فضل صلاة التراويح في كل ليلة في المسجد في رمضان
اقتربت بداية خير أشهر العام، شهر رمضان المبارك الذي تتنزل فيه الرحمات وتصفد فيه الشياطين، واقترب مع بدايته إعداد النفس وتجهيزها لاغتنام هذا الشهر وأداء الطاعات فيه.
ومن أعظم العبادات في شهر رمضان هي قيام ليلة في صلاة التراويح، لذلك في هذا المقال سنتعرف معًا على فضل صلاة التراويح، ونجيب عن بعض التساؤلات التي تدور حولها.
اقرأ ايضا: خطة استغلال شهر رمضان في الطاعات والتقرب إلى الله
ما هي صلاة التراويح؟
لكي نعرف ما هي صلاة التراويح فلنقم بتعريفها أولا:
- التراويح لغةً هي: هي جمع لكلمة ” ترويحة، وسميت بذلك لأن الناس كانوا عند أدائها يطيلون في الركوع والسجود، كما أنهم كانوا إذا صلوا أربع ركعات منها يستريحون قليلًا ثم يعاودون الصلاة.
- وأما تعريف التراويح في الاصطلاح: فالمقصود بها قيام ليالي شهر رمضان المبارك، فهي الصلاة التي يؤديها المسلمين بعد العشاء جماعة في المساجد أثناء شهر رمضان.
والدليل على مشروعية صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك ما روته عائشة رضي الله عنها:
“أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة من جوف الليل، فصلى في المسجد، فصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس، فتشهد ثم قال: أما بعد، فإنه لم يخف علي مكانكم، لكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها”.
صلاة التراويح كم ركعة؟
اختلف العلماء في عدد ركعات صلاة التراويح على آراءٍ عدة وهي:
- منهم من قال أن صلاة التراويح عدد ركعاتها عشرون ركعة.
- ومن العلماء من زاد على عشرين وقال أن عددها ست وثلاثون ركعة.
- والأفضل في صلاة التراويح أن تكون إحدى عشر ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، مع التطويل فيها، ودليل ذلك ما رواه أبي سلمة بن عبد الرحمن:
“أنه سأل عائشة رضي الله عنها: كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: ما كان يزيد في رمضان، ولا في غيرها على إحدى عشرة ركعة يصلي أربع ركعات فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثاً”.
- والدليل الثاني ما رواه ابن عباس رضي الله عنه “كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة ركعة – يعني: بالليل.
- ويتبين لنا من تلك الأحاديث أن الأفضل في صلاة التراويح هي أداؤها كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فضل صلاة التراويح في المسجد
يعد قيام رمضان من أفضل وأعظم العبادات التي يؤديها المؤمن للتقرب إلى الله في هذا الشهر الفضيل، ومن فضل صلاة التراويح في المسجد:
1- تحصيل الأجر
- إن جهاد النفس في عدم مكوثها في البيت بعد الإفطار وحثها على الذهاب إلى المسجد وإقامة الليل له ثوابٌ كبير.
- وقد قال الحافظ ابن رجب: “واعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه: جهاد بالنهار على الصيام، وجهاد بالليل على القيام، فمن جمع بين هذين الجهادين وُفِّي أجره بغير حساب”
2- مغفرة الذنوب
- إن قيام هذا الشهر الفضيل فيه مغفرة للذنوب وتنقية من المعاصي، وقد روي عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: “مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِه.
- والمقصود من الحديث أن من التزم بقيام ليالي رمضان، محتسبًا للأجر مصدقًا بوعد الله تبارك وتعالى بالثواب على ذلك، غفر له بإذن الله ما تقدم من ذنبه.
3- صلاتها في المسجد أفضل من صلاتها في المنزل
- ومن المتفق عليه أن صلاة التراويح في المسجد خير من صلاتها في المنزل.
- فقد قال الشافعي وجمهور أصحابه وأبو حنيفة وأحمد وكذلك بعض من المالكية وغيرهم أيضًا أن: الأَفْضَل صَلاتهَا جَمَاعَة كَمَا فَعَلَهُ عُمَر بْن الْخَطَّاب وَالصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ، وَاسْتَمَرَّ عَمَل الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِ”
- وآراء الفقهاء تبين لنا أن صلاتها في المسجد خير من المنزل، ويؤيد ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ” مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ”.
4- دفع الكسل
إن من الفوائد لصلاة التراويح في المسجد أن الجماعة تعين على عدم الكسل، وعلى الالتزام بأداء ركعات التراويح على العكس لو كان يؤديها منفردًا في المنزل.
5- التماس الصحبة الصالحة في المسجد
إن الاجتماع في صلاة التراويح في كل ليلة من ليالي رمضان يعينك على التماس الصحبة الصالحة في المسجد، والتي تعينك على دفع الكسل والالتزام بالطاعات والابتعاد عن المعاصي.
فضل صلاة التراويح في كل ليلة
- إن المقيم لصلاة التراويح والمداوم عليها في كل ليلة وكل رمضان، نحسب أنه يكون من الصديقين والشهداء.
- ودليل ذلك ما رواه عمرو بن مرة الجهني: “جاءَ رجلٌ من قُضاعةَ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: إنِّي شهدتُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رسولُ اللهِ، وصليتُ الصلواتِ الخمسَ، وصُمتُ رَمضانَ وقُمتُه، وآتيتُ الزكاةَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن ماتَ على هذا كانَ من الصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ”.
فضل صلاة التراويح للنساء
وفضل صلاة التراويح وما ذكر من ثوابه وأجره هو للنساء كما الرجال، فإذا داومت المرأة على قيام ليالي رمضان حصل لها من الأجر ما ذكر في الأحاديث التي رويت عن نبينا صلى الله عليه وسلم.
ولكن يبقى التساؤل الأكبر للنساء، صلاة التراويح في المنزل خير أم صلاتها في المسجد؟
والأفضل للمرأة أن تصلي في بيتها، في موضع خفيّ أكثر خصوصية لها، فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” صَلاةُ الْمَرْأَةِ فِي بَيْتِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلاتِهَا فِي حُجْرَتِهَا وَصَلاتُهَا فِي مَخْدَعِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلاتِهَا فِي بَيْتِهَا”.
- ومن الأحاديث التي وردت أيضًا في فضل صلاة المرأة في بيتها: “عن أُمِّ حُمَيْدٍ امْرَأَةِ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهَا جَاءَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُحِبُّ الصَّلاةَ مَعَكَ قَالَ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ تُحِبِّينَ الصَّلاةَ مَعِي وَصَلاتُكِ فِي بَيْتِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلاتِكِ فِي حُجْرَتِكِ وَصَلاتُكِ فِي حُجْرَتِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاتِكِ فِي دَارِكِ وَصَلاتُكِ فِي دَارِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلاتِكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ وَصَلاتُكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ خَيْرٌ لَكِ مِنْ صَلاتِكِ فِي مَسْجِدِي قَالَ فَأَمَرَتْ فَبُنِيَ لَهَا مَسْجِدٌ فِي أَقْصَى شَيْءٍ مِنْ بَيْتِهَا وَأَظْلَمِهِ فَكَانَتْ تُصَلِّي فِيهِ حَتَّى لَقِيَتْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ”.
- ومن الحديث السابق يتبين لنا كيف أن المرأة كلما خصصت لها موضعًا خفيًّا يشمله الستر وقامت ليلها فيه، خير لها وأفضل.
- ومع ذلك لا تمنع أفضلية صلاة المرأة في البيت عن المسجد، السماح لها بالذهاب للمسجد، وجواز ذلك.
- ودليل جواز ذهابهن للمسجد: “حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : لا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمْ الْمَسَاجِدَ إِذَا اسْتَأْذَنَّكُمْ إِلَيْهَا قَالَ فَقَالَ بِلالُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَاللَّهِ لَنَمْنَعُهُنَّ قَالَ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ فَسَبَّهُ سَبًّا سَيِّئًا مَا سَمِعْتُهُ سَبَّهُ مِثْلَهُ قَطُّ وَقَالَ أُخْبِرُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُ وَاللَّهِ لَنَمْنَعُهُنَّ”.
شروط ذهاب المرأة لصلاة التراويح في المسجد
ومع جواز ذهاب المرأة لأداء صلاة التراويح في المسجد، إلا إنه يشترط لذلك الآتي:
-
- أن تلتزم بحجابها الكامل، والمطابق لشروط الحجاب.
- ألا تتطيب عند خروجها للمسجد.
- أن يكون خروجها بإذن زوجها.
حديث صلاة التراويح
وردت في مشروعية صلاة التراويح عدة أحاديث، وأشهرهم هو:
ما روته عائشة رضي الله عنها “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة من جوف الليل، فصلى في المسجد، فصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس، فتشهد ثم قال: أما بعد، فإنه لم يخف علي مكانكم، لكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها”.
مما سبق يتبين أنه يجب على المسلم الحرص على قيام ليالي رمضان واغتنامها، بالأخص بعدما تعرف على فضل صلاة التراويح عسى أن يغفر لنا الله ويتقبل منا صالح أعمالنا.