ما الفرق بين النبي والرسول | الحكمة من بعثة الأنبياء والرسل
لا يعرف الكثير من المسلمين ما الفرق بين النبي والرسول؛ حيث يعتقدون أنه لا يوجد أي فرق بينهما لأن كلاً منهما مبعوث من الله عز وجل، ولكن في الحقيقة يوجد الكثير من الاختلافات بين النبي والرسول، كما يشتركا أيضاً في الكثير من الصفات والخصائص.
فإذا كنت ترغب في التعرف على إجابة سؤال ما الفرق بين النبي والرسول، فعليك بالاطلاع على هذا المقال.
اقرأ أيضًا.. فضل الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
ما الفرق بين النبي والرسول
النبي | الرسول |
1- هو الذي ينزل عليه الوحي لِيُخبر عن الله تعالى بِالشرائع التي أنزلها الله على رسله من قبل | 1- هو صاحب الوحي؛ حيث أن الله بعثه برسالة وشرع جديد |
2- قد لا يكون له كتاب مثل نبي الله يوشع عليه السلام، فقد يوحى إليه بصيام أو صلاة و لكن لا يؤمر بالتبليغ؛ لذلك فإن الرسالة أعم من النبوة | 2- هو من له كتاب أو نسخ، ويُبعث ويُؤمر بالتبليغ مُطلقاً حتى وإن كان تابعاً لنبي قبله |
3- النبي هو الذي يحفظ شرع الله تعالى ويؤكد على شريعة من سبقه من الرسل | 3- الرسول هو الذي يحدد الأحكام والشرائع من خلال التشريعات الجديدة التي تُوحى إليه |
4- أما النبي فلا يكون له كتاباً خاصاً به، ويمكن أن يُوحى إليه بحكم جديد يكون ناسخاً أو غير ناسخ لما قبله من شريعة الرُّسل | 4- الرسول أعلى درجة من النبي؛ حيث إنه يُبعث بِرسالة جديدة، وشريعة جديدة، وكتاب مستقل به |
5- أما النبي فيأتيه الوحي في المنام، أو عن طريق الإلهام | 5- الرسول يأتيه الوحي في اليقظة |
6- أما النبي فقومه يتبعون شريعة من سبقه من الرسل | 6- الرسول يكون قومه تابعين لِرسالته وشريعته |
الفرق بين النبي والرسول الشعراوي
يرى الإمام الشعراوي أن الفرق بين النبي والرسول بيّن؛ حيث قال أن الرسول هو من يُوحى إليه بشرع يعمل به ويأمر بِتبليغه.
أما النبي هو من يوحى إليه بشرع يعمل به، ولم يؤمر بِتبليغه؛ لأنه يعمل بشرع الرسول الذي سبقه؛ ولكنه يأتي لِتعديل وتقويم سلوك أمته فيُزيل عنهم الآفات وحثهم على تجنب المعاصي؛ حتى يساعدهم على العودة إلى طريق الحق مرةً أخرى.
ما الفرق بين النبي والرسول عند الشيعة
اختلفت الشيعة في تعريف النبي والرسول، وبيان الفرق بينهما وفيما يلي سنعرض لك الفرق بين النبي والرسول عند الشيعة.
الرسول أعلى رتبة من النبي؛ حيث أنه يحمل رسالة من الله إلى من بُعث إليهم من خلال رؤية جبريل شخصياً، أما النبي فهو من يصله الوحي عن طريق الملائكة أو بالإلهام أو الرؤيا الصادقة في المنام.
الفرق بين النبي والرسول والامام وأيهما أفضل
اختلف أهل العلم في تحديد الفرق بين النبي والرسول والامام، إلا أنهم تمكنوا من ضبط هذا الاختلاف وتحريره، وفيما يلي سنتعرف على الفرق بين النبي والرسول والامام
أن النبي هو المُنبئ المُخبر، بينما الرسول هو المأمور بِتبليغ ما نُبئ وأُخبر به، كما أن الرسول يوحى إليه من خلال رؤية الملك جبريل، والنبي يوحي إليه بالإلهام أو بالمنام بينما الامام لا يوحى إليه ولكن يصله العلم الإلهي عن طريق العلم به والاطلاع عليه.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الرسول ينزل عليه الوحي بواسطة جبريل فيراهُ ويسمع كلامه، أما النبي ربما سمع الكلام، وربما رأى الشخص بينما الإمام هو الذي يسمع الكلام ولا يرى الشخص.
هذا، وتعد الإمامة أفضل وأعلى رتبة من النبوة؛ حيث أنها مُنحت لِإبراهيم عليه السلام وذلك تكريماً له بعد النبوة.
الفرق بين الرسول والنبي ابن عثيمين
يرى ابن عثيمين أن النبي هو من أوحى الله إليه بشرع ولكن لم يأمره بتبليغه؛ حيث يعمل في نفسه دون أن يكون مُلزم بالتبليغ، بينما الرسول هو من أوحى الله إليه بشرع وأمره بتبليغه والعمل به.
ومن هنا يتضح أن كل رسول نبي، وليس كل نبي رسول. هذا، وقد قص الله بعض الرسل في القرآن ولم يذكر البعض الآخر قال الله تعالى “ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله“.
من هم الرسل؟
الرسل هم المبعوثين من الله تعالى برسالة معينة، مكلفين بتبليغها، وحملها، والإيمان بالرسل عليهم السلام واجب ويحصل من خلال التصديق بأن الله تعالى قد بعث في كل أمة رسولاً؛ حتى يدعوهم لعبادة الله وحده ويحذرهم من الشرك به سبحانه وتعالى.
ومن الجدير بالذكر أن جميع الرسل هم رجال صادقون قد اصطفاهم الله تعالى من البشر، تمكنوا من تبليغ الرسالة كما أنهم نجحوا في تبليغها دون حدوث زيادة أو نقصان فيها، وقد أيدهم الله بالمعجزات وذلك بدليل قول الله تعالى “وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ“.
وتجدر بنا الإشارة أيضاً إلى أن الرسل عليهم السلام يأكلون، وينامون، ويمرضون، ويموتون فلا يملكون أي خاصية من خصائص الألوهية أو الربوبية وبذلك يتضح أنهم لا يستطيعون علم الغيب ولا يملكون نفع أحد من الخلق أو ضره إلا بإذن ربهم وخير دليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم “قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ“.
من هو النبي؟
هو المُخبر عن الله عز وجل، ومنزلته مرتفعة بين الناس، وله شأنٌ عظيم فقد اختاره الله لهداية الناس إلى عبادة الواحد الأحد الذي لا شريك له، ودعوتهم لِلأخلاق ونبذ الوثنية، والإقلاع عن فعل المحرمات.
الحكمة من بعثة الأنبياء والرسل
اتفق العلماء على أن الله تعالى قد بعث الأنبياء والرسل لمجموعة من الحكم منها:
- دعوة الناس إلى توحيد الله عز وجل، وترك الشرك قال تعالى “وَلَقَد بَعَثنا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسولًا أَنِ اعبُدُوا اللَّـهَ وَاجتَنِبُوا الطّاغوتَ“.
- تبليغ الناس بكل ما يحبه الله ويرضاه لعبده، وكذلك بيان كل ما يبغضه؛ حتى يتم إصلاح نفوسهم.
- بيان ما أعده الله للمتقين يوم القيامة من نعيم، وللكافر من عذاب بدليل قول الله تعالى “قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ * فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ * وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ“.
- تبليغ العباد بالأمور الغيبية التي لا يمكن للناس معرفتها بعقولهم مثل معرفة الله تعالى، وأسمائه، وصفاته، والملائكة وغير ذلك من الأمور الغيبية.
- الاقتداء بهم في كل جميع مناحي الحياة؛ حيث كملهم الله بالأخلاق الحسنة قال تعالى “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً“.
في نهاية المقال، نذكر أننا أننا أجبنا لك على سؤال ما الفرق بين النبي والرسول، وبينا لك أن كل رسول نبي وليس كل نبي رسول.