حثت الشريعة الإسلامية على ضرورة أن تكون الفتاة المسلمة صالحة وتقية، وقد أوضحت ذلك من خلال النصوص الواردة بالقرآن الكريم والسنة النبوية، حيث أن خير إجابة لسؤال الفتيات كيف أكون فتاة مسلمة صالحة هو الامتثال لأوامر الله عز وجل واتباع سنة نبيه “صلى الله عليه وسلم”، بهدف حماية الفتاة المسلمة والحفاظ عليها وإرشادها إلى طريق الحق والصواب
اقرأي أيضاً دور المرأة في المجتمع العربي والإسلامي والأسرة
كيف أكون فتاة مسلمة صالحة
يبين القرآن الكريم والسنة النبوية عدة أمور وواجبات يلزم على كل فتاة مسلمة أن تتبعها حتى تكون فتاة صالحة وتقية، ومن بين هذه الأمور التالي:
- أمر الله عز وجل كل فتاة مسلمة بأن تتستر وتحجب زيناتها عن غير محارمها، كما أمرها بالبعد عن تبرج الجاهلية الأولى، ومن الزينة التي يمكن أن تظهرها المرأة “الحلي، الأساور، الصدر، والعنق”، ويتمثل التبرج أيضاً في المشي بالتبختر، فالتبرج هو إظهار وإعلان للعصيان والفجور، وأكد القرآن على ذلك، في قول الله تعالى “وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ” (الأحزاب، 33).
- خاطب الله عز وجل من خلال هذه الآية السابقة نساء الرسول “صلى الله عليه وسلم” بشكل خاص ونساء المسلمين بشكل عام، فنساء الرسول هن أمهات المؤمنين وقدوة للمسلمات يحتذى بها، وأمرن بالقول الحسن الذي لا خضوع فيه وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وإطاعة أوامر الرسول، والبعد عن التبرج، لأن التبرج يؤدي إلى أضرار كبيرة على الأفراد والمجتمعات.
- حرم الله عز وجل على الفتاة المسلمة الصالحة الاختلاط، والمقصد من الاختلاط هو الالتقاء بالرجال غير المحارم في مكان واحد، مما يتيح التواصل بينهم عن طريق النظرات والإشارات والحديث، وقد جرم الإسلام الاختلاط وحرمه لأنه من أهم الأسباب التي تؤدي إلى الفاحشة والفسوق، وخير دليل على ذلك قول الرسول “صلى الله عليه وسلم”، “ألا لا يخلوَنَّ رجلٌ بامرأةٍ إلاَّ كانَ ثالِثَهما الشّيطانُ” (رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عمر بن الخطاب).
- الخلوة من المحرمات التي نهى عنها الله عز وجل ورسوله، والتي تعني انفراد الرجل بالمرأة بعيداً عن عين ومرمى الجميع، ومن المحرمات، زواج المرأة بدون محرم، حيث أكد الرسول “صلى الله عليه وسلم” على ذلك في الحديث النبوي الشريف، “لا تسافرُ المرأةُ إلَّا معَ ذي محرمٍ” (رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس).
- فرض الله عز وجل الحجاب على نساء وفتيات المسلمين ووجب شروطه التالية، بأن يكون ساتراً للبدن وغير شفاف وألا يكون مزيناً أو معطراً، وأن يكون واسعاً وفضفاضاً.
كيف تكون الفتاة المسلمة
لقد كرم الله عز وجل الفتاة المسلمة بشرف عظيم وكرمها العفاف، لذلك وجب على كل فتاة مسلمة صالحة أن تحافظ على هذا الشرف، وسوف نجيب عن سؤال الفتيات كيف أكون فتاة مسلمة صالحة من خلال الآتي:
- أن تلتزم الفتاة المسلمة بدينها وأن تطيع الله عز وجل ورسوله في كافة الأمور الدينية وتبتعد عن المحرمات، من خلال حفاظها على الفرائض والسنن، وأن تظهر عبادتها في أفعالها وتصرفاتها وينعكس ذلك على سلوكها.
- يجب على كل فتاة مسلمة أن تتحلى بالحياء، فالحياء شعبة من شعب الإيمان، ويعتبر زينة الفتاة وحسنها، كما وجب على الفتاة المسلمة أن تغض بصرها عن كل ما حرم الله عز وجل، فغض البصر فرض على الرجال والنساء على حد السواء.
- يلزم على كل فتاة مسلمة طاعة والديها، فبر الوالدين يحقق لها البركة والخير في حياتها، ووجب على الأهل إرشاد الفتاة نحو طريق الرشد والصلاح عن طريق توجيهها نحو الطريق المستقيم.
- فرض على الفتاة المسلمة الصالحة طاعة زوجها والامتثال لأمره، فيما عدا الأمور التي تغضب الله عز وجل، وعلى الفتاة المسلمة أن تكون خير الزوجة الصالحة وأن تعتني بزوجها.
كيف أكون فتاة مرغوبة
هناك العديد من التساؤلات التي تدور في ذهن الفتيات مثل كيف أكون فتاة مسلمة صالحة وكيف أكون مرغوبة، حيث أن كثيراً ما ينجذب الشباب للفتاة بناء على بعض الصفات التي تتوافر فيها، وتتمثل هذه الصفات الجذابة، في:
- الشخصية الرائعة: تعتبر وسامة الشخصية أهم بكثير من وسامة الشكل، حيث ينجذب الرجال إلى الشخصية الإيجابية والمحبوبة والعطوفة والشخصيات المميزة التي تتحلى بالصبر والمسؤولية، وينجذب بعض الشباب إلى الشخصيات الاجتماعية والتي لديها لباقة وطلاقة بالحديث.
- التمتع بالاستقرار النفسي والعاطفي: يجب على الفتاة أن تتحلى بسمة الاستقرار النفسي والعاطفي حتى تكون مميزة ومرغوبة، ولديها القدرة على تحمل الصعاب والمسؤوليات الكبيرة، وتخطي الأمور الصعبة.
- التحلي بالذكاء: يعتبر الذكاء من أهم السمات والصفات التي تجذب الرجل إلى المرأة أو الفتاة، حيث تصبح الفتاة مرغوبة ومحبوبة إذا كانت تتميز بالذكاء والفطنة وتلمح الأمور من النظرة الأولى.
- الثقة بالنفس: إن الثقة بالنفس تجعل الفتاة محبوبة ومرغوبة، فالفتاة التي تقدر ذاتها دون إظهار الغرور على الآخرين أو الشعور بالأفضلية عليهم، مما يمكنها من مواجهة أمور الحياة بثقة أكثر وتفاؤل ومرونة.
- السعي للأفضل: تتميز الفتاة بمواصلة لسعيها للتطوير من نفسها وأن تصبح أفضل من خلال تعلمها من تجارب وخبرات الآخرين، والحفاظ على جهدها ووقتها، وتُعد الفتاة الطموحة الراغبة في الوصول من الشخصيات التي يحبها الشباب وينجذب إليها.
- الاستقلالية: تتميز الفتاة بالاستقلالية والاعتماد على النفس، حيث تعتبر فتاة حرة ومستقلة وراضية عن نفسها، ولا تعتمد على الآخرين لتلبية احتياجاتها، بل تساعد الآخرين وتقدم لهم يد العون دائماً.
كتاب الفتاة المسلمة
تتعدد وتتمايز الكتب التي تشتمل على الحكم والمواعظ لكيفية تكوين فتاة مسلمة صالحة، حيث تقدم الكتب إرشادات وفقاً لنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية لكي تصبح الفتاة على خلق ونهج حسن، ومن أهم هذه الكتب:
1- كتاب إلى كل فتاة مسلمة
يعتبر هذا الكتاب من أهم الكتب الفكرية التي تساهم في تكوين الفكر الصحيح للفتاة المسلمة وتمكنها من اتباع الشريعة الإسلامية من القرآن والسنة، خاصة في ظل محاولات التغريب التي تحاول إقصاء المرأة عن عباءة الإسلام ووضعها بقالب التقليد الأعمى.
شرح كتاب إلى كل فتاة مسلمة
يعتمد هذا الكتاب في فكرته على تحرير المرأة من عبث وكيد الحاقدين على الإسلام، ويمكنها من مواصلة سعيها لمعرفة حقيقتها بالدين والعلم، وحفاظها على حريتها من خلال إبقائها على حجابها وصيانته لها، ويبرز هذا الكتاب أيضاً حقوق المرأة التي كفلها لها الإسلام وضمنها لها وفقاً لمبادئ العقيدة الإسلامية.
نبذة عن كتاب إلى كل فتاة مسلمة
يُعد هذا الكتاب من أهم الأوراق المتبقية من محترفي الغزو الفكري، ويرجع تأليفه إلى شيخ الإسلام محمد سعيد رمضان البوطي، والذي له العديد من المؤلفات الأخرى بجانب كتاب إلى كل فتاة مسلمة، من بينها: ضوابط المصلحة في الشريعة الإسلامية، العقوبات الإسلامية وعقدة التناقض بينها وبين ما يسمى بطبيعة العصر، السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي، مجمل الشبهات التي تثار حول تطبيق الشريعة، العناية بالعبادات أساس لابدّ منه لتثبيت المجتمع الإسلامي”.
2- كتاب زاد المرأة المسلمة
يتميز هذا الكتاب باعتباره من أهم الكتب الشاملة لموضوع المرأة والفتاة المسلمة في عصر الشبهات والفتن التي تعيشها الفتاة المسلمة، فهو عبارة عن كتيب يضم في محتواه عدة وريقات لتوعية المرأة المسلمة بالتوحيد بالله وعدم الشرك به وانتهاجاها لمسلك أمهات المؤمنين “رضي الله عنهن”.
شرح زاد المرأة المسلمة
يعتمد هذا الكتاب في فكرته على إبراز مواطن تكريم الإسلام للمرأة والفتاة المسلمة وتمييز الشريعة الإسلامية لها من هذا التكريم، فالمرأة في الإسلام كيان مستقل بذاته، له دور فعال في المجتمع، ويعتبر هذا الكتاب مساهمة جادة من أجل إصلاح المرأة ووضعها على النهج الصحيح.
نبذة عن كتاب زاد المرأة المسلمة
تم إصدار هذا الكتاب سنة 2016، وهو من تأليف العلامة “آية الشامية” وله العديد من المؤلفات الأخرى بجانب هذا الكتاب، وتتمثل في: الناشرين والرقة.
صفات الفتاة المسلمة
ورد بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة العديد من الصفات التي يجب أن تتحلى بها كل فتاة مسلمة، ولعل من أهم هذه الصفات، ما يلي:
1- طاعة الله عز وجل
أمر الإسلام الفتاة المسلمة بطاعة الله ورسوله والامتثال لأوامره والنهي عن معاصيه، وتحقيق عبودية الله عز وجل، وأن تكون الفتاة متعبدة لله وخاشعة وملتزمة بضوابط الإسلام الصحيحة، وأكد على ذلك بالقرآن الكريم، حيث قال تعالى: “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” (التوبة، 71).
2- العفة
يجب على كل فتاة مسلمة صالحة أن تتحلى بالعفة وأن تغض بصرها وتحفظ فرجها، وقد وجه الله عز وجل هذا الأمر لها في كتابه العزيز، حيث قال تعالى: “وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا” (النور، 31).
3- الحياء
تعتبر صفة الحياة من أهم الصفات التي يجب أن تتميز وتتسم بها كل فتاة مسلمة، فالحياء زينة الفتاة، وقد حث الإسلام الفتاة والمرأة المسلمة على الحياء خاصة الحياء في التخاطب مع الآخرين، وخير دليل على ذلك، قوله تعالى: “فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ” (القصص، 25).
4- الاحتشام
أمر الإسلام المرأة بالالتزام بالحجاب وجعله حصن منيع، وأن تبعد مسامعها وأفكارها عن التوجهات الغربية المتخلفة التي تسعى إلى تجريدها من هُويتها الإسلامية، فالحجاب هو حصن المرأة المنيع وحماها من الفساد والمفسدين، وتجلى ذلك بشكل واضح في قوله تعالى “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَأَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا” (الأحزاب، 59).
5- حفظ اللسان
يعتبر حفظ اللسان من أهم الصفات التي يجب أن تتسم بها الفتاة المسلمة، فالفتاة الصالحة لا ينطق لسانها إلا بالطيب، والقول الحسن فلا تجرح ولا تأذي أحد، بل تهتم بمشاعر الغير وتضعها بالحسبان، وحفظ اللسان ليس سهلاً، لذا يجب على الفتاة الصالحة أن تراقب وتحاسب نفسها أول بأول، وأن تبتعد عن فتن اللسان من الغيبة والنميمة والكذب والسخرية من الآخرين، وقد قال تعالى “يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عسى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ” (الحجرات، 11).
6- اللين والرفق
اللين والرفق من أهم الصفات التي يجب أن تتحلى بها الفتاة المسلمة، وقد حث الرسول “صلى الله عليه وسلم” على ذلك، حيث: “سَأَلتُ عائشةَ عن البَداوةِ، فقالت: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَبْدو إلى هذه التِّلاعِ، وإنَّه أرادَ البَداوةَ مرَّةً، فأرسَلَ إليَّ ناقةً مُحرَّمةً من إبِلِ الصَّدَقةِ، فقال لي: يا عائشةُ، ارْفُقي؛ فإنَّ الرِّفْقَ لم يكُنْ في شَيءٍ قَطُّ إلَّا زانَه، ولا نُزِعَ من شَيءٍ قَطُّ إلَّا شانَه. قال ابنُ الصَّبَّاحِ في حديثِه: مُحرَّمةً: يعني: لم تُركَبْ” (رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود).
نختم قولاً بأن طريق الصلاح والهداية لفتيات المسلمين يكمن في كونها تتبع الشريعة الإسلامية من القرآن والسنة، حيث يتساءل الكثير من الفتيان عن كيف أكون فتاة مسلمة صالحة؟!.