ماهي أشكال التعليم المستمر والفرق بينه وبين التعليم العام
تتنوع أشكال التعليم المستمر، وهو نوع يجهل بحقيقته العديد من الأشخاص؛ مما دفعنا إلى التعرف على ماهيته في هذا المقال.
وفي غالب الأحيان يشير التعليم المستمر إلى أن يكون عملية مستمرة مدى الحياة؛ حيث أنه يساهم بشكل كبير التنمية الشخصية للفرد الذي يحرص على مواصلة عملية التعلم.
فإذا كنت ترغب في التعرف على أشكال التعليم المستمر، فعليك بالاطلاع على هذا المقال.
اقرأ أيضاً ماهو التعليم المستمر وأهميته؟ ونصائح لتحسينه بشكل أفضل
أشكال التعليم المستمر
تتنوع أشكال التعليم المستمر بين النظام المعتمد الحقيقي، وبين غير المعتمد وكلاً منهما له دورٌ كبير في تعزيز المعرفة عند الأشخاص. هذا، ومن أشكال التعليم المستمر
1 ـ الدورات التدريبية
تعد الدورات التدريبية واحدة من أفضل أشكال التعليم المستمر؛ حيث أنها تساهم في اكتساب المعرفة والكفاءة والخبرات في أي مجال من المجالات التي تحتاج إلى التعلم والتدريب؛ وذلك لأن الجامعات لا تتوفر بها الفرصة لِتقديم المعرفة الواسعة حول المادة، ولكنها تقتصر على كتاب المادة فقط.
كما أن الدورات التدريبية تعمل على تحسين مستوى المتدرب، فقد أصبحت في الوقت الحالي وكأنها علماً مستقلاً بنفسه؛ حيث يوجد لها منهجية محددة في جمع المعلومات، وتقديمها للمتدرب، ومن ثم إرشاد المتدرب إلى طريق الصحيح للحصول على المعرفة.
2 ـ التعليم عن بعد ـ التعليم بالمراسلة
يعتبر التعليم عن بعد أيضاً من أشكال التعليم المستمر، كما أنه ظاهرة حديثة للتعلم بعد التطور التكنولوجي الذي شهده العالم؛ حيث أنه يسعى إلى منح فرصة التعلم للطلاب الذي لم تتوفر لهم الفرصة للحصول عليه في ظروف تقليدية، ودوام شبه يومي.
هذا، ويتميز التعليم عن بعد بخصائص معينة منها الفصل بين الطالب، والمعلم، وبيئة التعليم، والزملاء خلال فترة الدراسة مع وجود وسيلة اتصال تكنولوجية متطورة؛ حتى تساعد على تبادل الوجبات التعليمية والمهام الدراسي.
ومن الجدير بالذكر أن التعليم المستمر يهدف إلى السعي نحو رفع المستوى الثقافي والعلمي والفكري داخل المجتمعات، وتوفير فرصة تعليمية لكل من لا تسمح له ظروف الحياة بالتعلم التقليدي.
3 ـ التعليم المفتوح
يندرج نظام التعليم المفتوح تحت أشكال التعليم المستمر؛ لأنه نظام يتيح فرصة الدراسة والتعلم لأي شخص مهما تقدم في العمر، كما أنه نظام لا يحدد أي قيود للطالب المتقدم إليه كما في باقي أنظمة التعليم الأخرى.
هذا، ويتميز التعليم المفتوح بخصائص منها بقبول كل من يحمل شهادة الثانوية العامة بغض النظر عن المعدل التراكمي الذي حصل عليه الطالب، ولا يفرض على الطالب حضور المحاضرات أو التفرغ من الوظيفة.
بالإضافة إلى أنه يتميز بِمنح الطالب فرصة لوضع الجدول الدراسي المناسب له، وتحديد المواد التي يمكنهُ اجتيازها دون أي تدخل من إدارة الجامعة.
4 ـ التعليم بالانتساب
يعتبر هذا النوع أيضاً أحد من أشكال التعليم المستمر ويُتبع بشكل أكثر في أحد المعاهد العلمية التي يتقدم إليها الطالب، ويكون ليس بحاجة فعلية إلى التواجد، وحضور المحاضرات وشراء الكتب؛ حيث يمكن لطالب الانتساب أن يشتري الكتب من المواقع الإلكترونية بجانب إثبات حضوره من خلال الحصص الإلكترونية.
ومن الجدير بالذكر، أن التعليم بالانتساب نمط يلجأ إليه الكثير من الأشخاص الذين يصُعب عليهم الذهاب إلى المعهد يومياً، وحضور المحاضرات؛ نظراً لِبعد مواقعهم، أو ظروف عملهم، وبذلك فقد كان التعليم بالانتساب فرصة لشريحة كبيرة للأشخاص الذين لديهم رغبة في استكمال العملية التعليمية.
5 ـ برامج محو الأمية
يعد برنامج محو الأمية أيضاً أحد أشكال التعليم المستمر، وهو نظام يهدف إلى تنمية قدرات الأفراد على القراءة، والكتابة، وتعزيز أساليب التواصل من خلال الاعتماد على الكلمات والرموز.
وتجدر بنا الإشارة إلى أن هذه البرامج تهدف إلى محاربة الجهل، وتطوير مهارات الشباب، والبالغين ممن لا يملكون المهارات الكافية للقراءة والكتابة، وتوفير بيئة تعليمية مناسبة لبناء أساس قوي يحقق الرعاية في جميع مراحل التعليم.
الفرق بين التعليم العام والتعليم المستمر
يوجد فرق بين التعليم العام والتعليم المستمر، وفيما يلي سنقدم لك هذا الفرق؛ حتى تتضح الرؤية لديك عن كلاً منهما
أولاً: التعليم العام
مفهوم التعليم العام
يُعرف التعليم العام على أنه القطاع الذي يقدم الخدمة التعليمية بصورة مجانية في جميع المراحل بدايةً من الصف الأول الأساسي إلى الصف الثاني الثانوي في المراحل المعتمدة في مدارس التربية والتعليم (القطاع الحكومي)، والذي يكون التعليم فيها إلزامياً حسب القانون المنصوص عليه.
وتجدر بنا الإشارة إلى أنه تتنوع عدد المدارس، والجامعات الحكومية في جميع أنحاء الدول؛ بحيث تتمكن من تغطية التجمعات السكنية، بالإضافة إلى أن هذا النوع له فوائد عديدة منها:
- تحقيق المكانة الاجتماعية المرموقة بين أبناء المجتمع، واحترام بعضهم البعض، ومن ثم تتحقق ثقة الفرد بنفسه.
- يتولد لدى الشخص القدرة على حل المشكلات، ويصبح لديه الوعي الكافي لمواجهتها.
- يساهم التعليم في تحسين المستوى المعيشي؛ حيث أنه عندما يرتبط العلم بالعمل يتحقق الابداع والتطور الذي ينعكس بالكثير من المنافع بشكل أفضل على الإنسان.
- كما أن التعليم وسيلة لحماية المجتمع من طمع المستعمرين؛ وبذلك فهو السلاح الذي يدافع عن الوطن فمن خلاله تزيد قدرة الأفراد على تطوير المعدات الحربية.
- كما أنه يجعل الوطن لا يحتاج إلى استخدام أي موارد خارجية؛ لذلك فلا بد من الاهتمام بالتعليم؛ حيث أنه يزيد من تقدم الأمم إلى الأفضل.
ثانياً: التعليم المستمر
يُعرف التعليم المستمر بأنه التعليم الذي يأتي بعد التعليم الرسمي، أو بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية، وهو يعتمد بشكل كبير على المبادرة الذاتية؛ بحيث يستطيع الفرد أن يواجه أي تحديات ومن ثم يظل مستمراً على مبدأ التعلم مدى الحياة وبذلك يتمكن من الحصول على المهارات والمعارف التي تساهم في تطوير شخصيته.
ومن الجدير بالذكر، أن هذا النوع من التعليم وسيلة للوصول إلى الأهداف، وتحقيق الذات، ولا بد فيه من الحفاظ على رغبة الفرد في اكتساب معرفة جديدة خارج نظام التعليم العام؛ حتى يتمكن من المساهمة في نجاح الحياة العملية للأفراد. هذا، وفوائد هذا النوع من التعليم عديدة منها:
- أنه يساهم بشكل كبير في تطوير المهارات سواء على المستوى الشخصي أو المهني، ومن ثم يصبح الشخص لديه الكثير من المعارف التي تساعد في تحسين أدائه الوظيفي.
- كما أنه يساهم في تحديث الشهادات التي حصل عليها الشخص؛ حيث يحتاج بعض الموظفين إلى تحديث شهادتهم باستمرار.
- يجعل هذا النوع من التعليم صاحبه مطلعاً بشكل دائم على التطورات المهنية، ومن ثم يصبح مواكباً لتطورات مهنته، وبالتالي يمكنه الارتقاء في منصبه.
الفرق بين التعليم المستمر وتعليم الكبار
تم عقد مقارنة بين التعليم المستمر وتعليم الكبار عام 2002 فكانت نتيجة هذه المقارنة تقرير يوضح أن:
1-التعليم المستمر
توفير الفرص التعليمية بشكل مستمر طيلة حياة الفرد وذلك من خلال الاعتماد على برامج تعليمية مخططة تهدف إلى منح الطلاب الدارسين الخبرات الجديدة والتي تساهم في تنمية قدراتهم العقلية؛ حتى يتمكنوا من تحقيق التكيف مع المتطلبات الحضارية.
2-تعليم الكبار
أما تعليم الكبار، فقد اتضح أنه عبارة عن أي نشاط تعليمي هادف سواء كان نظامي أو غير نظامي، وهو يستهدف بشكل كبير الفئات الأكبر من 15 عام؛ لتحقيق غايات سامية.
هذا، ويعد تعليم الكبار مجموعة من الخبرات التي يكتسبها الإنسان لبلوغ النضج في مختلف مجالات الحياة، ويتم في عدة ميادين من خلال الاعتماد على أساليب متنوعة؛ بحيث يمنح الدارسين المعارف والمهارت التي يحتاجون إليها بطريقة إيجابية.
الأسئلة الشائعة عن أشكال التعليم المستمر
ما هو التعليم المستمر؟
التعليم المستمر هو التعليم الذي يلجأ إليه الفرد بعد أن ينتهي من المسار الثانوي أو الجامعي، والذي يشعر بدافع كبير نحو العملية التعليمية، ولديه رغبة في استكمال المسيرة؛ للتطوير من ذاته.
ما هو أسلوب التعليم الذي يمكنك اتباعه؟
يوفر التعليم المستمر العديد من الأساليب التي تمنحك فرصة جيدة في اختيار الأسلوب الذي يناسبك دون أي تدخل خارجي.
في نهاية المقال، نذكر أننا تعرفنا معاً على أشكال التعليم المستمر.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته