يبحث الكثير من الآباء والمربين بشكل عام عن قصص دينية للأطفال، كي تساعدهم في توجيه أطفالهم وتعليمهم السلوك القويم، من خلال تقديم نماذج محببة إلى قلوبهم، يقتدون بها، فالأطفال يحبون القصص والحكايات، وهي أفضل وسيلة تربوية يمكن اللجوء إليها لإرشادهم، بدلاً من توجيه الأوامر والنصائح التي يتعمدون عصيانها.
فالطفل بطبعه عنيد يرفض أوامر الكبار، أما سماع القصص والحكايات فهي هدف يسعى إليه، ويلح في طلبه، لذا فتقديم الحكايات الهادفة والمسلية إليه من أهم وسائل التواصل والترابط بينه وبين المربين، كما يمكن تقديم القصص إليه كمكافأة جيدة له على حسن سلوكه، لذا سنقوم بتقديم مجموعة من أفضل الحكايات الدينية الهادفة والمميزة للأطفال، فتابعنا لتتعرف عليها
اقرأ أيضاً : أفضل كتب قصص للأطفال PDF للقراءة والتحميل
قصص دينية للأطفال 4 سنوات
جلس الأب محمد مع بناته الصغار ليلى وملك، وأراد أن يعلمهم درساً هاماً، وهو أن الله يرانا ويسمعنا أينما كنا، فليس هناك ما يمكن أن يخفى عليه، فوضع الأب أمام بناته تفاحتان، وطلب من كل واحدة أن تختار مكان لا يمكن لأحد أن يراها فيه، وتذهب إليه وتأكل التفاحة،فمسكت ليلى التفاحة، وذهبت إلى غرفتها، وأغلقت الباب جيدًا، وأكلت وهي وحيدة في الغرفة.
أما ملك فعادت إلى أبيها ولم تأكل التفاحة، فأبدى الأب دهشته وسألها لماذا لم تأكل تفاحتها، فأخبرته أنها كلما ذهبت إلى أي مكان، تجد أن الله سبحانه وتعالى يراها فيه ويسمعها، فأعجب الأب بذكاء طفلته، ونادى ابنته الأخرى ليلى، ليخبرهم بالدرس الذي أراد أن يعلمهم إياه، وهو أنه لا يوجد أي شيء يخفى عن الله تعالى، فهو يرانا ويسمعنا في كل زمان ومكان.
قصص دينية للأطفال من القرآن الكريم
نشأ سيدنا إبراهيم عليه السلام في بيئة وثنية، سادت فيها عبادة الأصنام، ورغم ذلك لم يسجد يوماً لصنم، فقد من الله تعالى عليه برجاحة العقل منذ حداثة عمره، وعندما نزلت عليه الرسالة من الله تعالى، ليبدأ بتبليغ قومه، ودعوتهم لعبادة الله الواحد الصمد، وترك عبادة الأوثان التي لا تنفع ولا تضر.
بدأ بأبيه آزر، واختار أرق العبارات ليدعوه بها، ولكن رفض أباه الدعوة، وأصر على عبادة الأصنام، التي هي بالنسبة إليه دين الآباء والأجداد، وكذلك فعل كل من دعاه أبينا إبراهيم عليه السلام من قومه.
وعندما قوبلت الدعوة بالرفض الشديد، أراد سيدنا إبراهيم أن يلقنهم درساً عملياً، ويثبت لهم أن تلك الأصنام التي يعبدونها لا نفع منها ولا ضرر، وأنها لا تستحق العبادة.
وعندما جاء يوم العيد، ذهب قومه وبقي هو، ثم ذهب إلى المعبد، وأمسك بيده فأساً، حطم به جميع الأصنام، إلا أكبرها، ثم وضع على ظهره الفأس وذهب.
ولم يكن أبينا إبراهيم يعلم أن هناك عيناً تراه، فقد لمحه طفل صغير وهو يدخل خفيةً إلى المعبد، وعندما عاد قومه ورأوا ما قد حدث لأصنامهم، انفجر غضبهم كالبركان، وتساءلوا عن من فعل ذلك بآلهتهم.
فدلهم الغلام على سيدنا إبراهيم، فذهبوا إليه وسألوه، “أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم” فأراد أن يثبت لهم عجز أصنامهم عن الرد فقال، بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون”.
فرد قومه عليه قائلين: “لقد علمت ما هؤلاء ينطقون” ، فوجد عليه السلام أن ردهم هو أكبر دليل على عجز هذه الأصنام فقال لهم ساخراً منهم: أفتعبدون من دون اللّه ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضركم ، أفٍ لكم ولما تعبدون من دون اللّه أفلا تعقلون”.
فاشتعل غضبهم وقرروا حرقه بالنار انتقاماً لأصنامهم، وقاموا بجمع الحطب وإشعال النيران، ثم أوثقوا أبينا إبراهيم وألقوه فيها، ورغم شدة النيران التي لم يجرؤ أحد على الاقتراب منها، إلا أنها لم تمسه بسوء، وكانت عليه برداً وسلاماً كما أمرها الله تعالى.
ويقال أنه بقى فيها ما يزيد عن أربعين يوماً وظلت النار مشتعلة، ولم تحرق سوى الحبال التي قيد بها، وخرج أبينا إبراهيم سليماً في نهاية الأمر، وتعد هذه القصة الرائعة من أبرز وأهم معجزات أنبياء الله تعالى، عليهم جميعاً سلام الله.
قصص دينية للأطفال عن الصدق
كان هناك بيت صغير يقع في منطقة قريبة من بغداد، وكان يعيش في هذا البيت طفل صغير وأمه، وفي يوم من الأيام قرر الصبي السفر مع قافلة متجهة إلى بغداد، طلباً للعلم، وقبل أن يودع الطفل أمه، منحته أربعين دينار، ليلبي بها حاجاته أثناء رحلته، حتى تستقر به الأمور، وطلبت منه أن يعاهدها بشيء معين، وهو أن لا يلجأ إلى الكذب مهما اضطرته الأمور، وبالفعل عاهدها ولدها بذلك.
ثم خرج الصبي ليلحق بالقافلة، ثم سارت القافلة في الصحراء لعدة أيام، وقبل الوصول إلى بغداد، هجم عليهم قطاع طرق، وتوعدوا بأن يأخذوا كل شيء معهم.
فرد عليهم أحد المسافرين، بأن يتركوهم يكملوا رحلتهم، فهم لا يملكون أي نقود، ثم نظر أحد قطاع الطرق إلى الصبي، وسأله هل يملك أي أموال، فأجاب الفتى في ثبات واضح، بأنه بالفعل يمتلك أربعون ديناراً، فضخك قاطع الطريق بشكل هستيري، وظن أن الصبي يكذب، أو أنه يعاني من اضطرب في عقله، وذهب به إلى زعيمهم، وقص عليه ما دار بينه وبين الصبي.
وكانت المفاجأة أنهم وجدوا بالفعل هذا المبلغ مع الصبي، فتعجب الزعيم وسأله عن سبب عدم كذبه، كما كان يتوقع أن يفعل من هو في مثل موقفه، فأخبره الصغير عن عهده مع أمه، وأنه لا يرغب أبداً في خيانة عهده معها، فتأثر زعيم قطاع الطرق، بحفاظ الفتى الصغير على عهده مع أمه، حتى لو كلفه هذا الأمر كل ما يملك من نقود، وخيانة قاطع الطريق لعهده مع ربه، وشعر بالخجل من نفسه، وأعلن أمام الجميع توبته، وقرر رد المسروقات إلى القافلة.
قصص دينية للأطفال قبل النوم
أنزل الله تعالى رسالته على نبيه يونس عليه السلام، وأمره بدعوة قومه أن يعبدوا الله الواحد الأحد، ويتركوا عبادة الأوثان، وبالفعل بدأ نبي الله يونس في دعوتهم، ولكن قابلوا دعوته بالرفض، وكفروا برسالته واتهموه بالكذب.
فظل نبي الله يدعوهم لمدة 33 عاماً، ورغم ذلك لم يستجب إلى دعوته غير رجلين من قومه، فحزن سيدنا يونس لذلك، وتمكن الشعور باليأس منه، وغادر بلدته نينوى، ظناً منه أن هذا الفعل لن يغضب الله تعالى، لأنه قد فعل كل ما يستطيع لهداية قومه.
فأنزل الله تعالى العذاب على أهل هذه القرية، بعد أن فارقها نبيه، فاسودت السماء وغشيهم الدخان، وأتت السحب السوداء، فأدرك قومه أن هذا عذاب قد حل عليهم من الله تعالى، فبحثوا عن نبي الله يونس، ليساعدهم على التوبة، ولكن لم يجدوه بينهم.
فلجأوا إلى شيخ كبير ليهديهم، فأخبرهم بطريقة يتوبون بها إلى خالقهم، فاجتمعوا جميعاً، ووضعوا الرماد فوق رؤوسهم، ولبسوا القليل من الثياب، تواضعاً لله عز وجل، وأخذوا يتضرعون جميعاً ويسألون الله أن يصرف عنهم هذا العذاب، فقبل الله تعالى توبتهم.
أما عن نبي الله يونس، فكان قد ركب سفينة، ليغادر هذه الأرض، وتمايلت هذه السفينة وتعرضت للغرق في عرض البحر، فاقترحوا أن يلقوا بأحد الركاب في عرض البحر لتخفيف أحمال السفينة، بدلاً من غرقها بجميع من فيها، وتم اختيار هذا الشخص عن طريق الاقتراع، وكان نبي الله يونس عليه السلام.
فأزعج هذا الأمر ركاب السفينة، لما لمسوا من خير وصلاح في سيدنا يونس، فكرروا القرعة ثلاث مرات، وفي كل مرة كان يخرج سهم سيدنا يونس، فألقى سيدنا يونس نفسه، وهو يثق تمام الثقة بأن الله تعالى سوف ينجيه من الغرق، وبالفعل التقمه حوت، وظل في بطنه يستغفر الله، حتى قبل الله توبته، وقذفه الحوت على الشاطئ.
قصص دينية للأطفال عن الصلاة
كان يوسف يلعب مع رفاقه ذات يوم في النادي القريب من المنزل، وكان الجو لطيفاً واللعب ممتع للغاية، ولم يشعر الأصدقاء بمرور الوقت، وفجأة ارتفع صوت المؤذن بآذان العصر، فتوقف يوسف عن اللعب، وأخذ يردد الآذان، فاقترب أحد الأصدقاء منه وسأله، عن سبب توقفه عن اللعب، فأخبره أنه كان يردد الآذان، ثم ردد بعدها دعاء ما بعد الآذان، وهو «اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته».
فاقترب باقي الأصدقاء وسألوه عن سبب ذلك، فأخبرهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي قال فيه: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة، حلت له الشفاعة». رواه مسلم.
فسأله أحد الأصدقاء هل يشفع لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، يوم القيامة حقاً، فأجاب يوسف بنعم، فرسول الله لا ينطق عن الهوى، فردد جميع الأصدقاء الآذان، وشرعوا في العودة إلى اللعب، فقال لهم يوسف، وماذا عن الصلاة يا رفاق، فشعر الجميع بالخجل، وقرروا ترك اللعب، والذهاب إلى المسجد أولاً، ثم مواصلة اللعب مرة أخرى، فالصلاة فرض واجب، ولا يقبل أن يشغلنا أي شيء عنها.
قصص دينية للأطفال عن بر الوالدين
يروى أنه قد خرج رجل إلى الكعبة في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يحمل أمه، ثم طاف بها في البيت الحرام، وبعد أن أتم الطواف، ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال له هل وفيت حقها؟، قاله له صلى الله عليه وسلم، لا، ولا بزفرة واحدة، أي أن ما فعله الرجل لأمه من بر وإحسان، لا يعادل ما شعرت به أمه من ألم أثناء الولادة، ولو لحظة واحدة.
قصص دينية للأطفال عن الرسول
ورد لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يسير ذات مرة في طريق، ووافق ذلك وقت الظهيرة، وكان الجو حار للغاية، فوجد صلى الله عليه وسلم، امرأة عجوز، غير قادرة على المشي، ورغم ذلك تحمل على رأسها بعض الأمتعة، فذهب إليها، وقدم إليها يد المساعدة، وحمل الأمتعة بدلاً منها، ثم سألها عن المكان التي ترغب في الذهاب إليه، وعن سبب خروجها رغم ارتفاع درجة حرارة الجو، الذي يصعب عليها تحملها.
فأخبرته أنها سوف ترحل تماماً عن هذه المدينة، لأنها قد علمت أن بها ساحر، يسمى محمد، وأنها لا تحب العيش في مكان يسكنه السحرة، فصبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها، وظل لطيفاً في تعامله معها، واستمر في الاستماع إليها، ولم ينطق ولو بكلمة واحدة، تعليقاً على حديثها بالسوء والباطل عنه، نتيجة اعتقاداتها الخاطئة.
فلم تكن تعلم أن من يمشي بجانبها، ويحمل عنها أمتعتها، هو النبي الكريم الرحيم محمد، صلى الله عليه وسلم، الذي ظنت به الظنون، وفرت من مدينتها هرباً منه.
وقد لفت نظر العجوز بعض الأشياء في هذا الشاب المتواضع البشوش، مبتسم الوجه، الذي يسير بجانبها، وهو أن وجهه مستنير للغاية، كما أن رائحة عرقه يفوح منها عطر ذكي، وبعدها وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمرأة العجوز إلى المكان التي ترغب فيه.
فوضع الأمتعة التي كان يحملها لها، وكاد أن يودعها ويغادر، فنادته العجوز، وسألته عن اسمه، فقال لها أنا محمد الذي غادرت البلدة بسببه، فاعتنقت المرأة الإسلام، بفضل أخلاق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد كان حقاً قرآن يمشي على الأرض.
قصص دينية للأطفال عن الكذب
كان هناك عصفور صغير، يسكن العش مع والديه، وكان يظل هذا العصفور وحيداً كل يوم، يراوده الشعور بالملل، عندما يخرج والداه إلى العمل، ودائماً كانت الأم تحذر العصفور الصغير من الخروج خارج العش وحده دون علمهما، لذا كان يخاف الخروج من العش للعب والمرح والهروب من الملل، كلما حدثته نفسه بذلك.
ولكن في يوم من الأيام قرر الخروج دون علم أبيه وأمه، وحرص أن يعود إلى العش قبل موعد عودتهما من العمل، وكرر ذلك لأكثر من يوم، وعندما كانت تسأل الأم عصفورها الصغير إن كان قد خرج من العش أثناء عدم وجودهما، كان يجيب عليها بالنفي.
وفي يوم من الأيام خرج دون علم أحد من العش، ليلعب ويلهو، فرآه طائر كبير ضخم، وحاول مهاجمته وافتراسه، وعندما رأت العصافير الصغيرة ذلك، ذهبت إلى والد العصفور وأخبرته بما حدث لابنه لينقذه.
ولكن والد العصفور ووالدته لم يصدقا هذا الخبر، لأنهما لا يتوقعان أن ولدهما يمكن أن يذهب بعيداً عن العش دون إخبارهما.
وعندما عادا من يوم عمل شاق، اكتشفا أن العصفور الصغير مصاب بجروح ويتألم، فبكى العصفور الصغير واعتذر لوالديه عن ما بدر منه، ووعدهم بأن لا يكرر هذا الخطأ مرة أخرى، فأخبرت الأم صغيرها أنها سوف تسامحه، ولن تعاقبه هذه المرة على خطأه، لأنه قد اعترف بما فعل دون كذب، ووعدها العصفور الصغير أن يقول الحق دائماً، وأنه لن يعود إلى الكذب مرة أخرى.
وهنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، بعد أن عرضنا لك يا عزيزي مجموعة مميزة من أجمل قصص دينية للأطفال، نرجو أن تكون قد نالت إعجابك.