محتويات
القرأن الكريم:
فوائد سماع القرأن عند النوم
ما هي فوائد سماع القرأن الكريم؟ أولًا تعالوا نعرف ما هو القرآن الكريم: هو كلام الله عز وجل أنزله على رسوله الصادق الأمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، عبر الوحي جبريل عليه السلام عام 610م عندما كان الرسول يتعبد في غار حراء، وهو معجزة الرسول الخالدة التي تنزلت على قريش، الذين عُرفوا بالفصاحة والبيان فبهتوا لما تلقوا القرآن لعظيم معانيه والإعجاز في آياته لغةً ونحوًا وصرفًا وإبداعًا جماليًا، ويضم القرآن 114 سورة، وكل منها تحتوي على عدد مختلف من الآيات الكريمة، ويعتبر أحد الكتب السماوية وآخرها بعد التوراة والإنجيل والزبور، ويحظى القرآن الكريم بمكانة عظيمة عند المسلمين لكونه كتابهم ومنهج حياتهم بما يشمله من أحكام وتشريعات وقصص نبوية ودلالات.
بالإضافة إلى أنّه يحتوي على منهج الحياة الذي لا بُد للإنسان أن يلتزم به؛ لينجو في الآخرة، والحقيقة أنّ القرآن الكريم آخر الكتب السماويّة، وقد أنزله الله تعالى على آخر الأنبياء والمرسلين، وتتنوع المواضيع في كتاب الله تعالى، حيث يبيّن علاقة الإنسان بخالقه، وعلاقتة بالخلق الآخرين في الدنيا، ومصيره في الآخرة بعد الموت، بالإضافة إلى تعريف الإنسان بنفسه، وكيف خُلقت، ولماذا خلقها الله تعالى، وإلى أين سيكون مصيرها؟ ويحتوي على الأخبار الصادقة، والقصص النافعة، والأوامر والنواهي، وهو نورٌ في القلب، ونورٌ في الوجه، ونورٌ في القبر، ونورٌ مبينٌ يوم القيامة، ومن فوائده أنّه شفاءٌ للأبدان والصدور، فكم من مريضٍ شُفي بسورة الفاتحة، وكم من مبتلى بالوساوس التي تصيب القلوب، والنفوس، والأوهام والتخيلات الباطلة، شفي بالقرآن الكريم.
فوائد سماع القرأن الكريم:
فوائد سماع القرأن عند النوم
إنّ سماع تلاوة القرآن الكريم له آثرٌ كبيرٌ في فهم معانيه، بالإضافة إلى أنّ الصالحين والسلف تعوّدوا على سماعه؛ لما في ذلك من فوائد عديدةٍ، يذكر منها:
سماع القرآن الكريم سببٌ لهداية الإنس والجنّ: وصف القرآن الكريم الذين يستمعون إلى القرآن بأنّهم أصحاب عقولٍ راشدةٍ سليمةٍ؛ ولذلك يتّبعون أحسن القول، وأحسن القول؛ هو كلام الله عزّ وجلّ، ثمّ كلام نبيّه عليه الصّلاة والسّلام، بالإضافة إلى أنّ الله تعالى وعدهم بالهداية لأفضل الأقوال والأعمال والأخلاق الظاهرة والباطنة، حيث قال تعالى:(فَبَشِّرْ عِبَادِ* الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ).
سماع القرآن سببٌ لبكاء العين، وخشوع القلب: كما حصل عندما طلب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من عبد الله بن مسعود أن يقرأ عليه القرآن، فقال: (اقرَأْ عليَّ، قال: قلتُ: أَقرَأُ عليكَ وعليكَ أُنزِلَ؟ قال: إني أشتَهي أن أسمَعَه مِن غيري، قال: فقرَأتُ النساءَ حتى إذا بلَغتُ “فكيفَ إذا جِئنا مِن كلِّ أمةٍ بشهيدٍ وجِئنا بكَ على هؤلاءِ شهيدًا”، قال لي: كُفّ، أو أمسِكْ، فرأيتُ عينَيه تَذرِفانِ)، وقد يكون طلب الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أن يسمع القرآن الكريم؛ ليتدبّره ويتفهّمه؛ لأنّ المستمع لديه القدرة على تدبّر الآيات أكثر من القارئ، كما أنّ السماع أبلغ في التفهّم والتدبّر من قراءته بنفسه، ومن الجدير بالذكر أنّ الخشوع و البكاء عند سماع كلام الله لم يكن محصوراً بالنبيّ -عليه الصّلاة والسّلام وحده، بل كان هدي الأنبياء جميعاً، حيث كانت تخشع قلوبهم وتتأثّر من ذكر الله، ثمّ تفيض أعينهم من الدمع، كما قال تعالى:(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا).
استماع القرآن سبب لرحمة الله: حيث ان من الدلائل علي ذلك أن قد أَخبر النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم أن الاجتماع للقرآن وتدارسه واستماعه له فوائد عظيمة وجليلة، منها: حصولهم على رحمة الله تعالى، في قوله صلّى الله عليه وسلّم: (وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْت مِنْ بُيُوتِ الله، يَتْلُونَ كِتَابَ الله، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمْ المَلاَئِكَةُ، وَذَكَرَهُم اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ ).
وفي كتاب الله الشريف قال الله تعالي بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ .