محتويات
هذا هو العنصر البند المخصص
فرضت الصلوات الخمس على أمة محمد في ليلة الإسراء، وذلك قبل الهجرة بعامٍ ونصف، ثم بعد ذلك فُصِّلت شروطها وأحكامها شيئًا فشيئًا، والصلاة هي حبل المسلم المتين، وفريضةٌ تفصل بين المسلم وبين غيره، فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة“، وقال صلى الله عليه وسلم: “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر”.
ولما للصلاة من كثير أركانٍ وشروطٍ وأحكام، هناك العديد من التساؤلات والفتاوى التي يطلبها الناس من ذوي العلم وأهله، وفي هذا المقال سنتعرض لأحد تلك الاسئلة التي يبحث في إجابتها معظم الناس، ماذا لو فاتتني صلاة؟
ماذا أفعل إذا فاتتني صلاة؟
إذا فاتتك صلاة الظهر مثلًا وقد دخل وقت صلاة العصر، فإنه يتوجب عليك أن تقضي صلاة الظهر أولًا ثم تصلي العصر بعد ذلك في وقته، وهكذا الحال أيضًا إذا فاتتك أكثر من صلاة، أي أنك لو لم تصلّي الظهر والعصر وقد دخل عليك وقت صلاة المغرب، فعليك أن تصلّي الظهر والعصر أولًا، ثم بعد ذلك تصلّي المغرب، فإن قضاء الفوائت يجب أن يكون على الفور دون تأخير، ويجب أن تكون مرتبة.
ودليل ذلك ما جاء في الصحيحين وغيرهما عن جابرِ بنِ عبد الله أن عمر بن الخطاب جاء يوم الخَنْدَقِ بَعْدَما غَرَبَتِ الشمسُ، فجَعَلَ يَسُبُّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ، قال: يا رسول الله، ما كِدْتُ أُصلِّى العصر حتى كادتِ الشمسُ تَغْرُبُ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: “واللهِ ما صَلَّيْتُهَا”، فقُمْنَا إلى بُطْحَانَ، فتَوَضَّأَ للصلاة، وتوضَّأْنا لها، فصَلَّى العصرَ بعدَما غَرَبَتِ الشمسُ، ثم صلَّى بعدَها المغربَ.
كما أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعل غير ذلك، أو صلى بغير الترتيب المعروف، وقد قال عليه أفضل الصلاة وأتم السلام “صَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي“
وأما إذا كان وقت الصلاة الحاضرة ضيقٌ لا يسع قضاء الفائتة، أي أنك لم تصلي العصر وقد أوشك وقت المغرب على الانتهاء فلا يسعك أن تصلي العصر أولًا ثم تأتي بالمغرب، فقد ذهب أكثر العلماء على أن تصلي الحاضرة أولًا ثم الفائتة، وذلك كي لا تكون الصلاتين فائتتين.
نهايةً… لا تنس أن تأخير الصلاة عن وقتها بدون عذرٍ كنومٍ أو نسيان، يعد من أعظم الكبائر، وذلك لأن أداء الصلوات في وقتها فرضٌ من فرائض الصلاة، فاحرص دومًا على أن تصلّ كل صلاةٍ في وقتها، وتذكر قول الله تعالى “فويلٌ للمصلين. الذين هم عن صلاتهم ساهون”.
هذا ما توصل إليه فريق بحث Dal4you