كيف أحافظ على الصلاة؟

إن الصلاة هي عماد الدين، و ركن الإسلام الثاني، وهي واجبة على المسلمين في جميع أحوالهم من صحةٍ ومرضٍ، سفرٍ أو إقامة، أمنٍ أو خوف، وهي أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إنَّ أوَّلَ ما يحاسبُ بِه العبدُ يومَ القيامةِ من عملِه صلاتُه فإن صلحت فقد أفلحَ وأنجحَ وإن فسدت فقد خابَ وخسرَ”.

وترك الصلاة ذنبٌ كبير، حتى إن العلماء قد اتفقوا على أن من تركها جحودًا فهو كافر، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال”بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة”.

ويتبين من ذلك أن المحافظة على الصلوات في وقتها أمر لا بدّ منه، ولذلك سنعرض لكم في هذا المقال أهم النصائح والوسائل التي تعين على المحافظة الدائمة على الصلوات المفروضة.

 وإذا كان لديك أي نصائح أخرى أو مقترحات اتبعتها للمحافظة والمداومة على الصلاة فنرجو منك إخبارنا في تعليق أو من خلال الرابط التالي.. اضغط هنا 

مما لا شك فيه أن كل أمرٍ نريد تنفيذه إذ لم يسبقه إرادة وعزيمة ونيّةٌ خالصةٌ لوجه الله فلا فائدة منه، لذلك أولًا تذكر عواقب ترك الصلاة، ومن ثم فرضيتها وثوابها وفضلها العظيم، وقال تعالى: “إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً” وقال تعالى: “وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ”.

وإذا كنت مقصرًا فيما مضى فتب إلى الله توبةً نصوحًا، يتبعها عزمٌ على عدم التقصير، ونيّة خالصة لله تعالى لا يشوبها الرياء.

إن عدم تأخير الصلاة، والقيام إليها مبكرًا مما يعين على عدم التكاسل في أدائها والمحافظة عليها، لذلك حاول دائمًا أن تضبط هاتفك مثلًا على مواقيت الصلاة، وتَتَجهّز إليها قبل الأذان من وضوءٍ وغيره، ثم تقوم للصلاة في أول وقتها، وبذلك تكسب ثواب أداء الصلوات في وقتها، وأيضًا يعينك ذلك على المحافظة عليها.

إنَّ حرص المرء على تواجده دائمًا بين وسطٍ صالحٍ وأصحاب يتّقون الله، يكون دائمًا وسيلة ناجحة للمحافظة على الكثير من العبادات والطاعات، وكذلك المحافظة على إقامة الصلوات، فالصحبة الصالحة دائمًا ما تُذَكِّر بعضها البعض، وتستعين ببعضها على أوقات الفتور والفتن وما إلى ذلك، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “المرء عى دين خليله، فلينظر أحدكم إلى من يخالل”.

فإن التدبر في كلمات الآذان يبعث في المرء الخشوع وسرعة الاستجابة لهذا النداء العظيم، ولعظمة من يناديك.

إن الاستعانة بالدعاء على كل أمرٍ نعزم عليه يبقى إحدى أسرار نجاحه، لذلك اطلب من الله تعالى أن يعينك على إقامة الصلاة دائمًا في أوقاتها، وأن يرزقك الثبات عليها والخشوع فيها.

وذلك هو دأب الصالحين والأنبياء والمرسلين، ومن دعاء خليل الله إبراهيم عليه السلام في ذلك: “رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء”، ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك”.

حاول أن تنظر في الأسباب التي تلهيك عن أداء الصلوات، والتي تلهيك عنها، وابتعد عنها قدر الإمكان، أو قم بتجنبها قبل أوقات الصلوات.

يمكنك استغلال التكنولوجيا في ذلك، قم بتحميل برنامج للأذان والصلاة على الهاتف، حتى لا تتيح الفرصة لنفسك بالغفلة عن مواقيتها أبدًا.

حاول ألا تشغلك المباحات والملهيات دائمًا عن تذكر الآخرة، وأن إلى ربك المنتهى، فذلك مما يعينك على فعل الطاعات، وترك المنكرات، ومنها عدم الغفلة عن الصلوات، بل والمبادرة إليها بشوقٍ وخشوع.

وذلك إما التبكير إلى صلاة الجماعة في المساجد، أو اجتمع بأهل بيتك، وحثهم على ترك ما ينشغلون به، ثم صلّ بهم في جماعة، فذلك مما يعين على عدم التكاسل عن الصلاة.

وتذكر دائمًا قول الله تعالى:”والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا” وأن النفس تحتاج إلى ترويضٍ وتدريبٍ حتى تتذوق حلاوة الإيمان، فإذا ما فعلت لا تبرح أبدا، لذلك إنك إذا ما ذقت حلاوة الصلاة واستشعرت المعاني الإيمانية بها، فلن تتخلى نفسك عن إقامتها أبدًا، ولن تتكاسل عنها يومًا، وتذكر أن الصلاة نورٌ للمسلم يوم القيامة، وأن فيها عونًا كبيرًا لك على هموم الدنيا ومصائبها، فإنك في وقت الصلاة تترك الدنيا وراءك، وتتذكر أن الله أكبر من كل صعوباتها وأحزانها، فتقبل عليه بخشوع وتطلب منه العون على كبدها ومشقاتها.

وفي النهاية..

نسأل الله أن يتقبل صلاتنا، ويرزقنا الثبات عليها ويرزقنا وإياكم حسن أدائها والمداومة عليها وأن يعيننا على ذلك ،فبدون التوفيق والإعانة لن نقدر على الثبات يا الله.