قصة أصحاب الكهف مختصرة نقدمها لكم حيث تعد قصة أصحاب الكهف واحدة من القصص القرآني التي اهتم القرآن الكريم بأن يبين لنا أحوال أصحابها الذين فروا بدينهم من قريتهم التي كانت تعبد الأصنام من دون الله والتي كان يوجد بها ملك ظالم يجبر المؤمن في أهل القرية على الرجوع إلى الشرك أو الرجم حتى الموت.
وتجدر بنا الإشارة إلى أن هذه القصة نزلت لِتثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم وتصديقاً لِرسالته وفيما يلي سنقدم لك قصة أصحاب الكهف مختصرة.
قصة أصحاب الكهف مختصرة
كانت هناك مجموعة من الفتية نشأوا في قريةٍ مُشركة يَسجد قومها للأصنام، ويقدمون لها الهدايا والقرابين، ولا يرضون أن يمسها أحدٍ بسوء بل ويؤذون كل من يكفر بها ويكفر بعبادتها.
فاجتمع هؤلاء الفتية التي رفضت السجود لِغير خالقها و قرروا النجاة بدينهم وبأنفسهم حيث زهدوا الحجر الفسيحة وتركوا قومهم وما يعبدون من دون الله ثم اعتزلوهم في كهفٍ بعيد؛ حتى يسلموا من الشرك والأذى فثبتهم الله وزاد هداهم وألهمهم طريق الرشاد.
خروج الفتية من المدينة إلى الكهف المهجور
خرج الفتية من مدينتهم إلى الكهف الضيق المهجور باصطحاب كلبهم واستقروا في ذلك الكهف الموحش تاركين المنازل المريحة ثم دخلوا في نومٍ عميق وخير دليل على ذلك من القرآن الكريم قول الله تعالى:
“وتَرَى الشَّمسَ إذَا طلعَت تزاوَرُ عن كهفِهِمْ ذاتَ اليمِينِ وإذَا غربَت تقرِضُهُمْ ذاتَ الشمَالِ وهُمْ في فجوَةٍ منهُ ذلِكَ منْ آياتِ اللَّه مَن يهدِ اللَّهُ فهُوَ المهْتَدِ ومَن يضلِلْ فلَن تجِدَ لهُ ولِيًّا مرشِدًا“.
حراسة كلب أصحاب الكهف
استلقى الفتية في الكهف وجلس الكلب الذي اصطحبهم في رحلتهم على باب الكهف؛ حتى يحرسهم ويمنع عنهم أي أذى والذي قد ورد ذكره في قول الله تعالى:
“وكَذلِكَ بعَثناهُمْ ليتسَاءَلُوا بينَهُمْ قَالَ قائِلٌ منهُمْ كمْ لبِثتُمْ قالُوا لبِثنَا يومًا أوْ بعضَ يومٍ قالُوا ربُّكُم أعلَمُ بمَا لبِثتُمْ فابعَثُوا أحدَكُمْ بورقِكُمْ هذِهِ إلَى المدِينَةِ فليَنظُرْ أيُّهَا أزكَى طعامًا فليَأْتِكُمْ برزْقٍ منْهُ وليتلَطَّفْ ولَا يشْعِرَنَّ بكُمْ أحَدًا“.
كما تبين لنا الآية الكريمة المعجزة الإلهية التي حدثت لهؤلاء الفتية فقد ناموا ثلاثمئة وتسع سنوات وكانت الشمس تشرق عن يمين كهفهم وتغرب عن شماله دون أن تصيبهم أشعة الشمس في أول النهار أو آخره.
حال أصحاب الكهف في كهفهم
كان يتقلب أصحاب الكهف أثناء نومهم؛ حتى لا تُبلى أجسادهم فكان الناظر إليهم يشعر بالرعب لِكثرة تقلبهم وبعد أن مضى المئات الثلاث بعثهم الله مرة أخرى إلا أنهم لم يدركوا كم مضى عليهم من الوقت في نومهم وكانت آثار النوم واضحة عليهم وتساءلوا كم لبثنا؟ فأجاب بعضهم يوماً أو بعض يوم.
إلا أنهم تجاوزا مرحلة الدهشة والحديث عن مدة النوم إلى الحديث عن تدبير أمورهم فبدأوا بإخراج النقود التي كانت معهم؛ حتى يتوجه واحدٍ منهم إلى المدينة لِيشتري لهم الطعام الطيب بتلك النقود.
نزول أحد فتية الكهف إلى المدينة
ذات يوم قرر أصحاب الكهف أن يرسلوا واحدٍ منهم إلى المدينة؛ حتى يحضر لهم الطعام ويتفقد أحوال أهل المدينة دون أن يشعر به أحد؛ حتى لا يعاقبهُ جنود الملك الظالم إن علموا بأمره ويجبرونه على العودة إلى الشرك أو يرجمونهُ حتى الموت ثم يأتي لِيخبر أصحاب الكهف بكل ما حدث من أشياء جديدة بعد انتقالهم إلى ذاك الكهف المهجور.
خرج الفتى متجهاً إلى المدينة والتي لاحظ أنها لم تكن كسابق عهده بها؛ حيث تغيرت الأماكن والبضائع والنقود والوجوه فبدأ يشعر بالاستغراب ويتساءل كيف حدث هذا في يوم وليلة.
التغييرات التي حدثت في المدينة
لاحظ أهل القرية أن هذا الفتى غريباً من ثيابه التي يلبسها ونقوده التي يحملها وعندما نزل إلى السوق لِيشتري الطعام والأغراض، استغرب الجميع النقود التي يحملها فأخذوه إلى حاكم المدينة.
بدأ الفتى بِسرد ورواية قصته إلى الحاكم فعلم الفتى أن المدينة التي خرج منها هو وأصحابه قد آمنت وهلك الملك الظالم وجاء مكانه رجل صالح فعلم الجميع أمره وفرحوا به وذهبوا معه إلى الكهف الذي يعيش فيه أصحابه.
ثم أخبر الفتى أصحابه بما حدث له في المدينة، وقص عليهم كل ما حدث لها من تغيرات، فعلموا أن لِنومهم كل هذه الفترة حكمة لا يعلمها إلا الله، ثم ماتوا مباشرةً واختلف الآراء حول عددهم والدليل على ذلك قول الله تعالى:
“سيَقولُونَ ثلاثَةٌ رابِعُهُمْ كلبُهُمْ ويقولُونَ خمسَةٌ سادسهُمْ كلبُهُمْ رجمًا بالغيبِ ويقُولُونَ سبعَةٌ وثامنُهُمْ كلبُهُمْ قلْ ربِّي أعلَمُ بعدَّتِهِمْ ما يعلمُهُمْ إلَّا قلِيلٌ فلا تمَارِ فيهِمْ إلَّا مرَاءً ظاهرًا ولا تستَفْتِ فيهِمْ منهُمْ أحَدًا“.
كما اختلفوا في بناء مسجد عليهم أو سد باب الكهف قال تعالى:
“وكَذَلِكَ أعثَرْنَا عليْهِمْ لِيعلَمُوا أنَّ وعدَ اللَّهِ حقٌّ وأَنَّ السَّاعةَ لا ريبَ فيهَا إذْ يتنَازَعُونَ بينَهُمْ أمرَهُمْ فقالُوا ابنُوا عَليهِمْ بنيَانًا ربُّهمْ أعلَمُ بهِمْ قالَ الَّذينَ غلبُوا علَى أمرِهِمْ لنتَّخِذَنَّ عليْهمْ مسجِدًا“.
الأمور التي تتعلق بقصة أصحاب الكهف
ومن الجدير بالذكر، أننا ما زلنا نجهل الكثير من الأمور التي تتعلق بقصة أصحاب الكهف مثل:
- أنهم كانوا قبل زمن عيسى أم بعده؟
- وهل آمنوا بربهم من تلقاء نفسهم أم أن أحداً من الحواريين دعاهم للإيمان؟
- كذلك من الأمور التي نجهلها عن أصحاب الكهف هو أنهم كانوا في بلدة الروم أم في فلسطين؟
- وهل كانوا ثلاثة فتية ورابعهم هو الكلب؟ أم أنهم كانوا خمسة وسادسهم الكلب؟ أم أنهم كانوا سبعة وثامنهم كلبهم؟.
فكل هذه أمور مجهولة لا يعلمها إلا الله، كما أن الله عز وجل أمرنا بالتسليم بما جاء منها وإرجاع العلم إلى الله ونهانا عن الجدال فيها.
المستفاد من قصة أصحاب الكهف
لا بد أن يتدبر المسلم ويتفكر في قصص القرآن دون أن يمر مروراً سريعاً؛ حتى يتعلم العبرة والعظة منها ومن ثم استخلاص الدروس التي ينبغي أن يسير عليها طوال عمره وإلا لم يكن كذلك، فإنه يكون كالحمار الذي يحمل أسفارا؛ لذلك سنتعرف سوياً على الدروس المستفادة من قصة أصحاب الكهف:
- أن الفتية اختاروا الذهاب إلى الكهف تحصناً وفراراً من الفتنة التي كانت في زمنهم.
- أن اللجوء إلى الله سمة من أهم سمات المؤمن؛ حيث أن الله يثبت من لجأ إليه واعتمد عليه.
- نوم أصحاب الكهف كل هذه الفترة حفظ قلوبهم من الاضطراب والخوف.
- الحكمة من الضرب على آذانهم كما بينت الآية حتى لا يسمعوا من حولهم وهذا يبين لنا أن النوم كان عميقاً.
- تبين لنا هذه القصة قدرة الله وحكمته ورحمته وإحاطة علمه بكل شيء؛ حيث جعلهم كأنهم أيقاظ ولا عجب في ذلك لأن قدرة الله لا حدود لها فعلى العبد أن يدرك أن خلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس.
- جمع الفتية بين الإقرار بتوحيد الربوبية والإلهية وتبرؤوا من الشرك.
- أن الله تعالى لطف بهؤلاء الفتية و وفقهم للإيمان والهدى والصبر وطمأن قلوبهم.
- عناية الله بمن آمنوا به إيماناً لا تشوبه أي شائبة فتولى حفظهم من أن يأتي عليهم شيئاً من البلاء.
في نهاية المقال، نذكر أننا قدمنا لك قصة أصحاب الكهف مختصرة، كما تعرفنا على الدروس المستفادة منها.
اقرأ ايضاً: أفضل كتب للأطفال في عمر 10 سنوات للقراءة