محتويات
من المعلوم، أن التعليم يعد مهنة من أشرف المهن التي يقوم بها الإنسان؛ لأنه مهنة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فهم الذين رسّخوا العقيدة الصحيحة، وبذلوا كثيراً من الجهد لإخراج الناس من الظلمات إلى النور. كذلك تعتبر مهنة التعليم عامل أساسي في تقدم الدول وبناء المجتمعات الناجحة.
ومن هنا، يتضح أن من يرغب في التصدي لهذه المهنة والعمل بها أن يتحلى بعدة صفات وآداب تؤهله لأن يكون معلماً ناجحاً ومؤثراً في الأجيال التي تبتغيه، وفيما يلي سنقدم لك الآداب التي ينبغي أن يلتزم بها المعلم.
ما هي آداب المعلم؟
1- إخلاص النية
ينبغي على المعلم أن يخلص نيته، وذلك بأن يقصد بتعليمه وجه الله، ولا تكون نيته الوصول إلى أغراض دنيوية مثل كسب وتحصيل المال، أو الوصول إلى مكانة في العمل، أو الرغبة في صناعة شهرة وسمعة تميزه عن زملائه … إلى غير ذلك من الأهداف الدنيوية.
2- التحلي بمكارم الأخلاق
كذلك، من أهم الآداب التي ينبغي على المتعلم أن يتحلى بها أن يلتزم بالورع، والسكينة والوقار، والتواضع، ولا يكثر من الضحك والمزاح، كما ينبغي عليه أن يبتعد عن احتقار من هو أدنى منه في المكانة، ويكون على حذر من الرياء، والإعجاب بالذات.
3- الالتزام بآداب الشرع
ينبغي على المعلم أن يتمسك بالآداب الشرعية الظاهرة والغير ظاهرة، فَيهتم بنظافته الشخصية والرائحة الطيبة، ويسرح لحيته؛ لأنه يكون قدوة للطلابه.
4- مراقبة الله
ينبغي على المعلم أن يراقب الله في السر، والجهر، ويجتهد في الحفاظ على تلاوة القرآن، ونوافل الصلوات، والصوم، وغير ذلك من الأعمال، والعبادات التي تجعل النفس تستشعر مراقبة الله تعالى في جميع الأوقات، والأحوال.
5- يحث الطلاب على إخلاص النية لله في طلب العلم
من آداب المعلم مع طلابه أن يأمرهم، ويحثهم على إخلاص النية في طلب العلم، وجميع أمور حياتهم وذلك من خلال تعليمهم أن العلم عبادة، ولا تقبل العبادة إلا مع إخلاص النية، فيعلم الطالب أن ينوي طلب العلم بنية رفع الجهل عن نفسه فقد قال الله تعالى ” يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات “، أيضا ينوي الطالب أن يعبد الله على بصيرة، وأن يتقرب إلى الله بطلب العلم.
لأن طلب العلم جهاد، كذلك، تعليم الطالب أن ينوي طلب العلم لزيادة الخشية من الله قال تعالى ” إنما يخشى الله من عباده العلماء “. كما ينبغي على المعلم أن يحذر طلابه أن يطلبوا العلم من أجل تحصيل الدنيا فقد ورد حديث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ” من تعلًّم علمًا مما يبتغى به وجه الله ـ عز وجل ـ لا يطلبه إلا ليصيب به عرضًا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة: أي ريحها.
6- تذكير الطالب بفضائل العلم
ينبغي على المعلم أن يكون يذكر طلابه بفضل طلب العلم بشكل مستمر من حين لآخر، فَيذكرهم أن العلم نور يهدي إلى الصواب والرشاد، وأنه يخرج الناس من الظلام إلى النور، وبيان لهم الأحاديث التي أكد عليها الدين الإسلامي في فضل العلم وطلبه.
حيث بين الإسلام أن العلماء ورثة الأنبياء، ولا رتبة في الوجود أعلى من ذلك، وقد قال العلماء اطلب العلم من المهد إلى اللحد إلى غير ذلك من الأقوال التي ترغب الطلاب في طلب العلم.
7- الاهتمام بمصلحة الطالب
من أهم آداب المعلم التي ينبغي عليه أن يتحلى بها أيضاً، الاعتناء بمصلحة الطالب مثل اعتناؤه بمصلحة نفسه وأولاده، فيحافظ عليه من التعرض للأمراض، أو لأي خطر يمكن أن يصيبه أثناء التواجد عنده، أيضاً على المعلم أن يحنو على الطالب ويجعله بمثابة الإبن.
ويعطيه من الشفقة مثل ما يعطي ولده من الحنان، و الشفقة، والصبر على هفواته التي قد تصدر منه في بعض الأحيان، ويسأل على من غاب، ويتفقد أحواله. كذلك، من آداب المعلم أن يظهر لطلابه طلاقة وجه، ويحسن إليهم عند استقبالهم.
8- التحلي بالسماحة
ينبغي على المعلم أن يتحلى بالسماحة، ويبذل كل ما حصل عليه من علم، فلا يحتقر أو يدخر أي شيء من المعلومات يكون الطلاب في حاجة إليها، إذا كان في استطاعة الطلاب فهمها. أيضا ينبغي على المعلم أن يهتم بتوضيح ما يلقيه على طلابه من عبارات ومعاني؛ حتى يكون سهلاً في إلقائه لكل من ابتغاه، ويحرص على إفادة كل طلابه برفق وإرشاد.
9- الاهتمام بالمستوى الدراسي للطلاب
من المهم أن يحرص المعلم على رفع مستوى طلابه، وذلك من خلال أن يأمرهم من حين لآخر بإعادة مراجعة دروسهم السابقة، و يسألهم عن أي شيء يصعب عليهم فهمه. كذلك عليه أن يحرص على تشجيع طلابه تحفيزاً لهم على الاستمرار في التفوق فإذا وجد من أتم ما كلفه به من الطلاب، فعليه أن يكرمه ويثني عليه، ومن وجده مقصر يعنفه برفق؛ حتى يحفظ ما يؤمر به خفظاً راسخاً فيما بعد.
9 ـ الاهتمام بالمستوى الدراسي للطلاب
من المهم أن يحرص المعلم على رفع مستوى طلابه، وذلك من خلال أن يأمرهم من حين لآخر بإعادة مراجعة دروسهم السابقة، و يسألهم عن أي شيء يصعب عليهم فهمه. كذلك عليه أن يحرص على تشجيع طلابه تحفيزاً لهم على الاستمرار في التفوق.
فإذا وجد من أتم ما كلفه به من الطلاب، فعليه أن يكرمه ويثني عليه، ومن وجده مقصر يعنفه برفق؛ حتى يحفظ ما يؤمر به خفظاً راسخاً فيما بعد.
10- التواضع وخفض الجناح
ينبغي على المتعلم أن يتحلى بالتواضع، فلا يتعظم على من هو أقل منه رتبة، أو يتعالى على طلابه بل يلين ويتواضع لهم فقد قال تعالى ” واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين”. كذلك ينبغي عليه أن يكرر قول ( لا أدري )، أو سأبحث عن هذا الشيء؛ حتى يتعلم الطلاب أن قول لا أدري لا ينقص من منزلة العالم، وقدره، وإنما ذلك دليل على عظم تقواه.
11- يرفع صوته بالعلم ويعيد تكراره
على المعلم أن يرفع صوته أثناء شرح الدروس؛ حتى لا يدع فرصة لأي طالب أن يشت بانتباه، كذلك عليه أن يكرر الدرس؛ ليُرسخ فهم الدرس لديهم، ويساعدهم على حفظه بشكل أسرع، وقد ورد في ذلك حديث عن أنس رضي الله عنه عن النبي ” أَنَّهُ كَانَ إذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلاثاً حَتَّى تُفْهَمَ، وإذَا أَتَى عَلَى قَوْمٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثَلاثاً”.
12- أن يكون قدوة حسنة للطالب
ينبغي على المعلم أن يكون قدوة في كل سلوكياته، بداية من احترام الوقت، والعدل بين الطلاب في المعاملة فلا يفضل أحد على أحد، ولا يخاطب طالب بعينه، ويعرض عن غيره، وإنما يكون عادلاً.
في نهاية المقال، نوضح أن التعليم مهنة سامية، ورسالة مقدسة؛ حيث أنه يتطلب أن يكون المعلم مكتسباً لمهارات معينة، ويتحلى بالأخلاق الحسنة؛ لأنه يؤثر في تلاميذه بشكل لا إرادي. فإذا كنت ترغب في التصدي لمهنة التعليم، ننصحك أن تتحلى بالآداب التي قدمناها لك في محتوى هذه المقالة.