ماهي قصة أصحاب الغار الذين دعوا الله دعاء المضطر | مختصرة
من هم أصحاب الغار؟ تعد قصة أصحاب الغار واحدة من أبرز القصص الإسلامية الشهيرة التي وردت في السنة النبوية الشريفة والتي تروي لنا قصة ثلاثة رجال قد أوو إلى غار للمبيت به فحدث لهم ابتلاء كبير، وأصبحوا في أشد الحاجة الى الله تعالى.
فإذا كان لديك فضول شديد للتعرف على إجابة سؤال من هم أصحاب الغار، فعليك بالاطلاع على محتوى هذا المقال.
اقرأ أيضاً قصة أصحاب الرس
اقرأ أيضاً قصة أصحاب الكهف
من هم أصحاب الغار
يُعرف أصحاب الغار على أنهم ثلاثة رجال قد سقط عليهم المطر الغزير بعد أن خرجوا وابتعدوا عن ديارهم، ولم يجدوا مأوى يحتموا به غير غار يوجد بجبل كان قريباً منهم، فلم يترددوا في دخوله.
ولكن قد حدث ما لم يكن في الحسبان؛ فمن شدة السيول وقعت صخرة كبيرة من أعلى الجبل فـ انجرفت أمام الغار حتى سدت الباب عليهم، وأصبح لا يوجد لهم سبيل للخروج، كما أنهم لا يستطيعون تحريك الصخرة التي سدت الغار، ولم يعرف بخبرهم أي مخلوق إلا أنهم كانوا على يقين بالله أن بابه لا يُغلق أبدا وأن قدرته فوق كل شيء.
تضرع أصحاب الغار إلى الله
طلب أحد الرجال من أصحابه التوسل إلى الله تعالى بأن يدعو كل واحدٍ منهم دعوة المضطر بحيث يرجو فيها ربه بأكثر عمل صالح قام به لوجه الله.
فبدأ الأول:
بالتوسل إلى ربه ببره لوالديه في كبرهما وكيف أنه كان يهتم بأن يسقيهم الحليب قبل صغاره، وذات يوم قد تأخر في عمله، فعاد إلى بيته بعد أن نام والده، فلم يرغب في أن يوقظهم من منامهما.
وفي ذلك الوقت كره أن يُسقي صغاره الحليب قبلهما، وظل طوال ليلته ممسكاً بالإناء في يده وهو في انتظار أن يستيقظ والده، بينما يبكي صغاره على قدميه حتى مطلع الفجر يريدون الطعام.
وبدأ الثاني:
بالتوسل إلى الله بمدى خوفه منه عزوجل، وكيف أنه تجنب الفواحش مع توفر القدرة لديه على فعلها، وتيسير الأسباب له؛ حيث أنه كان يحب ابنة عمه بشدة، وكان يراودها مراراً عن نفسها إلا أنها كانت ترفض بشدة.
ولكن بعد ذلك قد أُصيبت بأمر جعلها في أمس الحاجة إليه، فاضطرت لقبول طلبه مقابل مبلغ من المال، ولكنه حين استجاب لطلبها وقعد منها وكأنها امرأته شعر بالخوف من الله في قلبه، فابتعد عنها وترك لها المال وهو يرجو بذلك رحمة الله.
وبدأ الثالث:
بالتوسل إلى الله بأمانته؛ حيث أنه قام باستئجار أجير؛ حتى يؤدي إليه أحد الأعمال، وبعد أن انتهى الأجير من عمله عرض الرجل عليه الأجر، تركه الأجير زاهداً فيه.
ولكن على الرغم من الأجير قد تركه بنفسٍ راضية، إلا أن الرجل قد حفظ له أجرته ونمت حتى أصبحت مالاً كثيرا، وبعد فترة طويلة جاء الأجير وطلب حقه القديم، أعطاه الرجل كل ما جمعه من المال من أجله.
استجابة الله لِتضرعهم
وبذلك قد حدثت المعجزة واستجاب الله تعالى لهم جميعًا؛ حيث كانت الصخرة تتحرك قليلاً كلما ذكر أحدهم الدعاء الخاص به، بل وتفتت الصخرة تماماً بعد الدعاء الأخير، وخرج الثلاثة من الغار دون أن يصيبهم أي ضرر.
الدروس المستفادة من قصة أصحاب الغار
دائماً تكون هناك الدروس التي نأخذها من أخبار الأولين، وسير الصالحين؛ حتى تكون لنا بمثابة العظة؛ لذلك سنتعرف فيما يلي على الدروس المستفادة من قصة أصحاب الغار والتي منها
- الحرص على إخلاص النية في العمل الصالح، وفعله ابتغاءًا لوجه الله تعالى.
- منزلة بر الوالدين، وعظم مكَانتهما عند الله تعالى؛ حيث أنه لم يكن فرضاً على الرجل أن يفعل ما فعل، ولا يوجد حرج إن سقى صغاره إلا أنه اختار أن يظل واقفاً على رأْسهما حتى يستيقظا ابتغاءًا لوجه الله تعالى، وقد قبل الله تعالى منه هذا العمل.
- التوسل إلى الله تعالى وحده بالدعاء وسؤاله وحده بيقين وإيمان.
- يستفيد الإنسان من الأعمال الصالحة التي لا يرجو بها إلا وجه الله عندما تصيبه شدة أو تنزل به ضائقة.
كذلك من أهم الدروس المستفادة من قصة أصحاب الغار
- الخوف من الله تعالى ومراقبته في كل الأحوال؛ حيث أن قصة الرجل الثاني تعلمنا ذلك.
- الاستجابة لفرض الزكاة التي شرعها الله؛ حتى لا يحتاج الفقراء إلى كسب المال من مصادر غير مشروعة.
- تقديم حب الله على حب الشهوات والمعاصي، وتهذيب النفس وحفظها من الفتن من أجل الله عز وجل.
- كما يُستفاد من قصة الرجل الثالث أهمية مراعاة حقوق الغير.
- لا يمكن لإنسان أن يتخيل كرم الله وفرجه؛ لأنه وحده القادر على الإخراج من المحن بمجرد الدعاء له، والتوسل إليه .
- جواز التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة، بشرط أن تكون النية فيها خالصة لله.
قصة أصحاب الغار مختصرة
قصة أصحاب الغار باختصار هي قصة ثلاث رجال خرجوا من ديارهم لغرضٍ ما، فنزل عليهم المطر الغزير في الطريق فبحثوا عن ملجأ يحتمون فيه فلم يكن أمامهم إلا الغار الموجود في الجبل.
ومن غزارة المطر جُرفت صخرة عملاقة أمام الغار من أعلى الجبل فـ سدت عليهم الباب، ولم يوجد لديهم سبيل إلى إيصال خبرهم إلى الناس حتى لو صاحوا بأعلى أصواتهم فلن يصل صوتهم.
وعندما وصلوا إلى حالة الاضطرار أشار أحدهم أن يتوسل كل واحد منهم إلى ربه بأرجى عمل صالح قصد به وجه الله، وكان كلما ذكر واحد منهم عمله تزحزحت الصخرة قليلاً حتى أتم جميعهم الدعاء فـ تفتت الصخرة بشكل كامل وخرج الثلاثة يمشون.
صحة حديث الثلاثة في الغار
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “انْطَلَقَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى آوَاهُمُ الْمبِيتُ إِلَى غَارٍ فَدَخَلُوهُ، فانْحَدَرَتْ صَخْرةٌ مِنَ الْجبلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمْ الْغَارَ، فَقَالُوا: إِنَّهُ لاَ يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلاَّ أَنْ تَدْعُوا الله تعالى بصالح أَعْمَالكُمْ قَالَ رجلٌ مِنهُمْ: اللَّهُمَّ كَانَ لِي أَبَوانِ شَيْخَانِ كَبِيرانِ، وكُنْتُ لاَ أَغبِقُ قبْلهَما أَهْلاً وَلا مالاً فنأَى بِي طَلَبُ الشَّجرِ يَوْماً فَلمْ أُرِحْ عَلَيْهمَا حَتَّى نَامَا فَحَلبْت لَهُمَا غبُوقَهمَا فَوَجَدْتُهُمَا نَائِميْنِ، فَكَرِهْت أَنْ أُوقظَهمَا وَأَنْ أَغْبِقَ قَبْلَهُمَا أَهْلاً أَوْ مَالاً، فَلَبِثْتُ وَالْقَدَحُ عَلَى يَدِى أَنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُما حَتَّى بَرَقَ الْفَجْرُ وَالصِّبْيَةُ يَتَضاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمي فَاسْتَيْقظَا فَشَربَا غَبُوقَهُمَا. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَة، فانْفَرَجَتْ شَيْئاً لا يَسْتَطيعُونَ الْخُرُوجَ مِنْهُ.
قَالَ الآخر: اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانتْ لِيَ ابْنَةُ عمٍّ كانتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ، كُنْتُ أُحِبُّهَا كَأَشد مَا يُحبُّ الرِّجَالُ النِّسَاءِ، فَأَرَدْتُهَا عَلَى نَفْسهَا فَامْتَنَعَتْ مِنِّى حَتَّى أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ مِنَ السِّنِينَ فَجَاءَتْنِي فَأَعْطَيْتُهِا عِشْرينَ وَمِائَةَ دِينَارٍ عَلَى أَنْ تُخَلِّىَ بَيْنِى وَبَيْنَ نَفْسِهَا ففَعَلَت، حَتَّى إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا قَالتْ: اتَّقِ اللهَ وَلاَ تَفُضَّ الْخاتَمَ إِلاَّ بِحَقِّهِ، فانْصَرَفْتُ عَنْهَا وَهِىَ أَحَبُّ النَّاسِ إِليَّ وَتركْتُ الذَّهَبَ الَّذي أَعْطَيتُهَا، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعْلتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ، فانفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ غَيْرَ أَنَّهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ مِنْهَا.
وقَالَ الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ إِنِّي اسْتَأْجَرْتُ أُجرَاءَ وَأَعْطَيْتُهمْ أَجْرَهُمْ غَيْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ تَرَكَ الَّذي لَّه وَذَهبَ فثمَّرت أجْرَهُ حَتَّى كثرت منه الأموال فجائني بَعدَ حِينٍ فَقالَ يَا عبدَ اللهِ أَدِّ إِلَيَّ أَجْرِي، فَقُلْتُ: كُلُّ مَا تَرَى منْ أَجْرِكَ: مِنَ الإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَم وَالرَّقِيق فقالَ: يا عَبْدَ اللَّهِ لا تَسْتهْزيْ بي، فَقُلْتُ: لاَ أَسْتَهْزيُ بِكَ، فَأَخَذَهُ كُلَّهُ فاسْتاقَهُ فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْه شَيْئاً، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتغَاءَ وَجْهِكَ فافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ، فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ فخرَجُوا يَمْشُونَ“.
الحديث صحيح ومصدره صحيح البخاري فقد رواه ابن عمر رضي الله عنه، وفيه عدة أمور أهما:
- أهمية التوسل إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة.
- بيان فضل الإخلاص.
- بيان فضل بر الوالدين، وفضل تَقديمهما على الأهل والأقارب.
- فضل مراقبة الله تعالى، والخوف منه والتعفف عن الحرام الذي نهى عنه.
- الحذر من الطمع وبذل الخير للآخرين دون التماس أجر منهم على ذلك.
قصة أصحاب الغار للأطفال
كان في قديم الزمان حدثت قصة جميلة أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، وهي قصة ثلاثةٍ في الغار…
عزم الثلاثة على الخروج من بيوتهم والسفر إلى قضاء أغراضهم، وبعد أن صاروا في الصحراء، هبت عاصفة قوية، وأمطار غزيرة جعلتهم يأوون إلى مكان يحميهم ولم يكن أمامهم سوى غار في الجبل.
دخل الثلاثة الغار، ووقعت صخرة كبيرة من شدة السيول أمام باب الغار فانسد عليهم، وفقدوا الأمل في محاولة تحريكها ولم يكن أمامهم سوى أن يدعون ربهم؛ حتى يخرجوا من هذا الغار…
ثم بدأ كل واحدٍ منهم في التوسل إلى الله بعملٍ صالح قام بعمله بنية خالصة لوجهه تعالى؛ حتى استجاب الله لهم وتحركت الصخرة من على باب الغار، فانفتح لهم وخرجوا لاستكمال حياتهم.
وننصحك بمشاهدة هذا الفيديو أنت وطفلك لتتعرف أكثر على قصة أصحاب الغار
الأسئلة الشائعة لقصة أصحاب الغار
ما هي أهمية التعاون على فعل العمل الصالح؟
يجب العلم أن العمل الصالح والحرص على التعاون والتكامل بين أفراد الأمة من أهم السبل التي تعين على إزالة الغمة والصخرة الموجودة على الأمة.
ما هو الشئ الذي جعل أعمال الثلاثة ترقى للقبول؟
الشيء الذي أعمال أصحاب الغار ارتقت إلى القبول من الله عز وجل هو أنهم حافظوا على أعمالهم؛ لذلك فإن كل مسلم يتمكن من يجعل ذلك السر في حياته، بمعنى أن: يتصدق بصدقة ويحافظ عليها، أو يقوم بأي عمل ابتغاءًا لوجه الله ويحافظ عليه؛ حتى تتحول هذه المحافظة إلى درجة عالية من القبول.
في نهاية المقال، نذكر أننا تعرفنا معاً على قصة أصحاب الغار الذين رفع الله عنهم البلاء عند تضرعهم إليه بأعمالهم الصالحة.