إن لختم القرآن الكريم فضله وثوابه العظيم، فهو كلام الله عز وجل، وفيه من العلم ما لا ينتهي، وبه نقضي حوائج دنيانا، وبه نرتقي في درجات الجنة، وعند ختم القرآن الكريم يستحب الدعاء عن الانتهاء من قراءة سورة الناس، ويدعي الإنسان بخيري الدنيا والآخرة.
اقرأ المزيد عن: أفضل طرق تحفيظ القرآن للأطفال بالتكرار
أهمية حفظ القرآن الكريم وفهم معانيه
- القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل الذي أنزله على سيدنا محمد، وقال سبحانه وتعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، وإن لتدارسه وحفظه لأهمية كبيرة، حيث أفنى علماء جليلون عمرهم في حفظه، وتعلمه، وتدبره، وقال خالد بن الوليد رضي الله عنه (شغلنا عنك الجهاد) أي يعني القرآن.
- حفظ القرآن مهم لاستحضار الآيات عند الاستشهاد به وتعليمه، كما أن الخطباء والأئمة يجب أن يحفظوا القرآن لاستحضاره في خطبهم وفي صلاتهم.
- إن لحفظ القرآن أثره في تنمية مهارات الذكاء، فهناك العديد من العلماء والمفسرين الذين بدأوا حياتهم بحفظ القرآن وتدارسه، كالطبري، والقرطبي، وابن كثير، وابن تيمية وغيرهم.
- الحفظ والقراءة هم من الأسباب التي تنمي القدرات الذهنية لدى الإنسان، والقرآن هو أولى الكتب بالحفظ والتدارس، إذ أنه كلام الله وكتاب ومنهج الدين الإسلامي.
- نجاة من النار، حفظ القرآن هو حفظ ونجاة من النار، ففي الحديث الشريف عن عصمة بن مالك الخطميّ رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: (لو جُمِعَ القرآنُ في إِهابٍ، ما أحرقه اللهُ بالنَّارِ).
- حفظ القرآن يعد اتباع لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحفظ القرآن الكريم، وكان يراجعه مع الصحابة رضوان الله عليهم.
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (يجيءُ القرآنُ يومَ القيامَةِ، فيقولُ: يا ربِّ حلِّهِ، فيُلْبَسُ تاجَ الكرامَةِ، ثُمَّ يقولُ: يا ربِّ زدْهُ، فيُلْبَسُ حُلَّةَ الكرامَةِ، ثُمَّ يقولُ: يا ربِّ ارضَ عنْهُ، فيَرْضَى عنه، فيقولُ: اقرأْ، وارْقَ، ويزادُ بكُلِّ آيةٍ حسنَةً). فهذا يعني أنه لشرف عظيم أن نفوز بتاج الكرامة، وأن منزلة العبد في الجنة تكون عند آخر آية يقرأها.
فضل ختم القرآن الكريم للمسلم
- أفضل الأعمال هو تعلم القرآن الكريم وتعليمه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وتلاوة القرآن الكريم من أعظم العبادات التي يقوم بها العبد، ويقول الله تعالى (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي إلى صراط مستقيم) ولذلك فإذن ارتقاء منزلة العبد تكون بفعله لأفضل الأعمال.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)، فمن فضل تلاوة القرآن الكريم هو طرد الشيطان.
- يقول الله تعالى (فاذكروني أذكركم)، وبذلك فبذكر الله سبحانه وتعالى يذكره الله جل وعلى.
- منزلة المؤمن في الجنة هي عند آخر آية يقرأها، ولذلك ينبغي للمؤمن أين يكثر من قراءة وحفظ القرآن.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده)، وعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمئة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين).
أدعية ختم القرآن الكريم مكتوبة
- اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بالقُرْءَانِ وَاجْعَلهُ لِي إِمَاماً وَنُوراً وَهُدًى وَرَحْمَةً.
- اللَّهُمَّ ذَكِّرْنِي مِنْهُ مَا نَسِيتُ وَعَلِّمْنِي مِنْهُ مَا جَهِلْتُ وَارْزُقْنِي تِلاَوَتَهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ وَاجْعَلْهُ لِي حُجَّةً يَا رَبَّ العَالَمِينَ.
- اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ.
- اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَيْرَ عُمْرِي آخِرَهُ وَخَيْرَ عَمَلِي خَوَاتِمَهُ وَخَيْرَ أَيَّامِي يَوْمَ أَلْقَاكَ فِيهِ.
- اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِيشَةً هَنِيَّةً وَمِيتَةً سَوِيَّةً وَمَرَدًّا غَيْرَ مُخْزٍ وَلاَ فَاضِحٍ.
- اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ المَسْأَلةِ وَخَيْرَ الدُّعَاءِ وَخَيْرَ النَّجَاحِ وَخَيْرَ العِلْمِ وَخَيْرَ العَمَلِ وَخَيْرَ الثَّوَابِ وَخَيْرَ الحَيَاةِ وَخيْرَ المَمَاتِ وَثَبِّتْنِي وَثَقِّلْ مَوَازِينِي وَحَقِّقْ إِيمَانِي وَارْفَعْ دَرَجَتِي وَتَقَبَّلْ صَلاَتِي وَاغْفِرْ خَطِيئَاتِي وَأَسْأَلُكَ العُلَا مِنَ الجَنَّةِ.
- اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمِ مَغْفِرَتِكَ وَالسَّلاَمَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ.
- اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، وَأجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخِرَةِ.
- اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا تَحُولُ بِهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهَا جَنَّتَكَ وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا وَلاَ تجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا.
- اللَّهُمَّ لَا تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ وَلَا هَمَّا إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَلَا دَيْنًا إِلَّا قَضَيْتَهُ وَلَا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلَّا قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
- رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَخْيَارِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيراً.
السور التي تقرأ في ختم القرآن
عند ختم القرآن فإنه يستحب الدعاء، وقد ثبت ذلك من فعل أنس بن مالك رضي الله عنه، ويستحب التكبير في آخر سورة الضحى إلى أن يختم، ولكن لم يثبت وجود سورة معينة تقرأ بعد ختم القرآن الكريم، وهذه بعض الأدعية الأخرى في ختم القرآن:-
هل أصلي ركعتين بعد ختم القرآن الكريم؟
لا يوجد حاجة لصلاة ركعتين بعد ختم القرآن، فهذا لم يرد به دليل فيما نعلم، ولكن يستحب الدعاء من خيري الدنيا والآخرة، ويدعوا بعد الانتهاء من سورة الناس.
نهايةً اعلم أن ما من عمل في الدنيا أفضل من حرصك على حفظ القرآن والعمل به، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن وأن يحشرهم معهم في جنانه يوم لا ظل إلا ظله.