كيف نغتنم ليلة القدر؟

إن لليلة القدر مكانة عظيمة، وفضل كبير؛ فقد اختصها الله بالبركة، والخير، كما بين أن العبادة فيها أفضل من عبادة ألف شهر

هذا، وقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم أنها موجودة في العشر الأواخر من رمضان تحديداً، ثم بين أنها تكن في ليالي الوتر منها على وجه الخصوص فقال صلى الله عليه وسلم(التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ، التمسوها في كل وتر).وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر؛ حتى يدركها ويعلّم المسلمين من بعده كيف يمكنهم ادراكها والفوز بها.

 وإذا كان لديك أي طرق أخرى فنرجوا منك إخبارنا في تعليق ولك الأجر أو من خلال الرابط التالي .. اضغط هنا 

استشعر فضل هذه الليلة، واحرص على أن تغتنم وتقدّر كل ساعة من ساعتها؛ لأنها ليلة عظيمة القدر تستحق أن تعظم شأنها فهي مليئة بالخيرات، ولا يُحرم خيرها إلا كل محروم من خير المؤمنين.

لاحظ حال قلبك، وجدد الإخلاص والنية في هذه الليلة؛ لأنها ليلة غنية بالخير والبركة، والعبادة فيها أفضل من عبادة ألف شهر. ففي الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ . لذلك، عليك أن تخلص نيتك لله، وتقصد وجهه سبحانه؛ حتى يغفر الله لك ما مضى ما مضى من ذنوبك.

حدث نفسك في لحظات هذه الليلة بفضلها؛ حتى تفيق من غفلتك، وتدّركها ثوابها قبل قولتها. فتذكر مثلاً أنها :

1. أشرف الليالي فقد نزل فيها القرآن الكريم قال تعالى( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ).

2. أيضاً تذكر أنها أُختصّت بالبركة دونً عن غيرها من ليالي السنة قال تعالى(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ).

3. كما أن القيام بالطاعات والأعمال الصالحة فيها خيرٌ من عبادة ألف شهر قال تعالى(لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ).؛لأن الأجر والثواب مضاعف فيها.

4. أيضاً هي ليلة تتنزل فيها الملائكة وتعم أهل الطاعة بالخير، والطمأنينة، والرحمة، والسلامة؛ حتى طلوع الشمس قال تعالى(تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).

5. يمُن الله تعالى فيها بالعفو، والغفران على عباده القائمين المحتسبين فكن منهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).

اطلب من الله بإخلاص أن يوفقك لحسن قيام ليلة القدر؛ حتى تكون من الفائزين بالأجر والثواب فيها. أيضاً اسئل الله حسن القبول، وحسن العطاء؛ لأن سبب أن تنال الخير هو الصدق في الدعاء.

تجنب الوقوع في الذنوب؛ لأنها بمثابة حائل كبير يمنعك من الفوز بالخير، والأجر والثواب، ونيل شرف هذه الليلة. فهناك الكثير من المحرومين، الذين حيل بينهم وبين إدراك مواسم الطاعات بسبب ذنوبهم

تذكر حال النبي والسلف الصالح في هذه الأيام، وهذه الليلة بالتحديد. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم والسلف من بعده أشد حرصاً على ترّقب هذه الليلة لاغتنام خيرها، فكان رسول الله يحسن اغتنام هذه الليالي” كان رسُول اللَّهِ ﷺ: إِذا دَخَلَ العَشْرُ الأَوَاخِرُ مِنْ رمَضَانَ، أَحْيا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَه، وجَدَّ وَشَدَّ المِئزرَ”. لذلك، عليك بإحياء هذه الليلة بمزيد من العبادة، والصلاة، والاستغفار، وقراءة القرآن؛ حتى تُحسن اغتنام هذه الليلة.

ذكر نفسك بأنك قد لا تُدرك هذه الليلة مرة أخرى؛ حتى تستعيد همتك، وتُشعر نفسك بنعمة الله عليك بأنه قد بلغك هذه الليلة، واستشعر خسارة من يفوته ليلة القدر في آخر رمضان له، فكل شئ عسى أن تعوّضه إذا فاتك إلا ليلة القدر فليس لها عوض.

فعليك أن تنوع في العبادة، وتتنقل ما بين صلاة، وتلاوة، وذكر، ودعاء، ومناجاة، وهي الحديث مع الله، وإن شعرت نفسك بالحاجة الى الراحة، فخذ قسطاً، ولكن دون إكثار؛ حتى لا تتمادى، ويصاحبك الشعور بالكسل.

واقرأ فيهما ولو بعشر آيات؛ فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (منْ قامَ بعشر آياتٍ لم يُكتَبْ منَ الغافلين، ومن قام بمائة آية كُتِبَ منَ القانتين، ومنْ قرأ بألف آية كُتِبَ من المقنطَرين) ؛ فاحرص على أن لا تكن من الغافلين في هذه الليلة، وكن من القانتين وهم الذين يطيلون في قيام الليل، أو من المقنطَرين وهم أصحاب الأجر والثواب العظيم.

اجعل صلاة العشاء في جماعة؛ حتى تُكتب من قائمين نصف الليل، أيضاً اجعل صلاة الفجر في جماعة لتنال شرف قائم الليل كله. فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال(من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله). لذلك كن حريص على الفوز بهذا الأجر العظيم في تلك الليالي.

ننصحك بأن تكن حريص على تجديد نيتك بفعل الخير، وقيام الليل؛ لأن من عقد نيته على أداء القيام ثم غلبته نفسه على النوم، ولم يكن متعمداً، كُتب له أجر قيام ليلته تلك. وخير دليل على ذلك حديث أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من اتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل ، فغلبته عيناه حتى اصبح ، كتب له ما نوى ، وكان نومه صدقة عليه من ربه جل وعلا ) . لذلك عليك بتجديد نيتك؛ حتى تنال الأجر والثواب، وتحسن اغتنام هذه الليلة المباركة.

تذكر أن هذه الليلة أُخفيت عنا، إذن لا بد من الجد والاجتهاد في جميع الليالي؛ حتى تجد وتجتهد في جميع الليالي فتدرك ثوابها.

فعن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال: ” قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني “. لذلك، عليك أن تدعوا بهذا الدعاء؛ حتى يكن لك حظ من عفو الله فلا أحد يستطيع أن يتحمل عذاب النار، أو عذاب القبر، أو غيرهما.

استعد لها منذ صلاة الفجر، وذلك عن طريق قراءة أذكار الصباح، وقول” لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على شئ قدير” مِئة مرة؛ حتى لا يصرفك الشيطان عن الطاعات. فقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه أن من قال هذا الدعاء مِئة مرة كانت له عدل عشر رقاب. أي مثل من أعتق عشر رقاب وكتبت في ميزان حسناته، رقاب،وكتبت له مِئة حسنة، ومحيت عنه مِئة سيئة، وكانت له مانع من النار.

جهز صدقتك للتصدق بها في هذه الليلة، واحرص على أن لا تفوت ليلة من ليالي الوتر إلا وقد تصدقت بها؛ لأن الريال إذا تصدقت به في ليلة وترية، وتقبله الله فهو يساوي أكثر من ثلاثين ألف ريال. فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب، وإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل” ومعنى فلوه : أي جحشه.

ويستحسن أن تخفي صدقتك ؛ حتى تكن ضمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة.

في النهاية…

نذكر أن ليلة القدر هي فرصة ثمينة لمن لم يدرك الكثير من الفرص، فعلى المسلمين أن يجتهدوا في جميع ليالي العشر بكل ما أمرنا به الرسول؛ حتى يكن لهم حظ من إدراك هذه الليلة المباركة، وقد قدمنا لكم الطرق التي تساعدكم على حُسن اغتنام هذه الليلة العظيمة وهذا ما يراه فريق موقع DAL4YOU.