فضل ليلة الجمعة وفضل يوم الجمعة في استجابة الدعاء

لليلة الجمعة  ويوم الجمعة في الإسلام فضل على سائر الأيام، فهو أحب الأيام لله تعالى، وينفرد يوم الجمع باجتماع المسلمين لأداء صلاة الجمعة والاستماع للخطبة واختصه الله تعالى بالعديد من الفضائل والعبادات، ففي الصحيح أنّ عثمان -رضي الله عنه- قام خطيباً يوم العيد وكان يوم الجمعة، فقال: (إنَّ هذا يَوْمٌ قَدِ اجْتَمع لَكُمْ فيه عِيدَانِ)؛ وفي هذه المقالة ننقل لك فضل ليلة الجمعة وفضل يوم الجمعة وفضل الدعاء والعبادة فيهما.

لليلة الجمعة فضل عظيم على سائر ليالي الأسبوع والدعاء فيها مقدم في الفضل على بقية الأيام، وفيها ساعة لا يوفق لها عبد إلا استجاب الله له، ونجمل لك فضل الدعاء ليلة الجمعة في ما يلي:

• إن الله جل علاه يتنزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل كما ورد في الحديث: ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر”. وليلة الجمعة مفضلة على سائل الليالي والدعاء في ليلة الجمعة فضل على سائر الليالي  واستجابة الدعاء فيها مؤكدة بإذن الله
• الله سبحانه وتعالى يرغب في لجوء عباده وتضرعهم إليه لذلك أنعم عليهم بهذه الليلة المباركة التي حثنا رسول الله على قيامها والدعاء فيها وسؤال الله عز وجل من خيرات الدنيا والآخرة.
• إن من فضل الدعاء ليلة الجمعة كونه استجابة لأوامر الله عز وتحصيل الثواب العظيم من القيام والدعاء في هذه الليلة المباركة وطلب عفو الله ومغفرته ومعونته.
• من فضل الدعاء ليلة الجمعة أيضًا دفع غضب الخالق واللجوء إلى معيته وحفظه، ودفع العجز عن العبد واحتياجه للناس باللجوء لله.

الدعاء مستجاب في كل وقت إن شاء الله، إلا أن هناك ساعات محددة وأوقات حددها الله وأخبر بها نبيه يستجاب فيها الدعاء، ومن هذه الأوقات ليلة الجمعة، ومن فضل ليلة الجمعة في استجابة الدعاء ما يلي:

• في يوم الجمعة ساعة لا يرد فيها سائل الله سبحانه تعالى وصدق في دعائه وخشع له.
• قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شيئًا، إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ وأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا)
• ليلة الجمعة هي ليلة خير الأيام عند الله تعالى وأحبها لذلك لها فضل أكبر في استجابة الدعاء فيستحب الإكثار من الدعاء في هذه الليلة.
• من فضل ليلة الجمعة في استجابة الدعاء كونها ليلة يوم تجتمع فيه عبادات كثيرة مخصصة لهذا اليوم، كصلاة الجمعة وقراءة سورة الكهف.

من سنن و فضل ليلة الجمعة وفضل يوم الجمعة الإكثار من الصلاة على النبي، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بأن نكثر الصلاة عليه ليلة ويوم الجمعة وحث عليهما، في ما يلي نبين لك فضل الصلاة على النبي ليلة الجمعة:

• الجمعة هو أحب الأيام إلى الله ورسوله في الإكثار من الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقال النبي في حديث نبوي: «من أفضلِ أيامِكم يومُ الجمُعةِ، فيه خُلِقَ آدمُ وفيه قُبضَ وفيه النَّفخةُ وفيه الصَّعقةُ، فأكثِروا عليَّ من الصلاةِ فيه، فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ عليَّ» 
• قال عليه الصلاة والسلام في فضل ليلة الجمعة  وفضل يوم الجمعة وتميزه عن سائر الأيام: (خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْها، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا في يَومِ الجُمُعَةِ).
• وللصلاة على النبي في سائر الأوقات فضل عظيم، وإذا كانت الصلاة على النبي ليلة الجمعة كان فضلها أعظم وأكبر فقد قال صلى الله عليه وسلم: «ما من أحدٍ يسلِّمُ عليَّ إلَّا ردَّ اللَّهُ عليَّ روحي حتَّى أردَّ عليهِ السلامَ)، وفي حديث آخر قال النبي: «أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة»
• ومن فضل الصلاة على النبي ليلة الجمعة أنها امتثالًا واستجابة لأمر النبي ووصيته وسببًا في رفع الدرجات وغفران السيئات واستجابة الدعاء، قال صلى الله عليه وسلم: «من صلّى عليّ واحدةً صلّى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات

فضل الله يوم الجمعة على سائر أيام الأسبوع وخصه باجتماع المسلمين لأداء صلاة الجمعة وبقراءة سورة الكهف وإجابة الدعاء، ومن فضل يوم الجمعة والأعمال المستحبة فيها نعرض لك ما يلي:

• يوم الجمعة خير يوم طلعت فيه شمس، ففيه خلق الله آدم عليه السلام وفيه أدخله الجنة وفيه أخرجه منها وفيه تقوم الساعة وقد قال صلى الله عليه وسلم (خيرُ يومٍ طلَعت فيهِ الشَّمسُ يومُ الجمُعةِ فيهِ خُلِقَ آدمُ وفيهِ أُهْبِطَ وفيهِ تيبَ عليهِ وفيهِ ماتَ وفيهِ تقومُ السَّاعةُ وما من دابَّةٍ إلَّا وَهيَ مُسيخةٌ يومَ الجمُعةِ مِن حينَ تُصبحُ حتَّى تطلعَ الشَّمسُ شفقًا منَ السَّاعةِ إلَّا الجنَّ والإنسَ وفيهِ ساعةٌ لا يصادفُها عبدٌ مسلمٌ وَهوَ يصلِّي يسألُ اللَّهَ حاجةً إلَّا أعطاهُ إيَّاها)؛ وكلمة (مُسيخة) تعني: مُصغِية؛ مَخافة أن تقوم الساعة، وذلك بإلهام الله -تعالى- لها.
• في يوم الجمعة ساعة لا يرد فيها داعٍ، واختلف العلماء في وقتها فقال بعضهم هي بين عصر يوم الجمعة ومغربها، وقال آخرون هي من وقت طلوع الإمام على المنبر وحتى غروب شمس يوم الجمعة، وقال البعض يوم الجمعة كله يوم إجابة دعاء.
• ويستحب يوم الجمعة استعمال السواك قبل الصلاة وقبل الذهاب للمسجد للتخلص من بقايا الطعام
• ويستحب الاغتسال قبل الذهاب للمسجد وهو من سنن يوم الجمعة المؤكدة، كما يستحب لبس الثياب النظيفة والتطيب وقص الأظافر
• ويستحب كذلك التبكير إلى المسجد وذكر الله
• كما يستحب يوم الجمعة قراءة سورة الكهف والصلاة على النبي والاستغفار والدعاء وتحري أوقات الإجابة.

لا يوجد فرق كبير بين فضل يوم الجمعة وفضل ليلة الجمعة للبالغين وفضل يوم الجمعة وليلة الجمعة للأطفال، لكن هناك بعض النصائح حتى يدرك الأطفال فضل يوم الجمعة:

• مراعاة أن يكون يوم الجمعة وليلة الجمعة مختلفين عن سائر أيام الأسبوع بإقامة حلقات الذكر مع الأسرة كلها وتلاوة سورة الكهف بصورة جماعية بين أفراد الأسرة.
• إشراك الأطفال في العبادات المتعلقة بيوم الجمعة وتعليمهم كيفية أدائها.
• مساعدة الأطفال على الاستعداد للصلاة بالاغتسال والوضوء ولبس الملابس النظيفة والتطيب.
• اصطحاب الأطفال لأداء صلاة الجمعة في المسجد وتعليمهم كيفية أداءها، وتعليمهم أيضًا احترام المسجد والالتزام بآداب صلاة الجماعة.
• الاستعانة بالقصص المصورة والفيديوهات المخصصة للأطفال التي تحكي وتتناول فضل يوم الجمعة وفضل ليلة الجمعة.

وردت في السنة العديد من الأحاديث الصحيحة في فضل يوم الجمعة وفضل ليلة الجمعة نجمل منها ما يلي:

1- قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَيِّدُ الْأَيَّامِ، وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ، وَهُوَ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ الْأَضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْرِ، فِيهِ خَمْسُ خِلَالٍ، خَلَقَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ، وَأَهْبَطَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ إِلَى الْأَرْضِ، وَفِيهِ تَوَفَّى اللَّهُ آدَمَ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا الْعَبْدُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ، مَا لَمْ يَسْأَلْ حَرَامًا، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ، وَلَا سَمَاءٍ، وَلَا أَرْضٍ، وَلَا رِيَاحٍ، وَلَا جِبَالٍ، وَلَا بَحْرٍ، إِلَّا وَهُنَّ يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ»

2- روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “أَضَلَّ اللهُ عَنِ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الأَحَدِ، فَجَاءَ اللهُ بِنَا، فَهَدَانَا اللهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ وَالسَّبْتَ وَالأَحَدَ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَالأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، المَقْضِيُّ لهُمْ قَبْلَ الْخَلاَئِقِ”[2].

قال الشيخ ابن باز حفظه الله في فضل ليلة الجمعة وفضل يوم الجمعة:

معاشر المسلمين: أمَّا عن قراءة سورة الكهف يوم الجمعة؛ فقد قال سماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله-: “قراءة سورة الكهف يوم الجمعة جاءت فيها أحاديث كلها ضعيفة، لكن يشد بعضها بعضاً، وثبت عن ابن عمر أنَّه كان يقرؤها -رضي الله عنه- كل جمعة، فإذا قرأها الإنسان يوم الجمعة فهو حسن، ويرجى لك فيها الثواب الذي جاء في الأحاديث، وليس ذلك بأمر مقطوع به؛ لأنَّ الأحاديث فيها ضعف، إنَّما هو مستحب”.

إن فضل ليلة الجمعة وفضل يوم الجمعة كبير وعظيم فاحرص على اغتنامه واسأل الله من عظيم فضله وواسع كرمه ولا تبخل على نفسك وتحرم نفسك من هذا الفضل.

اقرأ ايضا: فضل الصلاة واهميتها في الاحاديث الشريفة و القرأن الكريم