فوائد العمل التطوعي
لا شك أن العمل التطوعي له أهمية بالغة للمجتمع والدولة، وكذلك له عظيم الأثر في حياة الشخص الذي يقوم به، فهو يؤثر فيه تأثيرًا بالغًا، ويضيف له الكثير من المهارات والخبرات، فالتطوع نافذة جديدة للشخص تبصر المتطوع بالعديد من المزايا فيه، وتعود عليه بفوائدَ جمة، ويتعلم فيه الكثير.
وسوف نسلط الضوء على بعض فوائد التطوع، وبالتأكيد هذا غيض من فيض، فالتطوع له العديد من المميزات، والآثار الإيجابية التي يتركها في نفس المتطوع لا يمكن حصرها، ولكننا سوف تعرض أهم هذه الفوائد في مقالنا هذا.
أهم فوائد العمل التطوعي
1- الأجر من الله عز وجل:
فـ “الله في عون العبد كما كان العبد في عون أخيه”، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، كما أخبرنا بذلك نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم، فمن يقض حاجات أخيه المريض أو العاجز، يقض الله حاجته إذا مرض يهون عليه المرض ويشفيه، وإذا عجز عن فعل شيء، ذلله الله ويسره له؛ حتى يقضيه أو ينقضي عنه، ومن يفك كرب أخيه المسلم يفك الله قربته، ويزيح عنه همومه وغمومه.
فمن يقم بالأعمال التطوعية التي يساعد بها المسلمين وغيرهم، يعينه الله في كل شيء، وييسر له أمره، ويقضي حاجته، كما يقضي هو حاجات الناس، ويمد لهم يد العون.
2- زيادة الخبرات الحياتية:
فالشخص عند تطوعه يكون مطلوب منه العديد من المهام، وبدوره يقوم كل يوم بمقابلة العديد من الأشخاص، ويتعرف على الكثير حتى يستطيع القيام بمهمته هذه، مثل مسؤولين وموظفين، وأشخاص كثر، وكل هذا يزيد من خبرته الحياتية، ويعلمه العديد من المهارات في التواصل، وكيفية التعامل مع هذه الأشخاص المختلفة.
فأيا كان الدور الذي تقوم به، فسوف يكسبك خبرة، وسوف تعرف أثر هذه الخبرة فيما بعد في حياتك المهنية، وسترى أثرها في شخصيتك.
3- تكوين علاقات:
يستفيد الشخص من التطوع تكوين كثير من العلاقات مع شخصيات مختلفة، فهو يلتق بالكثير من الأشخاص خلال تطوعه، ويكون مطلوب منه التواصل مع عدد كبير من الناس، فيخرج الشخص من التطوع وهو قد كوّن كثير من العلاقات مع كثير من الشخصيات، في هيئات ومصالح مختلفة.
فالعمل التطوعي يجعلك تتقابل مع أنواع مختلفة من الشخصيات، ومن بيئات مختلفة، وهذا التنوع الفظيع، هو الذي سيشكل شخصيتك، وكل تلك العلاقات تعود عليك بفرص مذهلة للتواصل مع تلك الخليط والتنوع الرائع من الشخصيات المتباينة، وهو سيتيح لك فرصة للتعلم من كل من تقابلهم، ويمكنك قراءة مقال أهمية و فوائد العمل الجماعي لتتعرف أكثر على أهمية تكوين العلاقات.
4- نوع من الإنجاز:
يشعر الشخص أثناء فعله لعمل تطوعي أيا كان هذا العمل سواء في مؤسسة خيرية، أو مؤسسة تنموية، فالشخص يشعر بأنه ذو قيمة، ويفعل أشياء لها تأثير على حياة الناس، فهو حقًا لم يغير الكون، ولكنه قد أحس بتغيير شيء ما في الكون.
فيشعر الشخص بثمرة هذا الإنجاز في نفسه، فيشعر بأهميته وبالثقة في نفسه، كما يلاحظ أثر هذا الإنجاز فيمن يتعامل معهم، وعندها سوف يكسب مزيد من الثقة بنفسه، وقدرته على القيام بالعديد من الأشياء، وقدرته بالقيام بكل ما يُطلب منه.
5- يشغل وقت فراغه:
فالفراغ يشعر الإنسان بنوع من الاكتئاب، ويشعرك بالقلق والهم الدائم، فأنت لا تفعل شيء فتحس عندها بالعدمية، وأن وجودك لا أثر له، فقد قال علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- “عمل يجهد خير من فراغ يفسد”، فعندما تستيقظ وأنت لديك مهام تفعلها، خير لك من أن تستيقظ في كسل ليس عندك ما تفعله، أو أن هناك ما تستيقظ من أجله؛ لتقوم به، فالفراغ لن يجعلك سعيد أبدًا، بل سيجعلك في هم وغم دائمًا.
6- علاج للاكتئاب:
فعندما جاء رجل للرسول صلى الله عليه وسلم، وهو يشكو له قسوة قلبه، فذكر له رسول الله أن الحل من ذلك أن يفعل شيء بدون مقابل، أن يحسن للأشخاص من حوله، فرد عليه رسول الله قائلًا: “أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك”.
فكان الدواء لهذا الرجل أن يتطوع ويفعل شيء لن يُجازي عليه، فقد اكتشف الباحثون أن التطوع وعمل المعروف، يجعل الإنسان يشعر بالسعادة، وكذلك يبعث على الشعور بالراحة النفسية، ويعزز ثقة الشخص بنفسه، ويشعره بتأثير مع يقوم به على من حوله.
7- تنمية الشخصية:
يساعد العمل التطوعي، على تنمية شخصية الفرد، فالدور الذي تقوم به سوف ينمي كثيرًا من شخصيتك، فإذا كنت تُشرف على شخص آخر، سيعلمك هذا مهارات الإشراف والمتابعة، وملاحظة تصرفات الناس، والتصرف الصحيح معها، وقيامك بجمع التبرعات، سيفيدك في التعامل مع شخصيات مختلفة، ويجعلك أكثر حرصًا، وينمي لديك القدرة على الإقناع، والمساعدة في التخطيط لحدث ما، سوف يجعلك تنتبه للعديد من الأشياء، ويجعلك تنتبه للتخطيط لكل الطوارئ، وكيف تتعامل معها إذا حدثت. فدراستك لشيء ما ليس كتجريبه على أرض الواقع.
8- اكتشاف مهارات:
عند التطوع يجرب الشخص العمل في كثير من المواقع والوظائف، وحينها يعرف الكثير عن نفسه، وما الذي يستهويه، وما الأعمال التي لا يحبها على الإطلاق، وما الأعمال التي تناسبه وتناسب شخصيته، فالأعمال التطوعية تساعد الشخص ليتعرف على نفسه، ويعرف الكثر عنها، وعن مهاراته التي يمتلكها وهو لا يعرف.
فالعمل التطوعي يساعد الإنسان على تعلم الكثير عن نفسه، وعن مهاراته، بجانب أنه يجني ويكتسب من العمل التطوعي الكثير من المهارات.
9- يساعدك في حياتك المهنية:
فعند التقدم للعمل وأثناء المقابلة الشخصية، فعندما يعرف مسئولي الموارد البشرية أنك تطوعت في مكان ما، وسوف ينظر لك نظرة مختلفة، وهناك الكثير من الشركات التي تطلب في شروط الوظيفة أن يكون الشخص المتقدم، قد قام بالتطوع فيما سبق، فكل هذا يعزز من قبولك في الوظائف المناسبة لك.
10- تعزز الدافع للإنجاز:
الأعمال التطوعية تعطيك دفعة للنجاح، ففي العمل التطوعي أنت تقوم بهذا العمل بدون ضغط من أحد، ولا تتلقى أي مقابل إزاء ما تفعل، فالمتطوعون يكون لديهم دافع يدفعهم لتحقيق شيء ما على أرض الواقع، ويزيد هذا الدافع بكثرة الأعمال التطوعية التي يقوم بها الشخص، فالتطوع يعزز هذا الدافع أكثر من ذي قبل.
ويتبين لنا في النهاية أن التطوع يترك عظيم الأثر في المتطوع، ويفيض ويجود عليه بالكثير من الخير، ومن هنا نعلم أن الأصل أن التطوع فرض علينا نحن كمسلمين، فقد حثنا نبينا الكريم على كثير من الأشياء، فحثنا على تعليم ما نعلمه للناس، ومساعدة المحتاج، ورعاية اليتيم وكفالته، وكف الأذى عن الطريق، وإطعام الحيوان والرفق به، وكل تلك الصور، ما هي إلا صور للتطوع.
فالتطوع يعود على الفرد والمجتمع والأمة بأسرها بالكثير من الخير والفضل، فالمنوط بنا أن نحرص على القيام به وبانتظام.