلجأ بطبيعتها إلى الرفض السلبي والذي يظهر في صفة يُطلق عليها العناد.
وفي غالب الأحيان، تلجأ المرأة لتلك الصفة عند رفضها لشيء ما لا يناسبها، أو لم يعجبها.
وبشكلٍ عام فإن بروز هذه الظاهرة مؤخرًا يجعلنا نطرح هذا السؤال المهم من خلال مقالنا التالي، عناد الزوجة رمز قوتها أم دليل ضعفها؟
ما أسباب عناد الزوجة؟
فيما يلي سنقدم لك أبرز الأسباب التي وضعها علماء النفس لظهور تلك الصفة، كما نبين لك الدور الذي يتحتم عليك القيام به للقضاء على تلك الصفة عند زوجتك.
1 ـ السبب الأول
- قال بعض علماء النفس، أن صفة العناد عند الزوجة قد تكون متأصلة لديها منذ الطفولة؛ وذلك يمكن أن يكون نتيجة لتعرّضها لمعاملة خاطئة، وتربية لم تكن سوية.
- كما توصل العلماء إلى أنه من الممكن أن تكون الطريقة التي نشأت عليها غير صحيحة، بمعنى أنها كانت في فترة الطفولة تتمسك برأيها حتى يقوم والديها بتوفير لها ما تريد، ثم ظلت تتعامل بهذه الطريقة إلى أن أصبحت في فترة الشباب فتطور الأمر، وأصبح طبيعياً عندها تتعامل به مع الجميع حتى الزوج.
2 ـ السبب الثاني
- أوضح بعض علماء النفس عن أسباب عناد الزوجة أن هذه الزوجة قد تكون مُقلدة لصفة العناد، و اكتسبتها كسلوك بشكل لا إرادي من بيئتها.
- حيث يرى العلماء أن الطفلة التي تربت في منزل ترى فيه الأم تسيطر على كافة الأمور، فإن هذه الطفلة تنشأ مقلدة لأمها في بيتها مع زوجها دون وعي منها؛ نتيجة لما اكتسبته، وتربت عليه.
- هذا، وقد اكتشف العلماء أنه عندما تكبر هذه الطفلة وتصل لمرحلة الشباب تحاول أن تختار زوج ضعيف الشخصية؛ حتى تتمكن من السير على نهج أمها وتحقق ما تريد.
3 ـ السبب الثالث
- توصل العلماء إلى سبب آخر وهو أن هذه الزوجة قد يكون لديها شعور بالنقص؛ لأن الشعور بالنقص من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى اللجوء لاستخدام صفة العناد،
- قد يكون هذا النقص ناتج عن تعرض تلك الزوجة في الطفولة لمعاملة أسرية لم تقم على ساقي الاحترام، وبعث الثقة في نفسها.
- كما أضاف العلماء لهذا السبب أنه من الممكن أن تكون صفة عناد الزوجة ظهرت في ظل تعرّض الزوجة لظروف وضغوط ما قبل الزواج.
4 ـ السبب الرابع
- بيّن علماء النفس أن من أبرز أسباب ظهور صفة عناد الزوجة هو عدم وجود التكافؤ بينها وبين زوجها؛ نتيجة اختلاف الطباع، والعادات، والتقاليد في بيئة كلا منهما وبالتالي تظهر صفة العناد كصورة للتعبير عن رفض طباع، وسلوك الزوج.
- وهذا بالطبع دليلاً على عدم ترابط وتوافق في الحياة الزوجية مما يؤدي إلى استمرار ظهور هذه الصفة بين الزوجين.
5 ـ السبب الخامس
- أيضاً من الأسباب التي وضّحها علماء النفس لظهور صفة عناد الزوجة، هو فرض رأي الزوج بدون استشارة زوجته، وتجاهل رأيها، والاستهزاء بحديثها أو فكرها، كل هذه الأشياء تدفع الزوجة دون قصدٍ منها إلى استخدام صفة العناد.
- وقد بيّن العلماء أن تصرف الزوج بهذه الطريقة قد يكون نتيجة لوجود أفكار خاطئة في ذهنه عن فساد رأي المرأة، وعدم الاعتياد برأيها
- وبالطبع هذه أفكار الجاهلية، بالإضافة إلى أنها بعيدة كل البعد عن تعاليم وهدي الدين الإسلامي.
6 ـ السبب السادس
- من أسباب عناد الزوجة التي بينها العلماء، هو نتيجة افتقادها الأمان في العلاقة مع زوجها؛ وذلك بسبب ظهور سلوك خاطئة من الزوج، مثل تلّفظه للكلمات والعبارات القاسية، أو كانت علاقتها بالزوج مهددة بالانتهاء لأسباب ليست غامضة لهما.
- كما أضاف العلماء لهذا السبب أن العلاقة غير السوية تجعل المرأة تفقد الثقة والأمان في شريكها وفي الغد؛ وذلك لأن المرأة بطبيعتها تحتاج إلى الحنان، والكلمات المطمئنة.
كيفية التعامل مع عناد الزوجة وعصبيتها
إذا أردت أن تساعد زوجتك في التخلص من تلك الصفة، ومعرفة كيفية التعامل معها، فإليك أهم الحلول التي تساعد على القضاء على صفة العناد، وتذويبه عند الزوجة :
1 ـ معرفة سبب العناد
- إذا تمكن الزوج من معرفة الدافع الذي يجعل زوجته تلجأ لاستخدام هذه الصفة، فإنه سينجح وبلا شك في تذويب هذه الصفة والقضاء عليها.
- عند معرفة الأسباب التي تؤدي بالزوجة إلى العناد، فإنه من الواجب على الزوج أن يتجنب هذه الأسباب قدر استطاعته.
2 ـ منح الزوجة الأمان
- يجب على الزوج أن يجعل زوجته آمنة مطمئنة بدلاً من افتقادها للأمان معه، كما يجب عليه أن يمنحها المزيد من مشاعر الحب، والاهتمام، والثقة والتقدير.
- وذلك لأن هذه الأشياء تعمل على تلاشي أي صفات أو مشاعر سلبية تكنها الزوجة وبالتالي يتمكن من القضاء على هذه الصفة.
3 ـ التصرف بذكاء
- على الزوج أن يُغيّر من سلوكه السلبي، ويتعامل مع زوجته بهدوء وروّية في حالة ظهور تلك الصفة عندها، بدلاً من أن يتلفظ بالكلمات والعبارات التي تثير غضب الزوجة.
- يمكن ذلك الزوج من امتصاص غضبها، والسيطرة على الموقف لحين النقاش والإقناع في وقتٍ آخر يسهل فيه إقناعها.
4 ـ التعود على احترام الحوار
- ينبغي على كلاً من الطرفين أن يحترم رأي الآخر، ولا يُهمشه، ويتغاضى عن المواقف السلبية الماضية.
- ينبغي أيضًا أن تكون المعاملة بالتفاهم والتسامح؛ لأن نجاح الحياة الزوجية قائم على التجاوز عن الهفوات، والبعد عن الأنانية، والعناد، وتصيد الأخطاء؛ حتى يكون مآل حياتكما الاستقرار.
5 ـ تجنب الغضب على زوجتك أمام الأولاد
- يجب أن يحرص الزوج على تجنب الخلاف مع زوجته أمام الأطفال؛ حتى لا يلغي شخصيتها مع أولادها، وحتى لا يشعر الأطفال بأي خلل بينكما، وحتى لا يكتسبوا أي سلوكيات خاطئة دون إرادة منهم.
- بالإضافة إلى ذلك ينبغي على كل من الزوجين عدم مناقشة المشاكل، أو مشاركتها مع الأقارب؛ حتى لا يزيد الخلاف، وتتوتر العلاقة.
حكم عناد الزوجة لزوجها
إن صفة العناد بشكلٍ عام، هي صفة مذمومة، وقد يؤدي عدم تداركها ومحاولة إصلاحها إلى خلافات كثيرة بين الشخص العنيد وبين مجتمعه بشكلٍ عام، وبالتالي فإن وجود هذه الصفة بشكلٍ متلازم إلى الزوجة قد يؤدي بها إلى تخريب بيتها وإيذاء علاقتها بزوجها.
ومما سبق يتبين لنا أن الزوجة التي يؤدي عنادها إلى مخالفة أوامر زوجها باستمرار ودون داعٍ، قد يجرها ذلك إلى أن تأثم، لذلك يجب عليها المسارعة بتغيير هذه الصفة المذمومة.
كيفية علاج عناد الزوجة
من الواجب على الزوجة العنيدة أن تتحلى بالصبر، والهدوء، وألا تتصيد الأخطاء، وأن لا تتصلب دائماً على آرائها؛ لأن ذلك قد يجني لكِ من زوجك ما تبغضين، وإليك أهم الأشياء التي يجب عليكِ معرفتها إذا كانت لديك رغبة في التخلص من تلك الصفة.
1 ـ لا تختبري صبر زوجك كثيراً
- يجب عليكِ أن تعلمي أن صبر الرجل قد ينفذ في أي لحظة غير متوقعة، فإذا وجدتيه يسيطر على الموقف كوني مرنة وتقبلي ذلك.
- لا تتعاملي معه بالند؛ لأن هذه الصفة خاصة بالرجال، أما المرأة كلما زادت أنوثة، ورقة، كلما زادت قوة.
2 ـ الشرع فرض عليكِ طاعة زوجك
- يجب عليكِ أن تعلمي أن الله تعالى أقر طاعة المرأة لزوجها، وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في الحديث الوارد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لو كنت آمراً بشراً أن يسجد لبشر، لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها، والذي نفسي بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها “.
- وهو حديث صحيح يفيد وجوب طاعة المرأة لزوجها، واحترامها له.
3 ـ طاعتك لزوجك لا يوجد بها أدنى انتقاص من قدرك
- ينبغي عليك أن تعلمي طاعتكِ لزوجك في غير معصية الله واجب عليكِ، ولا يوجد بها انتقاص لإنسانيتك أو كرامتك
- واعلمي أيضًا أن طاعتك لزوجك تجلب لبيتك السعادة، والهناء، والرخاء بينما العناد يجلب البغضاء، والنفور، ويفسد جمال العلاقة بينكما.
في نهاية المقال، نوضح أنه يجب على كلاً من الزوجين الأخذ والعطاء في الحديث، والتعامل بالرفق واللين، وعدم التصميم على رأي خاطئ إذا كان هناك أراء أصلح، أفضل منه، والتغاضي عن أي سلبيات سابقة لكلاً منكما. أيضاً ننصحكم بتغير روتين حياتكما بهدية عابرة، وكلمة طيبة؛ حتى تنجح حياتكما الزوجية، وتصبح مستقرة، ونتمنى في الختام أنكم استطعتم إجابة أنفسكم عن هذا السؤال، عناد الزوجة رمز قوتها أم دليل ضعفها؟