كيف نتعامل مع المراهق العنيد؟
المقدمة:-
يعتبر سن المراهقة من أكثر الفترات حرجًا في حياة الفرد، وكذلك في حياة أبنائنا، فهذه المرحلة هي التي يقوم فيها المراهقون بتشكيل شخصياتهم، والتعرف على كل ما حولهم بصورة أعمق.
ويعتبر المراهق العنيد من أصعب المراهقين في التعامل معه، فهذه الفترة على كونها حرجة، يحتاج فيها للتعامل معه بهدوء، وبكثير من الحيطة والحذر.
وسوف نقدم في هذا المقال العديد من النصائح الواجب اتباعها عند التعامل مع أي مراهق عنيد.
وإذا كان لديك أي شئ آخر تريد إضافته أو اقتراح أو رأي فنرجو منك إخبارنا في تعليق أو من خلال الرابط التالي .. اضغط هنا
1- تفهم وتقبل ظروف المراهقة.
لا بد أن تتفهم أن المراهق يمر بتغيرات نفسية وجسمية عديدة، وأن تتقبل فكرة أنه لم يعد ذلك الطفل الصغير الذي تفعل له كل شيء، وإنه قد غدا شخص كبير واعي يريد أن يجرب العديد من الأشياء، وتكون له شخصيته الحرة.
فتفهمك للتغيرات التي تحدث وتقبلك لها، سوف يساعد المراهق على تقبل التغيير الذي يحدث له، ويتعامل معه بصورة إيجابية، ويتخطى تلك المرحلة بسلام.
2- الاحترام
احترام رأيه، قراره، رغبته، احترام لبسه، أي شيء يصدر منه، فأهم شيء ممكن أن يؤثر في حياة المراهق إذا ما شعر أن أبويه يكنان له الاحترام والتقدير، فهذا سينعكس على تصرفاته.
إضافة على أنه سوف يمنحه الثقة في نفسه، وسيحاول جاهدًا ألا يفقد هذا الاحترام والتقدير من أبويه، وسيسيطر هذا على شعوره دائمًا بمحاولة التمرد على كل ما يجده، والتحرر من أي تقاليد وعُرف.
3- الاحتواء
انقل للمراهق شعور أنك متفهم ما يمر به، وأنك مررت به سابقًا، فهذا من شأنه أن يعطيه ثقة كبيرة في نفسه، ويساعده على الحفاظ على مكانتك في قلبه، وأنك موجود في حال احتاج المساعدة أو من يسمعه.
وهذا سوف يغير نظرة المراهق بمن حوله، ويتخلى عن نظرة أنهم لا يفهمون ما يريد، أو أنه شخص غير مرغوب منه، أو يشعر بالاختلاف عمن حوله، والابتعاد عنهم.
4- إعطاء المراهق الفرصة الكاملة والحق في الاختيار
لا بد أن تدرك أن طفلك المدلل قد صار كبيرًا وناضجًا، ومن حقه أن يختار ما يريد في كل شيء، وأن الوقت الذي كنت تشتري فيه له كل شيء، وهو يتقبله ولا يعترض قد ولى، وأن عقليته قد تغيرت ولم تعد تلك السابقة.
ومن هنا يجب عليك أن تعطيه المساحة الكافية ليختار هو ويقرر مصيره بنفسه ، ويتولى أموره دون مخالفة مبادئ الدين والقيم، وهذا سوف يساعده على بناء شخصيته بناءً صحيحًا.
5- إعطاء المراهق مساحة من الخصوصية
لا تحاصر المراهق وتضيع عليه الخناق، وتشعره بأنه محاصر ومراقب أغلب الوقت، وأنه ليس هناك أي أحد يثق به، ولا بما يفعل، فهذا من شأنه أنه سيساعده على التمادي في العند، ولن يهتم بالإنصات لأحد طالما لا أحد يثق به، ويعامل معاملة المشتبه به.
وإنما إذا أعطيت للمراهق المساحة الكافية من الخصوصية، وجعلته يشعر بشأنه موثوق فيه، وأنه له الحق في فعل ما يريد، فهذا سوف يجعله أكثر قابلية للحوار، وأكثر تقبلًا لرأي أبويه.
6- الحوار والمناقشة
يمر المراهق بتغيرات عديدة لذلك سوف يقوم بعمل الكثير من الأشياء، وربما تكن أغلب هذه الأشياء لا تعجب الوالدين، ولكن إصرارك على أن يفعلها حتى لو لم يقتنع بها، ودون عرض الأدلة المنطقية والعقلية التي تؤيد ما تقول، فهذا سوف يجعله يتشبث برأيه أكثر من ذي قبل.
وعلى النقيض إذا كان كل شيء لا يقبل الحوار ولا المناقشة فهذا سوف يجعله أكثر عنادًا، ولن يسمع لأي صوت غير صوته فقط.
7- عدم الكلام بصيغة إصدار الأوامر
وهذا النصيحة إضافة للنصيحة السابقة فعدم الحوار إضافة لإصدار الأوامر، وجعل هذا الإسلوب هو الطاغي على كل المعاملات مع المراهق، والتحدث دائمًا بصيغة الأمر فقط، وأن الأمور لا تقبل مجالًا للنقاش، فهذا من شأنه أن يجعله يسد أذنه عن أي نصح أو إرشاد أو حديث من أبويه، ويجعله يزداد في محاولة التمرد عليهم في كل شيء.
8- امدح المراهق باستمرار.
سيساعده ذلك على الشعور بأنه شخص مقبول، ويُنظر له ويُهتم به، وأنه شخص مرغوب به، ووجوده هام لكل من يحيط به، فالمدح والإطراء يغير علاقة المراهق بمن حوله، وسيجعله هذا راضيًا على كل ما يحدث له من تغيرات، وراضي عن كل من يحيطون به، وسيعزز هذا ثقته بنفسه التي ستنعكس على تصرفاته فيما بعد.
9- لا تأخذ أي شيء على محمل شخصي.
أي تصرف يخرج من المراهق لا تأخذه بصورة شخصية وأن هذه محاولة منه للتنصل بكل ما يربطه بمن حوله، حتى إذا قام بأي تصرف سيء، ولو قال لفظ بذيء، فحاول أن تنقد الفعل ولا تركز في انتقادك على الشخص نفسه، فهذا سوف يهدم العلاقة بينكما.
ولا تأخذه على محمل شخصي لك، وأن تعتبر هذه التصرفات تقليلًا من شأنكما أنتما الأبوين، وتدخل معه في حوار ساخن حول خطأ ما يقوم به، وتعتبره تحدي شخصيًا لك.
10- كن حازمًا في التعامل معه.
وتكيلًا للنصيحة السابقة لا بد أن يشعر المراهق بأنك شخص حازم في تصرفاتك وكلامك، ولا تقبل أي تهاون في ما يقول، وإذا ما تعدى حدوده، وبالغ في ردة فعله تجاه أي شيء ، فإن الأمر لن يمر بدون عقاب وحساب.
وفي نفس الوقت ابتعد عن الصراخ في وجهه، والتعامل معه بعنف، ولتكن ردة فعلك مناسبة للموقف.
التعامل مع مراهق عنيد يحتاج لصبر طويل، ومعاملته معاملة خاصة، حتى لا تزداد تصرفاته سوءًا، فيجب أن نأخذ هذه النصائح بعين الاعتبار، والحفاظ على تطبيقها بحذافيرها حتى تؤتي مرادها.
هذا ما توصل إليه فريق بحث Dal4you