المقدمة
الابتعاد عن المعاصي أولوية عظمى وهدف كبير، فهناك قاعدة تقول درء المفاسد مقدم على جلب المنافع، فإذ كنت ستقوم بطاعة مقابل أن تكف عن معصية، فالأولى أن تكف عن المعصية عوضًا عن الإتيان بالطاعة.
فالبعد عن المعاصي هدف كل مسلم، صاحب قلب نقي يريد الحفاظ عليه من أن تشوبه أي شائبه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ”، فهدفنا دائمًا الحفاظ على قلوبنا من ارتكاب أي معاصي تلوثعا وتفسدها، حتى تستقيم أمورنا، ويصلح الله حالنا.
وإذا كان لديك أي نصائح أخرى أو طرق أخرى اتبعتها لتساعد الآخرين في الابتعاد عن المعاصي فنرجو منك إخبارنا في تعليق أو من خلال الرابط التالي.. اضغط هنا
1- اكره المعصية في داخلك:
لا بد أن تعظم المعصية في قلبك أولًا، وتعلم أن هذا إثم عظيم حتى لو صغرت المعصية، فهي كبيرة في حق وقدر من تعصيه وهو الله عز وجل، فيجب أن تنكر المعصية في قلبك أولًا، حتى إذا ذللت وفعلتها يكون حاك في صدرك إثمها، وتكون كارهًا فعلتها، فهذا هو الطريق لتعرض عنها فيما بعد ولا تقربها.
2- الحفاظ على الصلاة:
الصلاة لها قدر كبير في البعد عن المعاصي، فالحسنات تذهب السيئات، فقد قال الله تعالى “وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ”. فإذا ابتُليت بعمل معصية فاهرع إلى الصلاة حتى تنزع وطأة المعصية في قلبك، وتخفف عنك، وتزيح هم المعصية. وحتى لا تسئ الظن بالله ويجعلك فعل المعاصي تبتعد عن فعل الطاعات، فالأولى أن تفعل العكس، إذا فعلت معصية فأسرع إلى طاعة تخفف عنك، فيصبح ترك المعصية سهلًا يسيرًا على نفسك.
3- الزم الاستغفار:
الاستغفار من الطاعات التي تعينك على فعل الخير، وتبعدك عن المعاصي، وقد كان رسول الله يستغفر ربه في اليوم سبعين مرة –وهو رسول الله-، وللاستغفار أثر عظيم في حياة المسلم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً)، فكثرة الاستغفار ترقق القلب، وتعينك على ترك المعاصي.
4- اقطع الذنب بالتوبة:
إذا هممت بفعل ذنب فجاهد نفسك حتى لا تفعله، وبذلك تُثاب على مجاهدة لنفسك، أما إذا تغلبت عليك نفسك، فلا تيأس وتب لله عز وجل، والله قادر على أن يقبل توبتك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلا غَفَرَ لَهُ ” ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ : وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ ..” أخرجه أحمد.
5- إقطع الطرق التي تدفعك لارتكاب الذنب:
هناك أشياء تذكرك بالذنب دائمًا، وهناك سبل تسخر لك بين الحين والآخر لذة هذا الذنب، فاحرص على قطع كل تلك الطرق أمام نفسك وشيطانك، فتخلص من كل ما يذكرك بهذا الذنب، وأخلص النية، فاقطع كل تلك الخيوط التي تذكرك بالذنب، وتسهله عليك، واستعن بالله ولا تعجز.
6- الدعاء وطلب العون من الله بصدق:
الدعاء هو حبلك المنين وصلتك القوية بالله عز وجل، فاحرص على ألا تقطعها أبدًا، فقد قال الله تعالى “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”. فاحرص على تعميق الصلة بينك وبين ربك، ولا تمض في الحياة مبتورًا هكذا كأن لا رب لك، فاطلب منه المساعدة والعون فهو القادر على ذلك وحده.
7- الصحبة الصالحة:
من أهم الأسباب التي تزين لك ارتكاب المعاصي، وفعل المنكرات وكل ما يغضب الله عز وجل هو مجالسة أصدقاء السوء، فما إن تُبتلى بهؤلاء حتى يصغر الذنب في عينك، وتستصغره فيجرك نحو الهاوية، فقد حذرنا من ذلك رسول الله فقال: “إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً”. متفقٌ عَلَيهِ.
8- أشغل نفسك:
الفراغ من أشد الأشياء المدمرة لنفس المسلم، وكثيرًا ما يلج الشيطان من هذا الباب، فـ”نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل” ابن تيمية.
فالأولى بالمسلم ألا يمضي في الحياة هكذا دون عمل نافع يعمله، ودور يقوم به، وهدف يشغل باله، فهذا أولى بالمسلم من الفراغ الذي هو باب كل معصية.
9- لا تيأس من رحمة الله:
إياك وأن تيأس من رحمة الله بك، وبقدرته تعالى في معاونتك عن الإقلاع عن هذا الذنب، فاليأس من خطوات الشيطان التي يريد بها أن يثني عزيمتك، ويقعدك عن التوبة، حتى يظل اليأس يلازمك دائمًا، فلا تفقد أبدًأ إيمانك بربك، ومعونته لك.
10- اليقين أن الله قادر على غفر الذنب:
كن على يقين أن الله عز وجل سيقبل توبتك دائمًا، وأنه سبحانه وتعالى قادر على أن يغفر لك كل ذنوبك، فهناك الكثير من الطرق التي من الممكن أن تنال بها عفو الله ومغفرته، فاحرص على طرق هذا الباب دائمًا، ولا تجزع.
في النهاية…
كلما جاهدت نفسك على ترك المعاصي، كلما أثاب الله على ذلك، فَجهاد النفس هو الجهاد الأكبر، وترك المعاصي لا يتم بين ليلة وضحاها، بل يحتاج عزيمة قوية، وقلب مليء بالعزم، حتى ينال رضا الله في النهاية.