كيف نعالج الكذب عند الأطفال؟
المقدمة
إن أطفالنا هم آمال الأمة القادمة، ومسئوليةٌ كبيرة تقع على أولياء أمورهم بدايةً من أولئك الذين يحتكون بهم كمعليهم وأقاربهم ومن يحيطهم في بيئتهم، ومسئولية إنشائهم أطفالًا أسوياء نفسيًّا، وصالحين أدبيًّا ودينيًّا مسئوليةٌ كبيرة علينا ألا نتجاهلها أبدًا.
ومن المشاكل التي نصادفها مع الأطفال هي مشكلة الكذب، ومن المهم جدًا أن يتعلم أولياء الأمور كيفية مواجهة هذه المشكلة الشائعة بين الأطفال بذكاء، وأن يتعرفوا على طرق علاجها الصحيحة، لأن التصرف الخاطئ مع الأطفال ينتج من المشكلة مشكلةً أخرى.
وفي هذا المقال سنتعرض لبعض الوسائل التي يمكننا من خلالها مواجهة الكذب عند الأطفال، وحل هذه المشكلة.
وإذا كان لديك أي حلول أخرى اتبعتها مع طفلك فنرجو منك إخبارنا في تعليق أو من خلال الرابط التالي.. اضغط هنا
طرق علاج الكذب عند الأطفال
كيف نعالج الكذب عند الأطفال؟
إذا أردت أن تعالج سلوكًا عند الأطفال، فعليك أن تنظر إلى دوافعه وأسبابه، وليس السلوك فحسب.
وتلك بعض الأسباب التي تدفع الطفل للكذب وطرق علاجها:
-
أحيانًا يكذب الطفل لأنه يسعى للحصول على الثناء والانتباه، وعلاج ذلك أن تعطيه المزيد من الثناء، وأن تنتبه له بشكلٍ أكثر من السابق، حتى يزول دافعه ويزول معه الكذب.
-
إذا كنت تعاقب طفلك كثيرًا وبقسوة فربما يكون ذلك دافعًا قويًّا لكذبه، لذلك تجنب العقاب، وحدد جزاءً مناسبًا للكذب، ولكن في المقابل حدد ثوابًا للصدق.
-
من الدوافع التي تحمل الطفل على الكذب أيضًا هي خوفه من الفشل، وعلاج ذلك يكون في ألا تتوقع من الطفل الكثير في وقتٍ قليل.
-
بعض الأطفال يكذبون حين يريدون الحصول على شيءٍ ما بشدة، ولعلاج ذلك يمكنك أن تقدم لطفلك بعض الحلول والوسائل التي تساعده في الحصول على الأشياء التي يرغب بها، أو تساعده على استكشافها.
-
التقليل من شأن الآخرين يكون أحيانا دافعًا لكذب الطفل، وفي هذه الحالة عليك أن تناقش معه مبدأ الإنصاف، والحب، فذلك سيساعده على تغيير أفكاره.
-
أما إذا كنت تعاني من الكذب الخيالي عند طفلك، شجعه على التأليف الإبداعي.
وإليك بعض الوسائل الأخرى التي يمكنك بواسطتها معالجة الكذب عند الأطفال:
-
حاول التركيز على الأساليب الإيجابية التي تهدف إلى زيادة السلوك المقبول، وذلك باستخدامك المكافآت وأسلوب الثناء، وتلك استراتيجية تقوية السلوك الصحيح (الصدق) تقلل من ظهور السلوك الخاطئ (الكذب).
-
نجاح الطفل في كذبه يشعره بلذة وسرور، لذلك دائمًا أخبر طفلك عندما يكذب أنك تعرف أنه لا يقول الحقيقة، ثم وضح له أن كذبه ذلك لن يساعده للحصول على مراده، وأخبرهم أيضًا أنهم إن فضلوا الصدق مهما كانت العواقب، فإنك ستبذل جهدك لمساعدته والتخفيف عنه، وكن صادقًا في ذلك وإلا ستحصد نتائجَ سلبية.
-
احرص على تعليم أطفالك القيم الدينية، وتوضيح حرمة الكذب وعواقبه، وفي نفس الوقت الذي ننصحك فيها بعدم اتخاذ أي سلوك خاطئ تجاه كذب طفلك، لا تتهاون مع هذا السلوك، ولا تسلم له كأنه سلوكٌ عاديّ.
-
اعدل بين طفلك واخوانه، وأحسن الاستماع إليه، واهتم بحديثه إذا ما صدق، وأهمل حديثه إذا ما كذب.
-
حافظ دومًا على هدوئك، فعند مواجهة طفلك بكذبةٍ قالها، حول الموقف لفرصة تربوية بناءة من خلال الوسائل التي ذكرناها، بدلًا من الصراخ والغضب.
-
ابتعد عن وصف طفلك بالكذّاب، لأن ذلك قد يفقده ثقته بنفسه، ويجعله يصدق بأنه كذّابٌ بالفعل، فيلجأ للكذب أكثر من السابق.
-
يمكنك أن تساير طفلك في كذباته الخيالية بدلًا من أن تنهره حتى تنكشف الحقيقة، فمثلًا إذا أخبرك طفلك أن دميته هي من كسرت الصحن، رد عليه: وما الذي قد يجعل الدمية تكسره؟ وهكذا حتى تصل إلى الحقيقة.
-
ابتعد عن المواقف التي قد تجعل طفلك يلجأ للكذب، فمثلًا إذا سكب طفلك الحليب، لا تسأله من الذي سكب الحليب؟ فذلك يجعله يختلق الكذبات حتى يخرج من الموقف، لكن يمكنك استبدال السؤال بجملةٍ مناسبةٍ كـ: من الواضح أن حادثةً وقعت هنا، هيا نجفف الأرض معًا.
-
إذا لاحظت أن هناك بيئةً معينة تجعل طفلك مضطرًّا للكذب، افصله عنها تمامًا، فمثلًا إذا كان طفلك يكذب أمام أصدقائه ليجاري مستواهم الدراسي أو الاجتماعي، حاول أن تجعله ينضم لأصدقاء آخرين مساويين لظروفه.
نهايةً لا تنس أن التعامل الصحيح مع مشكلات طفلك، والتركيز على الدوافع أكثر من السلوك يساعدك على بناء شخصية سويّةٍ وقويمة، والأهم من ذلك احرص دائمًا على أن تكون قدوةً جيدةً وصالحةً له.
هذا ما توصل إليه فريق بحث Dal4you