كيف نحافظ على التوازن النفسي والعقلي للإنسان
مما لا شك فيه أن التوازن النفسي أهمية كبيرة في حياة الفرد؛ حيث أنه يجعل الفرد يشعر بالسعادة في حياته.
كما أنه يجعله يتمكن من ضبط انفعالاته؛ نتيجة الشعور بالهدوء، والمسؤولية تجاه قراراته، وحسن التعايش، وهذا بالطبع له
دور كبير في نجاح الفرد في جميع جوانب حياته سواء دراسة، أو عمل، أو علاقات بالآخرين.
هذا، وقد أصبح الإنسان محاطاً بالعديد من الأشياء التي تسبب اضطرابات نفسية من اكتئاب، وتوتر وغيره مما أدى إلى شعور
بعض الأشخاص بالفشل في حياتهم؛ لذا، سنقدم لك في هذه المقالة أهم الوسائل التي تساعدك على تحقيق التوازن
النفسي والبدني.
تعريف التوازن النفسي
يعرف التوازن النفسي في علم النفس على أنه المستوى الثالث من الصحة النفسية وحالة من الحالات
التي يجب أن ينالها، ويعيش بها الفرد، وتسبق هذه الحالة السعادة والرضا النفسي.
ومن المعلوم أن السعادة، والرضا النفسي يتعلقان بالمشاعر الإيجابية التي تشعر بالقناعة تجاه كل ما هو مقسوم للمرء.
أسباب عدم التوازن النفسي
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بعدم التوازن النفسي منها:
- الخوف.
- الإجهاد.
- الأرق.
- الوقوع في الحب الذي يؤدي إلى كثرة التفكير، وقلة النوم.
وقد ثبت أن كل هذه العوامل تلعب دوراً كبيراً في ارتفاع الأدرينالين في جسم الإنسان، والذي يؤدي إلى زيادة معدل ضربات
القلب حيث أنها قد تصل إلى 160 نبضة في الدقيقة الواحدة.
كيف نحافظ على التوازن النفسي والعقلي
1 ـ الإيمان بالله وعبادته
ينبغي عليك أن تعلم أن للإيمان بالله تعالى، وعبادته على الوجه الذي يرضيه له دور كبير في تحقيق التوازن النفسي
للإنسان؛ لأن كلما ازداد إيمان العبد بالله شعر بالراحة، والطمأنينة التي يبعثها الله في القلب. لذلك، إذا أردت تحقيق التوازن
النفسي بداخلك عليك بمراقبة علاقتك مع الله، وعبادته كما أمرنا؛ حتى يعود أثر تلك العبادة عليك. هذا، وأفضل الأدلة التي
تؤكد صحة هذا الكلام قول الله تعالى: “الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ” أي الذين أخلصوا
في عبادة الله، ولم يظلموا أنفسهم بالتكاسل عن الطاعات لهم الأمن والطمأنينة، وهم مهتدون؛ نتيجة ما يبعثه الله في قلوبهم.
2 ـ الهدوء وعدم الغضب
عليك أن تراقب تصرفاتك، وأن تتحلى بعدم الانفعال نتيجة تصرفات الآخرين تجاهك، أيضاً عليك أن تفكر في النتائج التي تؤدي
إليها هذه الانفعالات، وهل أنت على استعداد لتحملها أم أنك لا تستطيع؛ وذلك حتى تتمكن من تحقيق التوازن النفسي
بداخلك. كذلك عليك أن تترفع عن الأنانية، وحب الذات، والرغبة في السيطرة على الآخرين بشكل دائم، وتحاول أن تدرب
نفسك على الهدوء، وعدم الغضب عند حدوث أي مواقف سلبية مزعجة.
3 ـ حسن الظن، وتجنب الشكوك
إن سوء الظن من أسوأ الأمراض القلبية التي تصيب الإنسان؛ لأنه يولد الحقد و الكراهية في النفس وبالتالي يكون الإنسان
المتصف به غير متزن نفسياً. لذلك، احرص على أن تكون حسن الظن بالآخرين، وتجنب الشك في نواياهم؛ حتى تشعر
بالاتزان النفسي.
4 ـ العمل، وحب الخير للآخرين
يجب أن يحرص المسلم على حب الخير، وتقديم العون لأخيه؛ لأن الله تعالى، ورسوله الكريم قد أمرونا بذلك، كما أن حب
الخير للآخرين يدل على اكتمال إيمان المسلم. لذلك، إذا أردت تحقيق التوازن النفسي بداخلك، تخلص من أي مشاعر سلبية تجاه غيرك، واسعَ للتقرب من أصدقائك الصالحين الذين يحبون الخير لغيرهم.
كما ننصحك بضرورة الاطلاع على قصص، وتجارب الصالحين الذين كانوا يحبون الخير لغيرهم، وتعلم من تلك القصص كيف كان
سبب حب الخير للآخرين سبيل لتوفيقهم في مختلف مجالات حياتهم.
5 ـ الخلوة
أثبتت عدة دراسات نفسية أن الخلوة بالنفس لها فوائد عديدة، أبرزها الشعور بالراحة، وإعادة تجديد الطاقة، والتركيز وذلك من
خلال ممارسة التأمل، أو الحصول على حمام دافئ.
لذا، يعتبر الجلوس مع النفس مصدر للشعور بالحرية من أي قيود مثل إجبار ذاتك على التفاعل مع من حولك، كما أن الخلوة بالنفس تجعلك تقف مع ذاتك وقفة حق، و تحاسبها على أي تزييف
قامت به، حيث تجد الحوار الداخلي يبدأ، ومن ثم تجد نفسك تصغي إليه وتقوم برفض السلوكيات السيئة، ودعم المواقف،
والسلوكيات الإيجابية التي اتخذتها، وبذلك تتمكن من تحسين حالتك النفسية، وتحقق التوازن النفسي بداخلك.
6 ـ القراءة
تتميز القراءة بفوائد كثيرة تعمل على تحسين الصحة النفسية؛ حيث أنها تجدد نظرة الفرد تجاه العالم، فيشعر القارئ أن القراءة بمثابة المنفذ الذي يهرب إليه من الواقع، أو من كثرة التفكير؛ لأن القراءة تخلق فرصة لعقل الإنسان أن يتخيل ما يقرأه مثل مشاهد القصص. بالإضافة إلى ذلك تساهم القراءة في تنظيم العقل الذي يعاني من التشتت، كما أنها تلعب دوراً مهماً في معالجة الأزمات العقلية، وبالتالي يتمكن الفرد من مواجهة المشاكل في حياته اليومية. لذلك، ننصحك بالقراءة حتى تساعد ذاتك على تحقيق التوازن النفسي.
7 ـ عليك بممارسة التمارين الرياضية
أما عن الرياضة فإن لها العديد من الفوائد التي تعود على صحة الفرد النفسية، والبدنية؛ لأنها تعمل على تحفيز المواد الكيميائية التي توجد في المخ، والتي تلعب دوراً مهماً في الشعور بالراحة، والاسترخاء. بالإضافة إلى ذلك فإنها تعمل على تنشيط العقل خاصة مع التقدم في العمر، كما أنها تعتبر المنفذ الذي يجعل عقل الإنسان خالي من الضغوطات اليومية، وبالتالي يتجنب الأفكار السلبية. لذلك، ننصحك بالحرص على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام؛ حتى تشعر تكون بحالة صحية نفسية وبدنية جيدة؛ لأن ممارسة الرياضة تقلل من هرمون التوتر نتيجة إفراز هرمون الإندورفين والذي له دور كبير في تعديل الحالة المزاجية للفرد.
8 ـ اتبع نظام غذائي صحي
عليك أن تتجنب تناول الوجبات السريعة؛ لأنها تعمل على رفع معدلات الالتهابات بالجسم؛ وذلك نتيجة وجود نسبة عالية بها من الكوليسترول والكربوهيدرات والدهون المشبعة التي تتسبب في حدوث الاكتئاب، وبالتالي تتأثر الحالة النفسية، والعقلية. لذلك، ننصحك بالتركيز على تناول الفاكهة، والخضروات، وغير ذلك من الأغذية التي تحتوي على مكونات ذات قيمة غذائية عالية مثل الألبان، والبيض، والبروتينات، وغير ذلك. أيضاً ننصحك بتناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين C وفيتامين B. بالإضافة إلى تناول الأطعمة التي تحتوي على معادن الزنك والماغنسيوم والكالسيوم، كما ننصحك أيضاً بشرب عصائر الخضروات؛ وذلك لأن هذه الأطعمة والخضروات قد أثبتت الدراسات أن لها دوراً كبيراً في تحقيق التوازن النفسي.
9 ـ حافظ على نظافة أفكارك
أصبحت الكثير من الناس تتناول المياه المعدنية بشكل معتاد في حياتها اليومية، وتضع المواد الكيميائية في طعامها، كما أن هناك أشخاص لا تبتعد عن مشاهدة التلفاز، والجلوس أمام الكمبيوتر بكثرة، بالإضافة إلي اصطحاب الأجهزة الإلكترونية في كل مكان، ومما لا شك فيه أن كل هذه الأشياء عادت بالآثار السلبية على صحة الإنسان؛ حيث أصبح الفرد مشتت بين الحقيقة والكذب، ولا يستطيع الفصل بينهما؛ لذلك إذا أردت تحقيق التوازن النفسي لا بد من الرجوع إلى الأفكار الحقيقية، والاعتدال في استخدام أي أجهزة الكترونية، والجلوس مع أفراد العائلة والتنزه والتحدث معهم، والإنصات لهم، والجلوس مع نفسك لفترة وجيزة في هدوء، والاستماع لأفكارك التي كادت أن تندثر بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها من وسائل الإعلام، و الرجوع للحياة الطبيعية سيجعل التوازن النفسي لديك يتحقق بشكل تلقائي.
10 ـ النوم الكافي
يعد النوم من أهم الأسباب التي تساعد في تحقيق التوازن النفسي؛ لأنه يعمل على خفض أي إضرابات نفسية، وبالتالي يقلل من الشعور السلبي مثل الاكتئاب، كما أنه يساعد على الشعور بالراحة والاسترخاء، وتقوية الذاكرة، وتجديد طاقة الجسم، مما يؤدي إلى تحسين مزاج الفرد. ومن هنا، ننصحك بأخذ قسط كافي من النوم يومياً؛ حتى تتيح لبدنك الفرصة بالتقليل من أي مشاعر سلبية والشعور بالاسترخاء، ومن ثم يتحقق التوازن النفسي لديك.
في نهاية المقال، نذكر أننا قدمنا لك أهم الأسباب التي نضمن أن تحقق التوازن النفسي في حياتك، وننصحك باتباعها؛ حتى تتجاوز أي مشاعر سلبية تعوق التقدم في حياتك.
اقرأ المزيد: كيف تتخلص من التسويف في حياتك؟