فضل صلاة الجماعة وأهميتها في المسجد وثوابها في البيت
فضل صلاة الجماعة له أهمية كبرى على الفرد والمجتمع، وذلك بخلاف ثوابها العظيم الذي يزيد عن ثواب صلاة الفرد في بيته.
وفي هذا المقال سنتعرف معًا على فضل صلاة الجماعة وأهميتها، عسى أن نكون أكثر حرصًا ودوامًا عليها.
اقرأ ايضا: كم سورة في جزء عم
تعريف صلاة الجماعة
- صلاة الجماعة هي تأدية الصلوات بجماعة مع المصلين يقفون في صفوفٍ مستوية، ويتقدمهم الإمام الذي يجب أن تستوفى فيه شروط الإمامة.
- وتنعقد صلاة الجماعة بواحدٍ مع الإمام، سواءً كان المأموم ذكرًا أو أنثى، وفي ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ” الاثنان فما فوقهما جماعة”.
- ويختلف حكم صلاة الجماعة حسب الصلاة التي تؤدي فهي:
- سنة مؤكدة في الصلوات المفروضة والصلوات المسنونة كالعيدين والاستسقاء والكسوف
- فرض عين أو فرض كفاية في بعض الصلوات كصلاة الجنازة
- مكروهة في صلوات النوافل
الحكمة من صلاة الجماعة
تشريعات الله تعالى وأوامره تأتي دائمًا وفق فطرة الإنسان التي خلفت لتوافق مع شريعة الله تعالى ومنهجه، ولذلك كان لجميع تلك التشريعات حكمةٌ تفيد العباد وقد قال الله تعالى: ” وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ”
ومن ذلك صلاة الجماعة التي تتعدد فوائدها على الفرد والمجتمع، ومنها:
1- تضفي على قلب المسلم السكينة
صلاة الجماعة تهب لقلبك الطمأنينة والسكينة التي يفتقدها بين ثنايا مشقات اليوم والليلة
ففي وسط مكابد الحياة يتجه الفرد المسلم إلى المسجد ويصطف بين إخوانه حتى يكبر الإمام تاركًا هموم الدنيا، فتتغشاه السكينة والرحمة.
وكان نبينا صلى الله عليه وسلم يقول: “أرحنا بها يا بلال”
2- قيمة المساواة
في صلاة الجماعة يصطف المسلمين بجانب بعضهم البعض لا يتقدم أحد على أحد سوى الإمام الذي يتقدمهم جميعًا بعلمه، حيث تكون أكتافهم وأقدامهم متلاصقة متلاحمة، وقلوبهم خاشعة لله تبارك وتعالى.
وتتجلى هنا حكمة الله البالغة من تشريع صلاة الجماعة، حيث يرى كل مسلم كيف أنه لا فرق بينه وبين أخيه المسلم وانه لا فضل لأحد على أحد، يصطف الحاكم بجانب المحكوم، الغني بجانب الفقير، القوي بجانب الضعيف.
وقد قال صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع:
“يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ؟ قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لِيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ”
3- غلبة السلوك الجماعي على السلوك الفردي
دائمًا ما يجذب السلوك العام للجماعة الأفراد بداخله للامتثال به.
فمن الطبيعي إذا اعتاد المرء أن يكون من جماعة المصلين الذين يتسمون بأخلاق القرآن من الصدق والوفاء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمحافظة على الأمانة والخلق الحسن وغيرها، أن يتصف هو الآخر بأخلاق تلك الجماعة ويتأثر بهم.
وقد قال صلى الله عليه وسلم ” من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية”
4- الاعتصام بحبل الله تعالى
من أعظم غايات صلاة الجماعة تحقيقها لصورة المجتمع المسلم بشكلٍ مصغر، مصطفين، تتلاصق أقدامهم وأكتافهم لهم إمام واحد يقفون خلفه، لا فرقة ولا خلاف بينهم، بل وحدة متماسكة
فتذكرنا شعائر صلاة الجماعة بضرورة اعتصام جميع أفراد المسلمين بحبل الله تعالى، وبضرورة نبذ أي نزاع أو شقاقٍ بين المسلمين وبعضهم البعض
وقال صلى الله عليه وسلم: ” المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا” ثم شبك بين أصابعه.
5- تحقيق التواصل الفعال بين المسلمين
ومن الفوائد الجميلة لصلاة الجماعة هي تحقيقها التواصل بين أفراد المسلمين، وبناء العلاقات الاجتماعية الفعالة.
فتتسم أجواء صلاة الجماعة دائمًا بالتكافل والتعارف والتواصل المطلوب بين المسلمين وبعضهم.
الأسباب المعينة على المحافظة على صلاة الجماعة
1- قم بتنظيم وقتك على مواقيت الصلاة
حاول أن تجعل تقويمك ومعيارك الذي تنظم عليه يومك مواقيت الصلاة، سيساعدك ذلك ألا تجد صعوبة في التوجه للمسجد في كل صلاة.
2- ابتعد عن المعاصي
المعاصي تظلم القلب، وتعميه عن الطاعات وتثقل عليه العبادات، إن الحسن البصري قال لمن أخبره بعجزه عن القيام لصلاة الفجر: (قيَّدتك الذنوب).
لذلك حاول أن تكون حريصًا على مخالفة هواك والابتعاد عن المعاصي قدر المستطاع.
3- أكثر من قول “لا حول ولا قوة إلا بالله”
إن الإكثار من ذكر الله تعالى وخاصة قول لا حول ولا قوة إلا بالله عندما يقول المؤذن “حي على الصلاة حي على الفلاح” سيعينك على نبذ الكسل والقيام إلى صلاة الجماعة.
4- استعن بالصحبة الصالحة
دائمًا ما كانت الصحبة الصالحة معينة على الطاعات والالتزام بالعبادات، لذلك اطلب من صحبتك أن تتواصوا بتذكير بعضكم البعض بالطاعات وخصوصًا أوقات الصلاة والذهاب للمسجد.
5- عزم النية
لا تنس أن تقوم دائمًا بتجديد نيتك والعزم على أداء الصلوات في المسجد، مع استحضار عظمة صلاة الجماعة وفضلها في قلبك.
6- معرفة فضل صلاة الجماعة، وخطورة التخلف عنها
إذا عرفت أهمية صلاة الجماعة وخطورة ترك صفوفها والتخلف عنها، سيعينك استحضار ما عرفته ذلك عندما يغريك الشيطان للتأخير عنها.
دليل من القرآن على فضل صلاة الجماعة
جميعنا نعرف فضل صلاة الجماعة وأهميتها، ومما يدل على أهمية وفضل صلاة الجماعة من كتاب الله تعالى:
قوله: ” وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ”
وكلمة “راكعين: تدل على أن سياق الآية يتحدث عن الجماعة أي: صلوا مع المصلين.
كما قال تبارك وتعالى: ” وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ”
فإذا كانت صلاة الجماعة واجبة في جالة الخوف، فما بالك بوقت الأمان؟
فضل صلاة الجماعة وأهميتها
هناك الكثير من الأحاديث التي وردت في فضل صلاة الجماعة وأهميتها، والتي يمكننا أن نستنبط منها أهمية المحافظة على أداء الصلوات في جماعة وضرورة التخلف عنها:
1- تزيد عن صلاة الفجر بسبع وعشرين درجة
قال الحبيب صلى الله عليه وسلم ” صلاةُ الجماعةِ تَفضُلُ على صلاةِ الفذِّ بسَبعٍ وعِشرينَ دَرجةً”.
2- صلاة العشاء في جماعة تعادل قيام نصف الليل
ودليل ذلك ما روي عن الصحابي عثمان بن عفان أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” مَن صلَّى العِشاءَ في جماعةٍ، فكأنَّما قامَ نِصفَ اللَّيل، ومَن صلَّى الصبحَ في جماعةٍ فكأنَّما صلَّى اللَّيلَ كُلَّه”.
3- المحافظة على صلاة الجماعة من أسباب غفران الذنوب
وفي ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ” مَن توضَّأَ للصلاةِ فأَسْبَغَ الوضوءَ، ثمَّ مشَى إلى الصَّلاةِ المكتوبةِ فصلَّاها مع الناسِ، أو مع الجماعةِ، أو في المسجِدِ، غَفَرَ اللهُ له ذُنوبَه”.
4- صلاة الجماعة أحب إلى الله عز وجل من صلاة الفرد
ودليل ذلك ما روي عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “صلاةُ الرَّجُلِ مع الرَّجُلِ أَزْكى من صلاتِه وحْدَه، وصلاتُه مع الرَّجُلينِ أزْكى من صلاتِه مع الرجُلِ، وما كثُرَ فهو أحبُّ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ”.
آداب صلاة الجماعة
هناك العديد من آداب صلاة الجماعة التي ينبغي لنا أن نتحلى بها لنحصل ثوابها، وتلك الآداب هي:
- الاستعداد للصلاة، وذلك بالطهارة والوضوء في البيت والحرص على الذهاب للمسجد مبكرًا.
- استحضار الخشوع والسكينة، وترك التفكير في مشاغل الحياة الدنيا.
- الترديد وراء ما يقول المؤذن عند سماع الآذان.
- عند الدخول إلى المسجد احرص على إفشاء السلام بين المصلين الموجودين والمنتظرين إقامة الصلاة.
- متابعة الإمام في حركات الصلاة مع الحرص على عدم مسابقته أو التأخيرعنه.
وينبغي أيضًا أن يحرص المصلُّون على
- عدم التأخير عن تكبيرة الإحرام والحضور في أول الصلاة.
- عدم الاستعجال في الخروج من المسجد بعد انتهاء الصلاة ومزاحمة المصلين.
- الحرص على قراءة الأذكار بعد الصلاة وإطالة المكوث في المسجد.
- لا يبدأ المصلين في إنشاء صف جديد دون إتمام الصف الذي قبله.
- الحرص على الاستقامة وتسوية الصفوف.
كم حسنة في صلاة الفرد والجماعة؟
هناك الكثير من الأحاديث الواردة في فضل صلاة الجماعة عن صلاة الفرد، وقد اختلفت ألفاظ تلك الأحاديث ين أن تفوق صلاة الجامعة صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة، أو خمس وعشرين وغيرها، وذلك مثل:
لفظ حديث أبي هريرة عند البخاري: “تفضُلُ صلاةُ الجميع صلاةَ أحدِكم وحدَه بخمسٍ وعشرين جزءًا”.
ورواية عبد الله بن عمر ” صلاة الجماعة أفضلُ مِن صلاة الفذِّ بسبعٍ وعشرين درجةً”
ولا توجد منافاةً بين تلك الألفاظ، بل يمكن القول بأن صلاة الجماعة يزيد عن صلاة الفرد بخمس وعشرين درجة، ويمكن أن يزيد إلى سبع وعشرين، والله تبارك وتعالى يضاعف لمن يشاء.
فضل صلاة الجماعة في البيت
من صلى صلاة الجماعة في البيت مع أولاده وأهله فقد حصل لهم بإذن الله ثواب الجماعة، ولكن ينبغي على المسلم ألا يفوت أجر الذهاب إلى المسجد، بل يأخذ أولاده ويذهبون جميعًا لصلاة الجماعة في المساجد، لتعمير بيوت الله عز وجل.
كانت هذه أهم المعلومات التي قد تحتاج معرفتها عن فضل صلاة الجماعة وأهميتها.
ذكرنا في مقالنا فضل قيام الليل في رمضان وأيضًا فضله في العشر الأواخر وسردنا أحاديث مهمة في هذا الموضوع، ونسأل الله أن يبلغنا شهر رمضان شهر الرحمة والغفران.
اقرأ ايضا: كم سورة في جزء تبارك