المقدمة
نعاني الآن من إدمان كثيرٍ من أطفالنا للهواتف، ويصعب إبعادها ولو للحظة من أيديهم، وإذا ما جربنا إبعادها عنهم يبدأون بالتذمر والصراخ والبكاء، حتى نرضخ لطلباتهم ومن ثم يعودون للهواتف مرة أخرى. مما يكشف لنا بوضوح عن إدمانهم للهواتف.
وهذا بلا شك وضع خطير على الأطفال، فإدمان الهواتف شأنه شأنُ أي نوع من أنواع الإدمان يؤثر تأثيرًا بالغًا على الأطفال في جميع النواحي، كما يؤثر وبشكل خطير على نمو الطفل وإدراكه ووعيه، فعندما نزيح التفاعلات الأساسية القائمة على التواصل واللعب، ويكون البديل عنها هو الهاتف، فهذا بالتأكيد سوف يكون له بالغ الأثر السلبي على الأطفال.
وذلك يفرض علينا السعي جاهدين، لنحِد من هذا الخطر، و نساعد أطفالنا للتغلب على هذا الإدمان، الذي سيؤثر عليهم سلبيًا في جميع النواحي، ويهدد علاقاتهم والاتصال بمن حولهم، فلا بد من مواجهة هذا الخطر، حتى يشب أطفالنا وهم أصحاء، بعيدين كل البعد عن أي نوع من أنواع الإدمان.
وفي هذا المقال سوف نستعرض لكم أهم الحلول الفعّالة، للقضاء على هذا الإدمان.
وإذا أردت أن تعرف بعض أضرار الإنترنت على أطفالك.. فأنصحك بقراءة مقالة.. أضرار اللإنترنت على الأطفال
وإذا كان لديك أي حلول أخرى اتبعتها مع طفلك فنرجو إخبارنا في تعليق أو من خلال الرابط التالي.. اضغط هنا
طرق علاج إدمان الهواتف عند الأطفال
1- تخصيص أوقات للعائلة بدون تكنولوجيا:
يجب علينا أن نخصص وقتًا يكون للعائلة فقط، ويكون بعيدًا عن أي جهاز، ويفضل أن يكون هذا الوقت مليئًا بالأنشطة الترفيهية كاللعب مع الأطفال، حتى وإن كانت أنشطة بسيطة، فيتعلم الأطفال أن هناك وقتًا خاصًا بهم وبعائلتهم ولا يعكر صفو هذا الاجتماع أي دواخل أو تشتتات، ومن هنا يتعلمون كيف لا يقحمون هواتفهم في أوقاتهم الخاصة، وبذلك تكون حياتهم أكثر نظامًا.
2- شروط الاستخدام:
يجب أن نحدد لأطفالنا شروط استخدام الإنترنت، ونضع لهم قواعد غير قابلة للكسر، فإذا لم يتبعوا تلك الشروط حُرموا من استخدام الإنترنت، فبالطبع لا يختلف أحد على حجم الضرر الذي من الممكن أن يتعرض له أطفالنا إذا لم يكن هناك ضوابط لاستخدام الإنترنت، ولهذا لا بد من وضع هذه القواعد لهم، لتجنب الوقوع في المخاطر.
3- كن قدوة:
إذا أردت أن يفعل أطفالك شيئًا ويستمروا فيه على الدوام، فلا بد أن يروك تفعل ذلك، وكذلك إذا أردت لهم أن يعرضوا عن فعلٍ لا بد أن يروك تمتنع عن ذلك، فإذا أردت أن ترى أولادك وهم يستخدمون الإنترنت في وقت محدد فقط، ولا يستحوذ على كل وقتهم، فلا بد أن يروك تفعل ذلك أمامهم، عندها سوف يلتزمون بذلك.
4- التحدث مع الأطفال عن خطر الهواتف:
من الضروري أن نجلس مع أطفالنا ونشرح لهم بطريقة مبسطة عن خطورة الإنترنت عليهم وعلى مستقبلهم، ومن الجيد إذا دعمنا ذلك بأمثلة مختلفة والكلام الموثوق علميًا، ونراعي في ذلك سن أطفالنا والطريقة التي سيفهمون بها الأمر.
فمناقشة خطورة الإنترنت بوسائل جيدة ستجعلهم يقتنعون بالأمر ويدركون الضرر الذي من الممكن أن يصيبهم من إدمان الإنترنت، ويعلمون عندها أن أي ضوابط ستكون لصالحهم.
5- الاشتراك في النوادي والأنشطة:
الاشتراك في النوادي وقيام الطفل بأنشطة مختلفة ومتنوعة له عظيم الأثر على الأطفال، وله فاعلية كبيرة في القضاء على أي إدمان سواء إدمان الإنترنت أوغيره، ويساعد بشكل كبير في القضاء على إدمان الإنترنت عند الأطفال.
فالطفل عندما يتواصل مع غيره من الأطفال على أرض الواقع سوف يُشبع فضوله، ويُنمي العديد من المهارات عنده، ويكسبه العديد من الأصدقاء مما يجعله أكثر اتصالاً بالواقع، وانشغالاً به عن الإنترنت.
6- الحفاظ على ممارسة الرياضة:
الحفاظ على ممارسة الرياضة بصفة دورية ومستمرة من أفضل الطرق للقضاء على إدمان الأطفال للإنترنت، فممارسة الرياضة سوف تنمي عقولهم، وتعلمهم العديد من الأشياء المفيدة والمهارات الجيدة التي ستعود عليهم بالنفع في نواحٍ أخرى، وسيشعرون بالإنجاز عند ممارستها.
وكذلك عند إتقان رياضة ما، سيشعرون بالإنجاز وبأنهم حققوا شيئًا ما على أرض الواقع يفتخرون به، ويرضون به عن أنفسهم، ويكون شعورهم بالإنجاز ملازمًا لهم لفترة طويلة، وذلك على العكس تمامًا عند لعب الألعاب الإلكترونية فالاستمتاع بها يكون لحظيًا فقط.
7- استخدم الرقابة الأبوية:
هناك العديد من التطبيقات والمواقع التي تتيح للأبوين التحكم في المحتوى الذي يشاهده أطفالهم، وهذا بالطبع أمر مذهل يحِد من التأثيرات السلبية للإنترنت على الأطفال، ويجعل الأبوان مطمئنان على ما يشاهده أطفالهم.
بالتأكيد كل تلك الطرق تحتاج إلى وقت طويل حتى تُلاقي استجابة من أطفالنا الذين اعتادوا على مرافقة هواتفهم لهم في كل مكان وكل موضع.
كما أن أي نوع من أنواع الإدمان حتى إدمان الهواتف يحتاج إلى صبر، للتخلص منه ومن آثاره، ولكن الثمرة العظيمة التي سنخرج بها من أطفالنا وهم يعيشون حياة سليمة من أي إدمان، تجعلنا نبذل معهم الكثير من الجهد.
هذا ما توصل إليه فريق بحث Dal4you