لماذا يجب علينا أن نقرأ هو سؤال مهم فالقراءة وحدها هي التي تُعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة؛ لأنها تزيد هذه الحياة عمقًا، وإن كانت لا تطيلها بمقدار الحساب”
هكذا يعبر العقاد عن أكثر ثمرةٍ يمكنك أن تحصدها من خلال القراءة، فهي تمكنك من التعلم والسفر والتجول بين الكثير من العوالم حولك دون أن تتحرك من أريكتك أو فراشك، غير أن المجتمع الذي لا يقرأ يتدنى مستواه كثيرًا بشكلٍ عام، وتصاب عقول شعبه بالضمور.
في هذا المقال نعرض لكم بعض الأسباب التي تخرج القراءة من مجرد كونها هواية لكونها واجبة على كل فردٍ فيينا.
فوائد القراءة للفرد والمجتمع
أمة الإسلام هي أمة “اقرأ”، وهي التي تعد القراءة من الأعمال التي تقربك من الله عز وجل، فكلمة اقرأ هي أول أمرٍ نزل على رسولنا الكريم، وأول كلمةٍ تلقاها من الوحي.
ولا تنسَ أن مَن سلَك طريقًا يطلب فيه علمًا سلَكَ اللهُ به طريقًا من طُرق الجنَّة وفيما يلي سنعرف سوياً لماذا يجب علينا أن نقرأ:
1 ـ تحسين المهارات اللفظية
تعمل القراءة على تحسين المهارات اللفظية، فَالقارئين جميعًا يمتلكون حصيلةً لا بأس لها من الكلمات المتنوعة والتي تفيدهم في التعبير عن مشاعرهم، والتحدث عن آرائهم بشكلٍ متزن ولبق، وكلما ازداد معدل الكتب التي تقرأها كلما زادت حصيلتك اللغوية، وانضمت لمجموعتك مفرداتٍ أكثر.
2 ـ اكتساب مهارات جديدة
إن القراءة تمنحك الكثير من العلم والمهارات الجديدة، كما أنها تمكنك من الاطلاع على كثيرٍ من الأبحاث في وقتٍ قصير.
بالإضافة إلى أن حصيلة المعلومات التي تجمعها من الكتب التي تقرأها ستساعدك كثيرًا خلال نقاشاتك ومحادثاتك سواءً الأكاديمية أو المدرسية.
3 ـ الحد من التوتر
أثبتت بعض الأبحاث أن القراءة تعمل على تقليل التوتر وتحسين الذاكرة أيضًا، وقد عبرت مارين ولف في إحدى كتبها عن ذلك حيث قالت أنه حينما تقرأ تستطيع أن تتوقف قليلًا لتفكر ومن ثم تحظى ببعض التركيز وذلك على خلاف ما إذا كنت تشاهد فيلمًا مثلًا فأنت لا تضغط على زر الإيقاف لتفكر فيما تشاهده.
4 ـ الحصول على تجارب جديدة
تستطيع من خلال القراءة أن تحصل على تجارب لم تعيشها أنت، وبذلك تتعلم منها ومن نجاحاتها وفشلها، كما يمكنك أن تتعرف على الكثير من وجهات النظر وما وراءها ومن ثم يتوسع فهمك لكل ما هو ممكن.
5 ـ التعرف على قضايا جديدة
كلما ازدادت معرفتك كلما ازدادت قدرتك على فهم قضايا العالم من حولك، وأصبحت أكثر قدرةً على حل مشاكلك لما قد اكتسبته من خبرات وعلمٍ أزلت به عنك الكثير من الجهل فَبالعلم والمعرفة ستتمكن من مواجهة مصاعب الحياة وتحدياتها.
6 ـ تحسين الخيال
تعمل القراءة على تحسين قدرتك على الخيال، وأخذ قسطٍ من الراحة بعد يومٍ شاق، فأنت تنتقل بالكتاب من عالمك الصغير إلى عالمٍ لا محدود، وأحيانًا أخرى تنتقل من عالمك إلى عالمٍ أصغر ما يكون، ما بين الكواكب والنجوم إلى النواة والذرة، هكذا تبحر بك القراءة بين مختلف العوالم بين الضيق والواسع.
7 ـ تطوير العقل
القراءة ترتفع بصاحبها، وترتقي به، فكلما ازدادت معرفتك وعلمك كلما دفعك الشغف لتعلم وقراءة المزيد، كما أن القراءة تعمل على تطوير عقلك وانشغاله بما ينفعه.
8 ـ الاطلاع على ثقافات أخرى
تستطيع من خلال القراءة أن تتعرف على ثقافات جميع البلاد من حولك وأحوال شعوبها، وكيف يقضون أوقاتهم وحياتهم.
9 ـ بناء شخصية مستقلة
من أهم إجابات سؤال لماذا يجب علينا أن نقرأ بسبب أن القراءة تساعد على تكوين شخصية مستقلة لَها آراؤها التي تستطيع أن تعبر عنها، وخبراتها التي عايشتها وجنت ثمارها أو قرأت عنها وتعرفة على الثمار التي حُصدت منها.
بالإضافة إلى أن القراءة تعلمك ألا تنجرف كتابع وراء أي شيء تسمعه، بل أنك تقتنع بسهولة، لا بد من حوار مقنع ومنطقٍ سديد.
10 ـ استثمار الوقت
القراءة هي إحدى أهم الوسائل لاستثمار وقتك الذي ستسأل عنه أمام خالقك، فبها يمكنك تحويل أوقات فراغك لمصدر علمٍ ومعرفةٍ لا ينتهي أبدًا.
أهمية القراءة وفوائدها
تؤثر القراءة في جميع جوانب حياة الإنسان؛ حيث أن لها دورًا كبير في تنمية عقل الإنسان ومن فوائد القراءة ما يلي:
- تعمل على تحسين نوعية الحياة؛ وذلك لأنها تعمل على نقل المعارف والثقافات بين الشعوب.
- تعد القراءة من وسائل الترفيه عن النفس.
- تمثل القراءة دوراً كبيراً في تحسين الإنتاج الأدبي وكذلك تحسين الحياة الفنية؛ حيث أن معظم الأعمال السينمائية تعتمد عليها.
- تساعد القراءة الفرد على تعلم لغة مختلفة، واكتساب ثقافة جديدة مما يؤدي إلى تحسين طريقة التفكير.
- تساعد القراءة في إنعاش الذاكرة، وتنشيط العقل مما يؤدي إلى حماية الإنسان من الإصابة بالزهايمر عند التقدم في العمر.
- عندما يهتم الفرد بالقراءة فإنه يحاول الارتقاء بنفسه وبالمجتمع.
- كما أن القراءة تلعب دوراً كبيراً في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
أنواع القراءة وأهميتها
تنقسم القراءة إلى:
- القراءة الصامتة.
- القراءة الجهرية.
- القراءة الاستكشافية.
- القراءة المسبقة.
- القراءة التحليلية.
- قراءة الاستماع.
أولا: القراءة الصامتة والجهرية
حيث يحتاج كلاً من النوعين إلى أن يقوم القارئ بتعريف الرموز؛ حتى يتمكن من فهم المعاني.
غير أن القراءة الجهرية تتطلب من القارئ أن يحاول أن يفسر لغيره الأفكار والانفعالات التي تحتوي عليها المادة المقروءة.
ثانياً: القراءة الاستكشافية
يحتاج هذا النوع من القراءة إلى إعمال العقل ومحاولة فهم القارئ كما تحتاج إلى مهارة عالية؛ حتى لا يكون القارئ بعد قراءة الكتاب مثل ما كان قبل قراءته.
ثالثاً: القراءة المسبقة
يعد هذا النوع من القراءة بمثابة الضوء الذي يستنير به القارئ؛ حيث أن القراءة فيه تكون سريعة وبه يطرح القارئ على نفسه العديد من الأسئلة؛ حتى يتعرف على صحة اختياره للكتاب.
رابعاً: القراءة التحليلية
يعتبر هذا النوع من القراءة من أعلى وأدق أنواع القراءة؛ حيث أنه يساعد على فهم الكتاب بشكل تحليلي عميق؛ حيث يحتاج هذا النوع إلى تفتح مدارك القارئ؛ حتى يصل إلى الرسالة التي قصد الكتاب من أجلها.
خامساً: قراءة الاستماع
يستعمل هذا النوع من القراءة في جميع المراحل الدراسة.
ماذا لو لم نقرأ؟
إذا لم يهتم كل شخص في المجتمع بالقراءة:
- فلن يتقدم أفراد المجتمع وبالتالي لن يتقدم المجتمع.
- لو لم نقرأ لن نكون بشراً، ولن تكون لنا حياة.
- لو لم نقرأ لن يصبح لنا أي موقع على خريطة العالم.
- كذلك لو لم نقرأ سنصبح مثل أولئك الذين يتخبطون في الظلام الدامس يحاولون الوصول إلى مكان ما دون الاستعانة بـ شمعة تنير طريقهم.
في نهاية مقال لماذا يجب علينا أن نقرأ، نذكر أنه إذا كنت ترى أن كل هذه الأسباب غير كافيةٍ كي تقرأ، تذكر أن القراءة هي وسيلة ترفيهية تستطيع أن تنتشلك من الضغوطات والمشاكل الحياتية إلى أي عالمٍ تختاره بنفسك، ومن النادر جدًا أن تستطيع الجمع بين الترفيه والتعلم في آنٍ واحد، ولا تنسَ قول الشاعر أحمد شوقي: العلم يبني بيوتًا لا عماد لها وأن الجهل يهدم بيوت العز والكرم.
اقرأ ايضاً: طرق مهارة القراءة السريعة أهم التمارين والنصائح