كيف نغتنم العشر الأواخر في رمضان؟

إن للعشر الأواخر مكانةً وفضلًا ومزايا عظيمة؛ حيث إنها من المواسم التي تتجلى فيها البركة، والرحمة، والعتق من النار، والدعاء المستجاب. كما أنها فرصة ثمينة لمن يرغب في تعويض ما صدر منه من تقصير فيما مضى، ولمن يرغب في التوبة. هذا وقد ميز الله هذه الأيام وفضّلها عن غيرها بليلة القدر التي جعل العبادة فيها خير من ألف شهر. لذا، يجب عليك أيها المسلم أن تجتهد في هذه الأيام بعبادة الله وطاعته مقتضياً في ذلك برسول الله عليه وسلم، ولا تزهد في ساعات وليالي هذه الأيام بالسهر، بتضيع وقتك فيما لا يعود عليك بالفائدة، لعلك لا تدركها مرة أخرى.

 وإذا كان لديك أي نصائح أخرى أو طرق أخرى اتبعتها لتغتنم العشر الأواخر من رمضان فنرجو منك إخبارنا في تعليق أو من خلال الرابط التالي.. اضغط هنا 

عليك بتجديد نيتك بدخول هذه الأيام ؛ حتى يستعد قلبك، وتستعد جوارحك، فالأعمال بالنيات. كما أن تجديد النية يدفعك لزيادة الاهتمام برمضان، واغتنم أفضل أيامه. فالعمل بدون نية لا تكتسب منه سوى المشقة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نوى”.

فعليك بوضع خطة مخصصة للأيام العشر، مُراعياً فيها الالتزام بالجد والاجتهاد والالتزام بأداء الطاعات من خلال المحافظة على الصلوات في أوقاتها، وتجديد الوضوء؛ لأن الوضوء على الوضوء نور على نور، وترديد الأذان، وإلحاق الفروض بالسنن القبلية أو البعدية.وحافظ على قراءة أذكار الصباح والمساء؛ حتى تكتب من الذاكرين.

ننصحك بالإكثار من الاستغفار، والتسبيح، والتهليل، وقراءة القرآن بهذه الليالي من بعد صلاة العشاء ، كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن عائشة رضي الله عنها قالت” كان رسُول اللَّهِ ﷺ: إِذا دَخَلَ العَشْرُ الأَوَاخِرُ مِنْ رمَضَانَ، أَحْيا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَه، وجَدَّ وَشَدَّ المِئزرَ”. لذلك، عليك بتخصيص هذه الليالي بمزيد من العبادة، والصلاة، والاستغفار، وقراءة القرآن؛ حتى يكون لك حظ من عفو الله.

كن حريص على اغتنام هذه الأيام بإتقان عملك بالجد والاجتهاد؛ لأن الأعمال بالخواتيم، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله، ويغتنم شرف هذه الليالي أكثر من غيرها بالزيادة في النوافل، وتدبر القرآن، وقضاء وقته في الذكر، والاستغفار. فعن عائشة رضي الله عنها قالت “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَجْتَهِدُ فِي رَمضانَ مَالا يَجْتَهِدُ في غَيْرِهِ، وَفِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ منْه مَالا يَجْتَهدُ في غَيْرِهِ“.

في ظل عصر الكورونا ، وغلق المساجد  عليك بتخصيص جزء في منزلك والاعتكاف فيه؛ لتأدية العبادة، وتفريغ القلب بالتفكر والتدبر في معاني القرآن، وإحياء ليلك بالتهجد، والتهليل والتسبيح، والاستغفار حتى مطلع الفجر كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فعن عائشة رضي الله عنها قالت” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيرها“؛ حتى تُحسن اغتنام هذه الأيام، وتنال شرفها بالفعل.

عليك باعتزال زوجتك، وهاتفك المحمول، حتى تتحقق رقة القلب، واغتنام الوقت. أيضا عليك بتجنب تناول الطعام بكثرة خلال هذه الأيام؛ لأنه يجلب التقصير في العبادة، والتكاسل عن الطاعات فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” إنَّ أكثرَ النَّاسِ شبعًا في الدُّنيا، أطولُهم جوعًا يومَ القيامة” وهذا ذم لكثرة الأكل الذي يؤدي الى الكسل؛ لأن الذي يكثر طعامه، يكثر شرابه، ويكثر نومه، وبالتالي يظهر كسله عن قيام الليل، والاجتهاد في الطاعات، ومن ثم لا يستطيع اغتنام شرف هذه الأيام فتفوته الآخرة.

عليك أن تدرك أن العشر الأواخر سريعة المرور؛ فهي تنتهي بسرعه فيفرح من أطاع واغتنم، ويندم من فرّط وخسر فكن من مغتنميها ؛ حتى تكون من الفائزين بها.

استعن بالله فهو الموفق لمن استعان به، وأسألة بافتقار أن يجعل حظ من الخيرات فمن يسأله بصدق يعينه ويسدد خطاه.

ينبغي عليك أن تحث أهلك على الطاعات وتشجعهم على أداء العبادات في هذه الأيام كما كان يفعل رسول الله فكان إذا دخل العشر شدّ مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله؛ وفي هذا إصلاح للأسر، وبصلاح الأسر تصلّح المجتمعات. لذلك، عليك أن تجمع أسرتك في حلقات لتلاوة القرآن، وتعينهم على جميع الطاعات؛ حتى ترفع همتهم وتجعله من الفائزين بشرف هذه الأيام العظيمة.

في النهاية…

نذكر أن العشر الأواخر من رمضان موسم شرعي من الله لها فضل عظيم، فعلى المسلمين أن يحسنوا اغتنام هذه الأيام مقتدين برسول الله الأسوة الحسنة؛ حتى ينالوا أجر وثواب هذه الأيام العظيمة ويكونوا من عتقاء الله من النار من خلال تطبيق هذه الوسائل التي جمعناها لكم في هذه المقالة